تبرير للهزيمة.. نشطاء يعلقون على مزاعم الاحتلال استخدام حماس هواتف إسرائيلية خلال طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
تفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع التقرير الذي سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشره مؤخرا، والذي يفيد بتفعيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ألف شريحة اتصال إسرائيلية قبيل عملية طوفان الأقصى التي جرت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورغم الإمكانات الهائلة التي تملكها إسرائيل، فإن التقرير الجديد يعكس حجم فشلها الاستخباري وسوء تقديرها لما يمكن للمقاومة أن تقوم به.
ووفقا للتقرير الذي تم نشره، فقد تم تشغيل الشرائح على هواتف في قطاع غزة قبل ساعات قليلة من بدء هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
اجتماع طارئ
وقد أثار هذا النشاط مخاوف إسرائيلية ودفع مؤسساتها الأمنية -ومن بينها جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والاستخبارات العسكرية- لعقد اجتماع طارئ في الساعات الأولى من السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكنها جميعا خلصت إلى أن الأمر ربما لا يتجاوز قيام حماس بتدريبات، وأن الوضع لا يستدعي حالة الاستنفار.
ومع ذلك، كذّب الجيش الإسرائيلي هذا التقرير وقال إنه بعيد عن الواقع، مشيرا إلى أنها عشرات الشرائح فقط -وليست ألف شريحة- التي تم استخدامها في ذلك اليوم.
وقال الجيش إن الواقعة ليست جديدة، لأنه سجَّل في الماضي تفعيل شرائح بهذا الحجم في غزة، ولم يحدث شيء.
وعلى الفور، سارع مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نفي التقرير، وقال إنه لم يكن على علم بهذا الادعاء الرقمي، مؤكدا أنه تلقى تقريرا عن استخدام "الإرهابيين" (المقاومة) عشرات من شرائح الاتصال الإسرائيلية خلال العملية.
ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد استخدمت عناصر النخبة في حماس تلك الشرائح للتواصل فيما بينها داخل المستوطنات الإسرائيلية خلال تنفيذ العملية.
وتفاعل مغردون مع التقرير الذي اعتبره بعضهم محاولة إسرائيلية جديدة لتبرير فشلها وهزيمتها، ومن بين هؤلاء إبراهيم الذي قال: "مش لاقيين (لا يجدون) عذرا لهزيمتهم وفضيحتهم وفشلهم، كل غزة والضفة عندها شرائح اتصال ما تدعى بالإسرائيلية".
الرأي نفسه تقريبا ذهب إليه علي بقوله: "الجيش الإسرائيلي يحب يُظهر بكل الطرق أنهم كانوا على علم، وأن مخابراتهم أقوى مخابرات، والله بدكم 100 سنة لتعرفوا شو صار بـ7 أكتوبر".
أما بيل بيترسون، فذهب لتشبيه طوفان الأقصى بعملية 11 سبتمبر/أيلول 2001، قائلا "أعتقد أن 10/7 كان مشابهًا لـ9/11، حيث كانت السلطات تعلم أن حدوث شيء ما كان وشيكا، ولكنها اندهشت من جرأة الهجوم".
وأخيرا، قال عمرو الجارحي: "هيناموا ويقوموا، وتمر الأيام والسنين، ويقوموا مفزوعين من 7 أكتوبر.. ويحلموا كانوا ضيوفا في أرض فلسطين، وتطهَّرت الأرض منهم".
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنه سيتم التحقيق في أحداث الليلة التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشكل شامل، وأكد أن النتائج ستقدم بشفافية للجمهور.
وتُضاف التقارير عن تشغيل شرائح الهاتف إلى أخرى تحدثت عن إخفاقات في التعامل مع إشارات مشابهة، من بينها الرسائل التي كانت ترسل من أبراج المراقبة الإسرائيلية القريبة من السياج الفاصل في غزة، والتي لم تأخذها القيادة العليا الإسرائيلية على محمل الجد.
29/2/2024المزيد من نفس البرنامجتفاعل واسع مع معلومات سرية كشفها بوشنل بشأن حرب غزة وتحذير من احتجاج هادرتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
تحقيقات لم تُنشر لجيش الاحتلال بشأن هجوم 7 أكتوبر تكشف مفاجآت جديدة وما خفي أعظم
#سواليف
نشر #جيش_الاحتلال_الإسرائيلي الأسبوع الماضي، نتائج تحقيقاته في #إخفاقات_7_أكتوبر، وتبين أن ما نشره الجيش عن تحقيقاته كان بعضا من #نتائج #التحقيقات، بينما أخفى ما هو أعظم.
وتظهر النتائج أن هجوم ” #طوفان_الأقصى ” في 7 أكتوبر 2023، كان في البر والبحر والجو، إذ استخدمت قوات #حماس خلاله طائرات شراعية أيضا من أجل تجاوز السياج الأمني المحيط بقطاع #غزة.
