بوابة الوفد:
2025-01-03@04:36:14 GMT

مجتمع فقد قلبه وعقله

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

حينما تقرأ كلاماً قديماً بينك وبين أحد فى الماضى ستعرف كم أن الناس تتغير مع الزمن وأن المحبة تختفى وأن الوعود تُنسى، تعلمنا أن حتى العتاب لن يجدى نفعاً أبدآ ولن يكسب قلبا لن يرد غائبا ولن يحافظ على أحد بالقوة، فلا إكراه حتى فى الوفاء بأخلاق الوعود وأدبيات الإنسانية، تعلمنا من هذا الزمان العجيب أن نرخى قبضتنا فى كل شىء، وليرحل من يرحل وتمضى الأيام، وتأخذ معها أشياء كنا نظن أننا لا نستطيع أبداً العيش بدونها لكننا استطعنا واعتدنا غيابها وفراقها حتى انقلبت كل موازين فى مجتمع فقد عقله.

جرائم قتل مروعة بدأت تنتشر فى السنوات الأخيرة أدت إلى بداية ميلاد مجتمع دموى متوتر وفى حالة قلق دائم بسبب وبدون سبب، بسيناريو تقطيع الجثث، فواقعة ذبح الطالب المسكين على يد أستاذه النصاب، إلى جانب كارثة مذابح الأزواج، ولأسباب تافهة عدم الرضا والقناعة بالعيشة «الضنك» وتمرد كليهما على الآخر الذى زاد من حالات الضجر والحالة المزاجية السيئة، والتوتر العصبى بسبب الأعباء المعيشية المضطربة كذلك حالة الجفاء التى سادت معظم البيوت المصرية وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية وضاع مفهوم الرعية، فطمست الهوية المصرية الأصيلة التى كانت معروفة منذ القدم الترابط والتماسك المتين، للأسف تهاوت كل هذه المعانى النبيلة وسقطت فى بئر الظلمات.

جرائم دموية عجيبة بدأت تنتشر فى السنوات الماضية أيضاً أهم أسبابها «الحب القاتل أو الظلم القاتل»، ضحاياهم طلبة فى سنوات الزهور.. «العشق والغيرة» من الدوافع القوية ورفض الفتيات ارتباطهن بشباب بعينهم بسبب ضعف إمكانياتهم والرغبة الجامحة لهن فى تحقيق الثراء والحياة الفارهة وأطماع أخرى مرتبطة بطبيعة الحياة التى تحلم بها وترتبط بالشاب الذى يحقق لها أمانيها لتصدم هى الأخرى فارس الأحلام طلع أكذوبة فقير وبسيط ليس لديه القدرة على توفير حتى مسكن الزوجية، فتبدأ الأزمة من خلال مواقف درامية عجيبة تفوق ممثلو الأوسكار لعبوا أدوار البطولة خلال منصات التواصل الاجتماعى حصدت ملايين المشاهدات.. بدأت بالطالبة «أمانى» بكلية التربية الرياضية من محافظة المنوفية التى قتلت باسم الحب على يد «أحمد»، الذى عثرت أجهزة الأمن على جثته على الطريق الزراعى منتحرا بنفس السلاح الذى أطلق به النار على أمانى.. وشاب يدعى «إسلام» قام بطعن «سلمى» طالبة الإعلام بأكاديمية الشروق بعد رفضها وأسرتها الارتباط به لسوء سلوكه وشذوذ أفكاره، وقضية «نيرة أشرف» التى سقطت أمام العامة وفصل «محمد» رأسها عن جسمها وأمام الحرم الجامعى لآداب المنصورة، والتى أصابت الرأى العام بالذهول، وما زالت حديث «الميديا» واحدة من أشهر القضايا التى وقعت بدافع الغيرة وخلافات عاطفية بعد أن شعر أن حبيبته غدرت به وتركته.. لذلك كان سوء اختيار كليهما للآخر سببا فى شظايا التصادم لتنتهى العلاقة بالانهيار، كشفت حقيقة العلاقة وعدم وجود حب أصلا وانعدام التفاهم بل الغضب والصراخ والعنف وأخذ الحق بالقوة كان سيد الموقف، وهكذا نكتشف أخطر أسباب جرائم القتل المجتمعى بين الطلبة والأزواج غالباً ما تكون اقتصادية مثل فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية للأسرة، فنجد البقاء للأقوى فى عنف الحصول على لقمة العيش من بعضهم، كما أن سوء الاختيار لشريك الحياة وضعف الوازع الدينى أيضاً من المسببات، تقع المرأه أو الفتاة الضحية فى النهاية، إما قتيلة أو تنهى حياتها فى دهاليز ساحات المحاكم وتشرد أطفالها، فحاولى أن تحكمى على الرجل بطريقة أخرى غير الانبهار بحلاوة اللسان والمظهر الخادع، وأقول يا سيدتى أو فتاتى حاولى أن تعرفى بفطرة المرأة وبصيرتها ما وراء الكلمات وما وراء الثياب البراقة، ورب رجل صامت يغلب عليه الحياء، أكثر طيبة وأكثر حبا من رجل «دحلاب»، والرجولة ليست فى جمال الوجه كما قلت، ولكنها أيضاً ليست فى الكلام واللسان، الرجولة فى الصدق والصراحة والإحساس بالمسئولية وتحمل الأعباء ومواجهة الحقيقة حتى لو كانت مريرة.. الرجولة أمانة وشرف وعمل، وليست سرقة وتبديدا واحتيالا، أعتقد كان هيفرق معاها كثيرا لو كانت اختارت صح لأنها بالطبع الخاسر الأكبر، فعودة روح الإعلام المهذب للأخلاق، والوازع الدينى للبيت المصرى والقناعه والرضا بمقسوم الرزق بداية لإعادة المنقوص فى المجتمع.

