لقاء عن المشروعات القومية في انطلاق قوافل التوعية التثقيفية بقرى الوادي الجديد
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
دشنت سلسلة قوافل ثقافية وفنية بقرى محافظة الوادي الجديد، مقدمة برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ضمن خطط التوعية التثقيفية ونشر القيم الإيجابية والوصول بالخدمات الثقافية للقرى والمناطق الحدودية والنائية الأكثر احتياجا، ومجابهة ونبذ التطرف.
وانطلقت أولى القوافل بمركز شباب قرى شرق بولاق بمركز الخارجة بحضور ضياء مكاوي رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي، وابتسام عبد المريد مدير عام ثقافة الوادي الجديد، وبدأت بعرض فيلم تسجيلي عن المشروعات القومية التى أقامتها الدولة، أعقبها محاضرة ثقافية بعنوان "المشروعات القومية والرؤية المستقبلية" شارك بها أحمد العساوي مدير إدارة الأداء الرياضي بالشباب والرياضة.
المشروعات التنمويةتحدث "العساوي" عن المشروعات التنموية التي تستهدف تحقيق حياة كريمة لأبناء الوطن، موضحا عددا من المشروعات القومية الكبرى التى تحققت خلال السنوات القليلة الماضية ومنها العاصمة الإدارية والمدن الجديدة ومشروعات الطاقة الشمسية وقناة السويس الجديدة وصوامع القمح وشبكة الطرق، واستصلاح 2.5 مليون فدان، كما تحدث عن مبادرة حياة كريمة وأثرها الكبير في تحقيق مساعي الدولة، وقدم فعاليات القافلة الإذاعي ناصر الدمرداش.
دور المؤسسات القومية في نشر الوعيوخلال كلمته أوضح رئيس الإقليم أهمية الدور الذي تقدمه المؤسسات الثقافية في نشر الوعي وإلقاء الضوء على جهود الدولة ومسيرتها التنموية ودعم ورعاية الموهوبين من أبناء وشباب المحافظات والمناطق النائية تحقيقا للعدالة الثقافية، وأكد أن هذه القوافل هي الأولى في سلسلة قوافل أخرى تجوب قرى المحافظة ومراكزها، مقدما شكره لوزيرة الثقافة ومحافظ الوادي الجديد ورئيس الهيئة للدعم الكبير المقدم لتنفيذها وغيرها من المشروعات الثقافية الأخرى بالمحافظة.
أمسية شعريةهذا وتضمنت الفعاليات أمسية شعرية شارك فيها نخبة من الشعراء والمبدعين وقدمها الشاعر أشرف نوير، بجانب فقرات مواهب للأطفال في الشعر والغناء، واختتمت الفعاليات بعرض لفرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو أحمد فتحي، وتضمن باقة من الأغاني الوطنية وأغاني الطرب، بالإضافة إلى تنفيذ ورشة فنون تشكيلية للأطفال، وذلك بحضور العديد من القيادات الثقافية والتنفيذية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قصور الثقافة المناطق الحدودية وزيرة الثقافة المشروعات التنموية
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يلتقي الفكر بالحوار، شهد الصالون الثقافي ندوة متميزة تناولت العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية، وهي علاقات تمتد لعقود طويلة، قائمة على تبادل الفكر والفن والأدب. لم تكن هذه الروابط وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ حافل من التفاعل الثقافي الذي شكّل الهوية العربية ورسّخ الوعي المشترك بين شعوب المنطقة.
مصر، التي طالما كانت منارة للفكر والإبداع، لم تبخل يوماً بعطائها الثقافي، فامتدت تأثيراتها إلى تونس والمملكة العربية السعودية،في حين أثرى المبدعون التونسيون والسعوديون المشهد الثقافي العربي بإسهاماتهم المتنوعة.
وفي ظل هذا التداخل العميق، تأتي فعاليات مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب لتعزز هذا التقارب، من خلال ندوات وحوارات تجمع المفكرين والمثقفين من مختلف البلدان.
بدأت الجلسة بمداخلة الدكتورة فاطمة الأخضر، الأستاذة الجامعية بكلية الآداب في تونس، التي استعرضت التأثير اللغوي والثقافي العربي في تونس.
