اختتمت أمس بمقر مركز الآثار الإيطالي بالقاهرة الورشة الدولية الثانية لمكافحة التزييف والتزوير فى مجال الآثار والتراث الثقافى والتى عقدت على مدار يومين 27 – 28 فبراير الجارى بمركز الآثار الإيطالي بمشاركة باحثين من مصر والسودان وإيطاليا والنرويج وعدد من الباحثين من الجامعات و المراكز البحثية المصرية و مصلحة الطب الشرعى.

 

وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان المستشار الإعلامى  لمركز التراث الثقافى والعالمى بأن المؤتمر شهد  حضور الدكتور ديفيد سكالماني مدير المعهد الثقافي والدكتور بدوى إسماعيل عميد كلية الآثار بالأقصر سابقًا والدكتور محمود الشنديدي مدير مركز التراث الثقافى  العالمى والمدير العام السابق لهيئة صندوق إنقاذ آثار النوبة  والدكتور ميسرة عبد الله نائب رئيس هيئة متحف الحضارة.

 

كما شهدت الجلسة الافتتاحية حضور الدكتور جيراردو لوروسو مدير الأكاديمية الرومانية للفنون بروما والدكتور مجدى الشيمى المستشار بوزارة التعليم العالى  وقدم الباحثين أبحاثًا متميزة فى مجال كشف التزوير والتزييف بالطرق المختلفة ووسائل التحقق من أثرية و أصالة المواد و الأعمال الفنية بالطرق الأثرية والعلمية باستخدام الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء والميكروسكوب الالكترونى و كذلك دراسات النصوص اللغوية والتأكد من صحتها و السمات الفنية.

 

وأكد الدكتور سكالماني على أهمية حماية مواد التراث الثقافى والآثار من التزييف و التزوير والاتجار غير المشروع و الاستفادة من التطور الحادث فى مجال التكنولوجيا للحد من تزوير و تزييف الآثار و ضرورة التعاون فى هذا المجال.

 

ونوه الدكتور محمود الشنديدى مقررعام الورشة إلى أهمية جهود التعاون العلمى بين الجهات البحثية المختلفة فى هذا  المجال و إيجاد فرص لرفع كفاءة العاملين فى هذا المجال و تطوير قدراتهم مع ضرورة العمل على الاستفادة من تجارب الآخرين فى هذا المجال وضرورة تنسيق الجهود بين الجهات المختلفة العاملة فى مجال الآثار و التراث و تطوير البرامج العلمية و المناهج الأكاديمية لمواكبة ما يجرى فى هذا المجال.

 

واشار الدكتور بدوى إسماعيل إلى إيجابيات التعاون بين المعهد الثقافى الايطالى و الجهات العلمية فى مصر فى توفير فرص للتدريب والتعليم للعاملين فى هذا المجال وشدد الدكتور ميسرة عبد الله على أهمية التأكد من أصالة النصوص الأثرية كأحد الأسس الرئيسية لكشف التزوير والتزييف.

 

واختتمت أعمال الورشة بحفل توزيع الشهادات على الباحثين المشاركين و الحضور و سوف يتم نشر أعمال الورشة الدولية حول تزييف وتزوير الآثار فى عدد خاص بها

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاثار مجال الآثار التراث الثقافي الآثار الإيطالي التراث الثقافى فى مجال

إقرأ أيضاً:

الإعلام الصهيوني بين التضليل والتزوير

من خلال المتابعة للخطاب الإعلامي الصهيوني ومنذ اندلاع الصراع العربي الاسرائيلي قبل اكثر من سبعة عقود كان الشعار الاساسي لذالك الخطاب هو طمس الحقايق والتضليل والتزوير في المعلومات وهذه نظرية قديمة استخدمها وزير الدعاية للزعيم الالماني النازي اودولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، وتعد نظرية جوبلز وزير الدعاية الالماني ذات أسس محددة تقوم على المبالغة والتضليل وطمس الحقيقة بهدف رفع معنويات المحاربين وايضا ارسال رسائل للعدو بان مسار الحرب يسير في صالح الجيش الالماني.

