بوابة الوفد:
2025-05-01@18:16:33 GMT

مجتمع فقد قلبه وعقله

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

حينما تقرأ كلاماً قديماً بينك وبين أحد فى الماضى ستعرف كم أن الناس تتغير مع الزمن وأن المحبة تختفى وأن الوعود تُنسى، تعلمنا أن حتى العتاب لن يجدى نفعاً أبدآ ولن يكسب قلبا لن يرد غائبا ولن يحافظ على أحد بالقوة، فلا إكراه حتى فى الوفاء بأخلاق الوعود وأدبيات الإنسانية، تعلمنا من هذا الزمان العجيب أن نرخى قبضتنا فى كل شىء، وليرحل من يرحل وتمضى الأيام، وتأخذ معها أشياء كنا نظن أننا لا نستطيع أبداً العيش بدونها لكننا استطعنا واعتدنا غيابها وفراقها حتى انقلبت كل موازين فى مجتمع فقد عقله.

جرائم قتل مروعة بدأت تنتشر فى السنوات الأخيرة أدت إلى بداية ميلاد مجتمع دموى متوتر وفى حالة قلق دائم بسبب وبدون سبب، بسيناريو تقطيع الجثث، فواقعة ذبح الطالب المسكين على يد أستاذه النصاب، إلى جانب كارثة مذابح الأزواج، ولأسباب تافهة عدم الرضا والقناعة بالعيشة «الضنك» وتمرد كليهما على الآخر الذى زاد من حالات الضجر والحالة المزاجية السيئة، والتوتر العصبى بسبب الأعباء المعيشية المضطربة كذلك حالة الجفاء التى سادت معظم البيوت المصرية وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية وضاع مفهوم الرعية، فطمست الهوية المصرية الأصيلة التى كانت معروفة منذ القدم الترابط والتماسك المتين، للأسف تهاوت كل هذه المعانى النبيلة وسقطت فى بئر الظلمات.

جرائم دموية عجيبة بدأت تنتشر فى السنوات الماضية أيضاً أهم أسبابها «الحب القاتل أو الظلم القاتل»، ضحاياهم طلبة فى سنوات الزهور.. «العشق والغيرة» من الدوافع القوية ورفض الفتيات ارتباطهن بشباب بعينهم بسبب ضعف إمكانياتهم والرغبة الجامحة لهن فى تحقيق الثراء والحياة الفارهة وأطماع أخرى مرتبطة بطبيعة الحياة التى تحلم بها وترتبط بالشاب الذى يحقق لها أمانيها لتصدم هى الأخرى فارس الأحلام طلع أكذوبة فقير وبسيط ليس لديه القدرة على توفير حتى مسكن الزوجية، فتبدأ الأزمة من خلال مواقف درامية عجيبة تفوق ممثلو الأوسكار لعبوا أدوار البطولة خلال منصات التواصل الاجتماعى حصدت ملايين المشاهدات.. بدأت بالطالبة «أمانى» بكلية التربية الرياضية من محافظة المنوفية التى قتلت باسم الحب على يد «أحمد»، الذى عثرت أجهزة الأمن على جثته على الطريق الزراعى منتحرا بنفس السلاح الذى أطلق به النار على أمانى.. وشاب يدعى «إسلام» قام بطعن «سلمى» طالبة الإعلام بأكاديمية الشروق بعد رفضها وأسرتها الارتباط به لسوء سلوكه وشذوذ أفكاره، وقضية «نيرة أشرف» التى سقطت أمام العامة وفصل «محمد» رأسها عن جسمها وأمام الحرم الجامعى لآداب المنصورة، والتى أصابت الرأى العام بالذهول، وما زالت حديث «الميديا» واحدة من أشهر القضايا التى وقعت بدافع الغيرة وخلافات عاطفية بعد أن شعر أن حبيبته غدرت به وتركته.. لذلك كان سوء اختيار كليهما للآخر سببا فى شظايا التصادم لتنتهى العلاقة بالانهيار، كشفت حقيقة العلاقة وعدم وجود حب أصلا وانعدام التفاهم بل الغضب والصراخ والعنف وأخذ الحق بالقوة كان سيد الموقف، وهكذا نكتشف أخطر أسباب جرائم القتل المجتمعى بين الطلبة والأزواج غالباً ما تكون اقتصادية مثل فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية للأسرة، فنجد البقاء للأقوى فى عنف الحصول على لقمة العيش من بعضهم، كما أن سوء الاختيار لشريك الحياة وضعف الوازع الدينى أيضاً من المسببات، تقع المرأه أو الفتاة الضحية فى النهاية، إما قتيلة أو تنهى حياتها فى دهاليز ساحات المحاكم وتشرد أطفالها، فحاولى أن تحكمى على الرجل بطريقة أخرى غير الانبهار بحلاوة اللسان والمظهر الخادع، وأقول يا سيدتى أو فتاتى حاولى أن تعرفى بفطرة المرأة وبصيرتها ما وراء الكلمات وما وراء الثياب البراقة، ورب رجل صامت يغلب عليه الحياء، أكثر طيبة وأكثر حبا من رجل «دحلاب»، والرجولة ليست فى جمال الوجه كما قلت، ولكنها أيضاً ليست فى الكلام واللسان، الرجولة فى الصدق والصراحة والإحساس بالمسئولية وتحمل الأعباء ومواجهة الحقيقة حتى لو كانت مريرة.. الرجولة أمانة وشرف وعمل، وليست سرقة وتبديدا واحتيالا، أعتقد كان هيفرق معاها كثيرا لو كانت اختارت صح لأنها بالطبع الخاسر الأكبر، فعودة روح الإعلام المهذب للأخلاق، والوازع الدينى للبيت المصرى والقناعه والرضا بمقسوم الرزق بداية لإعادة المنقوص فى المجتمع.

