عين ليبيا:
2025-01-27@04:21:59 GMT

آفاق المصالحة

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

منذ البدايات كان الحديث عن المصالحة وأطنب البعض في الكلام عن المصالحة واهميتها شعرا ونثرا واستحضارا لتجارب إنسانية سابقة ربما لا تنطبق تفاصيلها على حالتنا فلدينا كان التواصل قويا بين كل مكونات المجتمع الليبي فلم تنقطع التواصلات والاجتماعات واللجان منذ اليوم الأول للأحداث لكن البعض من المتحمسين لعنوان المصالحة صنعوا لها قضايا وتصورات وهمية لحل المشاكل غير الحقيقة وربما بدون قصد كانوا هم من يحاول إقناعنا بأن لدينا مشاكل تحتاج إلى مصالحات واجتماعات وتصنيف للقضايا.

وحقيقة الأمر ليس لدينا ما نتصالح عليه فالخروج على النظام السابق كان لظروف منها الاقتصادي ومنها السياسي والتي تأخر إيجاد الحلول لها فليس هناك مشاكل ذات جذور دينية أو عرقية فالمجتمع الليبي بطبيعته متسامح وذو أعراف وعادات تضمن الوفاق ولم الشمل في كل مرحلة من مراحل التاريخ فتاريخ الليبيين تم فيه بناء أول جمهورية وكانت حينها تجاوز للخلاف وتوافق ويضم التاريخ ميثاق الحرابي الشهير أيضا والذي كان تساميا وعلوا على الجراح وتم تجاوز كل من تعاون مع الإيطاليين فمن وشى بالمجاهدين معروف ومن قتل الفضيل بوعمر معروف ولكن مصلحة الوطن وتسامح الليبيين كان أكبر ولعل حل مشكلة تاورغاء في الزمن القريب كان سطرا أبيضا في صفحة يملؤها السواد وتسامي من أطراف المشكلة وتم ببساطة تذهل المتتبع للحدث وأسبابه ولعل فاجعة درنة كانت العنوان الكبير الذي أثبت وحدة الوطن والذي تجاوز كل المشككين فقد كان كل الوطن وأهله حاضرين وقت الفاجعة والمصاب.

لقد أصبح الحديث عن المصالحة بابا للظهور ولتخصيص ميزانيات ولقاءات خارج الوطن وأطنابا للقول في غير محله خاصة وأن خطوات عملية تم اتخاذها وقبلها الجميع سواء بتحفظ أو غير ذلك فقد تم إلغاء قانون العزل السياسي وتم إصدار قانون بالعفو العام وتم استيعاب الجميع في مؤسسات الدولة فليس هناك حرج من تولي أحد أنصار النظام السابق منصب وزير فمنهم من كان وزيرا في العهد السابق وهو اليوم وزير فوزير الاقتصاد وزير العهدين ورئيس مؤسسة النفط كان أحد عمال النظام السابق والكثير منهم وطنيين حاولوا ترشيد النظام السابق وربما عجزوا عن إحداث الإصلاحات المطلوبة ولا شك أن الكثير منهم أصحاب علم وخبرة يحتاجها الوطن وإننا جميعا في ليبيا نقر بسيادة القضاء فكل من لديه دعوى لمظلمة يستطيع بكل حرية أن يطالب حقه بالقضاء وعليه فما الحاجة اليوم لهذه المؤتمرات والندوات ونحن يقينا شعب واحد ولدينا من الحكمة والتسامح ما يؤهلنا لبناء دولة تحقق أحلامنا، نحن فقط نحتاج إلى خطوات عملية لبناء الاستقرار والانطلاق ومنها جبر الضرر بضوابط قضائية خلال الفترات الزمنية السابقة لدعم المتضررين وأن يتجاوز المجتمع بهم حالة الضرر المادي والنفسي وأن يسود الشعور لديهم أن مجتمعهم لم يتجاوز مصابهم ونحتاج إلى تكثيف الجهود لبناء دستور يبني لنا الطريق للمستقبل لنضع ضوابط دستورية تصنع الوئام والاستقرار وتحفظ الحقوق لكل مكونات المجتمع الليبي وتبني الدولة على أسس واضحة ترنو إلى مستقبل أفضل للوطن وللأجيال القادمة بعيدا عن البحث عن تشخيص لأمراض ليست في جسد الدولة الليبية والبحث عن علاجات قد تكون هي السبب في إنهاك وإفناء جسد الأمة الليبية.

معا لبناء الوطن وتجاوز الألم إلى الأمل إلى بناء وطن وحماية أبنائنا وأحفادنا… معا ومعا جميعا دون إقصاء نبني ليبيا وطننا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: النظام السابق

إقرأ أيضاً:

الجويني: المصالحة في ليبيا ليست مسؤولية المجلس الرئاسي فقط بل تشمل الجميع

ليبيا – الجويني: المصالحة الوطنية تحتاج إلى حلول غير تقليدية وملكية ليبية

أهمية المصالحة في ليبيا

أكد الباحث في العلاقات الدولية بشير الجويني، أن المصالحة الوطنية في ليبيا تمثل إحدى القضايا الحساسة والمعقدة، مشيراً إلى أن تجارب المصالحة في بلدان مرت بحروب أهلية، سواء في أمريكا اللاتينية أو أوروبا، أظهرت أن المصالحة ليست مجرد لحظة زمنية بل هي جزء من مسار شامل.

التجاذبات وتأثيراتها

وفي تصريحات خاصة لوكالة “الأناضول“، أوضح الجويني أن المصالحة الوطنية في ليبيا خلال السنوات العشر الماضية ظلت رهينة التجاذبات الداخلية والخارجية، ما أعاق تقدمها. وشدد على ضرورة تمكين أطراف النزاع من امتلاك هذا المسار بشكل مباشر لضمان نجاحه.

خصوصية الوضع الليبي

وأشار الجويني إلى أن ليبيا لا تعاني من مشاكل اجتماعية أصيلة بين مكوناتها، مؤكداً أن القضايا المثارة مثل الفدرالية والشرق والغرب تم تضخيمها سياسياً، حيث عاش الليبيون مع هذه التباينات قبل 2011 بسلام ويمكنهم التعايش معها مجدداً.

أسئلة حول دور المجلس الرئاسي

وتساءل الجويني عن مسؤولية المصالحة الوطنية، قائلاً: “هل هي حكر على المجلس الرئاسي كما نص الاتفاق السياسي، أم أنها عملية أوسع تشمل النظام الجديد، والنظام القديم، وجميع مكونات المجتمع الليبي؟”.

الحاجة لحلول غير تقليدية

وشدد الجويني على أهمية استنباط حلول محلية وغير تقليدية للمصالحة، مؤكداً أن الوصفات الدولية الجاهزة مفيدة لكنها قد لا تكون ملائمة للتطبيق الكامل في ليبيا بسبب خصوصية السياق المحلي.

دور دول الجوار

ورأى الجويني أن دول الجوار التي مرت بتجارب مشابهة يمكنها تقديم خبرات قيمة لليبيا، لكنها لا ينبغي أن تفرض حلولاً، بل يجب أن تساعد الليبيين على صياغة نموذج مصالحة خاص بهم يتم بأيادٍ ليبية ويحقق الاستقرار الداخلي والإقليمي.

مقالات مشابهة

  • الشهيد القائد.. صرخات جهاد تُزهر في آفاق الحرية
  • ترامب يتعهد بعدم فرض ضريبة على الإكراميات
  • حركة موانئ مصر تنتعش وتفتح آفاقًا جديدة للتجارة والسياح
  • مكتب العلاقات الصحفية بوزارة الإعلام لـ سانا: بعد متابعة دقيقة تبين أن هذه الحملات تقودها جهات مرتبطة بمرتكبي الجرائم ضد الشعب السوري من رموز النظام السابق، بالتعاون مع بعض الإعلاميين الحربيين
  • الإمارات تشارك العالم رؤاها لتعزيز آفاق التحول الرقمي
  • أستاذ علاقات دولية: الدور المصري في حل أزمة غزة يتطور بشكل متكامل
  • المبشر: المصالحة الطريق الوحيد لضمان بقاء الوطن
  • الدبيبة: النظام العسكري والأيديولوجي وأنصار النظام السابق أكبر تهديد لاستقرار ليبيا
  • الجويني: المصالحة في ليبيا ليست مسؤولية المجلس الرئاسي فقط بل تشمل الجميع
  • أخبار التوك شو| وزير الخارجية: مصر تسعى لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.. مصطفى بكري: امضي يا سيادة الرئيس في طريقك لبناء الوطن