دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد فرص التعرض للدغات الثعابين فماذا عن سم الأفعى؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
أظهرت نتائج دراسة أجريت في جورجيا بالولايات المتحدة- وهي ولاية تضم 17 نوعا من الأفاعي السامة من ضمنها 7 أنواع فقط تثير قلق البشر- أن كل ارتفاع بدرجة مئوية في الحرارة يؤدي إلى زيادة بنسبة 6% تقريبا بلدغات الثعابين في المتوسط.
ونشرت نتائج هذه الدراسة بتاريخ 11 يوليو/تموز الجاري في دورية "جيوهيلث" (GeoHealth).
ومن المعروف أن الثعابين تتفاعل مع تقلبات الطقس الموسمية، حيث تدخل حالة تشبه السبات تعرف باسم الخمول brumation في الشتاء، لذلك ربما تكون هذه النتائج متوقعة، كما أنها تتوافق أيضا مع نتائج الدراسات السابقة.
الاحترار العالمييقول عالم الصحة والبيئة نوح سكوفرونيك من جامعة إيموري Emory University بولاية جورجيا "لا نعرف الكثير عن كيفية مساهمة الطقس -بمعنى التغيرات قصيرة المدى بالأرصاد الجوية- في تفاعلات الأفاعي التي تهدد البشر، ويرجع ذلك جزئيا إلى حدوث الكثير من لدغات الثعابين الخطرة في الأماكن التي تفتقر إلى وجود بيانات جيدة عن أسباب الاعتلال والوفيات".
ووفق تقرير -نشر على موقع "ساينس ألرت" (Science Alert)- فقد درس سكوفرونيك وبقية الفريق 3908 حالات مقيدة في المستشفيات تتعلق بلسعات الثعابين السامة، وتغطي الفترة من 2014 إلى 2020.
وتمت مقارنة هذه البيانات مع حالة الطقس لكل يوم، بما في ذلك درجة الحرارة وهطول الأمطار.
ووجد فريق الباحثين أنه رغم أن أكبر عدد من لدغات الثعابين في المجموع حدث في فصل الصيف، فإن الارتباط الأقوى بين ارتفاع درجات الحرارة بلدغ الثعابين كان في الربيع.
ويرى الباحثون أن درجات الحرارة العالية في الصيف قد تتسبب بخمول الثعابين.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يبلغ إجمالي لدغات الأفاعي أكثر من 5 ملايين سنويا، وهي مسؤولة عما يصل إلى 138 ألف حالة وفاة كل عام. كما يمكن أن يتسبب سم الأفعى بالعديد من المشكلات الصحية وبتر الأطراف وإعاقات دائمة أخرى.
ماذا يحدث عندما يحقنك ثعبان بالسم؟سم الأفعى سائل أبيض أو أصفر اللون يحتوي على مزيج من المواد الكيميائية التي تنتجها الغدد الموجودة خلف عيون الثعبان، وتضخ في مجرى الهواء إلى الأنياب المجوفة للثعبان والتي تعمل مثل إبرة تحت الجلد لتحقن الأفعى السم في فرائسها.
ووفقا لتقرير نشر على موقع "سايديف نت" فإن هناك 3 أنواع رئيسية من السم تهاجم الجسم بطرق مختلفة.
يتسبب السم الدموي Haemotoxic venom في حدوث نزف عن طريق التدخل في تخثر الدم، ويمكن أن يؤدي إلى نزف قاتل وصدمة وتشنجات. يهاجم السم العصبي Neurotoxic venom الجهاز العصبي المركزي. وقد يعاني الضحايا من الكزاز وصعوبة بالتنفس. كما يمكن أن يتسبب الشلل الذي يبدأ عادة في الرأس، وينتقل إلى أسفل الجسم، في فشل الجهاز التنفسي حيث تتوقف العضلات المسؤولة عن التنفس عن العمل. يهاجم النوع الثالث الذي يسمى باسم الخلايا Cytotoxic venom المنطقة المحيطة بالعضة، ويدمر الخلايا والأنسجة. ويمكن أن تتأثر الأطراف بأكملها مما يستدعي البتر. ويمكن أن تسبب السموم أيضا انخفاض ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب والقيء والإسهال والفشل الكلوي. وتعاني النساء والأطفال من آثار أكثر خطورة من تسمم الثعابين بسبب صغر حجم أجسامهم. هل تتعمد الأفاعي لدغنا؟يقول عالم الزواحف الزراعية لورانس ويلسون من جامعة إيموري "العامل الرئيسي لتقليل المواجهات الخطرة هو التعليم. دع الناس يعرفون ما تفضله الثعابين، مثل الأماكن ذات الغطاء الأرضي الكثيف كي يكونوا حذرين من موائل كهذه".
