بوابة الوفد:
2025-01-18@12:14:40 GMT

أهلُ البيت وآل البيت.. فروق لفظية

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

اختلف الناس قديمًا وحديثًا حول المقصود بأهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

فما الفرق بين الكلمتين، الأهل والآل؟

لمّا تفكرت فى الموضوع جرت البديهة مباشرة مجراها نحو أن الأهل أعم وأشمل، والآل أخصّ وأدل، وأدق فى الدلالة.

ولكن حكم البديهة وحده لا يكفى ما لم يسانده الدليل العلمى المؤيد بالاستنباط العقلى أو الدليل النقلي، ثم إن أهل البيت كما ذكرت النصوص الشرعيّة (رحمة الله عليكم وبركاته أهل البيت) وكما ورد فى آية التطهير، تشير إلى عموم الكلمة فى النبوة من لدن إبراهيم عليه السلام، فكل الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا بعده هم أهل بيته.

وإذا كان أهل كل نبيّ أمته؛ فإنّ دلالة كلمة أهل هنا تعنى ما يُضاف إلى الرجل من الأشياع والأتباع وعموم الملة.

فكأنما كلمة (الأهل) هى الأصل العام الشامل، وكلمة (الآل) هى الفرع الخاص، والفرع لاحق على الأصل ممّا لاشك فيه، ويؤكد هذا الدلالة اللغوية القريبة المباشرة من حيث إنّ كلمة (آل) - والتى أصلها (أهل) قلبت الهاء همزة، فإنّ التصغير يرد الأشياء إلى أصولها - فيما لو أضيفت إلى شخص، فيقال : (آل فلان) أى هم الناس الذين ينتسبون إليه أو يرجع نسبهم إلى فلان، ومنه الأوّل : أى الرجوع، فنقول: (آل إبراهيم) مثلاً، هم : إسماعيل، وإسحاق، وأولادهما، وآل عمران، هم : موسى، وهارون ابنا عمران بن يصهر .. وهكذا.

وقد كثر استعمال (الأهل) و(الآل) حتّى سمّى بهما أهل بيت الرجل لأنّهم أكثر من يتّبعه، كما أنّنا نجد أنّ (آل) لا يستعمل إلّا لذوى المكانة والخطر، ممّن هم فى حكم الخصوص لا الشمول كما فى الحديث: (لا تحلّ الصدقة لمحمّد وآل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو ما جاء فى القرآن الكريم: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ) (غافر:46)، ولا تستعمل كلمة الآل فيمن ينسب لما هو قليل الشأن فى المجتمع من أراذل الناس.

وقد ورد ذكر كلمة (أهل البيت) فى القرآن والسُنّة، وكذلك ذكر كلمة (أهل بيت النبيّ)، أو (أهل بيتي) فى السُنّة فى روايات صحيحة وردت فى مصنفات الحديث للفريقين، وأنّه (صلى الله عليه وآله) قال بعد أن غطّى عليّا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بالكساء: (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي)، وهم العترة الطاهرة أصحاب العباءة.. ويحمل هذا أيضاً على الخصوص لا العموم.

وسئل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)  (ت ١٤٧ هجرية) عن (الآل) من هم؟ فقال: (ذرّية محمّد (صلى الله عليه وآله) )، فقيل له: من الأهل؟ فقال: (الأئمّة (عليهم السلام)، فقيل له قوله تعالى: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ)؟ قال: (والله ما عنى إلّا ذرّيته).

وقد نقل الطريحى فى (مجمع البحرين) عن بعض أهل الكمال قوله فى تحقيق معرفة (الآل)، يقول: (إنّ آل النبيّ (صلى الله عليه وآله) كلّ من يؤول إليه، وهم قسمان:

الأوّل: من يؤول إليه مآلاً صوريّاً جسمانياً، كأولاده ومن يحذو حذوهم من أقاربه الصوريين الذين يحرم عليهم الصدقة فى الشريعة المحمّديّة.

والثاني: من يؤول إليه مآلاً معنوياً روحانيّاً، وهم أولاده الروحانيون من العلماء الراسخين، والأولياء الكاملين، والحكماء المتألهين المقتبسين من مشكاة أنواره، إلى أن قال : ولا شكّ أنّ النسبة الثانية آكد من الأولى.

