اختتام أعمال الورشة الدولية الثانية لمحاربة التزييف والتزوير في مجال الآثار
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
اختتمت أمس بمقر مركز الآثار الإيطالي بالقاهرة الورشة الدولية الثانية لمكافحة التزييف والتزوير فى مجال الآثار والتراث الثقافى والتى عقدت على مدار يومين 27 – 28 فبراير الجارى بمركز الآثار الإيطالي بمشاركة باحثين من مصر والسودان وإيطاليا والنرويج وعدد من الباحثين من الجامعات و المراكز البحثية المصرية و مصلحة الطب الشرعى.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان المستشار الإعلامى لمركز التراث الثقافى والعالمى بأن المؤتمر شهد حضور الدكتور ديفيد سكالماني مدير المعهد الثقافي والدكتور بدوى إسماعيل عميد كلية الآثار بالأقصر سابقًا والدكتور محمود الشنديدي مدير مركز التراث الثقافى العالمى والمدير العام السابق لهيئة صندوق إنقاذ آثار النوبة والدكتور ميسرة عبد الله نائب رئيس هيئة متحف الحضارة.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية حضور الدكتور جيراردو لوروسو مدير الأكاديمية الرومانية للفنون بروما والدكتور مجدى الشيمى المستشار بوزارة التعليم العالى وقدم الباحثين أبحاثًا متميزة فى مجال كشف التزوير والتزييف بالطرق المختلفة ووسائل التحقق من أثرية و أصالة المواد و الأعمال الفنية بالطرق الأثرية والعلمية باستخدام الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء والميكروسكوب الالكترونى و كذلك دراسات النصوص اللغوية والتأكد من صحتها و السمات الفنية.
وأكد الدكتور سكالماني على أهمية حماية مواد التراث الثقافى والآثار من التزييف و التزوير والاتجار غير المشروع و الاستفادة من التطور الحادث فى مجال التكنولوجيا للحد من تزوير و تزييف الآثار و ضرورة التعاون فى هذا المجال.
ونوه الدكتور محمود الشنديدى مقررعام الورشة إلى أهمية جهود التعاون العلمى بين الجهات البحثية المختلفة فى هذا المجال و إيجاد فرص لرفع كفاءة العاملين فى هذا المجال و تطوير قدراتهم مع ضرورة العمل على الاستفادة من تجارب الآخرين فى هذا المجال وضرورة تنسيق الجهود بين الجهات المختلفة العاملة فى مجال الآثار و التراث و تطوير البرامج العلمية و المناهج الأكاديمية لمواكبة ما يجرى فى هذا المجال.
واشار الدكتور بدوى إسماعيل إلى إيجابيات التعاون بين المعهد الثقافى الايطالى و الجهات العلمية فى مصر فى توفير فرص للتدريب والتعليم للعاملين فى هذا المجال وشدد الدكتور ميسرة عبد الله على أهمية التأكد من أصالة النصوص الأثرية كأحد الأسس الرئيسية لكشف التزوير والتزييف.
واختتمت أعمال الورشة بحفل توزيع الشهادات على الباحثين المشاركين و الحضور و سوف يتم نشر أعمال الورشة الدولية حول تزييف وتزوير الآثار فى عدد خاص بها
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاثار مجال الآثار التراث الثقافي الآثار الإيطالي التراث الثقافى فى مجال
إقرأ أيضاً:
نقد التراث أم نقضه؟
فوزي عمار
أغلبنا ينتقد التراث ويكيل له التهم، وهو أصلا لم يطلع على الكثير منه؛ فالتراث الإسلامي والعربي تقريبا كتب في مواضيع كثيرة من علم الاجتماع والجغرافيا والزراعة والرياضيات، وغيرها من مختلف العلوم.
ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع والعمران الذي نُطلق عليه اليوم بالتنمية، والإدريسي الذي رسم خريطة لملك صقلية تعتبر الأكثر تقدما من خرائط العالم القديم، وابن بيطار إمام العشابين العرب والذي أدخل النبات في علوم الصيدلة.
وفي الرياضيات، اخترع المسلمون علم الجَبر وسُمي باسمهم واخترعوا الخوارزميات (نسبة إلى الخوارزمي) حديث الساعة الآن لما له أساس في وسائط التواصل الاجتماعي.
وغير بعيد عن هؤلاء، الجاحظ يكتب أدبًا وفلسفة نقلت عنه إلى عصرنا هذا بإعادة صياغة لطرحه؛ ففي كتابه "المحاسن والأضداد" يقول الجاحظ بأسلوبه البلاغي والفكاهي: "ومن العجائب أن ترى الرجل يمدح الصبر، ويذم الجزع، وهو إذا مسه الشر جزع، وإذا ناله الخير فرح. وتراه يمدح القناعة، ويذم الطمع، وهو لا يزال يجمع المال، ويحرص على الادخار. وتراه يمدح التواضع، ويذم الكبر، وهو لا يزال يحب أن يُعظم ويُكرم. فكأنما مدح هذه الخصال لغير نفسه، وذم أضدادها لغيره".
وهو من نقل عنه المفكر العراقي علي الوردي في كتابه "وُعَّاظ السلاطين"؛ إذ ينتقد الوردي دور الوُعَّاظ الذين يُروِّجون لقيم مثالية، بينما يعيشون هم أنفسهم في تناقض مع هذه القيم. ويضيف الوردي: "الواعظ يدعو الناس إلى الزهد في الدنيا، وهو يحرص على جمع المال والجاه، وكأنما الزهد للعامة والثراء للخاصة".
ولو بحثنا أكثر لوجدنا تشابهًا بين الجاحظ والفيلسوف الفرنسي إيمانويل كانط يصل لدرجة التناص في مواضيع عدة، ويبدو أن كانط قرأ الجاحظ جيدًا، فقد سبق الجاحظ كانط بتسعمائة عام.
أحد أبرز جوانب التراث الذي يتعرض للنقد هو الفقه الإسلامي، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة والعبودية والعقوبات الجنائية؛ فبعض الأحكام الفقهية التي كانت مناسبة لعصرها قد لا تكون ملائمة لعصرنا الحالي.
لذا نحن في حاجة لقراءة التراث العربي والإسلامي قراءة جيدة قبل نقده والطعن فيه بخبط عشواء، ونقضه بدلا من نقده، تحبط أجيالنا القادمة وتقوض ثقتهم في تاريخهم وبالتالي في أنفسهم.
إنَّ التراث العربي والإسلامي ثروة كبيرة، لكنه ليس معصومًا من النقد؛ فالنقد الموضوعي يساعدنا على فهم هذا التراث بشكل أفضل، واستخلاص الدروس منه لبناء حاضر ومستقبل أفضل. ويجب أن نتعامل مع التراث بوعي نقدي، ونفهم أنه جزء من مسيرة الإنسان الطويلة في البحث عن المعرفة والحقيقة.
رابط مختصر