يُعدّ مارس/آذار شهرًا للتوعية بسرطان القولون والمستقيم، أحد أكثر السرطانات انتشارًا حول العالم.

ويُعتبر الوعي بهذا المرض أمرًا بالغ الأهمية، نظرًا لإمكانية الوقاية من العديد من حالات سرطان القولون أو المستقيم.

يمكن للفحص عن طريق تنظير القولون أن يمنع هذا السرطان لأنه يمكن إزالة الزوائد اللحمية السابقة للتسرطن التي يتم اكتشافها أثناء الإجراء في نفس الوقت.

علاوة على ذلك، يمكن لتنظير القولون أيضا اكتشاف السرطان في مراحل مبكرة، عندما يكون العلاج أكثر احتمالا للنجاح.

يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للسرطان المنتشر في القولون أو المستقيم نحو 90%، وفقا لبرنامج المراقبة وعلم الأوبئة التابع للمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة.

وينخفض معدل البقاء على قيد الحياة بشكل ملحوظ مع انتشار السرطان خارج تلك الأعضاء، وذلك وفقا للرابطة الأميركية لأبحاث السرطان (American Association For Cancer Research).

وسرطان القولون أو المستقيم هو أكثر شيوعا عند الرجال عنه لدى النساء.

ما سرطان القولون؟

يبدأ سرطان القولون في الأمعاء الغليظة، وهي الأنبوب الطويل الذي يساعد على نقل الطعام المهضوم إلى المستقيم وخارج الجسم.

يتطور هذا السرطان من سلائل معينة "سليلة القولون" (أجزاء لحمية نامية) في البطانة الداخلية للقولون، وتعد أوراما حميدة سابقة للتسرطن، أي أنها ليست سرطانية لكن يمكن أن تتحول إلى سرطان.

يقوم مقدمو الرعاية الصحية بإجراء اختبارات فحص للكشف عن الأورام الحميدة السابقة للتسرطن قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية. قد ينتشر سرطان القولون الذي لم يتم اكتشافه أو علاجه إلى مناطق أخرى من الجسم. وبفضل اختبارات الفحص والعلاج المبكر وأنواع العلاج الجديدة، يموت عدد أقل من الأشخاص بسبب سرطان القولون.

كيف ينتشر سرطان القولون؟

يتكون جدار القولون من طبقات من الغشاء المخاطي والأنسجة والعضلات. يبدأ سرطان القولون في الغشاء المخاطي، وهو البطانة الداخلية للقولون. ويتألف من الخلايا التي تصنع وتفرز المخاط والسوائل الأخرى. إذا تحورت هذه الخلايا أو تغيرت، فقد تؤدي إلى تكوين سليلة القولون.

مع مرور الوقت، قد تصبح سلائل القولون سرطانية. (يستغرق الأمر عادة حوالي 10 سنوات حتى يتشكل السرطان في سليلة القولون.) إذا ترك السرطان دون اكتشافه و/أو علاجه، فإنه يشق طريقه عبر طبقة من الأنسجة والعضلات والطبقة الخارجية من القولون. وقد ينتشر سرطان القولون أيضا إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر العقد الليمفاوية أو الأوعية الدموية.

ارتفاع نسب سرطان القولون

يصيب سرطان القولون عادة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما أو أكبر. ومع ذلك، على مدى السنوات الـ15 الماضية، زاد عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 49 عاما المصابين بسرطان القولون بنسبة 1.5% تقريبا كل عام. على أن الباحثين الطبيين ليسوا متأكدين من سبب حدوث ذلك.

أعراض سرطان القولون

من الممكن أن تصاب بسرطان القولون دون أن تظهر عليك أعراض. إذا كانت لديك أعراض، فقد لا تكون متأكدا مما إذا كانت التغيرات في جسمك علامات على الإصابة بسرطان القولون. وذلك لأن بعض أعراض سرطان القولون تشبه أعراض حالات أقل خطورة. وتشمل الأعراض الشائعة لسرطان القولون:

الدم على أو في البراز. التغيرات المستمرة في عادات الأمعاء (كيفية التبرز)، مثلا إذا كنت تعاني من الإمساك المستمر و/أو الإسهال، أو إذا كنت تشعر كما لو كنت لا تزال بحاجة إلى التبرز بعد الذهاب إلى الحمام. ألم البطن. انتفاخ المعدة. فقدان الوزن غير المبرر، وهو انخفاض ملحوظ في وزن الجسم عندما لا تحاول إنقاص الوزن. القيء. التعب والشعور بضيق في التنفس، فهذه من أعراض فقر الدم. وفقر الدم قد يكون علامة على سرطان القولون. أسباب سرطان القولون

مثل جميع أنواع السرطان، يحدث سرطان القولون عندما تنمو الخلايا وتنقسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه. جميع الخلايا في جسمك تنمو وتنقسم وتموت باستمرار. بهذه الطريقة يظل جسمك بصحة جيدة ويعمل كما ينبغي. وفي سرطان القولون، تستمر الخلايا المبطنة للقولون والمستقيم في النمو والانقسام حتى عندما من المفترض أن تموت. قد تأتي هذه الخلايا السرطانية من الأورام الحميدة في القولون.

