واشنطن: هجمات الحوثي ضد السفن أدت لزيادة تكلفة الغذاء والدواء والوقود
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
قالت السفارة الأميركية في اليمن، إن الهجمات الإرهابية التي تشنها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس.
وأوضحت السفارة في تصريح مقتضب على صفحتها بموقع "إكس" أن السفن التجارية لجأت إلى رحلات أطول لتجنب العبور في مياه البحر الأحمر، وهذه الرحلات أدت إلى زيادة تكلفة الغذاء والدواء والوقود، فضلاً عن المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص الذين هم بأمس الحاجة إليها.
وأصبحت مئات السفن التي تحمل الإمدادات الحيوية، تحتاج إلى قطع مسافة 4 آلاف ميل حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، لكي تتجنب المرور من البحر الأحمر، فيما تضيف عملية إعادة توجيه السفن تكاليف كبيرة على الغذاء والوقود والسلع الأخرى في اليمن.
ووفقاً لخبراء ملاحيين فإن تغيير المسار من باب المندب وقناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح، يضيف نحو 10 أيام إلى زمن الرحلة المتجهة غربا في حلقة من آسيا إلى شمال أوروبا. وأن هذا التغيير يشكل ضغطا كبيراً على الإمدادات المحدودة ويتسبب في ارتفاع أسعار الشحن.
من جهتها كشف سفير الهند في الإمارات، سونجاي سودهير، أن الوضع المتقلب في البحر الأحمر يزيد من الحاجة إلى إيجاد ممر تجاري بديل لشحن البضائع من الهند إلى أوروبا. موضحا خلال مقابلة في أبوظبي على هامش اجتماع منظمة التجارة العالمية أن الهند اتخذت الخطوات الأولى مع الإمارات لبدء العمل لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، أو ما يُعرف بـ(IMEC).
وأشار إلى أن البلدين يريدان أخذ زمام المبادرة في تطوير المشروع. وأضاف إن تجارة الهند مع أوروبا تمر تقريباً بأكملها عبر قناة البحر الأحمر، ما يزيد من الحاجة الملحة لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وقال: "إذا استمرت الأمور بالطريقة التي تحدث بها اليوم، فإن إيجاد طريق إمداد بديل يعتبر ذات أهمية كبيرة". مُضيفاً: "تعتبر الهند والإمارات أول دولتين في الممر، من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نتولى زمام المبادرة".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
السيسي يفاجئ واشنطن: لا تعاون ضد الحوثيين إلا بهذا الشرط
الرئيسان المصري والأمريكي (وكالات)
في موقف دبلوماسي وصف بالمفاجئ والحاسم، رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عرضاً أمريكياً للانخراط في أي تصعيد عسكري ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في البحر الأحمر، مؤكدًا أن أي حل للتوترات في المنطقة يبدأ بإنهاء الحرب على غزة، في موقف فاجأ الإدارة الأمريكية وغيّر قواعد اللعبة في البحر الأحمر.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، أن واشنطن عرضت على مصر امتيازات عسكرية واستخباراتية مقابل تسهيل مرور السفن الحربية الأميركية عبر قناة السويس بدون دفع رسوم، في إطار حشد إقليمي لمواجهة ما وصفته بالتهديدات الحوثية المتزايدة للملاحة.
اقرأ أيضاً شركة النفط في صنعاء تحسم الجدل حول وجود أزمة مشتقات نفطية 1 مايو، 2025 ثورة في واتساب: مساعد ذكي يجيبك فورًا بدون تطبيقات أو تسجيل 1 مايو، 2025لكن الرد المصري – بحسب الصحيفة – جاء صادمًا، إذ أبلغ السيسي الإدارة الأميركية، عبر قنوات دبلوماسية خلف الكواليس، أن الضغط على الحوثيين لا يمكن عزله عن العدوان المستمر على غزة، وأن مفتاح التهدئة في البحر الأحمر يبدأ من فلسطين، وليس صنعاء.
ورغم الإغراءات والضغوط المتواصلة من واشنطن، تواصل القاهرة رفضها تدويل الصراع في البحر الأحمر، وسبق أن أكدت على لسان كبار مسؤوليها أن التصعيد العسكري في المنطقة لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، مجددة التزامها بموقف متوازن يدعم الاستقرار الإقليمي ويرفض الانحياز لأي طرف على حساب القضايا العربية.
وفي السياق، اعتبر الخبير السياسي والدبلوماسي المصري سامح عسكر أن العرض الأميركي يمثل محاولة ابتزاز سياسي مكشوفة، مشيرًا إلى أن رفض القاهرة لهذا العرض يعد صفعة قوية لمن وصفهم بـ"التيارات المتطرفة" التي كانت تسعى لإحداث فتنة بين الشعوب العربية، وخاصة بين المصريين واليمنيين.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة إعادة رسم للتوازنات الإقليمية، حيث تحاول القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، حشد دعم عربي لاحتواء النفوذ المتصاعد لجماعة أنصار الله في الممرات البحرية، وسط صمود يمني مشروط بوقف الحصار والعدوان على غزة.
السيسي، بهذا الموقف، يكون قد ربط مصير الملاحة الدولية في البحر الأحمر بمصير القضية الفلسطينية، فارضًا واقعًا سياسيًا جديدًا يربك الحسابات الغربية، ويعيد ترتيب أولويات الحل في المنطقة.