بوابة الوفد:
2024-09-19@04:04:33 GMT

أهلُ البيت وآل البيت.. فروق لفظية

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

اختلف الناس قديمًا وحديثًا حول المقصود بأهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

فما الفرق بين الكلمتين، الأهل والآل؟

لمّا تفكرت فى الموضوع جرت البديهة مباشرة مجراها نحو أن الأهل أعم وأشمل، والآل أخصّ وأدل، وأدق فى الدلالة.

ولكن حكم البديهة وحده لا يكفى ما لم يسانده الدليل العلمى المؤيد بالاستنباط العقلى أو الدليل النقلي، ثم إن أهل البيت كما ذكرت النصوص الشرعيّة (رحمة الله عليكم وبركاته أهل البيت) وكما ورد فى آية التطهير، تشير إلى عموم الكلمة فى النبوة من لدن إبراهيم عليه السلام، فكل الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا بعده هم أهل بيته.

وإذا كان أهل كل نبيّ أمته؛ فإنّ دلالة كلمة أهل هنا تعنى ما يُضاف إلى الرجل من الأشياع والأتباع وعموم الملة.

فكأنما كلمة (الأهل) هى الأصل العام الشامل، وكلمة (الآل) هى الفرع الخاص، والفرع لاحق على الأصل ممّا لاشك فيه، ويؤكد هذا الدلالة اللغوية القريبة المباشرة من حيث إنّ كلمة (آل) - والتى أصلها (أهل) قلبت الهاء همزة، فإنّ التصغير يرد الأشياء إلى أصولها - فيما لو أضيفت إلى شخص، فيقال : (آل فلان) أى هم الناس الذين ينتسبون إليه أو يرجع نسبهم إلى فلان، ومنه الأوّل : أى الرجوع، فنقول: (آل إبراهيم) مثلاً، هم : إسماعيل، وإسحاق، وأولادهما، وآل عمران، هم : موسى، وهارون ابنا عمران بن يصهر .. وهكذا.

وقد كثر استعمال (الأهل) و(الآل) حتّى سمّى بهما أهل بيت الرجل لأنّهم أكثر من يتّبعه، كما أنّنا نجد أنّ (آل) لا يستعمل إلّا لذوى المكانة والخطر، ممّن هم فى حكم الخصوص لا الشمول كما فى الحديث: (لا تحلّ الصدقة لمحمّد وآل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو ما جاء فى القرآن الكريم: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ) (غافر:46)، ولا تستعمل كلمة الآل فيمن ينسب لما هو قليل الشأن فى المجتمع من أراذل الناس.

وقد ورد ذكر كلمة (أهل البيت) فى القرآن والسُنّة، وكذلك ذكر كلمة (أهل بيت النبيّ)، أو (أهل بيتي) فى السُنّة فى روايات صحيحة وردت فى مصنفات الحديث للفريقين، وأنّه (صلى الله عليه وآله) قال بعد أن غطّى عليّا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بالكساء: (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي)، وهم العترة الطاهرة أصحاب العباءة.. ويحمل هذا أيضاً على الخصوص لا العموم.

وسئل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)  (ت ١٤٧ هجرية) عن (الآل) من هم؟ فقال: (ذرّية محمّد (صلى الله عليه وآله) )، فقيل له: من الأهل؟ فقال: (الأئمّة (عليهم السلام)، فقيل له قوله تعالى: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ)؟ قال: (والله ما عنى إلّا ذرّيته).

وقد نقل الطريحى فى (مجمع البحرين) عن بعض أهل الكمال قوله فى تحقيق معرفة (الآل)، يقول: (إنّ آل النبيّ (صلى الله عليه وآله) كلّ من يؤول إليه، وهم قسمان:

الأوّل: من يؤول إليه مآلاً صوريّاً جسمانياً، كأولاده ومن يحذو حذوهم من أقاربه الصوريين الذين يحرم عليهم الصدقة فى الشريعة المحمّديّة.

والثاني: من يؤول إليه مآلاً معنوياً روحانيّاً، وهم أولاده الروحانيون من العلماء الراسخين، والأولياء الكاملين، والحكماء المتألهين المقتبسين من مشكاة أنواره، إلى أن قال : ولا شكّ أنّ النسبة الثانية آكد من الأولى.

وإذا اجتمعت النسبتان كان نوراً على نور، كما فى الأئمّة المشهورين من العترة الطاهرة).

وهؤلاء هم أصدق المصاديق لآل محمّد وأهل بيته الذين عناهم الشرع بالصلاة عليهم عندما نقول: (اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد).

ومن يتأمل هذه الفروق السابقة يجدها فروقاً لفظية لا تقدح فى جملتها فى التفضيل لا من حيث التعميم أو حيث التخصيص، فموالاة أهل البيت محبة توجبها التقوى، وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: أنا جدُّ كل تقي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بيت النبي أهل البيت صلى الله علیه وآله أهل البیت أهل بیت

إقرأ أيضاً:

نصائح للآباء والأمهات للتعامل مع الطفل الجاحد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تربية الأبناء من المسؤوليات الصعبة على الآباء والأمهات لنها تحتاج الى وعي وحكمة للكثير من الأمور التي تحدث مع الطفل حتى يتعامل الام والاب معها بشكل صحيح فهناك طباع معينة للاطفال من الصعب التعامل معها وتحتاج لحسن تصرف فهناك الكثير من المتاعب والصعوبات التي تجعل الأم والاب يشعرون بالتعب والعجز لكن عليهم الصبر والتفهم والوعي، كما ان كل طفل يختلف عن الآخر، فلا يمكن تطبيق طريقة واحدة في تربية أبنائهم، ومن ضمن المشاكل التي قد تواجه الاهل هي جحود الأطفال.
 