ورغم تقدم التقنية والنظريات الحديثة للاعلام فان الكيان الصهيوني اعتمد على تلك النظرية من خلال عدد من الاسس منها الرقابة العسكرية على المعلومات والتلاعب في الارقام والتضليل والتأكيد على السردية الصهيونية حتى تترسخ في ذهن المتلقي الغربي والامريكي تحديدا بهدف كسب التعاطف والتأييد.

وعلى مدى سبعة عقود نجحت هذه النظرية الصهيونية في اقناع الشعوب الغربية بان الكيان الاسرائيلي هو ضحية، وان العرب يتربصون بالانقضاض على الكيان كما تم استخدام موضوع المحرقة خلال الحكم النازي في المانيا من خلال تزوير الارقام وتهويل العملية، والتي شككت في ارقامها عدد من الدراسات التاريخية والمفكرين ومنهم المفكر الفرنسي جارودي والذي هاجمته الصهيونية العالمية بعنف كبير.

ان النظرية الصهيونية في مجال الاعلام ليس لها علاقة بالنزاهة او الموضوعية او بيان الحقيقة ولعل من سوء حظ الكيان الصهيوني ان التقنية والهاتف الذكي مكنت شعوب العالم من المعرفة بشكل دقيق ومن خلال الكلمة والصورة ومن خلال مصادر مستقلة. ويعد نموذج الحرب العدوانية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني هو نموذج حي لتحليل الخطاب الاعلامي الصهيوني الذي سقط اخلاقيا ومهنيا حتى على صعيد ثقة الاسرائيليين ومنهم من تحدث بانهم يثقون في بيانات ومعلومات حركة حماس اكثر من معلومات وبيانات المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي. كما ان طلاب الولايات المتحدة الأمريكية خرجوا باعداد كبيرة للتنديد بمجازر الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ومن هنا فإن نظرية التزوير والتضليل الصهيوني سقطت بشكل كامل وهي احدى نتائج الحرب الحالية، وهناك نماذج عديدة تدل على التضليل منها قضايا الاسرى والادعاء بانه تم تحريرهم وهي معلومات اتضح لاحقا انها مزورة، كذلك بيانات اعداد القتلى والجرحى فهي متضاربة بين ارقام الرقيب العسكري ووزارة الصحة الاسرائيلية وحتى الجهات المستقلة ووسائل الاعلام.

