«العقوبة القاسية» تحطم قلب بوجبا!
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
روما (أ ف ب)
تلقى الدولي الفرنسي بول بوجبا، لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي، عقوبة قاسية بإيقافه لمدة 4 أعوام، بسبب تناوله هرمون التستوستيرون المحظور في أغسطس الماضي، وهي بمثابة نهاية مسيرته الاحترافية.
هل سيعود بطل العالم 2018 إلى ملاعب كرة القدم الاحترافية؟ السؤال الذي يطرح نفسه بعد الحكم الذي أصدرته محكمة مكافحة المنشطات الإيطالية، استجابة لطلبات الادعاء، وتطبيق العقوبة القصوى المنصوص عليها في القانون العالمي لمكافحة المنشطات.
وقال مصدر داخل النادي لوكالة فرانس برس: «تلقينا إخطاراً من المحكمة هذا الصباح»، مضيفاً أنهم «أخذوا علماً» بقرار المحكمة.
في المقابل، أعلن بوجبا في حسابه على إنستجرام أنه سيستأنف أمام محكمة التحكيم الرياضي «كاس».
وكتب الفرنسي «لقد أُبلغت اليوم بقرار المحكمة، وأرى أن القرار ليس عادلاً»، مضيفاً «أنا حزين، ومكسور القلب، لأن كل ما بنيته خلال مسيرتي لاعباً محترفاً قد سُلِب مني، عندما أتحرر من القيود القانونية ستصبح القصة كاملةً واضحة، لكنني لم أتناول أي مادة بشكل متعمد أو بنيّة متعمدة تنتهك قوانين مكافحة المنشطات».
وأضاف «كرياضيّ محترف، لن أقوم أبداً بأي شيء لتحسين أدائي باستخدام مواد محظورة كما لم أقم يوماً بتقليل احترام أو غش زملائي الرياضيين والمشجعين في الأندية التي لعبت لها، أو ضدّها»، متابعاً «نتيجة للقرار الصادر اليوم، سأستأنف أمام محكمة التحكيم الرياضي».
لكن بما أنه سيبلغ الحادية والثلاثين في 15مارس المقبل، ليس من المؤكد أن اللاعب الذي لا يزال مرتبطاً بعقد مع يوفنتوس حتى يونيو 2026، يمكن أن يعود إلى الملاعب بعد هذه العقوبة القاسية.
وجاء قرار المحكمة في أعقاب مطالبة النيابة العامة لمكافحة المنشطات الإيطالية بإيقاف اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً، وفقاً للقانون العالمي لمكافحة المنشطات.
وعلق مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب قائلاً: «لا أتصور ولو لحظة أن بول يملك النية أو الإرادة لكي يتنشط، كوني أعرفه جيداً، فإن هذا الأمر لا يراود فكره على الإطلاق، لكن ثمة حقيقة أن العينتين اللتين أجراهما تؤكدان وجود مادة محظورة من دون أدنى شك».
وأضاف «يتعين على بول الآن أن يقود معركة جديدة للدفاع عن نفسه أمام محكمة التحكيم الرياضي وإقناع القضاة بأنه لم يتناول عمداً مواد محظورة».
وسقط بوجبا «91 مباراة دولية» الذي غاب عن غالبية موسم 2022-2023، واكتفى بخوض 10 مباريات فقط بسبب الإصابات، في فحص المنشطات الذي خضع له بعد المباراة بين يوفنتوس ومضيفه أودينيزي في المرحلة الأولى من الدوري والتي لم يشارك فيها في 20 أغسطس، ورغم أنه بقيَ على مقاعد البدلاء ولم يشارك في اللقاء، كان أحد الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي للخضوع للاختبار.
ولتبرير هذه المخالفة، أفاد المقربون من اللاعب أن التستوستيرون يأتي من مكمّل غذائي وصفه طبيب استشاره في الولايات المتحدة.
وأوقف لاعب الوسط المتوّج بلقب مونديال 2018 عن اللعب احتياطياً منذ 11 سبتمبر من قبل الوكالة الإيطالية لمكافحة المنشطات (نادو).
وكان فحص العينة «ب» التي طلبها بوجبا، مطلع أكتوبر، أكّد تواجد مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون.
ويبدو هذا الإيقاف بمثابة كابوس لا نهاية له لبوجبا الذي لم يعد قادراً على التدرب مع يوفنتوس منذ الإعلان عن اختباره الإيجابي، وشهد تجميد راتبه المقدر بـ8 ملايين يورو سنوياً من قبل النادي الذي عاد إليه في يوليو 2022 في صفقة حرة بعد ستة مواسم في مانشستر يونايتد الإنجليزي.
عودته إلى صفوف «السيدة العجوز» كانت خطوة من المفترض أن تجدّد مسيرته بعد فشله في فرض نفسه في صفوف «الشياطين الحمر» لكنه تعرّض على الفور لإصابة خطيرة في الركبة في فترة الاستعداد للموسم الجديد.
كما أن قراره الأوّلي بعدم الخضوع لعملية جراحية في محاولة للمشاركة في كأس العالم في قطر جاء عكس ما يشتهيه لأنه اضطر في النهاية إلى القيام بها على مقربة من المونديال، ولم يتمكّن من مساعدة منتخب بلاده على الدفاع عن لقبه.
كان بوجبا عنصراً رئيساً عندما توّج منتخب «الديوك» بطلاً لكأس العالم عام 2018 في روسيا، وسجّل أحد أهداف فرنسا خلال فوزها على كرواتيا 4-2 في المباراة النهائية.
