لاجئون يواجهون انتظارا مرهِقا في مخيمات مكتظة بجنوب السودان
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
الرنك (جنوب السودان) "أ ف ب": تصل شاحنة إلى مدينة الرنك في جنوب السودان محمّلة بعشرات المسنين والنساء والأطفال الذين تكشف وجوههم المنهكة المحنة التي مروا بها خلال رحلتهم للفرار من القتال في السودان.
هؤلاء هم من بين أكثر من نصف مليون شخص عبروا الحدود إلى جنوب السودان الذي يكافح لاستيعاب الوافدين الجدد مع ازدحام مخيمات اللاجئين فيه.
تقع الرنك على مسافة 10 كيلومترات فقط من السودان حيث اندلعت الحرب في أبريل من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ومذاك، يشهد مركزا عبور تابعان للأمم المتحدة في الرنك، تدفقا متواصلا للسودانيين الهاربين من الحرب.
وقالت فاطمة محمد، وهي مدرّسة تبلغ 33 عاما هربت مع زوجها وأطفالها الخمسة من مدينة الأُبيِّض في وسط السودان، إن الرحلة محفوفة بالخطر.
وأوضحت لوكالة فرانس برس "كان الرصاص يدخل منزلنا. كنا عالقين بين تبادل إطلاق النار في شارعنا. لذلك فهمنا أنه علينا المغادرة من أجل مصلحة أطفالنا"، واصفة الوضع في السودان بأنه "لا يحتمل".
استغرقهم الأمر خمسة أيام للتمكن من الهرب إذ "صعّب الجنود السودانيون ومقاتلو قوات الدعم السريع علينا مغادرة البلاد" كما قالت مضيفة "أخذوا هواتفنا عند نقطة تفتيش، وجزءا كبيرا من أموالنا عند نقطة أخرى".
"عالقة هنا"
منذ بداية الحرب، فر قرابة ثمانية ملايين شخص نصفهم أطفال من منازلهم في السودان، لجأ نحو 560 ألفا منهم إلى جنوب السودان، وفقا للأمم المتحدة التي تقدر أن 1500 شخص تقريبا يصل كل يوم إلى البلاد.
يمضي كثر منهم أشهرا في الانتظار في المخيمات آملين في أن يتمكنوا في وقت قريب من العودة إلى ديارهم.
فرت إيمان دافيد من القتال في الخرطوم مع طفلتها فيما بقي زوجها في العاصمة السودانية.
وقالت إيمان البالغة 20 عاما لوكالة فرانس برس "كان يفترض أن تكون إقامة قصيرة، لكن بعد سبعة أشهر، ما زلت عالقة هنا في الرنك".
وأضافت "آمل بأن أعود إلى الخرطوم وأن أجتمع بزوجي مجددا، لكنني لا أعرف مصيره".
وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تقول إن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يعاني نحو 3,8 ملايين طفل دون سن الخامسة سوء تغذية.
"أفضل من الخرطوم"
وفي حين يتوق كثر في الرنك للعودة إلى ديارهم، يأمل آخرون في السفر إلى مدينة ملكال في ولاية أعالي النيل التي تستضيف أيضا عددا كبيرا من اللاجئين.
في ميناء الرنك، يصطف مئات الأشخاص تحت أشعة شمس حارقة في طوابير طويلة للصعود على متن قوارب تقوم بالرحلة مرتين على الأقل في الأسبوع إلى تلك المدينة.
وخلال انتظارها، قالت لينا جونا (27 عاما) وهي أم لأربعة، لوكالة فرانس برس إن وجهتها النهائية هي جوبا، عاصمة جنوب السودان.
وأوضحت "ليس لدي شيء في جوبا، لا عائلة ولا أصدقاء، ليس لدي عمل هناك لأنني أمضيت كل حياتي في السودان لكنني أتوقع أن تكون جوبا أفضل بكثير من الخرطوم" مستذكرة الأيام التي أمضتها تبحث عن طعام فيما كان القتال مستعرا في المدينة.
وبعد ساعات، تمكنت من الصعود على قارب، وكان أحدها محملا بنحو 300 شخص.
وقال دينغ سامسن من المنظمة الدولية للهجرة "اليوم هو يوم جيد بالنسبة إلينا".
وأضاف لوكالة فرانس برس "في بعض الأسابيع، نكون تحت ضغط شديد"، مضيفا أن اقتراب الرياح الموسمية يجعله يشعر بالقلق.
وصرح "نحن قلقون مما سيحدث عند وصول موسم الأمطار، مع ارتفاع منسوب مياه النهر ما سيعطّل العمليات الطبيعية في الميناء".
ومع دخول ما يصل إلى 10 شاحنات وحافلات إلى الرنك في اليوم، تحاول الأمم المتحدة حشد مساعدات من المجتمع الدولي وأطلقت نداء لجمع 4,1 مليارات دولار هذا الشهر للاستجابة للحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لوکالة فرانس برس جنوب السودان فی السودان
إقرأ أيضاً:
TikTok.. مستخدمي تطبيق تيك توك يواجهون الحظر في الولايات المتحدة يوم الأحد(التفاصيل)
TikTok..في خبر صادم لبعض مستخدمي تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة الأمريكية، ذكرت صحيفة "ذا إنفورميشن" أمس الثلاثاء أن شركة تيك توك تخطط لإغلاق تطبيقها أمام المستخدمين في امريكا يوم الأحد المقبل، عندما يدخل حظر فيدرالي على تطبيق التواصل الاجتماعي حيز التنفيذ، ما لم تتحرك المحكمة العليا لمنعه.. بحسب ما نقلته رويترز.
وإذا تم إيقاف تشغيل TikTok لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة، فستكون النتيجة مختلفة عن تلك التي ينص عليها القانون، حيث سيفرض القانون حظرًا فقط على عمليات تنزيل TikTok الجديدة على آبل وجوجل، ولكن يمكن للمستخدمين الحاليين الاستمرار في استخدام التطبيق لبعض الوقت.
وبموجب خطة تيك توك، سيرى الأشخاص الذين يحاولون فتح التطبيق رسالة منبثقة توجههم إلى موقع ويب يحتوي على معلومات حول الحظر، حسبما ذكر التقرير، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر.. وفقا لرويترز.
وتخطط تيك توك أيضًا لمنح المستخدمين خيار تنزيل جميع بياناتهم حتى يتمكنوا من أخذ سجل بمعلوماتهم الشخصية معهم، بحسب التقرير.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وقع في أبريل من العام الماضي على قانون يلزم شركة بايت دانس ببيع أصولها في الولايات المتحدة بحلول 19 يناير 2025 أو مواجهة حظر على مستوى البلاد.
وسعت الشركات، على أقل تقدير، إلى تأخير تنفيذ القانون، الذي تقول إنه ينتهك حماية التعديل الأول للدستور الأميركي ضد تدخل الحكومة في حرية التعبير.
فيما قالت شركة تيك توك في ملف قدمته للمحكمة الشهر الماضي إنها تقدر أن ثلث الأمريكيين البالغ عددهم 170 مليونًا الذين يستخدمون تطبيقها سيتوقفون عن الوصول إلى المنصة إذا استمر الحظر لمدة شهر.