قطاع الترفيه ليس مجرد ترفيه
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
انسجاما مع رؤية السعودية 2030 للتعزيز من مستوى جودة الحياة بالمملكة العربية السعودية، تأسست الهيئة العامة للترفيه في عام 2016 لتُعنى بتنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح وأفراد المجتمع بجميع مناطق المملكة، وكذلك لإثراء الحياة ورسم البهجة والفرحة على محياهم، ولتقوم أيضاً بتحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه.
منذ أن أنشئت الهيئة وهي تحفل بالإنجازات المتلاحقة والمتتابعة، التي صَنعت فارقا بقطاع الترفيه في المملكة بتحويل القطاع من مجرد قطاع للترفيه إلى قطاع مهم جداً لدعم الاقتصاد الوطني، من خلال تعزيز الإيرادات غير النفطية وخلق الوظائف للمواطنين من الجنسين.
ولعل ما يؤكد على دعم قطاع الترفيه للاقتصاد الوطني، فقد وصل إجمالي عدد زوار موسم الرياض منذ انطلاقته في أكتوبر الماضي، إلى 18 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، فيما شهدت مناطق الموسم منذ انطلاق فعالياته إقامة مجموعة فعاليات لافتة، من بين أبرزها نزال أشرس رجل في العالم.
كما واستحدث موسم الرياض هذا العام “وندر جاردن” التي تُعد أكبر مدينة ترفيهية متنقلة بمساحة نصف مليون متر مربع، مناسبة لجميع أفراد العائلة من خلال تقديم تجارب ترفيهية عالمية حديثة، وكذلك تجارب جديدة مثل ليتل كريزي المستوحاة من القصص الخيالية، وهوانم قروفز ستي الشرقية العربية.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع الترفيه قد حقق في العام الماضي نتائج مبهرة، بزيادة وإقبال الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث أعلنت الهيئة العامة للترفيه أن حصيلة عدد الزوار للفعاليات والأنشطة الترفيهية خلال العام المنصرم، قد بلغ عددهم أكثر من 72 مليون زائر بزيادة 17 % مقارنة بعام 2022، فيما بلغ عدد التراخيص الصادرة أكثر من 6 آلاف ترخيص، منحت في 117 مدينة، في حين قد بلغ عدد الفعاليات المصرحة 5406 فعاليات بأنواعها في الفعاليات الترفيهية والعروض الترفيهية والعروض الحية في المطاعم والمقاهي، كما وتم الترخيص لـ 230 وجهة ترفيهية بنسبة زيادة 46 % مقارنة بالعام 2022.
وفيما يتعلق بنمو القطاع من حيث عدد الشركات العاملة فيه، فجاءت الزيادة بنسبة 150 % من 3544 شركة في 2022 إلى 8873 شركة في العام الماضي، فيما بلغت زيادة نسبة عدد المنشآت المتخصصة في قطاع الترفيه 149 % مقارنة بالعام 2022 من 1687 منشأة إلى 4159 منشأة في العام الماضي.
الهيئة العامة للترفيه، أشارت إلى أنه جرى استحداث عدد من الخدمات وتطويرها عبر بوابة الترفيه الإلكترونية، بما في ذلك تطوير إجراءات العمل لتسهيل رحلة الحصول على التراخيص، إضافة إلى المواءمة مع 50 جهة حكومية كان من ضمنها الانتهاء من الربط التنظيمي مع وزارة التجارة.
جدير بالذكر أن الهيئة العامة للترفيه قد حققت أرقاما قياسية خلال الأعوام الخمس الماضية، حيث بلغ عدد حضور الفعاليات أكثر من 75 مليونا، وعدد أيام الفعاليات أكثر من 26 ألف يوماً، أما عن العائدات المالية المتحققة، فقد تجاوزت الـ”مليار” ريال.
باعتقادي أن ما مَكن الهيئة من تحقيق تلك الأرقام غير المسبوقة في قطاع الترفيه، هو تنوع الفعاليات التي ناسبت مختلف رغبات وتطلعات الفئات العمرية، وبالذات الفعاليات التي تضمناها موسم الرياض وبوليفارد رياض سيتي، اللذان هدفا إلى تحويل مدينة الرياض إلى وجهة ترفيهية عالمية وفقاً لأهداف برنامج جودة الحياة.
كما أن مدن ومناطق المملكة الأخرى، قد ساهمت بشكلٍ كبير وملحوظ إلى جانب مدينة الرياض في دعم قطاع الترفيه في المملكة بشكل خاص والقطاع السياحي بشكل عام، سيما وأن مدن المملكة ومناطقها تتمتع بأجواء تضاريسية وبيئية ومناخية متنوعة تجذب الزائرين والسائحين من الداخل والخارج.
أخلص القول؛ إن قطاع الترفيه في المملكة، ليس مجرد ترفيه، حيث قد تخطى أهداف الترفيه وحققها، بل وتجاوزها ليصبح قطاعاً نشطاً محركاً وداعماً للنمو الاقتصادي بالمملكة ولقطاع السياحة كذلك، الذي حقق هو الآخر، أرقاما قياسية لافتة، أشادت بها منظمات دولية سأتناولها بالتفصيل في مقال آخر قادم بإذن الله.
طلعت حافظ – صحيفة الرياض
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الهیئة العامة للترفیه بلغ عدد أکثر من
إقرأ أيضاً:
وزارة السياحة خلال مشاركتها بمؤتمر المناخ .. تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
المناطق_واس
شاركت المملكة العربية السعودية في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) الذي يُعقد هذه السنة في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان. ومثّلت وزارة السياحة المملكة في اجتماع وزاري نظمته رئاسة الدورة، وفي فعالية إضافية بعنوان «السياحة والعمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة»، جمعت قادة وخبراء عالميين في القطاع السياحي في الجناح الوطني للمملكة، حيث ركّزت الوزارة على إبراز التزام السعودية وجهودها في مجال الاستدامة في القطاع السياحي.
أخبار قد تهمك المملكة تنضم إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود (IPHE) 22 نوفمبر 2024 - 8:31 صباحًا الأمير سعود بن جلوي يستقبل سفير مملكة هولندا لدى المملكة 20 نوفمبر 2024 - 1:01 مساءً
ومثّل وزارة السياحة وكيل الوزارة للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة عقيل الشيباني، حيث سلّط الضوء على أهمية مواءمة قطاع السياحة مع الأهداف المرتبطة بالمناخ والاستدامة، كما ركّز على المبادرات التي تنفّذها المملكة عبر المركز العالمي للسياحة المستدامة لقيادة التحول نحو تعزيز الاستدامة في القطاع.
وشدّد الشيباني على دور القطاع في تعزيز الاستدامة، قائلًا: «لدى قطاع السياحة فرصةٌ مميزةٌ لقيادة مسيرة التنمية المستدامة وتعزيزها، ونحن ملتزمون من خلال المركز العالمي للسياحة المستدامة ببناء قطاع سياحي يترك أثرًا إيجابيًا على المستوى البيئي، ويعزّز قدرات المجتمعات المحلية، ويتحوّل إلى نموذج للنمو المتوازن الذي يراعي اعتبارات الاستدامة والبيئة. ولقد صمم المركز برامج ومبادرات تهدف خصيصًا لتمكين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات على حد سواء، من اتخاذ خطوات تحوّلية جريئة تبني مستقبلًا مستدامًا للسياحة».
وضمن أعمال المؤتمر، استضافت رئاسة الدورة التاسعة والعشرين – بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والوكالة الحكومية للسياحة في أذربيجان، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة – الاجتماع الوزاري بشأن تعزيز العمل المناخي في قطاع السياحة، الذي جمع وزراء ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى من أكثر من 20 دولة من مختلف أنحاء العالم، حيث ناقشت الدول المشارِكة سبل مواءمة السياسات والممارسات المعتمدة في قطاع السياحة مع العمل المناخي.
وقد أبرزت الفعاليتان دور المركز العالمي للسياحة المستدامة وأهميته كمنصة عمل دولية متعددة الأطراف، تجمع عددًا من أصحاب المصلحة، وتسعى لتعزيز مسار التحوّل نحو الاستدامة في قطاع السياحة واعتماد الممارسات المستدامة. ومنذ أن أطلقته المملكة العربية السعودية، عمل المركز من مقرّه في الرياض، على دعوة الحكومات وقادة القطاع والنخب الأكاديمية وأفراد المجتمع إلى توحيد جهودهم للتخفيف من البصمة الكربونية للسياحة، والحدّ من أثرها البيئي، وحماية التنوّع البيولوجي، والنهوض بالمجتمعات التي تعتمد على عائدات هذا القطاع. وقد أكد الشيباني في كلمته خلال الفعالية الإضافية، على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات متكاملة على مختلف الصعد، تؤدي إلى تحسّن ملحوظ في قطاع السياحة.
وخلال نقاشاته مع المشاركين، أشار وكيل وزارة السياحة للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة إلى العديد من المشاريع السعودية التي تعكس رؤية السعودية 2030، والتزامها بالسياحة المستدامة، ومنها مشروع نيوم، المدينة العملاقة الخالية من الكربون والتي خصصت 95% من أراضيها للحفاظ على البيئة. كما استعرض أمثلة أخرى تُبرز جهود المملكة لوضع معايير عالمية جديدة للاستدامة، منها التزام مشروع شركة البحر الأحمر الدولية بتحقيق الحياد الكربوني وعدم توجيه نفايات إلى المرادم، إضافةً إلى مشروع مطار الملك سلمان الدولي القادم الذي صُمّم وفقًا للمعايير البلاتينية لنظام ريادة الطاقة والتصميم البيئي (LEED). وأضاف الشيباني أن هذه المشاريع تشكّل خير دليلٍ على ما يمكن تحقيقه عندما نضع الاستدامة أولويةً مطلقةً في مبادرات السياحة وتطوير البنية التحتية.
ولا تقتصر الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية من خلال المركز العالمي للسياحة المستدامة على المشاريع المحلية وحدها، بل تصل إلى المستوى الدولي لتوحيد رؤى أصحاب المصلحة العالميين وبناء مستقبلٍ مستدام لقطاع السياحة.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله -، قد أطلق المركز العالمي للسياحة المستدامة، ليكون منصةً تُعنى برصد نمو قطاع السياحة وتطويره، ودعم ممارسات الاستدامة فيه، مع تعزيز الالتزام العالمي المشترك بالمسؤولية البيئية. كما يعمل المركز على توفير الموارد، وتسهيل الشراكات، وتطوير الأدوات اللازمة للدول والمنظمات بهدف الحد من الأثر البيئي لقطاع السياحة، وتعزيز استدامته على المدى الطويل.
كما تطرّق الشيباني خلال مشاركته إلى الأثر الاقتصادي الشامل للسياحة المستدامة، مشيرًا إلى أهمية اعتماد ممارسات الاستدامة ليس فقط للحفاظ على البيئة، بل لتعزيز المرونة الاقتصادية وخلق فرص العمل أيضًا. إذ يُتوقع أن يساهم قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي بمبلغ 11.1 تريليون دولار أمريكي في عام 2024م، متجاوزًا مستويات ما قبل الجائحة، وذلك وفقًا للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
وتبرز أهمية نمو قطاع السياحة وأثره الواسع في ظلّ الحضور الكبير للمنشآت الصغيرة والمتوسطة فيه، إذ تشكّل هذه المنشآت 80% من مؤسساته، وتمثل النساء حوالي 40% من القوى العاملة فيه، لذا تملك السياحة المستدامة القدرة على دعم النمو الشامل، وتمكين المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا الإطار، يسعى المركز العالمي للسياحة المستدامة إلى قيادة قطاع السياحة العالمي نحو مستقبل أكثر استدامة، ويؤكد ترحيبه بالتعاون مع الحكومات والشركات والأوساط الأكاديمية والمجتمع لتحقيق هذا الهدف. وتأكيدًا على ضرورة هذا العمل، قال الشيباني: «إن المخاطر تتزايد مع مرور الوقت، لذلك، فإن ما نعمل عليه الآن جميعًا، سيرسم معالم مستقبل السياحة، ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويقف المركز العالمي للسياحة المستدامة على أهبة الاستعداد لدعم هذه الرحلة وقيادتها، وتعزيز الابتكار فيها».