متطوعون: مهمتنا إنقاذ الشباب.. وصندوق مكافحة الإدمان طور قدراتنا على التعامل مع مختلف الفئات

خبرات وتجارب.. صعوبات ومعوقات.. تحديات تُنذر بالفشل، أحياناً يبدو التغلب عليها أمراً مستحيلاً، إلا أن الرغبة فى التطوع أو بالأحرى رغبة التغيير تسود دائماً، فإذا كان المدمن يحتاج إلى إرادة قوية حتى يتمكن من التعافى، فالمتطوع يحتاج إلى قوة أكبر منها ليستمر فى أداء رسالته، لذا تُعتبر رحلة التطوع بحلوها ومرها أداة قوية للتغيير وتعزيز الإرادة، وهو ما عبّر عنه عدد من المتطوعين بمراكز علاج الإدمان فى تصريحاتهم لـ«الوطن»، مؤكدين أن كل التجارب، التى يواجهونها تزيدهم عزيمة وقوة للاستمرار.

«مروة»: شاركت فى بطولة فيلم «متطوعة من الجنوب» وعلينا مواجهة خطر المخدرات

مروة عبدالراضى، من محافظة قنا، 33 سنة، حاصلة على ليسانس آداب وتربية قسم التاريخ، بدأت التطوع فى صندوق علاج ومكافحة الإدمان، بعد تخرّجها مباشرة، لتحقيق حزمة من الأحلام والطموحات: «نفسى أحقق رسالة الصندوق، لأن خطر المخدرات من أكبر الأخطار التى نواجهها فى مجتمعنا، فعلينا واجب ولازم أعمله».

لا يمر يوم من التطوع إلا وتستفيد «مروة» على أكثر من مستوى، فعلى المستوى الشخصى كوّنت علاقات كبيرة مع مختلف فئات المجتمع، بجانب اكتساب خبرة لمواجهة التحديات، إلى أن حصلت على لقب ودور بطلة الفيلم التطوعى «متطوعة من الجنوب».

بدأت فكرة التطوع تراود خيال أميرة يوسف تاج الدين، إحدى المتطوعات، خريجة كلية الآداب جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، فى 2018، خاصة مع عدم وجود مدربين متطوعين من مركز ومدينة ديرب نجم: «كانت نقطة تحول بالنسبة لى من خلال تقديم المساعدة ومد يد العون لجميع فئات المجتمع من خلال مبادرات الصندوق»، ثم توالت الدورات التدريبية من قِبل الصندوق، حتى حصلت «أميرة» على برنامج المدارس «المحتوى المرئى»، وبرنامج «الحركة بركة» التابع لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، بالشراكة مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان للعمل به داخل مراكز الشباب المختلفة.

حصلت «أميرة» على عدة دورات أكسبتها خبرات متنوعة، مثل دورات تدريبية تسهم فى بناء شخصية المتطوع من مهارات حياتية مختلفة تسهل تعامله مع فئات المجتمع من خلال القدرة على التواصل الفعّال مع الجميع، مؤكدة أن شخصية متطوع الصندوق تختلف عن أى شخصية أخرى: «تدرّبت على إنقاذ الأرواح والمساهمة فى بناء شخصية الشباب عامة».

لأميرة يوسف آلية مهمّة لمواجهة أى مشكلات تتمثل فى روح العمل الجماعى من خلال مشرف ورئيس وحدة متطوعى محافظة الشرقية وشباب الوحدة جميعاً، لتتكون خلية عمل لإنجاح الأنشطة والمبادرات داخل المحافظة. استفاد محمد عبادى، متطوع، من فكرة التطوع، من الناحية الثقافية عن قضية الإدمان وطرق الوقاية وأنواع المخدرات وأضرارها: «بقى عندى قدرة ممتازة فى التحدث مع أى شخص، حتى دون سابق معرفة»، موضحاً أن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل وصل إلى طرق التعامل مع فئة المراهقين من المرحلة الإعدادية والثانوية من خلال المشاركة فى برنامج المدارس.

هناك تحدٍ من نوع مختلف دائماً ما يواجه محمد عبادى، ألا وهو أن فكرة التطوع بالنسبة للكثير من الناس «تضييع وقت»، إلا أنه يرى عكس ذلك تماماً، لأنه على مدار سنوات التوعية أثبتت فكرة التطوع دورها الفعال فى زيادة معرفة ووعى الناس، وهو ما انعكس على سلوكهم، وتسبّب فى دفع الكثير من المدمنين إلى اللجوء للتعافى والتوقف عن تعاطى المخدرات: «التطوع فى الصندوق فرق فى حياة ناس كتير وكان سبب فى تغيير حياتهم، مجرد كلمة اتقالت من متطوع قدامه كانت سبب إنه يقرر يبعد عن الإدمان وكمان لو كان بيتعاطى فبيبدأ يتعالج».

حبها لمساعدة الغير كان دافعاً لمشاركة إسراء رفعت، مشرف البرامج الوقائية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بمحافظة المنيا، فى التطوع، بجانب رغبتها فى التغيير للأفضل، وتكوين علاقات مختلفة تُنمّى شخصيتها، خاصة أن التطوع علمها فكرة التواصل وكيفية حل المشكلات.

المصدر: الوطن