تعد الهجرة غير الشرعية مسألة خلافية متفاقمة في الولايات المتحدة بالتزامن مع استعداد المرشحين للرئاسة خوض غمار السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض المقرر في نوفمبر 2024.

ويستغل هذا الملف بشكل كبير في الحملات للانتخابات الرئاسية التي تقترب على الأرجح من جولة إعادة بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب الذي يقترب من نيل ترشيح الحزب الجمهوري.

يتوجه بايدن وترامب، الخميس، إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في إطار محاولتهما كسب تأييد الناخبين حول واحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام في الولايات المتحدة.

سيسافر الرئيس الديموقراطي (81 عاما) إلى براونزفيل في ولاية تكساس حيث سيجتمع مع عناصر من شرطة حرس الحدود ومسؤولين محليين، وفقا للبيت الأبيض.

أما الرئيس الجمهوري السابق ترامب (77 عاما) الذي ما زال يصر على تحميل منافسه مسؤولية أزمة الهجرة، فسيتوجه إلى بلدة إيغل باس في تكساس، على مسافة نحو 500 كيلومتر من براونزفيل.

ما الذي يحدث على الحدود مع المكسيك؟ 

يتهم المعسكر الجمهوري بايدن وإدارته بالتسبب في زيادة تدفق المهاجرين من خلال سياسات اللجوء التي اعتمداها.

وسجلت هيئة الجمارك وحرس الحدود الأميركية أكثر من 2,5 مليون عملية عبور في العام 2023، فيما يتحدث الجمهوريون عن أرقام أكبر من ذلك بكثير.

في الأسابيع الأخيرة، دخلت ولاية تكساس في مواجهة مع إدارة بايدن مع اتهام حاكمها الجمهوري غريغ أبوت المؤيد لترامب ، الحكومة الفيدرالية بالسماح بـ"غزو" مهاجرين غير شرعيين الحدود الجنوبية للبلاد.

ومراقبة الحدود هي من وظيفة السلطات الفيدرالية في الولايات المتحدة، لكن ولاية تكساس كثفت الإجراءات الرامية إلى مكافحة الهجرة، مع وجود العديد من النزاعات القضائية الجارية حول هذه القضية.

ومن المقرر أن يدخل قانون جديد في ولاية تكساس حيز التنفيذ في الخامس من مارس، يسمح لسلطات الولاية باعتقال وترحيل الأشخاص المشتبه في عبورهم الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل غير قانوني، مما يختبر الحدود القانونية لسلطة الولاية.

من جهته، يؤكد البيت الأبيض أن الحزب الجمهوري يتعمد تخريب أي محاولة للتوصل إلى تسوية بشأن هذه القضية وأن ترامب لا يرغب في منح انتصار سياسي لبايدن في عام الانتخابات.

فالرئيس اليميني السابق الذي بنى شعبيته خلال حملته الانتخابية الأولى من خلال وعوده ببناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، استخدم نفوذه للضغط على النواب الجمهوريين في الكونغرس لمنع تبني مشروع قانون بشأن الهجرة.

ويتفاوض أعضاء مجلس الشيوخ منذ أشهر على اتفاق لمكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث يصر الجمهوريون على تعزيز أمن الحدود مقابل الموافقة على طلب بايدن تخصيص تمويل لأوكرانيا وإسرائيل.

يقول الباحث والمحلل السياسي حسن منيمنة إن توافد المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وصل لأرقام قياسية في السنوات الأخيرة.

ويضيف منيمنة لموقع "الحرة" أن "هذه الأرقام تمثل أزمة فعلية وبات من الصعب على المجتمع الأميركي استيعابها".

ويتحدث منيمنة عن وجود "تقصير وقصور في نظام الهجرة الأميركي على مدى عقود"، مشددا أن الوضع "وصل لنقطة تصاعد فيها الخطر، وربما يتجاوز الأمر ونصل لنقطة الخطر الحقيقي والشديد".

الهجرة والانتخابات

على مدى شهور، أظهرت الاستطلاعات بأن الأميركيين يعتبرون أزمة الهجرة في مقدمة مخاوفهم، ويحمّلون الديموقراطيين بالمجمل مسؤولية ازدياد الأعداد.

وتسعى أعداد قياسية من المهاجرين إلى دخول الولايات المتحدة، معظمهم من أميركا الوسطى وفنزويلا، هربا من الفقر والعنف والكوارث التي تفاقمت بسبب تغير المناخ.

وعبرت أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة منذ تولى بايدن، منصبه في عام 2021، بما في ذلك عدة ملايين عبروا إلى تكساس.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس مطلع فبراير تزايد المخاوف المتعلقة بالهجرة، ووصفها 17 بالمئة من المشاركين بأنها المشكلة الأكثر أهمية التي تواجه الولايات المتحدة اليوم، مقارنة مع 11 بالمئة اعتبروها القضية الأكثر إلحاحا في ديسمبر. 

وظل الاقتصاد هو الشغل الشاغل للأميركيين عموما، وعبر عن ذلك 22 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع مع المعاناة من التضخم وغيره من توابع جائحة كوفيد-19.

وقال نحو ثلثي المشاركين، بينهم 47 بالمئة من الديمقراطيين، إن البلاد تسير على المسار الخاطئ.

ويؤكد منيمنة أن الطرفين الجمهوري والديموقراطي يحاولان استغلال قضية الهجرة لأغراض انتخابية.

فعلى صعيد الجمهوريين يقول منيمنة إن هناك "مبالغات ومحاولات لتصوير الواقع وكأنه كارثة واجتياح واحتلال للولايات المتحدة في محاولة لإثارة عواطف الناخبين".

