جامعة الحكمة تودّع نائب رئيسها بمأتم مهيب (صور)
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
ودّعت جامعة الحكمة نائب رئيسها والعميد السابق لكليّة الحقوق وكليّة العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة فيها الدكتور ملحم الكك، في مأتم مهيب ترأسه راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ الجامعة المطران بولس عبد الساتر، بمشاركة المطرانين بولس مطر وغي بولس نجيم، والنائب العام الأبرشي المونسنيور اغناطيوس الأسمر، والنائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح، والمونسنيور كميل مبارك، والمونسنيور نبيه معوّض، والمونسنيور جورج القزي، والخوري خليل شلفون، والكهنة العاملين في الجامعة وعدد من كهنة الأبرشيّة، وبحضور زوجة المرحوم الدكتور ملحم الكك القاضي رنده الكفوري وحشد من شركاء الجامعة وشخصيّات سياسيّة وأكاديميّة وقضائيّة واقتصاديّة واجتماعيّة ونقابيّة ورجال قانون من خرّيجي كليّة الحقوق وعدد كبير من الطلّاب الذين حضروا وفاءً لعميدهم السابق الدكتور الكك.
وألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: "نحن مجتمعون هنا في الكنيسة ليس لنبكي الدكتور ملحم، إنّما لنسلّمه لإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي سيغمره بمحبّته وغفرانه ورحمته وحنانه". وقال: "لم يكن الدكتور ملحم مفرطًا بالكلام ولا نمّامًا، بل لطالما زان كلامه وما تفوّه إلّا بكلمات اللطف التي تبني الآخر. لم يتسلّم منصبًا أو مهمّة إلّا وأتقنها وسهر على إتمامها، وما كانت قراراته وأفكاره إلّا لخير الإنسان والمؤسّسة التي يعمل فيها. هو الذي تعلّم في مدرسة الحكمة في بيروت وتنشأ على روح الحكمة، كان مفعمًا بالحماس والمحبّة لجامعة الحكمة، وكان مخلصًا ووفيًّا لها ولطلّابها وطالباتها وخير دليل على ذلك تعليقات الطلاب وحديثهم عنه وشهاداتهم التي أكدت أنّه كان قدوة لهم ومثالًا أعلى وأخًا كبيرًا ورفيقًا حتى تخرّجهم. كلّ شهادة بالدكتور ملحم هي صلاة نضعها أمام الله الآب المحبّ على نيّته". وختم المطران عبد الساتر: "سنفتقد الدكتور ملحم وسنفتقد كلماته ووجهه المبتسم دومًا وخدمته وتفانيه ومحبّته".
وفي ختام الجنازة، ألقى رئيس جامعة الحكمة البروفسور جورج نعمة كلمة تحدث فيها عن مزايا الراحل فقال: "نصلي معًا لراحة نفس رجل أعطى من دون أن ينتظر شيئًا، بعدما مثل في مساره المهني والإنساني والإجتماعي قدوة في الوفاء والكرامة والمحبة، وكان له قدر كبير في مسار تقدم الجامعة وكلية الحقوق فيها. ويصعب علينا كثيرًا وداع من كان وفيا وصادقًا أنعم علينا جميعًا بنصحه وشهامته ونبله".
وتابع: "فقدنا زميلا وصديقًا وأخًا وكبيرًا من رجال لبنان. خدم الوطن والجامعة والمجتمع بكل محبة وإخلاص وتفان وطيبة ورحابة صدر. وقد عمل بصمت وهدوء وأدى عمله بإتقان وساعد الجميع من حوله من دون استثناء ومن دون أن يعرف التعب واليأس".
وقال نعمة: "زميلي وأخي وملهمي، إعتدت على لقائك يوميًا فأمددتني بالقوة والمحبة ودفعتني بجرعات الأمل. أنت رجل كبير ونبيل، أنعمت على الجميع بحكمتك. ستبقى نصائحك تنير دربنا فالنهج قائم والأهداف ستتحقق وستكون على قدر انتظاراتك وسنحقق ما اتفقنا معًا على تحقيقه!"