لكنه لم يشارك مع منتخب بلاده منذ الفوز ودياً على جنوب أفريقيا في مارس من العام قبل الماضي.
بعد أن كان على قمة العالم، انحدر بوجبا ببطء إلى الأعماق، متأثراً بالإصابات وحياته الشخصية الصعبة التي يعترف بأنها تأثرت سلباً بالمبالغ الهائلة من الأموال التي حصل عليها كبار لاعبي كرة القدم.
قال في هذا الصدد: «المال يُغيّر الناس، ويمكن أن يؤدي إلى تفكّك الأسرة، ويمكن أن يؤدي إلى حرب، في بعض الأحيان كنت أفكر بمفردي، لا أريد الحصول على المال بعد الآن، لا أريد اللعب بعد الآن. أريد فقط أن أكون مع أشخاص عاديين، حتى يحبوني من أجلي وليس من أجل الشهرة والمال».
كان بوجبا يلمّح إلى تجربة مريرة، فبعد شهر من تعرّضه لتمزق في أربطة الركبة، أصدر شقيقه ماتياس مقطع فيديو هدّد فيه بالكشف عن أسرار تتعلّق بشقيقه النجم.
وكشف المحققون الفرنسيون كيف احتُجز تحت تهديد السلاح من قبل أصدقاء الطفولة ورجلين ملثّمين مسلحين وهددوه لعدم مساعدتهم مالياً وطالبوه بمبلغ 13 مليون يورو، انتهى الأمر بدفع بوجبا 100 ألف يورو من هذا المبلغ.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإيطالي يوفنتوس فرنسا بول بوجبا
إقرأ أيضاً:
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
الولايات المتحدة – طور فريق من الباحثين طريقة جديدة لمكافحة عدوى فيروس SARS-CoV-2، في خطوة قد تساهم في مواجهة تهديدات الفيروسات المستقبلية بشكل أسرع وأكثر فعالية.
في ديسمبر 2021، كان عقار “باكسلويد” بمثابة نقطة تحول في مكافحة جائحة “كوفيد-19″، حيث أثبت فعاليته في علاج الملايين. ومع ذلك، يعترف الباحثون أن هذا العقار، مثل غيره من مضادات الفيروسات، قد يفقد فعاليته في المستقبل بسبب مقاومة الأدوية. ومن هنا، جاء سعي الباحثين لإيجاد طريقة جديدة تضمن فعالية طويلة الأمد ضد الفيروسات.
وتتمثل الطريقة في فئة جديدة من مضادات الفيروسات التي تستهدف إنزيمات أساسية لا تقتصر على فيروس “سارس”، بل تشمل أيضا فيروسات أخرى مثل الإيبولا وحمى الضنك، بالإضافة إلى فيروسات الحمض النووي المتكاثرة في السيتوبلازم مثل الجدري.
ودرس الباحثون في مختبر قائد الدراسة من جامعة روكفلر، توماس توشل، إنزيمات “ميثيل ترانسفيراز” التي تلعب دورا رئيسيا في تكاثر العديد من الفيروسات، بما في ذلك فيروس SARS-CoV-2. وتعمل هذه الإنزيمات على تعديل أغشية الحمض النووي الريبي الخاصة بالفيروس، ما يساعده على التهرب من دفاعات الجهاز المناعي. وقد أظهرت الدراسة أن هذه الإنزيمات تمثل هدفا واعدا للعلاج المضاد للفيروسات.
ويقول توشل: “عملنا يثبت أن إنزيمات “ميثيل ترانسفيراز” هي أهداف علاجية، ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة لمكافحة الفيروسات التي كان لدينا أدوات محدودة لمكافحتها سابقا”.
وعلى الرغم من أن معظم مضادات الفيروسات، بما في ذلك “باكسلويد”، تركز على تعطيل “بروتياز”، وهو إنزيم مختلف يكسر البروتينات في الفيروس، إلا أن توشل وفريقه نظروا إلى أبعد من ذلك. واعتقدوا أن الفيروسات ستكون أقل عرضة للهروب من العلاج الذي يستهدف إنزيمين فيروسيين مختلفين في وقت واحد.
وبعد فحص 430 ألف مركب في بداية الوباء، اكتشف الباحثون مجموعة صغيرة من المركبات التي تثبط “ميثيل ترانسفيراز NSP14” الموجود على الغطاء الفيروسي. وتم تحسين هذه المركبات كيميائيا، وأثبتت فعاليتها في تجارب خلوية وفي الفئران ضد “كوفيد-19″، حيث كانت فعالية هذه المركبات مماثلة لفعالية عقار “باكسلويد”.
وتشير النتائج إلى أن المجموعة الجديدة تستهدف الفيروس بشكل انتقائي دون التأثير على العمليات الحيوية في الجسم، ما يعني أنه من المحتمل أن تكون له آثار جانبية ضئيلة.
ومع ذلك، يحذر توشل من أن مجموعة المركبات لا تزال في مرحلة البحث وتحتاج إلى تحسينات إضافية قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام البشري.
وفي المستقبل، يخطط مختبر توشل لتوسيع نطاق هذا البحث لاستكشاف مثبطات لفيروسات أخرى مثل الفيروس المخلوي التنفسي وفيروسات الفلافونويد مثل حمى الضنك وزيكا، بالإضافة إلى العدوى الفطرية.
ويقول توشل: “يفتح هذا العمل الباب لاستهداف العديد من مسببات الأمراض، ويعد فرصة جديدة للاستعداد للأوبئة المستقبلية”.
المصدر: ميديكال إكسبريس