وتبين من تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الجمعة، أن #إخفاقات الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر والفترة التي سبقت يوم الهجوم كانت هائلة، لدى كافة أذرع الجيش الإسرائيلي، وخاصة في #المجال_الاستخباراتي، حسبما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق هيرتسي هاليفي خلال لقاء مغلق بمشاركة قائد القيادة الجنوبية ورؤساء السلطات المحلية في “غلاف غزة” قبيل انتهاء ولايته هذا الأسبوع.
مقالات ذات صلةونقلت الصحيفة عن هاليفي قوله: “نظرنا إلى حماس على أنها قوة عسكرية محدودة، ولم نرَ سيناريو لهجوم واسع ومفاجئ كأمر واقعي، وفي حال احتمال حدوث ذلك، فسنحصل على إنذار استخباراتي مسبق بشأنه. وللمعلومات الاستخباراتية في هذه الحرب دور في الفشل الكبير. كنا نريد الحصول على إنذار مسبق، وكنا نريد أن نعرف من المعلومات الاستخباراتية، التي كان بإمكانها أن تغير الواقع. لكننا لم نحصل”.
وأضاف قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان خلال اللقاء، أن الاستخبارات العسكرية قالت إن هجوما قد تشنه حماس “لن يحدث في المدى الزمني الفوري”.
وحسب الصحيفة، فإن هاليفي اعتقد خلال مداولات أجراها في الرابعة قبيل فجر 7 أكتوبر أن الاستخبارات مخطئة. وجاء في ملخص هذه المداولات أنه “في بداية أقواله شدد رئيس هيئة الأركان العامة على أن المطلوب في هذه المرحلة التعمق في سبب الأحداث (أي مؤشرات على تحركات تنفذها حماس)، من دون الاعتماد على مفاهيم، يوجد بموجبها انعدام منطق في مبادرة حماس لهجوم”.
وأصدر هاليفي أمرا لسلاح الجو “بدراسة أهداف لرد سريع في حال وجود نشاط هجومي من جانب حماس لدى بزوغ الفجر”. وأفادت الصحيفة بأن الأمر الذي أصدره هاليفي لم ينفذ، وأنه لم يصدر أمرا للقوات الإسرائيلية عند السياج المحيط بالقطاع برفع حالة الاستنفار. لكنه أوعز بالتوجه إلى أجهزة استخبارات أخرى من أجل فحص المعلومات لديها، وعقد مداولات أخرى في الصباح.
وخلال تقديم نتائج التحقيقات لضباط الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، قال قائد الوحدة 8200 يوسي شاريئيل إن “7 أكتوبر ليس حادثة، وإنما هو مرض عضال انتشر في الجيش، وخلافا للانتصار على حزب الله والقول إن الجيش الإسرائيلي كله انتصر، تظهر في التحقيقات (حول 7 أكتوبر) فجأة أن المشكلة كلها هي الاستخبارات”.
وسعى الجيش الإسرائيلي إلى تضليل الجمهور بشأن نتائج التحقيقات. فرغم أن نتائج التحقيقات بلغت آلاف الصفحات، قدم الجيش للمراسلين العسكريين ملخصا لها في 15 صفحة، وأملى عليهم أن يكتبوا في تقاريرهم “باسم المراسل” أن التحقيقات هي ثمرة “عمل متواصلة ومتعمق وبوصلته هي الحقيقة بهدف الدراسة والتصحيح”.
وبين الأمور التي لم يكشفها الجيش أمام الجمهور لدى نشر تحقيقاته، أنه خلال ليلة 7 أكتوبر وردت معلومات تدل على تحركات لحماس في قطاع غزة.
وكانت وحدة الاستخبارات في سلاح الجو مطلعة على وثيقة حماس، بعنوان “سور أريحا”، التي تشمل تفاصيل هجوم واسع تشنه حماس، وكانت الوحدة 8200 قد اعترضتها في أبريل 2022، واطلع عليها مندوب رفيع في سلاح الجو خلال مداولات في القيادة الجنوبية للجيش، عُقدت في 3 سبتمبر 2023، وقيل خلالها إنه توجد مشكلة في نوعية المعلومات الاستخباراتية في غزة، وأن “حماس ستنفذ ضربة البداية عندما تعتقد أنها تخدمها”.
وأخفى الجيش الإسرائيلي في ملخص نتائج التحقيقات التي نشرها، “فشل سلاح الجو في اعتراض توغل الطائرات الشراعية لمقاتلي النخبة في حماس، أو بإسقاط طائرات حماس المسيرة التي دمرت مواقع أجهزة ’يرى ويطلق النار’ عند حدود غزة”.
كما أخفى الجيش عن الجمهور أن “بطاريات القبة الحديدية لم تنجح باعتراض نصف القذائف الصاروخية التي تم إطلاقها من غزة”.