ويضيف "يمكن أن يعيش الناس والثعابين بشكل متوافق، بما في ذلك الثعابين السامة، طالما أننا نحترم ونفهم موائلها واحتياجاتها".
في تقرير نشر على موقع "إيه بي سي نت" (abc.net.au) يقول دوغ بيكرز، الناشط في مجال الحفاظ على الطبيعة والمتنزهات الوطنية في "نيو ساوث ويلز": من غير المحتمل أن يطاردك ثعبان. هناك خرافة شائعة مفادها أن الثعابين تطارد البشر، لكن الحقيقة أنها خائفة منا تماما مثل خوفنا منها.
ويضيف بيكرز "إنها تريد فقط الهروب، وأسهل طريقة للهروب قد تكون على نفس المسار الذي تسلكه. إذا حاصرتها، فسوف تدافع عن نفسها لإخافتك وإبعادك عن الطريق".
ووفقا للتقرير فإن أفضل نصيحة إذا رأيت ثعبانا هي تركه بمفرده. وتتحرك الثعابين عادة بمجرد رؤيتك، لذا ابق على بعد بضعة أمتار للتأكد من أنها لا تشعر بأنها محاصرة ويمكنها العثور على طريق للهروب. وإذا كان هناك ثعبان لا يتحرك، فمن الجيد اتخاذ مسار بديل.
يقول عالم السموم الدكتور تيموثي جاكسون الأستاذ بجامعة ملبورن University of Melbourne "الحيوانات الصغيرة تخشى على حياتها عندما ترى بشرا كبيرا يحتمل أن يكونوا خطرين".
وأضاف "لا يمكننا التفكير مثلها ولكن يمكننا تغيير وجهة نظرنا. لا تريد الأفاعي أي علاقة بنا، وإذا ما أتيحت الفرصة، فإنها ستبقى بعيدا لكن هذا لا يعني أنها ليست خطرة أو أنها (بالمقابل) ستنتصر".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مفارقة قاسية في غانا: كسب الرزق من النفايات الإلكترونية مقابل التعرض لسموم خطيرة
ركزت الدراسة، التي قادها الباحث براندون مارك فين من كلية البيئة والاستدامة بجامعة ميشيغان، على منطقة أغبوغبلوشي في العاصمة الغانية أكرا، التي تعد من أكبر مواقع النفايات الإلكترونية غير الرسمية في العالم.
أظهرت دراسة صادرة عن جامعة ميشيغان أن العاملين في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في غانا وفي دول الجنوب العالمي يواجهون مفارقة قاسية؛ تأمين مصدر رزق ضروري للبقاء يقابله تعرض طويل الأمد لسموم خطيرة وتلوث بيئي كبير.
وبحسب الأمم المتحدة، ينتج العالم سنويا 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية، ويجري تدوير أقل من ربع هذه الكمية في منشآت رسمية ومنظمة، بينما يتم تدوير الجزء الأكبر في قطاع غير رسمي لا يخضع للحماية أو التنظيم أو التسجيل. وتستقبل غانا وحدها نحو 15 في المئة من النفايات الإلكترونية العالمية.
موقع غير رسمي يهدد صحة البشر والبيئةركزت الدراسة، التي قادها الباحث براندون مارك فين من كلية البيئة والاستدامة بجامعة ميشيغان، على منطقة أغبوغبلوشي في العاصمة الغانية أكرا، التي تعد من أكبر مواقع النفايات الإلكترونية غير الرسمية في العالم.