وأوضحت أن القيروان، تلك المدينة العريقة، لم تكن مجرد عاصمة سياسية، بل كانت منارة علمية وثقافية، نافست بغداد والبصرة في ازدهارها خلال القرن العاشر الميلادي، وجذبت طلاب العلم من مختلف بقاع العالم لدراسة الطب، الفلك، والعلوم الإنسانية.
لم تقتصر مساهمات تونس على حدودها، بل امتدت إلى مصر والمغرب، حيث انتقلت كتب "بيت الحكمة" إلى القاهرة في العصر الفاطمي، كما ساهمت جامعة القرويين في فاس، التي أسستها القيروانية فاطمة الفهرية، في تعزيز النهضة العلمية في المغرب العربي.
وتطرقت الدكتورة فاطمة إلى أسماء بارزة من الفلاسفة والعلماء الذين خرجوا من القيروان، مؤكدة أن تونس لم تكن فقط مركزًا ثقافيًا، بل محطة رئيسية في نقل العلوم والمعارف إلى بقية أنحاء العالم الإسلامي.
من تونس إلى السعودية، حيث سلطت الدكتورة آمنة بوخمسين، مديرة المعهد العالي "يعقلون"، الضوء على التحولات الثقافية التي شهدتها المملكة.
وأوضحت أن الثقافة السعودية لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إذ كانت المملكة مهدًا لكبار العلماء والمفكرين منذ العصور الإسلامية المبكرة.
لكن المشهد الثقافي في السعودية شهد قفزة نوعية في العصر الحديث، مع إطلاق مشاريع ضخمة لدعم الفنون، الفلسفة، والموسيقى.
وأشارت الدكتورة آمنة إلى معهدها "يعقلون"، الذي يُعد أول مؤسسة سعودية متخصصة في تدريس الفلسفة والموسيقى والفنون، كدليل على التوجه الجديد الذي تتبناه المملكة نحو الثقافة والفكر الحر.
تطرقت أيضًا إلى المجالس الثقافية في الأحساء، التي ظلت لسنوات طويلة منابر للحوار والتبادل الثقافي، مؤكدة أن السعودية تشهد نهضة ثقافية غير مسبوقة، تتجلى في مشاريع مثل رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الفنون والآداب وحفظ التراث الوطني.
وخلال النقاش، طرح الناقد د. حسام نايل تساؤلًا حول دور التيار النسوي في الثقافة السعودية، لتوضح الدكتورة آمنة أن الحركات النسوية نشأت في بدايتها للمطالبة بحقوق لم تكن متاحة، لكن اليوم، بعد حصول المرأة السعودية على كافة حقوقها، أصبح مفهوم النسوية بحاجة إلى إعادة تعريف، مؤكدة أنه لا يوجد فرق جوهري بين الأدب الذي يكتبه الرجال أو النساء، فالمهم هو قيمة النص وليس جنس كاتبه.
أما المؤرخ السعودي الدكتور منصور الدعجاني، عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، فقد تناول الجذور الثقافية للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الخط العربي نشأ في المدينة المنورة تحت اسم "الخط المدني"، قبل أن يتطور لاحقًا إلى "الخط الكوفي" في العصر العباسي.
كما تحدث عن الرحلات العلمية من بلاد المغرب العربي، وتحديدًا تونس، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي بين المشرق والمغرب، مؤكدًا أن السعودية لم تكتفِ بالحفاظ على تراثها، بل تسعى اليوم لتوثيقه عالميًا. وأشار إلى أن وزارة الثقافة السعودية، التي تأسست عام 2018، أطلقت خططًا طموحة لتسجيل 9000 موقع تراثي ضمن هيئة التراث الوطنية، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على هويتها الثقافية.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن التواصل الثقافي بين الدول العربية، ولا سيما بين تونس والسعودية، يمثل نموذجًا حقيقيًا لقدرة الثقافة على توحيد الشعوب. فالثقافة ليست مجرد كتب ومؤلفات، بل هي جسور تمتد عبر الزمن، تعبر الحدود الجغرافية، وتخلق فضاءً مشتركًا للحوار والإبداع.
وسط عالم سريع التغير، تبقى الثقافة العربية بمختلف تنوعاتها قادرة على مد الجسور بين الشعوب، ومثل هذه الندوات ليست إلا خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للحوار الثقافي العربي.