-علامات تدل ان الطفل جاحد:

*لا يستطيع أن يسمع كلمة لا ولا يتقبل الرفض او العقاب.

*عدم تقبل الهدايا التي لا يريدها في عيد ميلاده مثلا حتى لو كانت الهدايا متعددة ويرفض ويبدى انزعاجه.

*رفض الطفل اتباع القواعد فالطفل الجاحد لا يرغب في تطبيق حتى أبسط القواعد في المنزل، ويغضب عند فرض أمر معين عليه.

*الغضب المتكرر كتعبير عن رفضه لأمر معين أو استيائه من قرار اتخذه الأهل بحقه.

*عدم شكر أحد فعندما يقدم الأهل لأطفالهم أشياء تسعدهم يتمنون أن يسمعوا منهم كلمة "شكراً" أو أن يظهروا الامتنان بطريقة معينة، ولكن الطفل الجاحد لا يشكر أحداً مهما قدم له.

 

-أسباب جحود الطفل :

*عدم التفكير المنطقي قبل تلبية طلبات الطفل حيث يسعى الأهل غالباً إلى جعل طفلهم سعيداً، فيسارعون إلى تلبية طلباته.

*عدم إعطاء الطفل مساحة ليكتشف العالم بسبب حماية الآباء لدرجة جعل الطفل يعيش في فقاعة خالية من مخاطر الواقع ويعتقد ان كل الامتيازات حقوقه والحياة خالية من المشاكل وغير ممتن لوجود اي شيء بحياته ولا يشعر بقيمته.

*عدم منح الطفل الاستقلالية لتحكم الأهل بالطفل وبجميع قراراته وعدم السماح له بالقيام بالأمور التي يرغب فيها حتى وإن كانت طلباته منطقية ويمكنهم تحقيقها وفرض امور اخرى عليه تجعله جاحدا.

*عدم ربط المكافآت بسلوك الطفل فيجب أن يجتهد ليحصل على ما يريد ليشعر بقيمتها ويكون ممتناً لحصوله عليها مما يحفزه على بذل المزيد من الجهد للحصول على المكافآت ويحافظ على سلوكه الجيد مع أهله والآخرين.
 

-نصائح للتعامل مع الطفل الجاحد:

*عندما يظهر الطفل عدم امتنانه لأمر معين، عليك أن تناقشه وتعرف وجهة نظره وشرح وجهة نظرك .

*من الضروري أن تحافظ على هدوئك وتبتعد عن الغضب في النقاش مع الطفل الجاحد واخطاءه لأن ذلك يصعب الموقف.

*لا يجب تلبية طلبات الطفل فوراً بشكل دائم وعلى الأهل جعله ينتظر ليوم أو حتى يومين قبل أن يحقق ما يريد، فمثلاً عندما يطلب لعبة جديدة وإن كان باستطاعة الأهل جلبها فوراً.

*مشاركة طفلك بالنشاطات والأعمال الخيرية والتطوعية كي يرى أن الكثيرين من الناس يحتاجون إلى المساعدة وأن الحياة الواقعية صعبة جداً مما يجعله يشعر بالامتنان إلى ما لديه ويشكر الآخرين إن قام أحدهم بلفتة صغيرة تجاهه.

*يجب أن تكون قدوة صالحة لطفلك لأن الطفل يتعلم أولاً من والديه، فإن كل ما تتصرفه سيتعود ابنك عليه ويتصرفه معك ومع الآخرين لذلك يجب أن يكون اللطف من عاداتك في التعامل مع الآخرين، إضافة إلى الصفات الجيدة التي ترغب في رؤيتها في أبنائك مستقبلاً.

*يجب على الأب أن يشارك في تربية أبنائه إذ إن بعض الآباء يهتمون بتوفير المال لعائلتهم دون مشاركة أبنائهم في اللعب أو في تدريسهم مثلاً فيصبح الأب في نظر الأبناء كممول للعائلة دون وجود مشاعر المحبة تجاهه، ومن ثم لن يقدروا أياً من جهوده لعدم قربه منهم.

*الانتباه إلى أصدقاء أبنائك فقد يغير الطفل الكثير من عاداته نتيجة لما يراه من أصدقائه لذلك من الضروري إن لاحظ الأهل تصرفات لم تعجبهم في الأصدقاء أن ينبهوا الطفل لها كي لا يقلد صديقه ومن الأفضل أن يبتعد عنه.

مقالات مشابهة

  • صاروخ المولد
  • تربويات وثقافيات لـ ” الثورة  “: الاحتفاء بالمولد النبوي تجديد الولاء لرسول الله
  • حكم دفع الرشوة لقضاء المصالح.. الإفتاء تجيب
  • نصائح للآباء والأمهات للتعامل مع الطفل الجاحد
  • ما حكم التوسل بالنبي؟.. «الإفتاء» تستشهد بأدلة من القرآن والسنة
  • البيت الأبيض: يجب التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل و«حزب الله»
  • فعالية نسائية في مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف
  • النهج النبوي حارب الأنانية والرأسمالية التي يتغول فيها الأغنياء على حساب الفقراء
  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • دلائل مولد الرسول يوم الإثنين من عام الفيل من السنة