حينما تقرأ كلاماً قديماً بينك وبين أحد فى الماضى ستعرف كم أن الناس تتغير مع الزمن وأن المحبة تختفى وأن الوعود تُنسى، تعلمنا أن حتى العتاب لن يجدى نفعاً أبدآ ولن يكسب قلبا لن يرد غائبا ولن يحافظ على أحد بالقوة، فلا إكراه حتى فى الوفاء بأخلاق الوعود وأدبيات الإنسانية، تعلمنا من هذا الزمان العجيب أن نرخى قبضتنا فى كل شىء، وليرحل من يرحل وتمضى الأيام، وتأخذ معها أشياء كنا نظن أننا لا نستطيع أبداً العيش بدونها لكننا استطعنا واعتدنا غيابها وفراقها حتى انقلبت كل موازين فى مجتمع فقد عقله.
جرائم قتل مروعة بدأت تنتشر فى السنوات الأخيرة أدت إلى بداية ميلاد مجتمع دموى متوتر وفى حالة قلق دائم بسبب وبدون سبب، بسيناريو تقطيع الجثث، فواقعة ذبح الطالب المسكين على يد أستاذه النصاب، إلى جانب كارثة مذابح الأزواج، ولأسباب تافهة عدم الرضا والقناعة بالعيشة «الضنك» وتمرد كليهما على الآخر الذى زاد من حالات الضجر والحالة المزاجية السيئة، والتوتر العصبى بسبب الأعباء المعيشية المضطربة كذلك حالة الجفاء التى سادت معظم البيوت المصرية وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية وضاع مفهوم الرعية، فطمست الهوية المصرية الأصيلة التى كانت معروفة منذ القدم الترابط والتماسك المتين، للأسف تهاوت كل هذه المعانى النبيلة وسقطت فى بئر الظلمات.
جرائم دموية عجيبة بدأت تنتشر فى السنوات الماضية أيضاً أهم أسبابها «الحب القاتل أو الظلم القاتل»، ضحاياهم طلبة فى سنوات الزهور.. «العشق والغيرة» من الدوافع القوية ورفض الفتيات ارتباطهن بشباب بعينهم بسبب ضعف إمكانياتهم والرغبة الجامحة لهن فى تحقيق الثراء والحياة الفارهة وأطماع أخرى مرتبطة بطبيعة الحياة التى تحلم بها وترتبط بالشاب الذى يحقق لها أمانيها لتصدم هى الأخرى فارس الأحلام طلع أكذوبة فقير وبسيط ليس لديه القدرة على توفير حتى مسكن الزوجية، فتبدأ الأزمة من خلال مواقف درامية عجيبة تفوق ممثلو الأوسكار لعبوا أدوار البطولة خلال منصات التواصل الاجتماعى حصدت ملايين المشاهدات.. بدأت بالطالبة «أمانى» بكلية التربية الرياضية من محافظة المنوفية التى قتلت باسم الحب على يد «أحمد»، الذى عثرت أجهزة الأمن على جثته على الطريق الزراعى منتحرا بنفس السلاح الذى أطلق به النار على أمانى.. وشاب يدعى «إسلام» قام بطعن «سلمى» طالبة الإعلام بأكاديمية الشروق بعد رفضها وأسرتها الارتباط به لسوء سلوكه وشذوذ أفكاره، وقضية «نيرة أشرف» التى سقطت أمام العامة وفصل «محمد» رأسها عن جسمها وأمام الحرم الجامعى لآداب المنصورة، والتى أصابت الرأى العام بالذهول، وما زالت حديث «الميديا» واحدة من أشهر القضايا التى وقعت بدافع الغيرة وخلافات عاطفية بعد أن شعر أن حبيبته غدرت به وتركته.. لذلك كان سوء اختيار كليهما للآخر سببا فى شظايا التصادم لتنتهى العلاقة بالانهيار، كشفت حقيقة العلاقة وعدم وجود حب أصلا وانعدام التفاهم بل الغضب والصراخ والعنف وأخذ الحق بالقوة كان سيد الموقف، وهكذا نكتشف أخطر أسباب جرائم القتل