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأه بالقليوبية.

magda [email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح الماضى السنوات الماضية ملايين المشاهدات منصات التواصل الاجتماعي جرائم قتل البيوت المصرية

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}



فى حديثى أمس عن حتمية الإتجاه غربًا !! أى الإتجاه إلى وادينا القديم !! نعم إسمه الحقيقى "الوادى القديم"، حيث كان هو الأهم من حيث البنيه الأساسية مثل طرق التجارة العالمية والمدن المنشأه على طوله من الجنوب وحتى شمال البلاد فى سيوة، حيث كانت البلاد المعروفه بطيبة ( الأقصر ) (ومنف) الجيزة، " وهليوبوليس "، جنوب الدلتا وشمال القاهرة، كل هذه المدن كانت تقع وسط " احراش "من فيضان النيل الذى  كان يغطى كامل مسطح وادى النيل شمالًا وجنوبًا، وكانت " ترتع فيه التماسيح "، فكانت الطرق المحميه بالطبيعة هى تلك المارة بواحات مصر الغربية، لذا هو " الوادى القديم " أما " وادينا الجديد " فى الحقيقة هو وادى النيل وما نراه ونعيش فيه وعليه اليوم.
أما الإطلاق لإسم " الوادى الجديد " على " واحات مصر الغربية " فكان ( مجازًا ) للمستقبل كما ( أطلق عليه ) زعيمنا العظيم الراحل "جمال عبد الناصر" !!
ظهرت كل عناصر النجاح بعد الإهتمام بالتنمية فى الوادى، وصدَّر الوادى الجديد لمصر، وللعالم (البطيخ النمسى) والأزر المصرى الممتاز والمعروف فى العالم كله، والفول والعدس، والذرة والقمح وكما قلت أمس كانت باكورة إنشاء المصانع التى تقوم على الزراعة وتوقفت برامج التنمية والإهتمام بالوادى نظرًا لظروفنا مع الإحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، " ولخدش " الكرامة الوطنيه، والإصرار المصرى على رد تلك الكرامة مهما كان الثمن، فتوقفت برامج التنمية، وبعد إنتصار أكتوبر كان الإهتمام بالوادى إهتمام يكاد يكون شبه منعدم !!حيث إتجه الإقتصاد إلى الغرب، إلى ما سمى بالإنفتاح والإستيراد فكانت عوامل الإقتصاد هو الحصول على توكيلات أجنبيه لكل المنتجات الإستهلاكية، من طعام ومواد إستفزازيه فى الغذاء، مع الإهتمام بأن يعيش المصريون حياة البذخ، الغير مسنود على موارد حقيقية حيث لا إنتاج، ولا زراعة، ولا صناعة، وأصبح القطاع العام الذى بناه "جمال عبد الناصر" طيلة سبعة عشر عامًا، مجالًا " للنهب والتربح " من ذوى السلطة والمحسوبية، وظهر إقتصاد يقوم على العمولات، وإنتهى إقتصاد القيمة المضافة، فأصبحنا نُصَدِرْ الخامات، ونستوردها مصنعه، ففقدنا أهم شيىء فى حياتنا وهى الرغبة فى العمل، وإهتم الإقتصاد بالسمسرة والعمولات، وجلب البضائع المستفزة لعامة شعب مصر، ولكن كان النصر الذى أحرزته القوات المسلحة المصرية فى أكتوبر 1973، وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، والإحساس بعودة الكرامة المصرية، بل الكرامة العربية هى التى تتوج الموقف المصرى فى جميع مجالات الحياة السياسية، ورغم الخطأ العظيم الذى وقع فيه الرئيس "السادات"، وهى حربة المعلنة على حقبة زعامة "جمال عبد الناصر" ( سرًا ) وفى العلانية فهو سيمشى على ( خطى جمال عبد الناصر ) هكذا قال أمام مجلس الشعب، وخرجت النكتة المصرية لكى تستكمل الجملة (بالاستيكة !! ) وكان تشجيعه للجماعات الإسلامية للوقوف ضد ماكان يطلق عليهم أصحاب "قميص عبد الناصر"، وإستفحل الأمر، فأخرج الإخوان للحياة السياسية ودعمهم بكل الوسائط فى مؤسسات الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية إلى أن أغتالوه فى يوم عمره كله، يوم نصره، يوم عزته وعزة "مصر" كلها، يوم 6 أكتوبر 1973، أغتيل وهو يستعرض قواته المسلحة، شامخًا وسط جنوده، وإذ بأحدهم أو ببعضهم يقتلوه لكى ندخل فى نفق أخر من نظام حكم بدء مساء 23 يوليو 1952وتوالى على قيادته زعامات إعتنقت سياسات للأسف مختلفة عن بعضها البعض فكان ما وصلنا إليه !!                                                                         وللحديث بقيه.........
[email protected]

مقالات مشابهة

  • عن الفكر المتطرف والظلم المتطرف أيضا
  • الاحتلال يكرم جنوده في الخفاء خوفا عليهم من الملاحقة بسبب جرائم الإبادة
  • رؤساء جمعيات المستثمرين: «الضرائب» تعزز الثقة مع مجتمع الأعمال بأول حزمة تسهيلات
  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • مجزرة الصالحة.. متى يستيقظ ضمير الكفيل والعميل؟!!
  • توقف قلبه 20 دقيقة.. فريق طبي يُنقذ حياة طفل في الإسكندرية
  • زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا
  • قلبه ميت
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
  • أحمد ماجد عن نجاح مسلسل "فهد البطل":"العوضي بيحط قلبه في الشغل.. الناس صدقت إن إحنا إخوات"