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأه بالقليوبية.

magda [email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح الماضى السنوات الماضية ملايين المشاهدات منصات التواصل الاجتماعي جرائم قتل البيوت المصرية

إقرأ أيضاً:

في قطاع غزة.. الموت من البرد أيضا وفق الأطباء

أمام خيمته في وسط قطاع غزة، أشعل يحيى البطران موقد نار للحصول على شيء من الدفء مع زوجته وأطفاله وسط برد قارس، بعد أيام على وفاة طفله الرضيع بسبب البرد، بحسب الأطباء.

يحمل بأسى ملابس الطفل جمعة الذي توفي في الخيمة الباردة في دير البلح بعد 20 يوما فقط على ولادته مع علي، شقيقه التوأم الذي يعالج في قسم العناية المركزة في مستشفى ناصر في جنوب القطاع المدمر.

إلى جانبه، تبكي زوجته نورا البطران (38 عاما) التي لم تتعاف تماما بعد الولادة، طفلها. وتقول "هربنا من القصف من بيت لاهيا، ليموتوا هنا بالبرد".

وتضيف "لا توجد عندنا أغطية كافية ولا ملابس. لاحظت أن الولد بدأ يتجمّد وصار لونه أزرق، ثم مات".

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في 29 ديسمبر/كانون الأول وفاة جمعة جراء "البرد الشديد".

علي وجمعة

وأعلنت الوزارة الاثنين ارتفاع عدد الأطفال الذين توفوا من البرد في قطاع غزة إلى 7 خلال أسبوع.

ويقول يحيى البطران (44 عاما) النازح مع زوجته وأطفاله ووالديه المقعدين من بيت لاهيا في الشمال، إنه أطلق على التوأمين اسمي علي وجمعة تيمنا باسمي ابن شقيقه وابن شقيق زوجته اللذين استشهدا في قصف إسرائيلي خلال العدوان المتواصل منذ أكثر من 14 شهرا في قطاع غزة. ويضيف بحسرة "نتفرّج على أولادنا يموتون".

