رغم تراجع سعر الدولار.. "اقتصاديون ونواب" يوضحون أسباب عدم انخفاض أسعار السلع
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
واصل سعر الدولار الانخفاض في السوق السوداء ليسجل نحو 47 جنيه، وذلك منذ إعلان الحكومة توقيع صفقة "رأس الحكمة" بين مصر ودولة الإمارات، إلا أن هذا التراجع لم يؤثر على انخفاض أسعار السلع الاستراتيجية في الأسواق المصرية، وهو ما أرجعه خبراء اقتصاد ونواب إلى أن شراء غالبية مستلزمات الإنتاج بسعر الدولار القديم، فضلًا عن فقدان الرقابة من قِبل جهاز حماية المستهلك، ووزارتا التموين والتجارة الداخلية، وترك السوق للممارسات الاحتكارية.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور السيد خضر، إن المشكلة الأساسية ليست في سعر الدولار، وإنما في آليات الرقابة على الأسواق، مشيرًا إلى أن مصر تفتقد الرقابة الحقيقية على أداء الأسواق بشكل كامل، فلا نرى حملات رقابية صارمة على الأسواق
وأضاف "خضر" في تصريح خاص لـ "الفجر"، قائلًا: شعار التجار المصريين خلال الفترة الماضية هو زيادة الثروات في الأزمات بشكل كبير، لافتًا إلى أنه تم زيادة هامش الربح للتجار خلال الفترة الأخيرة، لأن معظم السلع الاستراتيجية خاصةً السلع الغذائية يتم إنتاجها على المستوى الداخلى، ولا يتم استيراد أي منها من الخارج.
فقدان الرقابة على الأسواقوأوضح الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية يرجع إلى عملية فقدان الرقابة بشكل كبير على الأسواق من جانب وزارتي الداخلية والتموين، وجهاز حماية المستهلك، مؤكدًا على ضرورة وجود دور حقيقي لهذه الوزارات والأجهزة على أرض الواقع وخاصةً في الفترة الحالية، نظرًا لزيادة معدلات الاستهلاك بشكل كبير مع دخول شهر رمضان.
وأشار الدكتور السيد خضر، إلى أن وجود انخفاض ملحوظ لأسعار السلع سوف يستغرق من 3 إلى 4 أشهر قادمة، بالتزامن مع الانخفاضات المتتالية لسعر صرف الدولار، مما ينتج عنه انخفاض تكلفة عملية الاستيراد، فبالتالي لا يكون هناك تكلفة كبيرة وهي فرق سعر الصرف الرسمي عن السوق السوداء الذي كان يتحمله المواطن خلال الفترة الأخيرة.
توفير الدولار في البنوكوتابع قائلًا: لا بد أن يكون هناك آليات من قِبل الدولة لتوفير الدولار في البنوك، موضحًا عدم وجود عملة صعبة في البنوك سواء الدولار أو الريال السعودي أو غيرها من العملات التي يحتاجها المواطن، مؤكدًا على ضرورة توافر العملة الدولارية للسلع الاستراتيجية التي نستوردها خلال الفترة المقبلة حتى يكون هناك تنافس في الأسواق الداخلية.
وأردف قائلًا: فكرة فتح الاستيراد وخفض قيمة تكلفة الاستيراد جزء مهم من الانفراجه في الأسواق خلال الفترة المقبلة مع توفير العملة الصعبة في البنوك، قائلا: البنوك لا توفر العملة الدولارية للمستورد، فبالتالي سيظل يلجأ إلى السوق السوداء.
وأوضح الخبير الاقتصادي السيد خضر، أن القضاء على السوق السوداء، واعتماد شركات صرافه تكون مرخصة بشكل كامل، وتوافر الدولار بشكل كامل في البنوك ففي هذه الحالة من الممكن أن تنخفض الأسعار على المدى القصير وليس على المدى الطويل.
