قالت صحيفة إلباييس الإسبانية -في تقرير لها- إن أوروبا أصبحت مجبرة مع نشوب حرب أوكرانيا على التفكير في إستراتيجية دفاع مشتركة، وهي التي كانت قد أوكلت مسؤولية حمايتها لمدة 80 عاما للولايات المتحدة في إطار حلف الشمال الأطلسي (الناتو).

وتساءل التقرير إن كان هدف زيادة الإنفاق حصرا الدفاع عن الاتحاد الأوروبي، أم بسبب تحول الولايات المتحدة نحو آسيا، أم استعدادا من الاتحاد ليتدخل عسكريا خارج حدوده بما يضمن حصوله على الموارد الإستراتيجية.

وقال خيسوس نونييز من معهد دراسات النزاعات والعمل الإنساني للصحيفة إن أوروبا اعتقدت أنها نجحت في رهان بناء منظومة رفاه وأمن تعتمد على المحروقات الروسية والسلع الصينية وعلى القوة الأميركية لحماية نفسها.

اعتقاد خاطئ

وتابع أن أوروبا في هذا السياق اعتقدت أنها أعادت إنتاج نفسها لتكون قوةً غير إمبريالية تعتمد خيار العلاقات التجارية وسياسة التبادل الاقتصادي مع الخصوم والأعداء المحتملين بدل الحروب، وآمنت بأن كل هذه الأطراف تتشارك قيمها ومبادئها، لكن كل هذا الرهان أثبت فشله.

وذكّر نونييز بأن منظومة الأمن الأوروبية تمزقها الخلافات الداخلية وأيضا السياسات الأميركية الأحادية الجانب في أوروبا، والسياسةُ الإمبريالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تتجلى في حرب أوكرانيا، ليرسم ذلك لوحةً تعري عجز الاتحاد عن حماية مصالحه بنفسه، فضلا عن الخشية المتزايدة الآن من عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ليستكمل تمزيق اللُحمة الأطلسية.

وحسب نونييز، باستثناء خطوات خجولة (في مجال التصنيع العسكري مثلا) لم يُترجَم على أرض الواقع ادعاء الرغبة في تحقيق الاستقلال الذاتي الإستراتيجي (الذي جرت صياغته عام 2019) لا في أثناء الأزمة الاقتصادية عام 2008 ولا خلال بريكست ووباء كورونا، ولا حتى عندما كان الرئيس ترامب يتعالى على أوروبا.

وحذر الخبير الإسباني من أن الاتحاد الأوروبي يمشي بوتيرة السلحفاة هذه، وذلك يعني القبول بفقدان تأثيره دوليا والتسليم بتعريض نفسه لخطر جسيم يتهدده إما لتخلي البعض عنه أو لرغبة الآخر في السيطرة عليه.

تحديات جديدة

ويرى نونييز أن مقترحا لتسريع تحرك أوروبا لا يعني زيادة الإنفاق إلى 2% لكل بلد كما يشاع، وإنما تغيير الذهنية والانتقال من حسابات وطنية بالية إلى حسابات على مستوى التكتل والإنفاق بشكل أفضل.

أما الخبيرة في معهد دراسات التنمية والتعاون الدولي تيكا فونت، فقالت لصحيفة إلباييس إن حرب أوكرانيا أسفرت عن وضع دولي جديد، تزامن مع ظهور صراع على الهيمنة العالمية مع الصين، وهو ما جعل الولايات الأميركية تركز مصالحها في آسيا لا أوروبا، وتريد من الاتحاد الأوروبي التكفل بأمنه الخاص.

وحسب فونت، فقد قدمت أوكرانيا الفرصة لدراسة زيادة كبيرة في موازنات الدفاع لرفعها إلى 2%، وحتى يدعم المواطنون الزيادات كان ضروريا التلويح بفزاعة "غزو روسيا للاتحاد الأوروبي" حتى وإن كان ذلك غير مرجح.

وترى فونت أن هدف الزيادات تحضير أوروبا للتدخل عسكريا في الخارج، وتحديدا في الدول التي قد تمنع وصولها إلى الموارد الإستراتيجية الضرورية لاقتصادها.

وتقول فونت إن رغبة الشعوب في السلام وقرار أميركا بالتركيز على آسيا فرصة لينأى التكتل بنفسه ويؤسس هوية أوروبية لا تقوم على استخدام القوة العسكرية والردع.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

منصات التواصل تخضع للتحقيق من قبل الاتحاد الأوروبي

طلبت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء، من منصات التواصل الاجتماعي "يوتيوب" و"سناب شات" و"تيك توك" تقديم معلومات حول كيفية توصيتها بالمحتوى للمستخدمين.

وبموجب قانون الخدمات الرقمية بالاتحاد الأوروبي، يتعين على المنصات الحد من المخاطر، ذات الصلة بأنظمة التوصية الخاصة بها، بما في ذلك مخاطر الصحة العقلية ونشر المحتوى الضار.
وجاء في بيان صحافي أنه من المقرر أن يقدم يوتيوب وسناب شات، تفاصيل بشأن دورهما في تضخيم المخاطر ذات الصلة بالعملية الانتخابية، والخطاب المدني والصحة العقلية وحماية القصر.

 

يوتيوب تطور أدوات ذكية لحماية المبدعين من التزييف العميق - موقع 24تعمل يوتيوب على تطوير أدوات جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المبدعين والمشاهير والشخصيات العامة، وحتى الأشخاص العادية، على حماية أنفسهم من مقاطع الفيديو المزيفة.

وقالت المفوضية الأوروبية إن تيك توك تخضع للاستجواب بشأن "إجراءات اتخذتها لتجنب التلاعب في الخدمة من قبل جهات خبيثة وتخفيف المخاطر المتعلقة بالانتخابات، والتعددية الإعلامية والخطاب المدني".

وأمام شركات التواصل الاجتماعي العملاقة الثلاث مهلة حتى 15 نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل للرد على الطلب. ويمكن أن تفرض المفوضية غرامات، إذا لم تمتثل لتلك التحقيقات. 

???????? La influencia de plataformas digitales.
La @ComisionEuropea pidió información a @YouTube, @Snapchat y @TikTok_ES sobre los parámetros que usan sus algoritmos para recomendar contenidos y sobre cómo pueden potenciar algunos riesgos en salud, campañas electorales y niños/as. pic.twitter.com/ADCI6H2fsx

— Embajada Abierta (@EmbajadaAbierta) October 2, 2024

مقالات مشابهة

  • تعاون مشترك بين وزارة البترول والاتحاد الأوروبي لتدريب 180 موظفا بالقطاع
  • السوداني ونظيره الإسباني يؤكدان ضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي لوقف العدوان الصهيوني
  • الاتحاد الأوروبي يعلن تقديم مساعدات إضافية بـ30 مليون يورو إلى لبنان
  • طلب سعودي قبيل مواجهة الاستقلال الإيراني في دوري أبطال آسيا
  • خسائر لفرق ريال وميونخ واتليتكو في الدوري الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يوصي شركات الطيران بتجنب المجال الجوي الإيراني
  • أوامر بمغادرة الاتحاد الأوروبي لمواطني هذه الدول
  • منصات التواصل تخضع للتحقيق من قبل الاتحاد الأوروبي
  • ضربة إيران لإسرائيل تجمد مباراة في دوري أبطال آسيا 2
  • أخطاء الدفاع تحرم الشارقة من الانفراد بصدارة «أبطال آسيا»