إعلان

وكما مئات الآلاف غيرهم من سكان قطاع، نزح أفراد عائلة البطران أكثر من مرة. وتعيش آلاف العائلات في خيم وفي ظروف مأساوية، وتعاني من نقص في الغذاء والوقود والدواء.

تتوسط خيمة البطران مئات الخيم البالية التي نصبت في بستان فيه عشرات أشجار النخيل في دير البلح.

يحتضن يحيى البطران 3 من أطفاله على حصيرة مبلولة بمياه الأمطار في زاوية من الخيمة المستحدثة من بطانيات وقماش مهترئ.

ثم يضع وعاء معدنيا صغيرا فيه ماء على الموقد ليعدّ الشاي الذي يخلطه بعد ذلك بالخبز اليابس، وتتناوله العائلة مع قليل من الجبن والزعتر كوجبة غداء.

وتقول زوجته باكية "أطفالي ماتوا من الجوع والبرد"، مضيفة "نعاني من سوء التغذية والبرد وعدم توفر ملابس".

كل شيء يقود إلى الموت

في خان يونس جنوبي القطاع، يروي محمود الفصيح أنه عثر على ابنته الرضيعة سيلا "متجمّدة من البرد" في خيمته الصغيرة قرب شاطئ البحر في منطقة المواصي التي نزح إليها من مدينة غزة. ونقلها مسرعا إلى المستشفى لكنها كانت قد توفيت.

وقال الطبيب أحمد الفرا لوكالة الصحافة الفرنسية يومها إن الطفلة "عمرها 3 أسابيع، وصلت إلى قسم الاستقبال مع انخفاض شديد في درجات الحرارة أدى إلى توقف العلامات الحيوية وتوقف القلب والوفاة".

كما توفيت الرضيعة عائشة القصاص البالغة 20 يوما، بسبب البرد القارس في منطقة مواصي خان يونس، وفق عائلتها.

ويقول عمّ الطفلة محمد القصاص "في غزة، كل شيء يقود إلى الموت. من لم يمت بالقصف الإسرائيلي مات بالجوع أو البرد".

وثمة مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في خيم مستحدثة وعشوائية قرب شاطئ البحر في منطقتي المواصي خان يونس والمواصي رفح اللتين أعلنتهما إسرائيل "منطقة إنسانية".

وتدنّت كثيرا درجات الحرارة في قطاع غزة في ديسمبر/كانون الأول، ويترافق فصل الشتاء إجمالا في القطاع مع أمطار غزيرة.

إعلان

وحذّر الإعلام الحكومي في قطاع غزة في بيان الاثنين "من تأثير منخفض جوي عالي الفعالية خلال الساعات والأيام القادمة"، مشيرا إلى أنه يشكّل "تهديدا حقيقيا على مليوني نازح" يعيش معظمهم في الخيم.

ويحذّر الطبيب أحمد الفرا، مدير قسم الطوارئ والأطفال في مستشفى ناصر، من "وفاة أعداد أكبر من الأطفال والرضع وكبار السن".

ويضيف "الحياة في الخيم خطيرة بسبب البرد وشحّ مصادر الطاقة والتدفئة".

مقالات مشابهة

  • المستريحة تتصدر تريند توتير بـ السعودية
  • الحياة الحزبية.. فى مصر
  • مصطفى قمر: فخور بالوقوف لأول مرة على خشبة البالون
  • فوضي الأسواق العشوائية بالأسكندرية
  • ممدوح عباس ينهى أزمة تجديد عقد "زيزو" مع الزمالك
  • «المستريحة» يفتتح موسم رأس السنة بكوميديا راقية
  • إلى الداعين لحزب جديد!
  • في قطاع غزة.. الموت من البرد أيضا وفق الأطباء
  • غزة المنسيِّة
  • ميلاد السيد المسيح