بوابة الوفد:
2024-11-15@23:48:30 GMT

أهلُ البيت وآل البيت.. فروق لفظية

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

اختلف الناس قديمًا وحديثًا حول المقصود بأهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

فما الفرق بين الكلمتين، الأهل والآل؟

لمّا تفكرت فى الموضوع جرت البديهة مباشرة مجراها نحو أن الأهل أعم وأشمل، والآل أخصّ وأدل، وأدق فى الدلالة.

ولكن حكم البديهة وحده لا يكفى ما لم يسانده الدليل العلمى المؤيد بالاستنباط العقلى أو الدليل النقلي، ثم إن أهل البيت كما ذكرت النصوص الشرعيّة (رحمة الله عليكم وبركاته أهل البيت) وكما ورد فى آية التطهير، تشير إلى عموم الكلمة فى النبوة من لدن إبراهيم عليه السلام، فكل الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا بعده هم أهل بيته.

وإذا كان أهل كل نبيّ أمته؛ فإنّ دلالة كلمة أهل هنا تعنى ما يُضاف إلى الرجل من الأشياع والأتباع وعموم الملة.

فكأنما كلمة (الأهل) هى الأصل العام الشامل، وكلمة (الآل) هى الفرع الخاص، والفرع لاحق على الأصل ممّا لاشك فيه، ويؤكد هذا الدلالة اللغوية القريبة المباشرة من حيث إنّ كلمة (آل) - والتى أصلها (أهل) قلبت الهاء همزة، فإنّ التصغير يرد الأشياء إلى أصولها - فيما لو أضيفت إلى شخص، فيقال : (آل فلان) أى هم الناس الذين ينتسبون إليه أو يرجع نسبهم إلى فلان، ومنه الأوّل : أى الرجوع، فنقول: (آل إبراهيم) مثلاً، هم : إسماعيل، وإسحاق، وأولادهما، وآل عمران، هم : موسى، وهارون ابنا عمران بن يصهر .. وهكذا.

وقد كثر استعمال (الأهل) و(الآل) حتّى سمّى بهما أهل بيت الرجل لأنّهم أكثر من يتّبعه، كما أنّنا نجد أنّ (آل) لا يستعمل إلّا لذوى المكانة والخطر، ممّن هم فى حكم الخصوص لا الشمول كما فى الحديث: (لا تحلّ الصدقة لمحمّد وآل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو ما جاء فى القرآن الكريم: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ) (غافر:46)، ولا تستعمل كلمة الآل فيمن ينسب لما هو قليل الشأن فى المجتمع من أراذل الناس.

وقد ورد ذكر كلمة (أهل البيت) فى القرآن والسُنّة، وكذلك ذكر كلمة (أهل بيت النبيّ)، أو (أهل بيتي) فى السُنّة فى روايات صحيحة وردت فى مصنفات الحديث للفريقين، وأنّه (صلى الله عليه وآله) قال بعد أن غطّى عليّا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بالكساء: (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي)، وهم العترة الطاهرة أصحاب العباءة.. ويحمل هذا أيضاً على الخصوص لا العموم.

وسئل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)  (ت ١٤٧ هجرية) عن (الآل) من هم؟ فقال: (ذرّية محمّد (صلى الله عليه وآله) )، فقيل له: من الأهل؟ فقال: (الأئمّة (عليهم السلام)، فقيل له قوله تعالى: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ)؟ قال: (والله ما عنى إلّا ذرّيته).

وقد نقل الطريحى فى (مجمع البحرين) عن بعض أهل الكمال قوله فى تحقيق معرفة (الآل)، يقول: (إنّ آل النبيّ (صلى الله عليه وآله) كلّ من يؤول إليه، وهم قسمان:

الأوّل: من يؤول إليه مآلاً صوريّاً جسمانياً، كأولاده ومن يحذو حذوهم من أقاربه الصوريين الذين يحرم عليهم الصدقة فى الشريعة المحمّديّة.

والثاني: من يؤول إليه مآلاً معنوياً روحانيّاً، وهم أولاده الروحانيون من العلماء الراسخين، والأولياء الكاملين، والحكماء المتألهين المقتبسين من مشكاة أنواره، إلى أن قال : ولا شكّ أنّ النسبة الثانية آكد من الأولى.

