مبادرة فتح طريق مأرب صنعاء.. "تخبط حوثي" وردة فعل تفضح الجماعة وتؤكد عدم جديتها في إنهاء معاناة اليمنيين
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
في الآونة الأخيرة أثارت مبادرة أحادية الجانب، تقضي بفتح طريق مأرب نهم صنعاء، أعلن عنها عضو مجلس القيادي الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، أثارت ردود أفعال متباينة لدى اليمنيين بمختلف مشاربهم، لكنها في الآن نفسه وجدت تهرباً من مليشيا الحوثي الإرهابية، وهي المعنية بفتح الجانب الآخر من الطريق، وكل الطرق المغلقة في مختلف المحافظات المحاصرة من قبلها، وفي مقدمتها تعز، التي تعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ تسع سنوات.
لمشاهدة الفيديو جرافيك اضغط هنا
المبادرة كذلك أثارت تساؤلات عدة، منها هل حقاً ستنتهي مأساة إغلاق الطرق الرئيسية في مأرب وغيرها من المحافظات؟ في ظل الجدية التي تبديها الحكومة اليمنية الشرعية، إزاء هذا الملف، إلا أن أسباباً كثيرة تدعو للشك عن مدى استجابة المليشيا الحوثية، والتي أظهرت تنصلها عقب إعلان المبادرة، كما أنها ذهبت بعيداً عن طريق مأرب صنعاء، إلى طرق ثانوية في تعز، في مزاعم فتحها أمام المتنقلين إلا أن تلك الطرق كشفت كذبها حيث قد أعلنت عن فتحها أكثر من مرة دون شيء ملموس على الواقع.
أما عن الجديد في مبادرة اللواء العرادة رغم أنها ليست الأولى، هو أنها كانت مفاجئة للحوثيين، وجاءت بعد لقاءات ظلت تجريها خلال الفترة الماضية لجان مجتمعية تعمل على إنهاء مشكلات الطرقات المغلقة في مأرب وهي طرق نهم وصرواح والبيضاء، كما أن المبادرة كشفت عن اتخاذ المليشيا الحوثية مسألة الطرق ورقة للضغط والمزايدة معاً، وهو ما عبرت عنه تناولات قيادات فيها للمبادرة الأخيرة.
وفي رصد أجراه "مأرب برس" لأبرز التناولات نجد سرداً طويلاً لبعض تلك القيادات في محاولة منها للتبرير لحالة الرفض التي قابلت بها المبادرة، بينما استغل آخرون الموقف للنيل من قيادات الشرعية وفي مقدمتهم محافظ مأرب، وذهب البعض الآخر إلى المزايدة دون حياء بادعاء فتح طرقات في تعز، المحافظة الأكثر تضرراً من حصار وحرب الجماعة المدعومة من إيران.
المدعو (عبدالله محمد النعمي)، عضو المكتب السياسي للمليشيا، اعتبر إعلان الشيخ العرادة بأنه جاء في طريقة فجة، مشيراً إلى أن الموضوع للمزايدة الإعلامية مضيفاً بأنه لم يكن نابعا عن إرادة حقيقية أو حرص على إنهاء معاناة المسافرين مشككاً في اختيار طريق نهم دون غيرها، حد تعبيره.
وذكر النعمي في منشور على منصة (إكس)، رصده "مأرب برس"، بأن طريق نهم كانت وما تزال مسرحاً للمواجهات العسكرية ومليئة بالألغام والأرتاب والثكنات العسكرية.. لافتاً إلى أن فتحها يحتاج فترة طويلة ومفاوضات ونقاشات جادة وصادقة لإزالتها، وازالة كل المخاوف من تبعية فتحها، متحججاً بأنه لا يمكن التفرغ لعملية "الفتح" في ظل ما أسماه انشغال القوات المسلحة اليمنية بالمواجهات التي تخوضها مع الكيان الصهيوني وفق زعمه.
ومضى عضو المجلس السياسي للمليشيا في التشكيك بالمبادرة، وتوقيتها، مشيراً إلى أن العرادة يتهرب من الاستجابة لفتح طريق صرواح رغم أن جماعته قد أعلنت فتحها منذ فترة ليست بالقصيرة، زاعماً أن فتحها لا يمثل أية مخاطر على ما يسمى بحزب الاصلاح مطلقاً.
