مفوض أممي يدين تجويع غزة والبرلمان الأوروبي يدعو لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن جميع السكان في قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة الوشيك، مشيرا إلى أن أفعال إسرائيل قد تعد استخداما للتجويع وسيلة من وسائل الحرب، في حين دعا البرلمان الأوروبي لأول مرة إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
وأكد تورك -في أحدث تقاريره التي رفعها إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف اليوم الخميس- أن عديدا من الحوادث المسجلة خلال نحو 5 أشهر من الحرب قد ترقى إلى جرائم حرب ارتكبتها القوات الإسرائيلية، فضلا عن مؤشرات على أن هذه القوات شاركت في استهداف عشوائي أو غير متناسب ينتهك القانون الدولي الإنساني.
وأشار المفوض الأممي -في كلمته أمام المجلس- إلى أن إسرائيل فرضت حظرا كاملا على جميع إمدادات المساعدات والغذاء والوقود والكهرباء إلى غزة، بين 8 و21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومنذ ذلك الحين تواصل عرقلة المساعدات الإنسانية.
وذكر تورك أن الحصار المفروض على غزة يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، كما يرقى إلى استخدام التجويع وسيلة من وسائل الحرب، وكلاهما -حين يُرتكبان عمدا- يشكلان جريمتي حرب، حسب قوله.
تورك أكد أن كثيرا مما فعلته القوات الإسرائيلية في غزة يرقى إلى جرائم حرب (رويترز- أرشيف)كما بيّن المفوض الأممي أن جميع سكان غزة تقريبا هجروا قسرا، واحتجز آلاف الأشخاص، كثير منهم بمعزل عن العالم الخارجي، في ظروف قد ترقى إلى الإخفاء القسري. ويوجد نحو 9 آلاف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، حسب البيانات التي أوردها المفوض.
وحذر تورك من مغبة قيام إسرائيل بعملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار بشكل نهائي وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
في السياق نفسه، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند -عقب زيارته غزة- إن المدنيين يمرضون بسبب الجوع والعطش الناجمين عن القيود المفروضة والمتعمدة من قبل إسرائيل على دخول الإمدادات المنقذة للحياة.
وأوضح إيغلاند أن خطر المجاعة يشكل تهديدا متصاعدا في القطاع، وأن ملايين السكان محاصرون ويواجهون "كابوسا من العنف والجوع".
من ناحية أخرى، دعا البرلمان الأوروبي إلى وقف إطلاق النار في غزة، في إطار مصادقته على تقرير عام 2023 بشأن "وضع حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم"، وذلك بأغلبية 265 صوتا مقابل رفض 253 صوتا.
وتمت إضافة عبارة "الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة" إلى المادة 62 من التقرير بناء على طلب أعضاء المجموعة اليسارية في البرلمان الأوروبي.
وكان البرلمان الأوروبي تبنى قرارا يوم 18 يناير/كانون الثاني الماضي جعل فيه "الوقف الدائم لإطلاق النار" مشروطا بالإفراج عن جميع المحتجزين والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ومنذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البرلمان الأوروبی وقف إطلاق النار إلى وقف
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تحاول تغيير المنطقة لكن الأمر ليس سهلا
تحدثت صحف عالمية عن تناقض داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها وقف ضربات أنصار الله (الحوثيين)، وأشارت إلى أن تل أبيب تحاول استغلال الظرف الإقليمي لتغيير شكل المنطقة التي شهدت عاما مدمرا.
فقد كتب أندرو إنغلاند مقالا في "فايننشال تايمز" قال فيه إن التاريخ سيسجل عام 2024 باعتباره أحد أكثر السنوات تدميرا للشرق الأوسط في العصر الحديث.
وأشار الكاتب إلى أن أرواحا لا يمكن تصورها أزهقت خلال هذا العام في حين أجبر ملايين آخرون على ترك منازلهم، لافتا إلى أن حربا جديدة اندلعت في سوريا بمجرد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ.
وفي حين جلبت الإطاحة ببشار الأسد البهجة والأمل لسوريا إلا أنها في الوقت نفسه خلفت مزيدا من عدم اليقين، برأي الكاتب.
محاولة لتغيير المنطقة
وفي صحيفة "وول ستريت جورنال"، كتب دوف ليبر، أن الإسرائيليين يرون فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط في أعقاب الحرب، رغم الانتقادات التي تلقوها بشأن غزة.
وقال الكاتب إن تحقيق هذا الأمر "لن يكون سهلا، خصوصا وأن علاقة الرأي العام في أنحاء العالم العربي بإسرائيل قد ساءت بسبب الحرب التي أضرت بمكانة تل أبيب الدولية".
إعلانوفي "تايمز أوف إسرائيل"، قال تقرير إن رئيس الموساد ديفيد برنيع يدفع قيادة إسرائيل للتركيز على مهاجمة إيران كوسيلة لوقف هجمات الحوثيين.
لكن التقرير يقول إن هذا الموقف يتناقض مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، اللذين يفضلان الاستمرار في تنفيذ الضربات ضد الجماعة نفسها بدلا من إيران.
ونقل التقرير عن مسؤولين أن إسرائيل تشك في قدرتها على إيقاف الحوثيين دون مساعدة من الولايات المتحدة.
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتمديد فترة انتشاره في لبنان أكثر من الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة إن الجيش يتواجد حاليا في جميع القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي، مشيرة إلى أنه لم يسمح لسكانها بالعودة رغم مرور شهر كامل على وقف إطلاق النار.
وفي السياق، تحدثت "نيويورك تايمز"، عن أجواء عيد الميلاد في مدينة صور اللبنانية، وقالت إن المجتمع المسيحي هناك لم يكن لديه سبب يذكر للاحتفال هذا العام.
ووفقا للصحيفة، فإن الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية ألقى بظلاله الثقيلة على المدينة، حيث يعيش السكان في الحي المسيحي واقعا مريرا مع اختفاء مظاهر الاحتفال بالعيد وحلول الحزن والفقد مكانها.
وقالت الصحيفة "إن الهدنة بين إسرائيل وحزب الله أعادت بعض الهدوء إلى المنطقة، لكنها لم تكن كافية لمحو آثار الحرب أو استعادة أجواء العيد بالكامل".