وإذا اجتمعت النسبتان كان نوراً على نور، كما فى الأئمّة المشهورين من العترة الطاهرة).

وهؤلاء هم أصدق المصاديق لآل محمّد وأهل بيته الذين عناهم الشرع بالصلاة عليهم عندما نقول: (اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد).

ومن يتأمل هذه الفروق السابقة يجدها فروقاً لفظية لا تقدح فى جملتها فى التفضيل لا من حيث التعميم أو حيث التخصيص، فموالاة أهل البيت محبة توجبها التقوى، وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: أنا جدُّ كل تقي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بيت النبي أهل البيت صلى الله علیه وآله أهل البیت أهل بیت

إقرأ أيضاً:

مفهوم النداء لصلاتي الكسوف والخسوف.. الإفتاء توضح

قالت دار الإفتاء المصرية إن النداء للصلاة هو إعلام بوقت الصلاة المحدد، والأذان هو لغة الإعلام بدخول هذا الوقت؛ إذ قال الله تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ﴾ [الحج: 27]، أي أعلمهم به.

وأوضحت الإفتاء أن الكسوف هو لغة كما جاء في "المجموع شرح المهذب" (5/ 37، ط. مطبعة المنيرية)-: [يقال: كَسَفت الشمس وكَسَف القمر -بفتح الكاف والسين وكُسِفا- بضم الكاف وكسر السين، وانكسفا وخَسَفا، وخُسِفَا وانخسفا، فهذه ست لغات في الشمس والقمر، ويقال: كَسَفت الشمس وخَسَف القمر، وقيل: الكسوف أوله والخسوف آخره فيهما، فهذه ثمان لغات، وقد جاءت اللغات الست في الصحيحين والأصح المشهور في كتب اللغة: أنهما مستعملان فيهما، والأشهر في ألسنة الفقهاء تخصيص الكسوف بالشمس والخسوف بالقمر، وادَّعى الجوهري في الصحاح أنه أفصح] اهـ.

بيان حكم الجماعة في صلاة الخسوف والكسوف والدليل عليها

وأضافت الإفتاء أنه يسن صلاة الخسوف والمستف جماعة، لما ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال في الحديث المتفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها: «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا»، فأمر بالصلاة لهما أمرًا واحدًا.

وعن ابن عباس، أنه صلى بأهل البصرة في خسوف القمر ركعتين، وقال: "إنما صليت لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي"، ولأنه أحد الكسوفين، فأشبه كسوف الشمس، ويسن فعلها جماعة وفرادى. ينظر: "المغني" لابن قدامة (2/ 142، ط. دار إحياء التراث العربي).

وقالت الإفتاء إن الأذان مشروع للصلوات المفروضة فقط بغير خلاف للإعلام بوقتها؛ لأنها مخصصة بوقت، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ»، فخصَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأذان بحضور الصلاة المكتوبة.

وبحسب الإفتاء فإنه لا يؤذن لصلاة الجنازة ولا للنوافل، ومما ورد في ذلك ما في مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العيد غير مرة، ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة".

أما صلاة الكسوف والخسوف فإنه ينادى لها بـ"الصلاة جامعة"؛ لما جاء في "الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "لما كَسَفَتِ الشمس على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم، نُودِيَ: إِن الصلاةَ جامعة"، قال الإمام الشافعي في "الأم" (1/ 269، ط. دار المعرفة): [وأحب أن يأمر الإمام المؤذن أن يقول في الأعياد، وما جمع الناس من الصلاة: الصلاة جامعة] اهـ.

مقالات مشابهة

  • 7 نساء محرمة على الرجل للزواج منه
  • حكم وجود طريق فاصل بين مصلى الرجال والنساء
  • حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس لمَن فاتته
  • عدد ركعات سنة الجمعة وكيفية أدائها
  • هل يجوز صلة الرحم بالرسائل على الفيسبوك؟.. الإفتاء ترد
  • حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.. الإفتاء تجيب
  • حكم قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن
  • مفهوم النداء لصلاتي الكسوف والخسوف.. الإفتاء توضح
  • حكم تنبيه المرأة للإمام إذا أخطأ في الصلاة
  • هل الدعاء بعد إقامة الصلاة بدعة؟.. الإفتاء تجيب