وخلال 55 مقابلة ميدانية، وثق فين ما سماه المفارقة غير الرسمية، حيث يؤدي العمل غير المنظم في إعادة التدوير إلى الإضرار بصحة العمال وتلويث بيئة المدينة بصورة واسعة.
وبالتعاون مع الباحث ديميتريس غوناريديس والأستاذ باتريك كوبيناه من جامعة ملبورن، وجد الفريق أن ازدياد عدد السكان في المنطقة أدى إلى تفاقم التلوث الناتج من الجسيمات الدقيقة، ما رفع المخاطر الصحية والبيئية. ونشرت نتائج البحث في مجلة Urban Sustainability بدعم من معهد غراهام للاستدامة والمركز الإفريقي للدراسات في جامعة ميشيغان.
يعتمد العمال على حرق البلاستيك لفصل المعادن من الأسلاك والأجهزة، أو على استخدام الأحماض لاستخراج المعادن القيّمة، ما يؤدي إلى انتشار جسيمات ضارة في الهواء وتسرب ملوثات خطيرة إلى التربة والبحيرة القريبة.
ويبيع العمال المعادن المستخرجة لتجار محليين يعيدون إدخالها في سلاسل التوريد العالمية، مع أن هذه المعادن ضرورية لصناعات الطاقة الحديثة ولعمليات التحول نحو الطاقة النظيفة.
مخاطر مصدرها الشمال العالميأوضح فين أن كثيرا من العاملين هم مهاجرون من شمال غانا حيث تنتشر الفقر والنزاعات، مشيرا إلى أن الأجهزة الإلكترونية تصل إلى البلاد من دول الشمال العالمي ومن دول إفريقية، وغالبا تحت غطاء التبرعات أو المعدات الصالحة للاستخدام رغم أنها غير قابلة للتشغيل.
وقال فين إن المفارقة واضحة؛ نتائج اجتماعية وبيئية خطيرة، مقابل أن هذا العمل قد يكون السبيل الوحيد أمام الناس لكسب المال وتحقيق أي درجة من الحراك الاقتصادي. وأكد أن الاقتصادات الدائرية، إذا قامت على الاستغلال والتعرض للسموم، لا يمكن اعتبارها اقتصادات مستدامة، مضيفا أن سلامة سلاسل التوريد لا تقل أهمية عن الهدف النهائي للطاقة النظيفة.
بيانات تمتد لعشرين عامااستخدم الباحث غوناريديس بيانات جغرافية تمتد عشرين عاما لقياس العلاقة بين نمو السكان وزيادة الجسيمات الدقيقة PM2.5 الناتجة أساسا من حرق البلاستيك.
وتوصل إلى علاقة مباشرة؛ كلما ازداد عدد السكان في أغبوغبلوشي، ارتفعت مستويات التلوث التي يتعرضون لها.
وقال غوناريديس إن الناس ينتقلون بحثا عن عمل، لكن وجودهم ونشاطهم يسهمان أيضا في تفاقم التلوث الذي يعانون منه.
الحاجة إلى حل وسطأشار فين إلى أن تنظيم الاقتصاد غير الرسمي في دول الجنوب العالمي يواجه تحديات كبيرة؛ فالتدخلات السابقة إما أدت إلى عمليات إخلاء قاسية شردت السكان، أو فرضت شروطا تعجيزية منعت دخولهم السوق، أو تجاهلت المشكلة تماما.
ويقترح الباحث اعتماد استراتيجية وسطية تخفف الأضرار وتوفر دعما ماليا وتقنيا للعاملين، مثل توفير أدوات stripping للأسلاك لمنع الحرق، أو إنشاء وحدة معالجة مركزية تسمح بإعادة التدوير ضمن ظروف أكثر أمنا وتزيد من شفافية سلاسل التوريد.
وختم فين بأن التدخل لمعالجة المفارقة غير الرسمية ضرورة ملحة في غانا وفي دول أخرى، لكنه حذر من السياسات التي قد تؤدي إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر هشاشة في حال لم تراع السياق الحقيقي والتحديات الفعلية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة