يمانيون:
2024-11-23@12:28:07 GMT

بوعزيزي أمريكي

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

بوعزيزي أمريكي

أحمد يحيى الديلمي

لم يجد ذلك الطيار الحر صاحب القلب الذي ينبض بالحب بكل معاني الإنسانية وسيلة ليُعبر بها عن غضبه من تصرفات حكومة بلاده المتعجرفة إلا أن أحرق جسده أمام سفارة العدو الصهيوني في واشنطن وكأنه أراد أن يُكرر نفس الأسلوب الذي اتبعه البوعزيزي في تونس عندما أقدم على إضرام النار في جسده احتجاجاً على تصرفات حكومته المهينة.


من خلال الحادثين – إضافة إلى حادثة أخرى ذكرتها بعض الصحف الأمريكية عن شخص أمريكي آخر أقدم على إحراق نفسه – يتضح جلياً مدى تآمر أمريكا ودول الغرب بشكل عام على الشعب الفلسطيني وأنهم شركاء مباشرون في حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها هذا الشعب المغلوب على أمره والذي يواجه صلافة وحقد أمريكا والغرب قبل أن يكتوي بنار الحقد الدفين في نفوس الصهاينة، ولكي نعرف النتيجة وازدواج المعايير في أمريكا والغرب بشكل عام نلاحظ كيف طبل الإعلام الأمريكي وأقام الدنيا ولم يقعدها عقب حادثة البوعزيزي في تونس لأن مصالحه وتوجهات مخططاته الدنيئة كانت تقتضي ذلك، بينما أخفى كلياً حادثة الحرق الأولى، لولا أن هذا الطيار الشاب احتاط لنفسه باختيار الزمان والمكان والوسيلة التي أفصحت عن فعله، فلقد اختار أكبر شبكة يتابعها الشباب في أمريكا ليعلن عما في نفسه وحدد اتجاهات الفعل مؤكداً أنه يتضامن كلياً أمام ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة، وأن حرق جسده لا يساوي تلك الأفعال الدنيئة التي تقطع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ وكل البشر بطريقة همجية شرسة ولم تكتف بحرب الإبادة العسكرية لكنها تتبع سياسة تجويع أكثر حقارة ممثلة في منع الغذاء والدواء عن الشعب المحاصر في غزة وكأنها حكمت بالموت على كل إنسان فلسطيني يعيش في هذه الأرض.
وكم كان عظيماً ذلك الشاب وهو يطلق هذه العبارات ليعتبر نفسه مجرد وقود لتعريف العالم بحجم مظلمة الشعب الفلسطيني، كما كشف عن حقيقة أخرى وهي مشاركة أمريكا بشكل مباشر في ضرب الفلسطينيين عبر هجمات جوية متلاحقة، عندما قال : لقد قررت عدم المشاركة في أي حرب إبادة، وكلها حقائق لا يمكن طمسها ولا يمكن للإعلام الأمريكي المزيف أن يتهم الشاب بالجنون أو أنه مصاب بأمراض نفسية دفعته إلى هذا الفعل، لأن الطيار تعامل بكل ثقة وكان يعرف الهدف الذي ضحى بنفسه من أجله وحدد اتجاهاته بعد أن فاض الكيل لديه وهو يشاهد كل يوم المآسي والمحارق التي تجاوزت كل معاني الشر والحقد والكراهية من الإنسان لأخيه الإنسان، وفاضت لسانه بالعبارات التي أسلفت ليؤكد أنه أقدم على الفعل بسابق إصرار وعدم تراجع عن ما نوى الإقدام عليه، كأهم وسيلة وجدها متاحة أمامه للتعبير عن غضبه مما يجري على الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وحصار جائر يستخدم آلات الدمار الفتاكة والجوع معاً لتحقيق غاياته الدنيئة بدعم ودفع بل ومشاركة مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الغرب التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان وصيانة الحريات، مجرد دعايات كاذبة ومفبركة تتم في دوائر صنع القرار بكل خبث وأنانية وعدم اهتمام بأبسط مقومات حياة الإنسان على الأرض.
ورغم التشابه بين هذا الفعل وما أقدم عليه البوعزيزي في تونس إلا أن هذا الفعل يرقى إلى مستوى أسمى كونه يفضح سياسات أمريكا والغرب التي تعتبر ما يجري في غزة والأراضي المحتلة مجرد تسلية لحماية دولة الكيان الصهيوني – الدولة الطارئة على الحياة – وكل هذا في ظل صمت وتقاعس العرب الذين باعوا العروبة والإسلام بثمن بخس، وأصبحوا يتسكعون في دهاليزهم ويخطبون ودهم باعتبارهم مصدر الإنقاذ والبقاء في الحياة، كما يعتقدون، وليتهم اكتفوا بالصمت فقط لكنهم يستهينوا بالأفعال العظيمة التي يقوم بها محور المقاومة في اليمن ولبنان ويعتبرونها أعمالاً شاذة وممارسات غير مسؤولة، إنها فعلاً تصرفات تدمي القلوب خاصة إذا ما عرفنا أن هناك دولاً عربية تمد الكيان الصهيوني بالأغذية بعد الحصار الذي فرضه عليه المجاهدون من أبناء الجيش اليمني.
يا لها من مأساة فادحة !! وأتمنى أن يوقظ حادث الطيار الأمريكي بعض الضمائر التي ماتت خاصة لدى العرب، وهذا ما نتوقعه من فعل هذا الطيار الشاب العظيم وإن كانت الأماني مستحيلة في ظل الخنوع والاستسلام المهين لأمريكا، والله من وراء القصد.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بوريل: “الهولوكوست” خطأ أوروبي لا يتوجب أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه

#سواليف

أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي #جوزيب_بوريل، خلال جلسة حوارية حادة استضافتها الجامعة الأردنية مساء الأربعاء، وهو يناقش تداعيات ما يحصل في #غزة والضحايا الكثر، بأن #أوروبا هي المذنبة بـ” #الهولوكوست” وليس #الشعب_الفلسطيني “.

وكان يرد بوريل على إحدى الطالبات، من قطاع غزة، في المعهد الوطني للإعلام في الاردن، وسألته عن موقف #الضمير_الأوروبي حقيقة مما يجري في شمال غزة.

وقال بوريل -الذي كان للتو قد قلد شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأردنية دون اتضاح سبب هذه المبادرة- : نحن في أوروبا قتلنا اليهود ونحن المذنبون والهولوكوست خطأ أوروبي ولا يتوجب ان يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت 2024/11/21

وأضاف: ما يحصل في قطاع غزة “مروع للغاية ”، والهجمات التي تشن ضد الأهالي والمدنيين هناك، هجمات لا يمكن وصفها إلا بأنها مريعة.

وأشار إلى أن عدد القتلى المدنيين في الحرب ضد غزة، ومن منظور حربي، ليس منطقيا، ولا يعكس حقائق الأمر، وأضاف أن المجتمع الدولي في الواقع لا يقوم بما يكفي لوقف تلك الحرب المروعة .

وقال بوريل: إن “أوروبا والمجتمع الدولي أخفقا بالقيام بما ينبغي، معتبرا أن الحرب ضد غزة تسير بطريقة لا يمكن تبريرها .

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • معهد دراسات أمريكي يؤكد فشل أمريكا في إضعاف قدرات اليمنيين
  • جلسة مرتقبة للبرلمان السويسري للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني
  • الفيتو الأمريكي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني
  • مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
  • رئيس هيئة دعم الشعب الفلسطيني: إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو «قرار تاريخي»
  • سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور
  • أبو ردينة يطالب بحماية الشعب الفلسطيني بمن فيهم الإعلام
  • أمين سر «فتح»: الشعب الفلسطيني انتظر قرار «الجنائية الدولية» ضد نتنياهو
  • بوريل: “الهولوكوست” خطأ أوروبي لا يتوجب أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه
  • هل تذكرون الداعية الإماراتي”وسيم يوسف”؟.. شاهدوا النصيحة الذهبية التي قدمها له أشهر أطباء أمريكا لعلاجه من السرطان