المجتمعى بين الطلبة والأزواج غالباً ما تكون اقتصادية مثل فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية للأسرة، فنجد البقاء للأقوى فى عنف الحصول على لقمة العيش من بعضهم، كما أن سوء الاختيار لشريك الحياة وضعف الوازع الدينى أيضاً من المسببات، تقع المرأه أو الفتاة الضحية فى النهاية، إما قتيلة أو تنهى حياتها فى دهاليز ساحات المحاكم وتشرد أطفالها، فحاولى أن تحكمى على الرجل بطريقة أخرى غير الانبهار بحلاوة اللسان والمظهر الخادع، وأقول يا سيدتى أو فتاتى حاولى أن تعرفى بفطرة المرأة وبصيرتها ما وراء الكلمات وما وراء الثياب البراقة، ورب رجل صامت يغلب عليه الحياء، أكثر طيبة وأكثر حبا من رجل «دحلاب»، والرجولة ليست فى جمال الوجه كما قلت، ولكنها أيضاً ليست فى الكلام واللسان، الرجولة فى الصدق والصراحة والإحساس بالمسئولية وتحمل الأعباء ومواجهة الحقيقة حتى لو كانت مريرة.. الرجولة أمانة وشرف وعمل، وليست سرقة وتبديدا واحتيالا، أعتقد كان هيفرق معاها كثيرا لو كانت اختارت صح لأنها بالطبع الخاسر الأكبر، فعودة روح الإعلام المهذب للأخلاق، والوازع الدينى للبيت المصرى والقناعه والرضا بمقسوم الرزق بداية لإعادة المنقوص فى المجتمع.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأه بالقليوبية.
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماجدة صالح الماضى السنوات الماضية ملايين المشاهدات منصات التواصل الاجتماعي جرائم قتل البيوت المصرية
إقرأ أيضاً:
أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى 45 «كامل العدد»
عرض رابع لـ«أبوزعبل ٨٩» بعد نفاد التذاكر و«دخل الربيع يضحك» كومبليت الجداول وتداخل جهات التنظيم نقطة ضعف المهرجان لكن الدورة ناجحة«كامل العدد» أو «سولد أوت» هى الكلمة الأكثر استماعا فى أروقة الدورة الـ٤٥ لمهرجان القاهرة السينمائى، الذى شهد أكبر نسبة حضور سواء من الجمهور أو الإعلاميين والفنانين وكل محبى السينما.
سواء للأفلام فى أقسامها المختلفة، وحتى فى أغلب الندوات والجلسات النقاشية خلال فترة المهرجان الذى بدأ فى الرابع عشر من الشهر الحالى ويستمر حتى ٢٢ نوفمبر.
أسد الصحراء.. (ما وثقه العقاد فى ليبيا الأمس..يفضج الإبادة الجماعية فى غزة اليوم)اهتم مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام بدعم القضية الفلسطينية، سواء خلال عرض الافتتاح الذى شهد عرض لفرقة وطن للفنون التى حضرت خصيصا من غزة لتشارك فى المهرجان، وحتى الدبوس الذى تم توزيعه على الحضور على شكل علم فلسطين، وتأكيد رئيس المهرجان حسين فهمى على دعم القضية، وبداية المهرجان بالفيلم الفلسطينى «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوى.
لينطلق بعدها جدول من العروض الفلسطينية التى عبرت عن الحرب التى تشهدها فلسطين ليس فقط طوفان الأقصى منذ أكتوبر العام الماضى، لكن منذ بداية النكبة، ومنها الفيلم الوثائقى «إجازة فى غزة» و«غزة التى تطل على البحر» و«من المسافة صفر» الذى يمثل فلسطين فى الأوسكار.