وجاء في التحقيقات التي لم يتضمنها الملخص الذي نشره الجيش، وفقا للصحيفة، أنه فيما يتعلق بالطائرات الشراعية والمسيرة التي أطلقتها حماس، “سلاح الجو لم ينفذ مهمة الدفاع عن سماء الدولة”. ولم يذكر الجيش ما توصلت إليها نتائج التحقيق بأن سلاح الجو هاجم أهدافا في قطاع غزة موجودة في برمجيات حواسيب الطائرات القتالية، بموجب خطة “سيف ديموقليس”، رغم أنه لا علاقة لها بأحداث 7 أكتوبر، وفيما قوات النخبة في حماس كانت قد بدأت بشن هجومها داخل إسرائيل.
وأكدت التحقيقات التي لم ينشرها الجيش على أن “سلاح البحرية لم يستوفِ مهمة الدفاع في البحر”، وتكشف أن مقاتلي حماس سعوا إلى التوغل إلى جنوب إسرائيل من البحر بسبعة زوارق، وأن سلاح البحرية استهدف خمسة منها، بينما وصل اثنان إلى شاطئ “زيكيم” واستولى عناصر حماس على مركبة عسكرية من طراز “سافانا” وواصلوا هجومهم في “غلاف غزة”.
وأشارت الصحيفة بأن التحقيقات حول سلاح البحرية لم تقدم لضباط الجيش أيضا لدى اطلاعهم على نتائجها.
وطالب هاليفي طاقم المحققين في الإخفاق أن تكون نقطة البداية في العام 2018، لكن الطاقم بدأ من العام 2002. وفي العام 2017، وضع رئيس أركان الجيش في حينه وعضو الكنيست الحالي، غادي آيزنكوت، خطة بعنوان “إطار إستراتيجي عملياتي لحرب في قطاع غزة”، شملت ثلاثة سيناريوهات من شأنها أن تؤدي إلى حرب ضد غزة، وهي مبادرة حماس لهجوم مفاجئ، تدهور الوضع نتيجة تصعيد تدريجي ضد حماس أو مبادرة إسرائيل لهجوم استباقي. ووجد طاقم التحقيق أن سيناريو مبادرة حماس لهجوم مفاجئ، كالذي حصل في 7 أكتوبر، قد تم إلغاؤه من خطة آيزنكوت.
واستبدل الجيش الإسرائيلي في خطابه عبارة “إنذار مسبق” بعبارة “التفوق الاستخباراتي” الذي يستند إلى قدرات استخباراتية مرتفعة بإمكانها معرفة ما يحدث أو أي تحرك في أي وقت، وأحد أسباب الشعور في “التفوق الاستخباراتي” هو ما يسمى “الأداة السرية”، وهي عبارة عن مجموعة قدرات تكنولوجية وعملياتية هدفها الوصول إلى أسرار حماس، لكن تحقيقات الجيش أكدت أن “الأداة السرية” لم تعط إنذارا مسبقا يحذر من هجوم “طوفان الأقصى”.
كذلك لم يجد طاقم التحقيق أي وثيقة أو أي تقييم استخباراتي في شعبة الاستخبارات العسكرية أو في القيادة الجنوبية أو في فرقة غزة العسكرية، تذكر أن “حماس مرتدعة”. وهذا التعبير “كأنه بدأ يظهر من لا مكان، وترسخ كحقيقة، في المؤسسة السياسية أيضا”.
وتبين من تحقيقات الجيش حول 7 أكتوبر أن العدوان على غزة، في مايو العام 2021، أنشأ في إسرائيل مفهوما يشوه الواقع. فقد ترسخ في جهاز الأمن وفي المؤسسة السياسية في إسرائيل، ولدى نتنياهو أيضا، مفهوما مفاده أن هذا العدوان انتهى بتوجيه ضربة قاضية لحماس، وأن ستكون مرتدعة لسنوات كثيرة.
لكن إدراك حماس لنتائج هذه المعركة كان معاكسا، بل اعتبرت أنها حققت فيها إنجازا كبيرا، وفقا لنتائج تحقيقات الجيش. فقد نجحت في شن هجمات صاروخية، وتسببت بإطلاق قذائف صاروخية من سورية ولبنان، وكانت هناك حالة غليان في المدن المختلطة في إسرائيل.
وأجرى الجيش الإسرائيلي ثلاثة تحقيقات في أعقاب هذه المعركة، تبين منها أن “نجاح الجيش الإسرائيلي فيها قد يكون قصة يرويها الجيش والسياسيون، لكن في الواقع، القصة كانت مختلفة بعض الشيء”.
وشارك الموساد أيضا في إخفاق 7 أكتوبر، بأن لم يتمكن من رصد “استعدادات محور المقاومة للهجوم”. فشعور حماس في معركة مايو 2021، عزز علاقاتها مع إيران وحزب الله، وبدأ قادة محور المقاومة في بلورة ما سيوصف لاحقا بأنه “شعور بالقدرة” على شن هجوم واسع، “وبدأت تجري اتصالات بين غزة وطهران وبيروت من أجل بناء خطط لهجوم مشترك. والموساد فشل بشكل مطلق في رصدها”.