هذه المخاطر تحدث عنها محمد علي الحوثي، عضو السياسي الأعلى للحوثيين الذي كتب مخاطباً مشائخ مأرب بأن عليهم التأكد من فتح الخطوط بخطوتين الأولى إخراج من في السجون ممن تم القبض عليهم سابقاً في النقاط الأمنية والعسكرية والثانية توقيع ميثاق بأن لا يتم القبض على أحد عابراً من النقاط عدم القبض على أي مواطن من أبناء مأرب.
وعن فتح الطريق مأرب صنعاء، سبق أن تحدث عنها الحوثي في العام 2020، حين كتب حينها على حسابه في تطبيق "اكس" تويتر سابقاً بالقول، "اليمنيون يتجشمون عناء السفر نتيجة سيطرة قوات هادي على فرضة نهم والطريق الواصل إلى مدينة مأرب منذ العام الثاني للحرب، يكفي ما قد حاصرتم صنعاء والمواطنين إلى الآن واليوم وقد انتصر الشعب اليمني فإننا ندعوكم الى عدم الاعتراض على المواطن اليمني وفتح ما تبقى من الطريق فنحن حاضرون لفتحه".
قيادات حوثية: لماذا نهم؟
وكما هي في تناولات أخرى لقيادات حوثية ذهب النعمي إلى أن اختيار فتح طريق نهم، دون غيرها، يرجع إلى مقترح أمريكي، وقال "إن أمريكا هي من تقف وراء هذه المزايدة الإعلامية، فهي من تهدف إلى استغلال فتح هذه الطريق، فهي تهدف بعد فتحها الدفع بمرتزقتها في مأرب، للزحف نحو المناطق، التي فقدوها خلال السنوات الماضية".
كما زعم أن هذا المقترح الأمريكي هو لإجبار القوات المسلحة اليمنية لترك المعركة المصيرية مع سفن الكيان الإسرائيلي، والأساطيل الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، التي جاءت داعمة ومساندة لإخواننا في غزة، وخلق معارك جانبية لن يستفيد منها سوى الكيان الصهيوني والأمريكي والبريطاني.
القيادي الحوثي النعمي عاد في منشوره إلى التشكيك بنوايا المبادرة بقوله "من يمتلك نوايا حقيقية لرفع معاناة المسافرين لا يلجأ الى أخذ قطعتين بلاستيك من اللون الأحمر، ويخرج إلى الشارع ليلتقط صورة ويعلن انه فتح الطريق".. معتبراً الطريق التي هي في الأصل "مدنية" على أنها عسكرية بأن فتح لا يتم بسهولة إنما يحتاج الى إعلان مواقف جادة، والدعوة لتشكيل لجان من كل الأطراف لدراسة الأساليب والوسائل التي بموجبها يتحقق الهدف الأسمى وهو فتح الطرق للمسافرين، ووضع حلول لإزالة كل المخاوف المترتبة على فتح الطرقات عند كل الأطراف، وليس الخروج للمزايدة الإعلامية وكسب مواقف كاذبة وغير حقيقية.
وعاود إلى اتهام الشيخ العرادة وحزبه هذه المرة في إشارة إلى حزب الإصلاح، بأنهما مرتهنان لدى الخارج، بحجة أن الظرف الحالي غير مناسب لمناقشة مثل هذه الملفات التي هي ضمن ملفات الحرب المطروحة على طاولة المفاوضات مع الجانب السعودي، فالشعب اليمني مشغول بمعاركه الإنسانية والأخلاقية والدينية التي يخوضها دفاعا عن الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة العدوان الامريكي البريطاني الاخير على بلدنا. على حد تعبيره.
وقال إن "صنعاء تبحث عن فتح طريق يستفيد منها كل أبناء اليمن بمن فيهم ابناء محافظة مأرب الذين لا ينتمون لحزب الاصلاح، ولأيضا ابناء المحافظات الأخرى الواقعة تحت ادارة حكومة صنعاء، وإلا فما الفائدة من طريق يستفيد منها حزب الاصلاح فقط".