النجم أنطونى كوين فى دور عمر المختارلكن الملفت للانتباه فيلم «أسد الصحراء» للمخرج الكبير العالمى الراحل مصطفى العقاد الذى وثق خلاله المجازر التى قامت بها إيطاليا فى ليبيا فى ثلاثينيات القرن الماضى من أجل إخماد المقاومة ورمزها «عمر المختار» الذى قام بدوره النجم العالمى أنطونى كوين الذى عرض ضمن برنامج كلاسيكيات بعد ترميمه هو الأكثر تعبيرا عما يحدث الآن فى غزة من خلال مشاهد المعارك والتعذيب التى قدمها العقاد فى تجربته عام ١٩٨١.
مالك العقاد: استغرقنا ٣ سنوات فى ترميم الفيلمقال مالك العقاد نجل المخرج السورى الراحل فى تصريحاته لفارايتى عن ترميم الفيلم بواسطة شركة Trancas International Films فى Deluxe فى لندن وPrivate Island Sound فى هوليوود، وهو الترميم الذى أعاد الحياة إلى المناظر الصحراوية ومشاهد المعارك الملحمية، بالإضافة إلى موسيقى موريس جار.
«لقد كان عملًا محببا بالنسبة لى. تضمنت العملية ثلاثة أفلام لوالدى - «الرسالة» و«الرسالة» و«أسد الصحراء» - وكل من هذه الأفلام يزيد طوله على ثلاث ساعات. كانت عملية طويلة جدًا استغرقت فى النهاية أكثر من ثلاث سنوات لإكمالها بالكامل. كان علينا مسح كل إطار، وتصحيح أى خدوش أو مشاكل، ثم تحسين تدرج الألوان، وأخيرًا، إعادة مزج الصوت. لقد كان الكثير من العمل ولكن النتيجة النهائية جعلت الأمر يستحق كل هذا العناء».
محمد رضا: يمكن وضع فلسطين بدلًا من ليبيا فى «أسد الصحراء»أما الناقد محمد رضا فقال: الفيلم يعبر عن الوطن العربى بشكل أشمل فيمكن استبدال فلسطين بدلا من ليبيا ليعبر الفيلم عما يحدث فيها وهو ما أراده العقاد فى ثانى تجاربه السينمائية فى أسد الصحراء بعد أن قدم أول أفلامه (الرسالة) الذى حاول من خلاله تصحيح نظرة الغرب عن الدين الإسلامى ونشأة الإسلام لكنه اختار فى أسد الصحراء أن يتطرق لقضية أشمل وهى النضال العربى.
الفيلم الذى تم إنتاجه فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى وصلت تكلفته ما يقرب من ٢٢ مليون دولار أمريكى فكل ما ظهر فى الفيلم من طائرات ودبابات صنعت خصيصا للفيلم أى ما يساوى اليوم من ١٥٠ إلى ٢٠٠ دولار أمريكى.
وتابع: إن (أسد الصحراء) قدم حقائق عن الصورة العربية وهو تأكيد على أهمية العلم وهو ما يظهر فى المشهد الأخير حين يمسك الطفل الصغير بالنظارة الخاصة بعمر المختار بعد إعدامه تأكيدا على استمرار ومواصلة المقاومة.
وكشف أن المخرج الراحل الذى جمعته به صداقة وطيدة عرض عليه تقديم أفلام عن زعماء ورؤساء عرب لكنه رفض الفكرة
فكان العقاد يأمل فى تقديم فيلم يوحد العرب عن الأندلس وهو الفيلم الذى يحاول نجله مالك العقاد إنتاجه خلال الفترة المقبلة خاصة أن السيناريو جاهز بالفعل لكن لا يزال يبحث عن التمويل فحتى الآن الفيلم لم يبدأ حيز التنفيذ.
وعلق رضا على الانتقادات التى طالت المخرج السورى الراحل لتقديمه عدة أفلام عن الهالويين وقال إنه كان يقدمها ليوفر المال اللازم لإنتاج أفلامه الهامة عن الوطن العربى.