الباحثون الطبيون ليسوا متأكدين من سبب إصابة بعض الأشخاص بسلائل القولون السابقة للتسرطن والتي تتحول إلى سرطان القولون. إنهم يعرفون أن بعض عوامل الخطر تزيد من فرص إصابة الأشخاص بالسلائل السرطانية وسرطان القولون.

وتشمل عوامل الخطر هذه بعض الحالات الطبية، بما في ذلك الحالات الموروثة، وخيارات نمط الحياة. وجود واحد أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون لا يعني أنك ستصاب بالحالة. هذا يعني فقط أن لديك مخاطر متزايدة.

خيارات نمط الحياة التي تعتبر عوامل خطر للإصابة بسرطان القولون التدخين. السمنة. تناول الكثير من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة مثل النقانق واللحم المقدد. عدم ممارسة الرياضة. الحالات الطبية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون مرض التهاب الأمعاء، مثل الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل التهاب القولون التقرحي المزمن والتهاب القولون كرون. الوراثة. التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون وأنواع أخرى من السرطان. مراحل سرطان القولون

المرحلة صفر 0: يكون السرطان في الغشاء المخاطي، وهي الطبقة الأعمق من جدار القولون.

المرحلة الأولى: في المرحلة الأولى من سرطان القولون والمستقيم ينمو الورم في جدار الأمعاء ولكنها لم تنتشر خارج الطبقة العضلية أو في العقد الليمفاوية القريبة.

المرحلة الثانية: في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى مسافة أبعد في جدار الأمعاء ولكنه لم ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة. هناك 3 أنواع من سرطان القولون في المرحلة الثانية:

المرحلة الثانية إيه IIA: انتشر السرطان عبر معظم جدار القولون ولكنه لم ينمُ إلى الطبقة الخارجية للجدار. المرحلة الثانية بي IIB: انتشر السرطان إلى الطبقة الخارجية لجدار القولون أو من خلال الجدار. المرحلة الثانية سي IIC: انتشر السرطان إلى عضو مجاور.

المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة، ينتشر سرطان القولون إلى العقد الليمفاوية. مثل سرطان القولون في المرحلة الثانية، هناك 3 مراحل فرعية لسرطان القولون في المرحلة الثالثة:

المرحلة الثالثة إيه IIIA: يوجد سرطان في الطبقة الأولى أو الثانية من جدار القولون وينتشر إلى عقدة إلى 4 عقد ليمفاوية. المرحلة الثالثة بي IIIB: يؤثر السرطان على طبقات أكثر من جدار القولون ولكنه يؤثر فقط على عقدة واحدة إلى 3 عقد ليمفاوية. السرطان الذي يؤثر على عدد أقل من طبقات جدار القولون ولكنه ينتشر إلى 4 عقد ليمفاوية أو أكثر هو أيضا سرطان القولون في المرحلة IIIB. المرحلة الثالثة سي IIIC: يوجد سرطان في الطبقة الخارجية أو الطبقة الخارجية التالية من القولون وفي 4 عقد ليمفاوية أو أكثر. السرطان الذي ينتشر إلى عضو قريب وعقدة ليمفاوية واحدة أو أكثر هو أيضا سرطان القولون في المرحلة IIIC.

المرحلة الرابعة: انتشر السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، مثل الكبد أو الرئتين أو المبيضين، ويشمل:

المرحلة الرابعة إيه IVA: في هذه المرحلة، ينتشر السرطان إلى عضو واحد أو إلى العقد الليمفاوية البعيدة أو البعيدة عن القولون.

المرحلة الرابعة بي IVB: انتقل السرطان إلى أكثر من عضو بعيد وإلى المزيد من العقد الليمفاوية.

المرحلة الرابعة سي IVC: يؤثر السرطان على الأعضاء البعيدة والغدد الليمفاوية وأنسجة البطن.

علاج سرطان القولون

الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعا لسرطان القولون. وهناك عمليات جراحية وإجراءات مختلفة لسرطان القولون:

استئصال السليلة: تقوم هذه الجراحة بإزالة السلائل السرطانية. استئصال القولون الجزئي: ويسمى هذا أيضا بجراحة استئصال القولون. ويقوم الجراحون بإزالة جزء القولون الذي يحتوي على ورم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به. ثم يقومون بإعادة توصيل أقسام القولون السليمة. الاستئصال الجراحي مع فغر القولون: مثل استئصال القولون، حيث يقوم الجراحون بإزالة جزء القولون الذي يحتوي على ورم. ومع ذلك، في هذه الجراحة، لا يمكنهم توصيل أقسام القولون السليمة. وبدلا من ذلك، يقومون بإجراء فغر القولون. وفي فغر القولون، يتم نقل الأمعاء إلى فتحة في جدار البطن بحيث يتم جمع البراز في كيس. الاستئصال بالترددات الراديوية: يستخدم هذا الإجراء الحرارة لتدمير الخلايا السرطانية. العلاج الكيميائي: قد يستخدم مقدمو الرعاية الصحية أدوية العلاج الكيميائي لتقليص الأورام وتخفيف أعراض سرطان القولون. العلاج الموجه: يستهدف هذا العلاج الجينات والبروتينات والأنسجة التي تساعد خلايا سرطان القولون على النمو والتكاثر. وغالبا ما يستخدم مقدمو الرعاية الصحية نوعا من العلاج الموجه يسمى العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة. ويستخدم هذا العلاج أجساما مضادة تم إنشاؤها في المختبر وترتبط بأهداف محددة على الخلايا السرطانية أو الخلايا التي تساعد الخلايا السرطانية على النمو. وتقتل الأجسام المضادة الخلايا السرطانية. الوقاية من سرطان القولون

قد لا تتمكن من الوقاية من سرطان القولون، ولكن يمكنك تقليل خطر الإصابة بالحالة عن طريق إدارة عوامل الخطر:

تجنب التبغ. الحفاظ على وزن صحي. تناول نظام غذائي صحي. وأضف الفواكه والخضروات إلى نظامك الغذائي وقلل من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية العالية. وقد يقلل شرب القهوة من خطر الإصابة بسرطان القولون. تتبع التاريخ الطبي لعائلتك. يمكن أن ينتشر سرطان القولون في العائلات، لذا أخبر طبيبك إذا كان والداك أو إخوتك أو أبناؤك مصابين بسرطان القولون أو ورم متقدم أو إذا كان أي من أفراد عائلتك مصابا بالسرطان قبل سن 45 عاما. اتبع إرشادات فحص سرطان القولون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإصابة بسرطان القولون الخلایا السرطانیة سرطان القولون فی لسرطان القولون خطر الإصابة أو أکثر أخرى من

إقرأ أيضاً:

مستخلص من الفطر الأبيض يقاوم سرطان البروستاتا

بحثت مجموعة من الباحثين من كاليفورنيا في تأثير فطر الطهي الأبيض على تطور سرطان البروستاتا لدى الفئران والمرضى، ووجدوا أن مستخلصاً من هذا الفطر يعزز تأثير العلاج المناعي لهذا السرطان.

ووفق "مديكال نيوز توداي"، اكتشف فريق البحث من "هوب كومبريهينسيف سنتر"، انخفاضاً في كمية أنواع معينة من الخلايا المثبطة للمناعة في الأورام بعد العلاج بمستخلص الفطر الأبيض لدى الفئران والمرضى بسرطان البروستاتا.

كما لاحظوا زيادة في أنواع معينة من الخلايا المناعية المعروفة بدورها في تدمير الخلايا السرطانية.

ويكتشف الجهاز المناعي الخلايا التي تحتوي على طفرات جينية تؤدي إلى مشاكل، بما في ذلك السرطان، ويدمرها.

ويسمح تثبيط المناعة في البيئة التي يوجد فيها السرطان للخلايا السرطانية بالهروب من التدمير بواسطة الجهاز المناعي، لذا فإن تقليل الخلايا المثبطة للمناعة في بيئة الورم يساعد الجهاز المناعي في تدمير الخلايا السرطانية.

بيتا غلوكان

وفي تجارب على 8 مرضى بالسرطان، وباستخدام عينات الدم المأخوذة منهم قبل وبعد 3 أشهر من العلاج بمستخلص الفطر الأبيض (بيتا غلوكان)، وجدوا أن الخلايا الكابتة المشتقة من النخاع العظمي انخفضت في هؤلاء المرضى.

كما وجد البحث زيادة في الخلايا التائية المعروفة بمهاجمة السرطانات، ومجموعة أخرى من الخلايا المناعية تسمى الخلايا القاتلة الطبيعية.

وتوصل الباحثون إلى أن عنصر "بيتا غلوكان من الفطر الأبيض المسؤول عن تأثيراته المعززة للمناعة يمكن أن يساعد في علاج السرطان بشكل أكبر".

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف العلاقة بين بكتيريا السالمونيلا وسرطان الأمعاء
  • بكتيريا السالمونيلا الضارة تخفي مفتاحا لعلاج سرطان الأمعاء!
  • إمكانات جديدة لاستخدام بكتيريا السالمونيلا في علاج سرطان
  • “تحركات صحية” لمحاصرة سرطان الرئة في المملكة
  • محافظ القليوبية يتفقد حملة حماية للكشف المبكر والتوعية بسرطان عنق الرحم
  • محافظ القليوبية يتفقد حملة "حماية" للكشف المبكر والتوعية بسرطان عنق الرحم
  • «الجليلة» تجمع 15 مليون درهم لمرضى سرطان الثدي
  • مستخلص من الفطر الأبيض يقاوم سرطان البروستاتا
  • أخبار سارة: هذه الأطعمة قد تنقذ حياتك من سرطان القولون
  • احذر بشدة.. 8 أشياء تزيد من خطر إصابتك بالسرطان