اشتراطات
الأمر الآخر الذي ذهب إليه عضو المجلس السياسي للمليشيا، هو الاشتراط بالإفراج عن من أسماهم بالمختطفين، زاعماً أن المئات من المسافرين تم اختطافهم والزج بهم في السجون.. ولفت إلى أن فتح الطرقات يحتاج الى ضمانات فاعلة ومؤثرة وقوية تستطيع ان تفرض ارادتها على جميع الاطراف، وتتخذ مواقف حازمة وحاسمة ضد أي طرف يستغل أي طريق لتنفيذ أية أجندة عسكرية تخدم اطرافا خارجية.
"حسين العزي"، نائب وزير خارجية المليشيا في حكومتها الانقلابية غير المعترف بها، رد هو الآخر على المبادرة بالنيل من اللواء سلطان العرادة، مشيراً بأن الإعلان جعجعة بلا طحين، مشيراً إلى موضوع الكهرباء، الذي أبدى العرادة في وقت سابق الاستعداد لتشغيلها لتزويد كل المحافظات، وهو ما ترفضه المليشيا.
وكما النعمي يرى العزي في منشور له على منصة "اكس" بأن الأمر مزايدة، مشيراً إلى أن فتح الطرق يتطلب خطوات عملية وابتعاد تام عن المزايدات، داعياً إلى تسمية مندوبين من الطرفين، وأن يتحركوا بعدها برفقة وسائل الإعلام لفتح طريق مأرب صرواح، ومأرب الفرضة، ومأرب البيضاء.
مزاعم واتهامات
في السياق وجد "علي القحوم" وهو الآخر عضو المجلس السياسي للحوثيين، في المبادرة إلى محاولة تمرير مزاعم أن هناك حواراً يجري لبن جماعته وحزب الإصلاح، وهي طريقة تبدو بأنها مدروسة للتنصل من فتح الطرق.
وذهب القحوم في منشوره إلى أن ما يجري يأتي ضمن مبادرة لزعيم جماعته تقضي بفتح الطرقات وإطلاق الأسرى والمعتقلين والإدارة المشتركة للسلطة المحلية والثروات النفطية والغازية والكهرباء والوقوف حد زعمه "ضد التحديات والمخاطر والمشروع الاستعماري الخارجي والحفاظ على الوحدة اليمنية والثوابت والمكتسبات الوطنية والقواسم المشتركة والتطلع للمستقبل وتجاوز الماضي وحل كل المشاكل بالحوار السياسي وإسقاط كل الرهانات والمؤامرات الخارجية الهادفة في زرع الفتن وإشعالها بين اليمنيين".
كما سابقيه يرى القيادي الحوثي محمد البخيتي بأن فتح الطرقات ليست قضية للمزايدة الإعلاميةـ وإنما هي قضية إنسانية تحتاج لترتيبات عسكرية وأمنية بسيطة، لا يمكن الاستغناء عنها وذلك عبر لجان مشتركة بين طرفي النزاع وإشراك المجتمع كشاهد وضامن، بحسب تعليقه.
وفي تعليقه كذلك ذهب البخيتي إلى مهاجمة حزب الإصلاح بأن المشكلة التي تواجهها جماعته معه هي عدم جديته وميله نحو المزايدة والاستعراض.. مضيفاً "كنا ننتظر رد العرادة على المبادرة التي تقدمنا بها بشكل رسمي قبل أكثر من شهرين وتم استلامها من قبل حزب الاصلاح بشكل رسمي أيضا، وتتضمن ملف مساندة الشعب الفلسطيني وملف الحل السياسي الداخلي وملف مارب وملف الأسرى والمعتقلين وملف الطرقات، إلا إننا فوجئنا بالعرادة يرد على جزئية ملف الطرقات إعلاميا وبطريقة استعراضية لا تليق بطرف يفترض ان يكون متمرس على العمل السياسي".
أما عبدالملك العجري، وهو عضو وفد الحوثيين المفاوض، فقد قال "ندعم ونشجع أي مبادرة أو مساعي جادة تسهم في فتح الطرقات وتسهيل حرية التنقل بين المحافظات وبهذا الصدد الفت الانتباه لنقطة هامة".
وأضاف "في كل محطات التشاور السابقة منذ أيام المبعوث السابق كانت الطرقات أحد المواضيع الرئيسية وقدمت الكثير من المسودات تضمنت آليات وتفاصيل متعددة لكن كان هناك بندان رئيسيان وأساسيان الأول: ينص على فتح الطرقات والثاني ينص على ضمان أمن المسافرين وضمان عدم التعرض لهم أو احتجازهم، وبدون هذا الأخير لا معنى لفتح الطرقات وأي مبادرة لا تضمن الأمرين معا ليست أكثر من مناورة غير جادة".
أنعم.. يبرر أيضاً
إلى ذلك اعتبر محمد طاهر أنعم، مستشار المجلس السياسي الأعلى للمليشيا، بأن الحديث عن فتح الطرقات في هذا الوقت هو كلام حق يراد به باطل، مضيفاً "لا أنصح بالانخراط في هذا الطريق". وأشار في منشور له إلى أن الدول المعادية لبلادنا منزعجة جدا من القبول الشعبي العربي والإسلامي وحتى من غير المسلمين للمواقف المبدئية لليمن وحكومة وقوات صنعاء مع القضية الفلسطينية، ولذلك تحرك هذه الملفات لتشويه السمعة.
أنعم والذي ينتمي إلى محافظة تعز كذب في منشوره حصار جماعته لها، زاعماً "أنها أكذوبة استخباراتية سعودية يؤججها المرتزقة لأغراض تحشيدية، وكل البضائع والمواد الغذائية والتجارية وغيرها تدخل لتعز بشكل طبيعي من طرق عدن والمخا وحتى من طريق الحوبان المغلق لأسباب عسكرية ومواجهات سابقة، ومقارنة إغلاق أحد الطرقات بحصار غزة هو فجور معهود لمرتزقة السعودية والإمارات".
ومضى بالقول "وانتقلوا الآن للتحريض في موضوع طريق صنعاء مارب، وهي دعوة غير منطقية مع عصابات قتل واختطاف وتعذيب موالية للعدوان تستوطن آخر مديريتين محتلتين في مارب بعد تحرير البقية، والواجب هو الدعوة لتطهير المديريتين منهم وليس ترك الأبرياء لقمة سائغة لهم كما حصل للمئات والآلاف من المخطوفين والمفقودين خلال الفترة الماضية".
الهروب إلى تعز
وعن تعز، تداول ناشطون من خارج الجماعة، مبادرات حوثية سابقة زعمت فيها المليشيا استعدادها فتح الطرقات وفك الحصار، وكان آخر تلك المزاعم، خطاب ألقاه المدعو مهدي المشاط قبل أشهر بالتزامن مع بدء طوفان الأقصى في فلسطين، زعم فيه استعداد جماعته إنهاء الجبهات في تعز وحكم المحافظة بسلطة مشتركة، وظهر الخطاب استباقاً لأي ردود أفعال عن تصعيدهم العسكري في البحر الأحمر بحجة فتح الحصار عن قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع الجرائم من قبل الكيان الصهوني الذي تشابهت أفعاله مع ما ترتكبه المليشيا من حصار وتجويع لأبناء تعز وغيرهم.
ومع المبادرة الأخيرة لم تترك المليشيا الحوثية إلى الذهاب إلى قضية تعز، التي طالما اتخذتها للمزايدة الإعلامية والسياسية، فقد سبق وأن أعلنت عن مبادرات فتح طرقات إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع وعادت اليوم إلى التشدق بفتحها مجدداً بل أوفدت القيادي فيها نصر الدين عامر، الذي يرأس وكالة سبأ للأنباء بنسختها الانقلابية مبشراً بهذه الفتوحات، ومنها فتح طريق طريق الخمسين - الستين مدينة النور، وطريق صالة، والذي سبق للمليشيا إعلان فتحها في يوليو 2022، وفي أبريل 2023.
وعن أبرز ما أتت به المبادرة بفتح طريق مأرب صنعاء، أنها تثبت جدية الحكومة اليمنية، بينما تذكر بتنصل الحوثيين المستمر بالاتفاقات وهو ما أثبته تقرير لجنة الخبراء المعنية باليمن والذي جاء فيه أن معظم التنازلات التي قدمت من اجل عقد الهدنة، كانت من جانب الحكومة والتحالف، بينما لم تنسحب المليشيا إلى المواقع المتفق عليها في اتفاق استكهولم، كما لم توافق على إعادة فتح الطرق بين تعز المحاصرة والمحافظات الأخرى ولا على دفع رواتب موظفي الخدمة العامة من الإيرادات المتأتية من وارادت ميناء الحديدة.
الحوثيون.. لا جدية لهم
في سياق آخر وجدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من سياسيين وناشطين من مختلف الأطراف، بعضهم يعيشون في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، منهم أحمد سيف حاشد، الذي له تعليقات رأى فيها جدية اللواء العرادة بينما مليشيا الحوثي أو ما أسماها سلطة صنعاء بأنها غير جادة، بل إنها تخاتل وتناور، وقال "لقد سئمنا المناورة التي باتت تعرّي وتكشف عدم الجدية، وفقدان ما بقي من مصداقية، إن بقي لها بقايا أو وجود".
وللتدليل على عدم جدية المليشيا أفاد بأنه سمع خطاباً سابقاً من سلطة صنعاء بأنها سوف تفتح جميع الطرق من طرف واحد، واتضح أنها كانت تكذب، ولذلك لم أعد أصدقها فيما يخص استعدادها لفتح الطرقات.. الكذب يسقط المصداقية وينال منها. وحبل الكذب قصير. وذهب معرف يطلق عليه اسم (ناصر علي البخيتي) إلى تبني فتح خطي نهم وصرواح، مشيراً إلى أن الذي سيكون أكثر حركة سيتم إدراك أن الطرف الذي اختار فتحه هو الحريص على رفع معاناة الناس والأكثر حرصاً على مصلحتهم والتسهيل لهم، بينما الطرف الآخر سيُنظر اليه كطرف مراوغ متنصل، يرى مصلحته في معاناه المواطن وسيُعرف ذلك من خلال معرفه أي الطريقين اسهل واكثر راحة.
أما (علي الصنعاني) فيرى أن فتح الطرقات موضوع مهم للغاية، ويجب تفهم أي مخاوف من قبل الأطراف، وقال "لا شك أن جميع اليمنيين مع فتح الطرقات، وإزالة كل العوائق" مضيفاً "وأنا شخصياً اتمنى أن تفتح جميع الطرقات بعيدا عن أي أهداف عسكرية أو سياسية من أي طرف كان".
من جهته قال الناشط مجدي عُقبة "حتى الآن مبادرة العرادة ـوضح وأصدق من مبادرة محمد علي والشيخ طعيمان".. مضيفاً "المراوغة والهروب من الحقائق تضعكم في دائرة الاشتباه، العرادة أعلن فتح (طريق مأرب -نهم -صنعاء) من جانبهم رد عليه بفتح نفس الطريق من جانبكم مش تهرب إلى صرواح".
تخبط الجماعة من زاوية أخرى يرى الكاتب مصطفى ناجي تفاعل المليشيا مع المبادرة بأنها ما زالت تتخبط في الرد على مبادرات فتح الطرقات خصوصاً مبادرة فتح طريق مأرب - صنعاء.. مشيراً إلى أن الجماعة في البداية شككت في الأمر، ولاحقاً بعد أن عيت حليتها وتبريراتها على التصديق لدى الناس قررت الانخراط في الأمر بطريقتها الدعائية.
وقال "في الحقيقة وجدت الجماعة الحوثية نفسها منكشفة أمام استحقاقات محلية إنسانية واقتصادية وسياسية كفتح طريق استراتيجي وخدمي وأن العائد السلبي على الجماعة من إغلاقه أكثر بكثير من العائد العسكري لدرجة أنه مبادرة فتح الطريق كشطت الرصيد الدعائي الذي راكمته الجماعة طيلة الحرب في غزة".. مشيراً أن المليشيا ما زالت عند تخبطها ومثال ذلك أولا ذهاب "الشاب الخلوق" نصر عامر للإعلان -على طريقة مشاهد جوائز رمضان - عن فتح طريق فرعي في تعز بينما سبق لسلطات المحافظة من طرف الشرعية إعلان فتح طرق رئيسة من طرف واحد قبل فترة، بل إنها اليوم أعلنت فتح الطريق الرئيس طريق جبل منيف من طرفها".