النائبة سميرة الجزار شراء مستلزمات الإنتاج بالسعر القديم للدولاروفي السياق ذاته، أوضحت النائبة سميرة الجزار، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية وعدم خفضها في الأسواق على الرغم من تراجع سعر الدولار يرجع إلى أن غالبية مستلزمات الإنتاج والمواد الخام تم شراؤها بسعر الدولار قبل هبوطه، والذي قد وصل إلى ما يقرب من 75 جنيه.
ولفتت "الجزار" في تصريح خاص لـ "الفجر"، إلى أنه عند توافر الدولار بسعر مخفض في السوق السوداء سوف ينعكس ذلك على شراء البضائع وخفض الأسعار، قائلة: التجار قاموا باستيراد المنتجات بسعر الدولار القديم، ويقومون بالبيع بنفس السعر حتى لا يتم خسارة رأس مالهم.
وتابعت عضو مجلس النواب، قائلة: عندما يتم الانتهاء من المخزون لدى التجار بالأسعار القديمة، ويقوموا بشراء منتجات بأسعار أقل حينها تنخفض الأسعار، مشيرة إلى أن ذلك قد يستغرق من شهر إلى شهرين حتى تحدث الانفراجه في الأسعار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تراجع سعر الدولار سعر صرف الدولار السلع الاستراتيجية انخفاض اسعار السلع أسعار السلع الاستراتيجية الأسواق المصرية اقتصاديون ونواب السلع الاستراتیجیة الخبیر الاقتصادی السوق السوداء أسعار السلع سعر الدولار على الأسواق خلال الفترة فی الأسواق فی البنوک السید خضر إلى أن
إقرأ أيضاً:
البرتقال المغربي يواجه تحديات شديدة في السوق الأوروبية بسبب تراجع الصادرات والمنافسة القوية
شهدت صادرات البرتقال المغربي إلى ألمانيا انخفاضاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، حيث أشار تاجر ألماني متخصص في الحمضيات المغربية، كينز روبن، إلى أنه لم يتم تسليم أي شحنات من البرتقال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. هذا التراجع دفع السوق الألمانية إلى ترقب وصول الشحنات الأولى من برتقال العصير المتأخر، خاصة من صنف “لينه لات”.
وأوضح روبن أن البرتقال من صنف “كليمنتينا بركان” كان متوفراً خلال شهري نونبر ودجنبر، ولكن جودته كانت أقل مقارنة بالأعوام الماضية، بينما كانت أولى شحنات البرتقال من نوع “نافيل” ذات الأصل المغربي متاحة قبل عيد الميلاد، وهو توقيت غير معتاد. وأضاف أنه في منتصف يناير بدأت شحنات برتقال “سالوس” المخصص للعصير في الوصول.
وفيما يتعلق بالوضع الحالي، أوضح روبن أن صنف “لينه لات”، الذي يعد من الأصناف المتوسطة، يتم تسويقه بشكل رئيسي لتلبية احتياجات السوق المحلي. وأكد أن السوق يواجه تحديات كبيرة بسبب تزايد التنافسية من مصر، التي أصبحت تقدم برتقال العصير بأسعار أكثر تنافسية، ما يجعل من الصعب على المغرب الحفاظ على حصته السوقية.
أما في السوق الأمريكي، فقد لاحظ روبن تزايد الاهتمام ببرتقال فلوريدا، ذو الجودة العالية، مما يعوق قدرة تصديره إلى الأسواق العالمية، رغم الطلب المحلي المتزايد. وفي السياق نفسه، بدأ السوق الأوروبي، خاصة في فرنسا وألمانيا، يشهد تحولاً ملحوظاً مع دخول أصناف “لات” من دول أخرى مع بداية أبريل، ما يزيد من شدة المنافسة أمام المنتجين المغاربة.
ويبقى التحدي الأكبر أمام المنتجين المغاربة هو كيفية الحفاظ على حصتهم السوقية في ظل هذه التحولات، والتي قد تؤثر سلباً على قدرتهم التنافسية في الأسواق العالمية.