وكانت توافدت شخصيّات سياسيّة وعسكريّة وقضائيّة ونقابيّة واجتماعيّة واقتصاديّة لتقديم واجب العزاء بالدكتور الكك، من بينهم النائبين أنطوان حبشي ومارك ضو، والمدعي العام لدى ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس، ونقيب خبراء المحاسبة عفيف شرارة، والنقيب السابق للمحامين نهاد جبر. ويستمر تقبّل التعازي يومي الجمعة والسبت ١ و٢ آذار من الساعة ١١:٠٠ قبل الظهر وحتى الساعة ٦:٠٠ مساء في صالون كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط بيروت.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد إصدار قرار باعتقال نتنياهو وجالانت.. هل تنفذ قرارات الحكمة الجنائية الدولية؟
في خطوة تاريخية ومثيرة للاهتمام، أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت. تأتي هذه المذكرة على خلفية تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يعد خطوة هامة نحو محاسبة الجرائم الإسرائيلية أمام القانون الدولي.
الدكتور جهاد أبولحيةاعتقال نتنياهو وجالانتصرّح أستاذ النظم السياسية والقانون الدولي، الدكتور جهاد أبولحية، أن مذكرة الاعتقال الصادرة بتاريخ 30 مايو 2024 ضد نتنياهو وجالانت، تلزم جميع الدول الأطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على المتهمين فور دخولهم أراضي تلك الدول، ما لم يسلموا أنفسهم طواعية للمحكمة.
وأضاف الدكتور أبولحية في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الدائرة التمهيدية للمحكمة اقتنعت بأن جرائم خطيرة وانتهاكات جسيمة قد ارتكبت بحق المدنيين دون اتخاذ أي إجراءات لحمايتهم، وهو ما يخالف القانون الدولي في النزاعات المسلحة.
وقال أبولحية إنه وفقًا للمادة (62) من نظام روما الأساسي، "تنعقد المحاكمات في مقر المحكمة"، ما يعني أن المعتقلين سيتم نقلهم إلى لاهاي لبدء المحاكمة. ويتم اعتماد التهم الموجهة من قبل دائرة ما قبل المحاكمة وفق المادة (61)، التي تنص على عقد جلسة في غضون فترة معقولة من تقديم المتهم للمحكمة.
وأشاد الدكتور أبولحية بجرأة المحكمة الجنائية الدولية في أداء واجبها القانوني، رغم التهديدات والهجمات التي تعرضت لها من إسرائيل، والولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية. وأوضح أن هذه الضغوط تضمنت اتهامات باطلة للمدعي العام ومحاولات إشغال المحكمة بقضايا جانبية لتعطيل عملها.
أكد أبولحية أن إصدار المذكرة بحق نتنياهو وجالانت يمثل خطوة هامة، لكنه تمنى أن تشمل جميع المسؤولين الإسرائيليين، من ضباط وجنود، الذين شاركوا في الجرائم الدولية. كما أشار إلى أن هذه المذكرة ترسخ مبادئ هامة، أبرزها:
الاعتراف بالشخصية القانونية لفلسطين دوليًا.بدء مرحلة المحاسبة على الجرائم الإسرائيلية وفق القانون الدولي.ردع المخالفين مستقبلاً وإجبارهم على التفكير قبل ارتكاب الجرائم .التأكيد على مبدأ أن الجميع متساوون أمام القانون الدولي.وتُعد مذكرة الاعتقال خطوة مفصلية في مسار العدالة الدولية، حيث تؤكد المحكمة الجنائية الدولية التزامها بمحاسبة مرتكبي الجرائم الدولية، بغض النظر عن الضغوط السياسية. ويبقى السؤال: هل ستتمكن المحكمة من تنفيذ قراراتها ومحاسبة المتهمين؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.