وقال إن العقاد حينما هاجر من سوريا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن يمتلك سوى مائتى دولار أمريكى فقط والقرآن الكريم ولأنه قدم أفلامًا عن الدين الإسلامى والقضايا العربية تم اغتياله فى عملية إرهابية.
حضور مصرى لافتفى السنوات الماضية اعتدنا على الحديث عن أزمة اختيار الفيلم الذى يمثل مصر سواء فى المسابقة الرسمية أو المسابقات والبرامج الأخرى، لكن شهدت الدورة الـ٤٥ تواجدًا مصريًا لافتًا، ففى المسابقة الرسمية مثلت المخرجة نهى عادل مصر بفيلمها «دخل الربيع يضحك» الذى تناولت خلاله ٤ حكايات مختلفة ومنفصلة لكنها متشابكة فى التعقيدات التى تحملها النفس البشرية، يحسب للمخرجة اعتمادها على وجوه غير محترفة أضافت للتجربة، وفى الوثائقى شارك فيلم «أبو زعبل ٨٩» للمخرج بسام مرتضى وهو الفيلم الذى أقيم له عرضًا رابعًا داخل المهرجان بسبب الإقبال الكبير على مشاهدة الفيلم الذى يوثق من خلاله بسام تجربة زيارته لوالدته محمود مرتضى السجين السياسى داخل سجن أبو زعبل وهو طفل صغير، ويتطرق إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال علاقته بوالده ووالدته أيضا التى لعبت دورا كبيرا فى حياته.
إيجابيات وسلبيات..(كشف حساب)بدأ التفاعل مع المهرجان منذ اللحظات الأولى لانطلاقه، ويمكن القول قبلها أيضا، وتباينت ردود الفعل بين الهجوم اللاذع والحاد أو الدفاع المستميت، وكأى مهرجان أو فعالية سينمائية فى العالم فهناك بالتأكيد ماهو إيجابى وماهو سلبى بالطبع فلا يوجد مهرجان فى العالم يخلو من السلبيات.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه ماذا يريد الجمهور من المهرجانات السينمائية؟ وهو ما يكشف إن كان المهرجان نجح بالفعل فى تحقيق ذلك أم لا؟.
إذا تحدثنا عن وجود أفلام قوية ومتنوعة لإرضاء جمهور مختلف ومتنوع فالمهرجان هذا العام شهد مجموعة كبيرة من الأفلام وصلت إلى ١٩٠ فيلما فى المسابقات المختلفة، ولا يمكن لفيلم أن يكون مرضيا لكل الأذواق لذلك لا يمكن اعتبار فشل فيلم فى إرضاء ذوق شخصى معين هو نقطة ضعف للمهرجان.
وإن كانت نقطة الضعف التى صعبت الوصول إلى الأفلام هو الجدول غير المفهوم الذى أضاع فرص مشاهدة الكثير من الأفلام الهامة.
يمكن الإشادة أيضا بفريق المهرجان فى التنظيم حتى وإن كانت هناك بعض المشاكل الاعتيادية فى دخول القاعات أو التأخر قليلا عن العرض لكنها ليس المشاكل الكارثية التى يمكن من خلالها وضع المهرجان تحت المقصلة فهو ظلم لأهم وأعرق مهرجان فى المنطقة العربية، وإن كان لا يمكن إنكار بعض الفوضى الذى تسبب فيها فراغ أحد الأدوار والمناصب الهامة من المهرجان، وهو ما تسبب فى تداخل التنظيم وفوضى فى بعض العروض. لكن المتواجد على أرض الواقع سيلحظ وجود «بعض» المبرمجين والعاملين فى المهرجان لحل المشاكل سريعا.
فى النهاية.. تعد الدورة الـ٤٥ من الدورات المميزة والمهمة فى مسيرة مهرجان القاهرة السينمائى على مستوى الأفلام والبرمجة والحضور والندوات والتنظيم، إلى جانب الدور المحترم والتأكيد على دعم مصر للقضية الفلسطينية، فشكرًا لكل القائمين على المهرجان من رئيس المهرجان وحتى أصغر المتعاونين.