تفاصيل محادثات بايدن مع السيسي وأمير قطر حول غزة
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الخميس 29 فبراير 2024 ، اتصالين هاتفيا منفصلين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، تناول فيهما الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة .
بحث بايدن، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة مثلت بسببها تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه السيسي من نظيره الأمريكي وفق بيان للرئاسة المصرية، بعد اتصال هاتفي مماثل بين بايدن وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تطرق أيضا للجهود ذاتها.
وأفادت الرئاسة المصرية بأن السيسي وبايدن بحثا "الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتهدئة في قطاع غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين وإيصال المساعدات الإنسانية".
كما أكد الرئيسان المصري والأمريكي "ضرورة تجنب توسع الصراع بالمنطقة".
وأشارا إلى "قوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بينهما".
ونقلت الرئاسة عن السيسي تأكيده "ضرورة التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، يتيح إيصال المساعدات الإنسانية بالشكل الكافي والملائم، بما يحقق تحسناً حقيقياً في الأوضاع بالقطاع".
وحذر من "خطورة استمرار التصعيد العسكري واستهداف المدنيين"، مؤكداً "إدانة مصر الكاملة لاستهداف المدنيين العزل بالمخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
والخميس، أطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار ال نابلس ي" جنوب مدينة غزة، وأسفر ذلك عن مقتل 104، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.
من جانبه، ثمن الرئيس الأمريكي "الجهود المشتركة للدفع تجاه التهدئة، التي تعد أولوية في الوقت الحالي لاستعادة الاستقرار في الإقليم"، وفق البيان المصري.
وأعرب بايدن عن "تقديره للجهود المصرية المكثفة سواء على المسار السياسي الهادف للتهدئة، أو من خلال دورها القيادي المحوري في عملية إدخال المساعدات الإغاثية لأهالي غزة عبر منفذ رفح". بايدن يهاتف أمير قطر حول غزة
بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، جهود الوساطة من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بقطاع غزة الذي يعاني من حرب إسرائيلية شرسة منذ نحو 5 أشهر.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه أمير قطر من بايدن، وفق بيان للديوان الأميري نشره عبر موقعه الإلكتروني.
وجرى خلال الاتصال "بحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود قطر الهادفة للتوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة".
كما بحث الجانبان أيضا "العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية"، بحسب المصدر ذاته.
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت سياسة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط مقارنات بالتحديات التي واجهها أسلافه مثل جيمي كارتر وجورج دبليو بوش، على الرغم من اختلاف الظروف بشكل كبير، كما تطرح سؤالًا عن تطورات الأوضاع بالمنطقة فى ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي خوان كول: "على عكس تورط كارتر في أزمة الرهائن الإيرانيين أو صراعات بوش مع حركات المقاومة في العراق، تنبع صعوبات بايدن من تصرفات حليف رئيسي للولايات المتحدة: إسرائيل. لقد أثار دعم إدارته للحملات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك في غزة ولبنان وإيران، انتقادات واسعة النطاق، محليًا ودوليًا".
إرث معقدخلال السنوات الأولى لبايدن في منصبه، سعت إدارته إلى إعادة معايرة السياسة الأمريكية في المنطقة. وشملت الجهود البارزة رفع العقوبات المفروضة على حركة الحوثيين في اليمن من قبل الإدارة السابقة، وتسهيل المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في اليمن، والحفاظ على الحد الأدنى من التدخل العسكري في العراق وسوريا لمحاربة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية.
ولكن كانت هناك فرصة ضائعة كبيرة تمثلت في الفشل في استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة لعام ٢٠١٥ مع إيران. فقد فككت إدارة ترامب هذا الاتفاق النووي، الذي كان يهدف في الأصل إلى منع طهران من تطوير الأسلحة النووية في مقابل تخفيف العقوبات. وعلى الرغم من الإشارات المبكرة للاهتمام بإحياء الاتفاق، احتفظ فريق بايدن بالعديد من عقوبات ترامب، مما أعاق التقدم الهادف. ونتيجة لذلك، سعت إيران إلى إقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا، مع عواقب جيوسياسية كبيرة. وقد أكدت عضوية طهران في منظمة شنغهاي للتعاون وشراكتها العسكرية مع موسكو على التحالفات المتغيرة استجابة للسياسات الأمريكية.
تصاعد التوتراتكانت الأحداث التي أعقبت هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر ٢٠٢٣ بمثابة نقطة تحول في سياسة بايدن في الشرق الأوسط. وقد أثار دعم الولايات المتحدة للرد العسكري الإسرائيلي في غزة، والذي اتسم بغارات جوية واسعة النطاق، إدانة من العديد من البلدان، وخاصة في الجنوب العالمي. لقد أدت الأنباء عن ارتكاب جرائم حرب وإصابات غير متناسبة بين المدنيين إلى تآكل الدعم الدولي للسياسات الأمريكية في المنطقة.
واتسع نطاق الصراع مع انخراط إسرائيل في أعمال عدائية مع حزب الله في لبنان وتنفيذ ضربات على أهداف إيرانية. وأثارت التوترات المتصاعدة مخاوف بشأن حرب إقليمية أوسع نطاقا، حيث تكافح إدارة بايدن للتعامل مع الأزمة. وقد اعتُبرت الجهود المبذولة للتوسط مع إيران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى غير كافية، حيث سلط المنتقدون الضوء على الافتقار إلى المساءلة عن الأفعال الإسرائيلية.
تداعيات متعددةوكان لعدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط تداعيات عالمية كبيرة. فقد أدت الاضطرابات في طرق الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي تفاقمت بسبب الهجمات الصاروخية الحوثية، إلى إجهاد سلاسل التوريد العالمية وساهمت في ارتفاع التضخم.
كما تؤكد الأزمات الإنسانية في غزة واليمن ولبنان على التحديات التي تواجه المنطقة. ويرى المراقبون أن سياسات بايدن، في حين كانت تهدف إلى الحفاظ على النفوذ الأمريكي، أدت إلى تفاقم التوترات. لقد أصبح الاعتماد على المساعدات العسكرية والتحالفات الاستراتيجية محل تدقيق، مع دعوات إلى اتباع نهج أكثر توازنًا لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع. مع استعداد بايدن لمغادرة منصبه، تظل سياسته في الشرق الأوسط موضوع نقاش مكثف. إن الإدارة المقبلة سوف ترث منطقة تتسم بالانقسامات العميقة والتحالفات المعقدة. وسوف يتطلب التصدي لهذه التحديات إيجاد التوازن الدقيق بين المصالح الأمنية، والمخاوف الإنسانية، والسعي إلى تحقيق الاستقرار في الأمد البعيد.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك على يد إدارة ترامب؟.. مجرد سؤال تظل إجابته موضع تساؤل كبير أيضًا.