ولفت أن "التخبط الأكبر هو أن الجماعة لم تتخذ ولن تتخذ قرار فتح الطرقات كسياسة مقصودة يتولاها اعلى هرم سلطة الحوثية انما تقوم بإرسال شاب ليس له موقع في هرم السلطة الحوثية وشيئا لا يذكر في قدرة التأثير داخل الجماعة لتنفيذ إعلان مضاد صدر عن على سلطة تمثلية في مارب وشخص بمقدار سلطان العرادة في بعده التمثيلي داخل مجلس القيادة".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
شراكة بين “مصدر” و”صندوق طريق الحرير” في الطاقة المتجددة
أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” و”صندوق طريق الحرير” الصيني، عن توقيع مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص الاستثمار المشترك في مشاريع طاقة متجددة في دول تقع ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، مع التركيز بشكل رئيسي على الدول النامية ودول الجنوب العالمي.
وقّع مذكرة التفاهم محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة”مصدر”؛ وزو جون، رئيسة مجلس إدارة صندوق طريق الحرير، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف “COP29” في باكو.
وبموجب مذكرة التفاهم، سوف تؤسس “مصدر” و”صندوق طريق الحرير” شراكة إستراتيجية تركز على استكشاف الفرص المتاحة للاستثمار المشترك في مشاريع طاقة متجددة تشارك فيها “مصدر” كمستثمر أو تتولى مهمة تطويرها وتشغيلها.
ويعتزم”صندوق طريق الحرير” استثمار ما يصل إلى 20 مليار يوان صيني “ما يُعادل 10.28 مليار درهم / 2.8 مليار دولار” في مشاريع مشتركة مع “مصدر” ، في حين لدى “مصدر” استثمارات كبيرة في دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وإفريقيا، يندرج العديد منها تحت مبادرة الحزام والطريق.
وستواصل الشركة الاستثمار في هذه المناطق في إطار إستراتيجيتها لزيادة القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريعها للطاقة المتجددة إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، في حين يمتلك “صندوق طريق الحرير” مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تزيد عن 7 جيجاواط في مناطق مبادرة الحزام والطريق، تشمل الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
وقال محمد جميل الرمحي، إن التعاون بين “مصدر” و”صندوق طريق الحرير” اللذين يستثمران في العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة والجنوب العالمي، يعد خطوة مهمة من شأنها أن تعطي دفعة كبيرة للجهود الرامية إلى تحقيق الانتقال في قطاع الطاقة.
وأضاف أن “مصدر” تتطلع إلى شراكة ناجحة ومثمرة مع صندوق طريق الحرير تتحقق من خلالها الأهداف والطموحات المشتركة للطرفين.
من جانبها قالت زو جون، إن دولة الإمارات تعد من المساهمين الرئيسيين في مبادرة “الحزام والطريق” وأحد أبرز الشركاء في قطاعي الاستثمار والتجارة بالنسبة للصين، مشيرة إلى أن الشراكة بين “صندوق طريق الحرير” و”مصدر” تعكس التزام الطرفين بتطوير حلول الطاقة المستدامة على مستوى العالم.
وتربط مبادرة الحزام والطريق بين آسيا وأوروبا وإفريقيا ومناطق أخرى حول العالم من خلال شبكة من مشاريع البنية الأساسية والشراكات التجارية، فيما تشكل مبادرة الحزام والطريق حلقة وصل لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدول والمناطق المشاركة.
وتعد دولة الإمارات شريكا فاعلاً منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، حيث ضخت 10 مليارات دولار في صندوق استثماري مشترك مع الصين لدعم مشاريع المبادرة في شرق إفريقيا.
وتُسهم شركة “مصدر” التي تأسست في عام 2006 في تحقيق رؤية دولة الإمارات وتعزيز دورها الرائد في مجال الاستدامة والعمل المناخي، من خلال قيامها بتطوير والاستثمار في مشاريع منتشرة في أكثر من 40 دولة، في حين تستهدف رفع القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريعها إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، وأن تصبح منتجاً رائداً للهيدروجين الأخضر بحلول العام نفسه.وام