اما على صعيد المعارك بين قوات الاحتلال الاسرائيلية المقاومة الفلسطينية، فان المشهد يتحدث عن نفسه فحركات المقاومة حماس والجهاد تبث افلاما تتحدث عن سير المعارك وتدمير دبابات الميركافا من المسافة صفر، كما لا يتحدث الرقيب العسكري عن رفض آلاف من الجنود الاحتياط من اللحاق بوحداتهم العسكرية في قطاع غزة، علاوة على رفض المتدينين الحريديم من الانضمام الى جيش الاحتلال والاستقالات من قبل قيادات الاجهزة العسكرية والامنية بسبب التخبط والفشل الذريع والهزيمة الكبرى التي حدثت يوم السابع من اكتوبر واصبحت تاريخا موثقا في التاريخ العسكري الحديث وسوف تدرس تلك المعركة التي نفذت من خلال آلية الخداع والتخطيط الهجومي المحكم وسط امكانات محدودة للمقاومة الفلسطينية لا تقارن بما يملكه جيش الاحتلال الاسرائيلي من ترسانة امريكية وغربية متطورة، ولكن الفارق هنا هو الايمان وان هناك قضية وطنية فلسطينية تستحق المجازفة، لعل العالم يفوق من سباته ويعرف حقيقة التضليل الاعلامي الصهيوني الذي ضرب غشاوة على العيون والقلوب طوال سبعة عقود. ان من اكبر المكاسب الاستراتيجية للحرب الحالية في قطاع غزة هو سقوط نظرية الردع والتفوق الاسرائيلي علاوة على سقوط التضليل الاعلامي الصهيوني الذي خدع العالم على مدى عقود. كما ان الهزيمة الاستراتيجية لقوات الاحتلال خلقت واقعا جديدا للاجيال الجديدة من خلال التركيز على القضية الفلسطينية وابعادها التاريخية والدينية وحول عدوانية وانتهاكات العدو الصهيوني وهذا الوعي المتزايد من خلال الاجيال الجديدة يعد تحولا كبيرا ليس فقط في العالم العربي ولكن على صعيد شعوب العالم. ان المشروع الاستراتيجي الغربي الصهيوني الاقليمي قد سقط من الناحية الفكرية والموضوعية واصبح هناك شك كبير خاصة وان اجيال هزيمة السابع من اكتوبر من القيادات العسكرية والامنية الاسرائيلية سوف يختفون من المشهد السياسي وسوف يقدمون للتحقيق عما جرى. ومن هنا فان القضية الفلسطينية قد كسبت الكثير لعل في مقدمتها زيادة الوعي وكشف زيف السردية الصهيونية والتعاطف الانساني معها بل والاعتراف بعضوية فلسطين في الجمعية العامة للامم المتحده بأغلبية اصوات كبيرة كما ان الرأي العام العالمي كشف مدى التزوير والتضليل للدعاية الصهيونية خاصة في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والتي ينفق عليها ملايين الدولارات ومع ذلك سقطت تلك السردية ونقل الاعلام الحر الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتحركت محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية بعد تقديم ملفات قانونية توثق جريمة الاحتلال الاسرائيلي البشعة وهناك تفاؤل باصدار مذكرة اعتقال بحق احد اكبر مجرمي التاريخ الحديث نتنياهو وعصابته في الكيان الاسرائيلي.

ان تداعيات الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة وعموم فلسطين والآن على لبنان سوف تكون حاسمة وعلى صعيد المنطقة العربية على ضرورة سقوط المشروع الاستراتيجي الغربي الصهيوني الاقليمي في المنطقة وهذا شيء مهم ليعيد الثقة بأن السلام الشامل والعادل مطلب عربي وانساني من خلال قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وهو الحد الادنى في هذه المرحلة لان بقاء الكيان الصهيوني في المنطقة العربية ومن خلال الاجيال القادمة هو محل شك كبير لدى مراكز البحوث ومن خلال الهجرات اليهودية من فلسطين المحتلة الى اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لان الحروب والصراعات لن تنتهي بشكل نهائي لان التناقض الفكري والعرقي وحتى الديني كبير رغم تغليف ذلك باغراء مسألة الازدهار الاقتصادي للمنطقة وشعوبها وبالمقابل خسارة هويتها الوطنية والانغماس في المادية والانحلال وايجاد فكر يخرب الاوطان والاجيال معا.

عوض بن سعيد باقوير صحفي وكاتب سياسي وعضو مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • تسليط الضوء على تقدم عُمان في خارطة المؤشرات الدولية ضمن النسخة الثانية من "تقرير التنافسية"
  • بدء ورشة عمل في مجال تحسين آليات العمل في هيئة الأوقاف
  • «الآثار»: اكتشاف حجرة دفن ابنة حاكم إقليم أسيوط داخل مقبرته في الجبل الغربي
  • بدء أعمال الجلسة العامة الثانية لمجلس النواب اليوم الأربعاء
  • الإعلام الصهيوني بين التضليل والتزوير
  • اختتام ورشة تدريبية لتعزيز مهارات الشرطة النسائية الأمنية في عدن
  • اختتام ورشة «مستقبل المواد الخطرة 2040»
  • اختتام أعمال المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم بصنعاء
  • اختتام أعمال المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم بالعاصمة صنعاء
  • ورشة حول "التعريف بالممتلكات الثقافية والاتجار غير المشروع بها"