"بالمقابل هناك في الجانب الديمقراطي من يقول أن الأمر طبيعي وهو جزء من طبيعة وقوة المجتمع الأميركي".

ويلفت منيمنة إلى أن "ترامب عرقل التوصل لاتفاق في ملف الهجرة، من خلال تأثيره على أعضاء في الكونغرس، لأنه يريد أن تكون هذه الأزمة شعارا انتخابيا له ولا يرغب برؤية بايدن ينجح في معالجتها".

ويضيف قائلا: "على الأرض ليس هناك فرق كبير بين سياسات ترامب وسياسات بايدن في التعامل مع أزمة الهجرة، وفي كلا الحالتين هناك تقصير وقصور، ولكن ترامب أكثر براعة في استغلال هذه المسألة من أجل حشد الناخبين".

ويشير منيمنة إلى "ملف الهجرة الى جانب المواضيع الاقتصادية عادة ما تكون مواضيع رئيسية في الانتخابات الرئاسية"، مبينا أن "ترامب نجح لغاية الآن في استغلال ملف الهجرة الوافدة لصالحه وفي حال تراجع الاقتصاد خلال الأشهر المقبلة فأعتقد أن حظوظه (ترامب) ستكون قوية للفوز".

ويضيف "في حال حصل العكس وظل الاقتصاد يستمر في التحسن والصعود، فهذا يصب لصالح بايدن ويعني أن المنافسة في انتخابات نوفمبر ستكون محتدمة مع ترامب".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ولایة تکساس ملف الهجرة

إقرأ أيضاً:

تراجع الهجرة غير الشرعية مع اقتراب انتخاب الرئيس الأميركي

تبدو ضفاف نهر "ريو غراندي"، الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة شبه مهجورة وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقا، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة في عام الانتخابات.
ولا يعكس هذا التغيير نجاح الإجراء الأميركي الرادع فحسب، بل أيضا سخونة الخطاب الانتخابي قبيل انتخابات رئاسية ستشهد منافسة شديدة الأسبوع المقبل، وتشكل قضية الهجرة فيها قضية مثيرة للانقسام إلى حد كبير.
يفضل العديد من المهاجرين انتظار موعد مقابلة لطلب اللجوء قبل الوصول إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، خوفا من مواجهة عقوبات أشد للدخول غير الشرعي وخطر الموت على أيدي مهربي البشر.
وانخفض عدد المواجهات، التي خاضتها دوريات الحدود الأميركية، مع مهاجرين حاولوا عبور الحدود من المكسيك بشكل غير قانوني، إلى حوالى 54 ألف شخص في سبتمبر الماضي، مقارنة مع ذروة بلغت نحو 250 ألف شخص في ديسمبر، وفقا للحكومة الأميركية.
وأصدر الرئيس جو بايدن في يونيو أمرا بإغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء بعد وضع سقف لأعداد يومية.
وكان غورالويس أوكاندو (28 عاما) أحد أولئك الذين خططوا في البداية للتسلل عبر الحدود بعد رحلة خطيرة من فنزويلا.
وقال الشاب، وهو واحد من نحو ثمانية ملايين فنزويلي غادروا بلادهم التي تعاني أزمة متفاقمة، "عندما وصلت، كان كل شيء معقداً".
وأضاف بعد وصوله إلى إل باسو بولاية تكساس عبر الحدود من سيوداد خواريز المكسيكية "من الأفضل الدخول بشكل قانوني".
وهدد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب بأكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة إذا تمكن من هزيمة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس الثلاثاء.
ويعتبر أوكاندو نفسه محظوظا لأنه نجا من تهديدات مختلفة خلال رحلته في الطريق، وتمكن من دخول الولايات المتحدة عند معبر حدودي رسمي قبل أيام قليلة من الانتخابات.
وقال "لقد فعلتها، والحمد لله".
وقال مهاجرون آخرون إن الخوف من الموت خلال محاولة عبور الحدود دفعهم إلى طلب موعد عبر التطبيق أيضا.
وقالت دينيا راميريز (37 عاما) من هندوراس، والتي سارت عبر جسر حدودي مع أختها وأطفالها الستة "نحن نفضل عدم المخاطرة بالدخول بشكل غير قانوني، خصوصا من أجل حياة أطفالنا".
قبل أشهر، كان هناك تدفق مستمر للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون بشكل يومي نهر "ريو غراندي" من "سيوداد خواريز".
أما الآن، فقد أصبح هذا المشهد أقل شيوعا.

أخبار ذات صلة زلزال بقوة 6 درجات يضرب قبالة أوريجون الأميركية قبل أسبوع من الانتخابات.. هاريس تلقي خطاباً حماسياً أمام البيت الأبيض المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • منافسة كبيرة على أصوات المشاهير في انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • إعلام: أثرياء أمريكيون يخططون لمغادرة الولايات المتحدة بعد الانتخابات
  • مع قرب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية.. إيران تكثف محاولات الاختراق
  • الرئيس البرازيلي يعلّق على انتخابات الرئاسة الأميركية
  • «5 كتل تصويتية» تحسم نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية
  • الهجرة إلى الولايات المتحدة.. طريقة التقديم لـ اللوتري الأمريكي 2025
  • تراجع الهجرة غير الشرعية مع اقتراب انتخاب الرئيس الأميركي
  • الانتخابات الأمريكية.. أرقام جديدة تكشف حدة المنافسة بين ترامب وهاريس
  • 50 مليون أميركي صوتوا مبكرا في انتخابات الرئاسة
  • هاريس تتعهد بإصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة