بوابة الوفد:
2024-11-18@13:25:24 GMT

انتصف شعبان.. اللهم بلغنا رمضان

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظـر دخول شهر شعبان برغبة قوية، ويقوم فى كل يوم متطلعاً مقلبا وجهه فى السماء، يترقب الوحى الربانى حتى أقرَّ الله عينه وأعطاه مناه -بضم الميم- وحقق مطلبه وأرضاه، ونزل قول الله تعالى «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أنه الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ» صدق الله العظيم، إن ليلة النصف من شعبان تبدأ من مغرب يوم ١٤ شعبان وتنتهى فجر يوم ١٥شعبان من كل عام.

لقد قرأت أن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام قال «إن الله ليطلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» «سنن ابن ماجه» ،فقد عظم الله تعالى ليلة النصف من شعبان باطلاعه تعالى على خلقه، لينزل عليهم فيها رحمته ومغفرته، كما استثنى من مغفرته المنزلة فى تلك الليلة المشرك اوالمشاحن، وقد نصح النبى المسلمين بالبعد عن كل ما قد يؤدى إلى بث الفرقة والشحناء بين الناس، إن شهر شعبان يجب استغلاله لإصلاح نفوسنا ونبتعد عن التشاحن لنستقبل رمضان بنفوس صافية وروح طيبة ونطهر إنفسنا وأن نستغل هذه النفحات لتكون أعمالنا متقبلة، ومن أسماء ليلة النصف من شعبان، ليلة التكفير عن ذنوب العباد، وليلة عيد الملائكة، وليلة المغفرة، وبراءة، لأن الله يكتب فيها براءة لعباده من النار، وهى أفضل ليلة عند الله سبحانه وتعالى بعد ليلة القدر، فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت «قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّى فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أنه قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، فقَالَ: يَا عَائِشَةُ ظَنَنْتِ أن النَّبِى خَاسَ بِكِ، قُلْتُ لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَكِنِّى ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: أَتَدْرِينَ أَى لَيْلَةٍ هَذِهِ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إن اللهَ عَزَّوَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِى لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ» رواه البيهقى، وأتمنى أن كل المجتمع يشيع فيه الحب والوئام ونطهر أنفسنا، وأن يبارك الله لنا فى شعبان، وأن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا فيه للصيام والقيام ويتقبل منا صالح الأعمال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اللهم بلغنا رمضان بين السطور رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبيب المصطفى لیلة النصف من شعبان

إقرأ أيضاً:

من هو المعاجز الذي توعد الله له بسوء الخاتمة ؟.. علي جمعة يوضحه

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المعاجزة هي المعاندة والمحاربة ومحاولة تعجيز رسل الله وشرعه ومراده في الكون، والمعاجز صاحب عقلية مصارعة، ونفس خبيثة، لا يُسلم لله، فيخرج من أمره الشرعي ويتحدى آيات الله وأوامره لإمهال الله له، وقد توعده الله بسوء الخاتمة إذا ما استمر على ذلك الحال، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ) [الحج :51] .

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن المعاجز يحاول الخروج عن أمر الله الكوني كذلك، فيسعى لتغيير جنسه، ولإطالة عمره، وإلى تغيير خلق الله، وكأنه يمتثل امتثالا شديدا لأمر الشيطان له بذلك، كما حكى ربنا ذلك في كتابه فقال تعالى : (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِيَنَّهُمْ وَلآمُرَنُّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) [النساء :117 : 119]. 

وأشار الى أنه قد نهى الله عن المعاجزة في آياته، والمعاجز في آيات الله هو نقيض المؤمن الذي سلم بآيات الله، فالمعاجز لا يصدق ولا يسلم ولا يرضخ لحكم الله وأمره، قال تعالى : (وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِى الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِى ضَلالٍ مُّبِينٍ) [الأحقاف :32]. 

وقال سبحانه وتعالى : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ) [الحج :51]، وقال سبحانه : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ) [سبأ :5]، وقال جل شأنه : (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِى العَذَابِ مُحْضَرُونَ) [سبأ :38] 

فالناس فريقان، فريق فهم عن الله وطبق، وفريق رفض أن يفهم وعاجز وصار مفسدا في آيات الله التي خلقها من حولنا في كونه الفسيح، فوصفهم الله بأنهك (أصحاب الجحيم) وذلك لمقارنتهم فيها ودوامهم على ذلك الحال، فمن داوم على شيء كان صاحبه، فالمسألة ليست هينة وليست سهلة، وليست مجرد أحكام لا أثر لمن امتثل بها، ولمن خالفها، وإنما هي رؤى كلية للكون والإنسان والحياة والعقيدة، غايتها إنزال الله حيثما يستحق أن ينزل في قلوب العباد، ويستحق أن تسلك أيها المسلم سلوكك في الحياة الدنيا مرتبطًا بهذا الفهم وتلك العقيدة. 

مقالات مشابهة

  • في خطوتين طريقك إلى محبة الله لسعادة حقيقية
  • صفة خص الله بها عباده الصالحين.. الأزهر للفتوى يكشف عنها
  • من هو المعاجز الذي توعد الله له بسوء الخاتمة ؟.. علي جمعة يوضحه
  • حكم تحديد جنس المولود في القرآن والسنة
  • كيفية تحصين النفس من الفتن؟.. الإفتاء تجيب
  • كيفية التوبة من تتبع عورات الناس
  • هل يجوز بيع القطة وتملكها في الشرع؟ دار الإفتاء تجيب
  • الحديث القدسي: لماذا حرّم الله الظلم على نفسه؟
  • ما هو النذر؟ وما هي أنواعه؟
  • لحظة السماء المفتوحة: دعاء ساعة الاستجابة في يوم الجمعة