وإذا اجتمعت النسبتان كان نوراً على نور، كما فى الأئمّة المشهورين من العترة الطاهرة).

وهؤلاء هم أصدق المصاديق لآل محمّد وأهل بيته الذين عناهم الشرع بالصلاة عليهم عندما نقول: (اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد).

ومن يتأمل هذه الفروق السابقة يجدها فروقاً لفظية لا تقدح فى جملتها فى التفضيل لا من حيث التعميم أو حيث التخصيص، فموالاة أهل البيت محبة توجبها التقوى، وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: أنا جدُّ كل تقي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بيت النبي أهل البيت صلى الله علیه وآله أهل البیت أهل بیت

إقرأ أيضاً:

خبير: تعزيز ثقة الطفل بنفسه مفتاح التعامل مع العناد وفرط الحساسية

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن هناك العديد من العوامل النفسية التي تؤثر على سلوك الطفل أبرزها هو التكوين العصبي للطفل، حيث يعاني بعض الأطفال من فرط الحساسية في الجهاز العصبي، مما يجعل استجاباتهم تجاه المواقف والضغوطات عاطفية وعنيفة، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى سلوك التمرد. 

وأضاف  خلال مداخلة عبر برنامج "راحة نفسية" الذي يعرض على قناة الناس أن الطفل الذي يعاني من هذه الصفات يكون عادةً شديد الحساسية تجاه أي نوع من القيود أو التعليمات، ويواجه صعوبة في التكيف مع الأوامر أو النصائح المقدمة من الأهل أو المعلمين.

وأشار الدكتور المهدي إلى أن العناد قد يكون نتيجة لتجارب سابقة تعرض لها الطفل، مثل صدمات نفسية أو معاملة خاصة من قبل الأهل، أو حتى كونه الطفل الوحيد في الأسرة أو المولود بعد فترة طويلة من الانتظار.

 وقال إن هذه العوامل يمكن أن تجعل الطفل يشعر بأنه محور اهتمام الأسرة، وهو ما يخلق لديه اعتقادًا بأن رغباته يجب أن تُلبى فورًا، ما يعزز من سلوكه العنيف والتمردي.

واستعرض الدكتور المهدي كيفية التعامل مع هذا النوع من الأطفال، مؤكدًا على أهمية التحلي بالصبر والهدوء من قبل الأهل. 

وقال إن أسلوب التعامل ينبغي أن يتسم بالتفهّم لاحتياجات الطفل النفسية، مع ضرورة وضع حدود واضحة له، مع شرح الأسباب وراء هذه الحدود بشكل منطقي يراعي عقل الطفل.

 وأضاف أن العقاب يجب أن يكون متوازنًا وغير قاسي، بل ينبغي التركيز على تعزيز السلوك الإيجابي وتوجيه الطفل بشكل بناء نحو سلوكيات أفضل.

وأكد المهدي أن التعامل مع الطفل العنيد يتطلب أيضًا تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، مشيرًا إلى أن الطفل الذي يشعر بتقدير ذاته ويدرك قيمة مجهوداته سيكون أكثر تعاونًا وقبولًا للسلطات من حوله.

مقالات مشابهة

  • الحكومة الأردنية: سخرنا كل الإمكانيات لإسناد الأهل في غزة
  • حكم زيارة الزوجة قبر زوجها بالشرع الشريف
  • الإفتاء تحدد وقت استجابة الدعاء يوم الجمعة
  • تفضيل الأهل بين الأبناء.. دراسة تكشف حقائق غير متوقعة
  • موضوع خطبة الجمعة الموحدة اليوم على مساجد الأوقاف.. تعرف عليه
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • 6 آداب شرعية يجب اتباعها عند زيارة المريض
  • خبير: تعزيز ثقة الطفل بنفسه مفتاح التعامل مع العناد وفرط الحساسية
  • الدعاء بالشفاء في شهر رجب.. ردد 15 كلمة نبوية وقت السحر
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم