في الآونة الأخيرة أثارت مبادرة أحادية الجانب، تقضي بفتح طريق مأرب نهم صنعاء، أعلن عنها عضو مجلس القيادي الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، أثارت ردود أفعال متباينة لدى اليمنيين بمختلف مشاربهم، لكنها في الآن نفسه وجدت تهرباً من مليشيا الحوثي الإرهابية، وهي المعنية بفتح الجانب الآخر من الطريق، وكل الطرق المغلقة في مختلف المحافظات المحاصرة من قبلها، وفي مقدمتها تعز، التي تعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ تسع سنوات.

لمشاهدة الفيديو جرافيك اضغط هنا

المبادرة كذلك أثارت تساؤلات عدة، منها هل حقاً ستنتهي مأساة إغلاق الطرق الرئيسية في مأرب وغيرها من المحافظات؟ في ظل الجدية التي تبديها الحكومة اليمنية الشرعية، إزاء هذا الملف، إلا أن أسباباً كثيرة تدعو للشك عن مدى استجابة المليشيا الحوثية، والتي أظهرت تنصلها عقب إعلان المبادرة، كما أنها ذهبت بعيداً عن طريق مأرب صنعاء، إلى طرق ثانوية في تعز، في مزاعم فتحها أمام المتنقلين إلا أن تلك الطرق كشفت كذبها حيث قد أعلنت عن فتحها أكثر من مرة دون شيء ملموس على الواقع.

أما عن الجديد في مبادرة اللواء العرادة رغم أنها ليست الأولى، هو أنها كانت مفاجئة للحوثيين، وجاءت بعد لقاءات ظلت تجريها خلال الفترة الماضية لجان مجتمعية تعمل على إنهاء مشكلات الطرقات المغلقة في مأرب وهي طرق نهم وصرواح والبيضاء، كما أن المبادرة كشفت عن اتخاذ المليشيا الحوثية مسألة الطرق ورقة للضغط والمزايدة معاً، وهو ما عبرت عنه تناولات قيادات فيها للمبادرة الأخيرة.

وفي رصد أجراه "مأرب برس" لأبرز التناولات نجد سرداً طويلاً لبعض تلك القيادات في محاولة منها للتبرير لحالة الرفض التي قابلت بها المبادرة، بينما استغل آخرون الموقف للنيل من قيادات الشرعية وفي مقدمتهم محافظ مأرب، وذهب البعض الآخر إلى المزايدة دون حياء بادعاء فتح طرقات في تعز، المحافظة الأكثر تضرراً من حصار وحرب الجماعة المدعومة من إيران.

المدعو (عبدالله محمد النعمي)، عضو المكتب السياسي للمليشيا، اعتبر إعلان الشيخ العرادة بأنه جاء في طريقة فجة، مشيراً إلى أن الموضوع للمزايدة الإعلامية مضيفاً بأنه لم يكن نابعا عن إرادة حقيقية أو حرص على إنهاء معاناة المسافرين مشككاً في اختيار طريق نهم دون غيرها، حد تعبيره.

وذكر النعمي في منشور على منصة (إكس)، رصده "مأرب برس"، بأن طريق نهم كانت وما تزال مسرحاً للمواجهات العسكرية ومليئة بالألغام والأرتاب والثكنات العسكرية.. لافتاً إلى أن فتحها يحتاج فترة طويلة ومفاوضات ونقاشات جادة وصادقة لإزالتها، وازالة كل المخاوف من تبعية فتحها، متحججاً بأنه لا يمكن التفرغ لعملية "الفتح" في ظل ما أسماه انشغال القوات المسلحة اليمنية بالمواجهات التي تخوضها مع الكيان الصهيوني وفق زعمه.

ومضى عضو المجلس السياسي للمليشيا في التشكيك بالمبادرة، وتوقيتها، مشيراً إلى أن العرادة يتهرب من الاستجابة لفتح طريق صرواح رغم أن جماعته قد أعلنت فتحها منذ فترة ليست بالقصيرة، زاعماً أن فتحها لا يمثل أية مخاطر على ما يسمى بحزب الاصلاح مطلقاً.

هذه المخاطر تحدث عنها محمد علي الحوثي، عضو السياسي الأعلى للحوثيين الذي كتب مخاطباً مشائخ مأرب بأن عليهم التأكد من فتح الخطوط بخطوتين الأولى إخراج من في السجون ممن تم القبض عليهم سابقاً في النقاط الأمنية والعسكرية والثانية توقيع ميثاق بأن لا يتم القبض على أحد عابراً من النقاط عدم القبض على أي مواطن من أبناء مأرب.

وعن فتح الطريق مأرب صنعاء، سبق أن تحدث عنها الحوثي في العام 2020، حين كتب حينها على حسابه في تطبيق "اكس" تويتر سابقاً بالقول، "اليمنيون يتجشمون عناء السفر نتيجة سيطرة قوات هادي على فرضة نهم والطريق الواصل إلى مدينة مأرب منذ العام الثاني للحرب، يكفي ما قد حاصرتم صنعاء والمواطنين إلى الآن واليوم وقد انتصر الشعب اليمني فإننا ندعوكم الى عدم الاعتراض على المواطن اليمني وفتح ما تبقى من الطريق فنحن حاضرون لفتحه".

قيادات حوثية: لماذا نهم؟

وكما هي في تناولات أخرى لقيادات حوثية ذهب النعمي إلى أن اختيار فتح طريق نهم، دون غيرها، يرجع إلى مقترح أمريكي، وقال "إن أمريكا هي من تقف وراء هذه المزايدة الإعلامية، فهي من تهدف إلى استغلال فتح هذه الطريق، فهي تهدف بعد فتحها الدفع بمرتزقتها في مأرب، للزحف نحو المناطق، التي فقدوها خلال السنوات الماضية".

كما زعم أن هذا المقترح الأمريكي هو لإجبار القوات المسلحة اليمنية لترك المعركة المصيرية مع سفن الكيان الإسرائيلي، والأساطيل الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، التي جاءت داعمة ومساندة لإخواننا في غزة، وخلق معارك جانبية لن يستفيد منها سوى الكيان الصهيوني والأمريكي والبريطاني.

القيادي الحوثي النعمي عاد في منشوره إلى التشكيك بنوايا المبادرة بقوله "من يمتلك نوايا حقيقية لرفع معاناة المسافرين لا يلجأ الى أخذ قطعتين بلاستيك من اللون الأحمر، ويخرج إلى الشارع ليلتقط صورة ويعلن انه فتح الطريق".. معتبراً الطريق التي هي في الأصل "مدنية" على أنها عسكرية بأن فتح لا يتم بسهولة إنما يحتاج الى إعلان مواقف جادة، والدعوة لتشكيل لجان من كل الأطراف لدراسة الأساليب والوسائل التي بموجبها يتحقق الهدف الأسمى وهو فتح الطرق للمسافرين، ووضع حلول لإزالة كل المخاوف المترتبة على فتح الطرقات عند كل الأطراف، وليس الخروج للمزايدة الإعلامية وكسب مواقف كاذبة وغير حقيقية.

وعاود إلى اتهام الشيخ العرادة وحزبه هذه المرة في إشارة إلى حزب الإصلاح، بأنهما مرتهنان لدى الخارج، بحجة أن الظرف الحالي غير مناسب لمناقشة مثل هذه الملفات التي هي ضمن ملفات الحرب المطروحة على طاولة المفاوضات مع الجانب السعودي، فالشعب اليمني مشغول بمعاركه الإنسانية والأخلاقية والدينية التي يخوضها دفاعا عن الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة العدوان الامريكي البريطاني الاخير على بلدنا. على حد تعبيره.

وقال إن "صنعاء تبحث عن فتح طريق يستفيد منها كل أبناء اليمن بمن فيهم ابناء محافظة مأرب الذين لا ينتمون لحزب الاصلاح، ولأيضا ابناء المحافظات الأخرى الواقعة تحت ادارة حكومة صنعاء، وإلا فما الفائدة من طريق يستفيد منها حزب الاصلاح فقط".

اشتراطات

الأمر الآخر الذي ذهب إليه عضو المجلس السياسي للمليشيا، هو الاشتراط بالإفراج عن من أسماهم بالمختطفين، زاعماً أن المئات من المسافرين تم اختطافهم والزج بهم في السجون.. ولفت إلى أن فتح الطرقات يحتاج الى ضمانات فاعلة ومؤثرة وقوية تستطيع ان تفرض ارادتها على جميع الاطراف، وتتخذ مواقف حازمة وحاسمة ضد أي طرف يستغل أي طريق لتنفيذ أية أجندة عسكرية تخدم اطرافا خارجية.

"حسين العزي"، نائب وزير خارجية المليشيا في حكومتها الانقلابية غير المعترف بها، رد هو الآخر على المبادرة بالنيل من اللواء سلطان العرادة، مشيراً بأن الإعلان جعجعة بلا طحين، مشيراً إلى موضوع الكهرباء، الذي أبدى العرادة في وقت سابق الاستعداد لتشغيلها لتزويد كل المحافظات، وهو ما ترفضه المليشيا.

وكما النعمي يرى العزي في منشور له على منصة "اكس" بأن الأمر مزايدة، مشيراً إلى أن فتح الطرق يتطلب خطوات عملية وابتعاد تام عن المزايدات، داعياً إلى تسمية مندوبين من الطرفين، وأن يتحركوا بعدها برفقة وسائل الإعلام لفتح طريق مأرب صرواح، ومأرب الفرضة، ومأرب البيضاء.

مزاعم واتهامات

في السياق وجد "علي القحوم" وهو الآخر عضو المجلس السياسي للحوثيين، في المبادرة إلى محاولة تمرير مزاعم أن هناك حواراً يجري لبن جماعته وحزب الإصلاح، وهي طريقة تبدو بأنها مدروسة للتنصل من فتح الطرق.

وذهب القحوم في منشوره إلى أن ما يجري يأتي ضمن مبادرة لزعيم جماعته تقضي بفتح الطرقات وإطلاق الأسرى والمعتقلين والإدارة المشتركة للسلطة المحلية والثروات النفطية والغازية والكهرباء والوقوف حد زعمه "ضد التحديات والمخاطر والمشروع الاستعماري الخارجي والحفاظ على الوحدة اليمنية والثوابت والمكتسبات الوطنية والقواسم المشتركة والتطلع للمستقبل وتجاوز الماضي وحل كل المشاكل بالحوار السياسي وإسقاط كل الرهانات والمؤامرات الخارجية الهادفة في زرع الفتن وإشعالها بين اليمنيين".

كما سابقيه يرى القيادي الحوثي محمد البخيتي بأن فتح الطرقات ليست قضية للمزايدة الإعلاميةـ وإنما هي قضية إنسانية تحتاج لترتيبات عسكرية وأمنية بسيطة، لا يمكن الاستغناء عنها وذلك عبر لجان مشتركة بين طرفي النزاع وإشراك المجتمع كشاهد وضامن، بحسب تعليقه.

وفي تعليقه كذلك ذهب البخيتي إلى مهاجمة حزب الإصلاح بأن المشكلة التي تواجهها جماعته معه هي عدم جديته وميله نحو المزايدة والاستعراض.. مضيفاً "كنا ننتظر رد العرادة على المبادرة التي تقدمنا بها بشكل رسمي قبل أكثر من شهرين وتم استلامها من قبل حزب الاصلاح بشكل رسمي أيضا، وتتضمن ملف مساندة الشعب الفلسطيني وملف الحل السياسي الداخلي وملف مارب وملف الأسرى والمعتقلين وملف الطرقات، إلا إننا فوجئنا بالعرادة يرد على جزئية ملف الطرقات إعلاميا وبطريقة استعراضية لا تليق بطرف يفترض ان يكون متمرس على العمل السياسي".

أما عبدالملك العجري، وهو عضو وفد الحوثيين المفاوض، فقد قال "ندعم ونشجع أي مبادرة أو مساعي جادة تسهم في فتح الطرقات وتسهيل حرية التنقل بين المحافظات وبهذا الصدد الفت الانتباه لنقطة هامة".

وأضاف "في كل محطات التشاور السابقة منذ أيام المبعوث السابق كانت الطرقات أحد المواضيع الرئيسية وقدمت الكثير من المسودات تضمنت آليات وتفاصيل متعددة لكن كان هناك بندان رئيسيان وأساسيان الأول: ينص على فتح الطرقات والثاني ينص على ضمان أمن المسافرين وضمان عدم التعرض لهم أو احتجازهم، وبدون هذا الأخير لا معنى لفتح الطرقات وأي مبادرة لا تضمن الأمرين معا ليست أكثر من مناورة غير جادة".

أنعم.. يبرر أيضاً

إلى ذلك اعتبر محمد طاهر أنعم، مستشار المجلس السياسي الأعلى للمليشيا، بأن الحديث عن فتح الطرقات في هذا الوقت هو كلام حق يراد به باطل، مضيفاً "لا أنصح بالانخراط في هذا الطريق". وأشار في منشور له إلى أن الدول المعادية لبلادنا منزعجة جدا من القبول الشعبي العربي والإسلامي وحتى من غير المسلمين للمواقف المبدئية لليمن وحكومة وقوات صنعاء مع القضية الفلسطينية، ولذلك تحرك هذه الملفات لتشويه السمعة.

أنعم والذي ينتمي إلى محافظة تعز كذب في منشوره حصار جماعته لها، زاعماً "أنها أكذوبة استخباراتية سعودية يؤججها المرتزقة لأغراض تحشيدية، وكل البضائع والمواد الغذائية والتجارية وغيرها تدخل لتعز بشكل طبيعي من طرق عدن والمخا وحتى من طريق الحوبان المغلق لأسباب عسكرية ومواجهات سابقة، ومقارنة إغلاق أحد الطرقات بحصار غزة هو فجور معهود لمرتزقة السعودية والإمارات".

ومضى بالقول "وانتقلوا الآن للتحريض في موضوع طريق صنعاء مارب، وهي دعوة غير منطقية مع عصابات قتل واختطاف وتعذيب موالية للعدوان تستوطن آخر مديريتين محتلتين في مارب بعد تحرير البقية، والواجب هو الدعوة لتطهير المديريتين منهم وليس ترك الأبرياء لقمة سائغة لهم كما حصل للمئات والآلاف من المخطوفين والمفقودين خلال الفترة الماضية".

الهروب إلى تعز

وعن تعز، تداول ناشطون من خارج الجماعة، مبادرات حوثية سابقة زعمت فيها المليشيا استعدادها فتح الطرقات وفك الحصار، وكان آخر تلك المزاعم، خطاب ألقاه المدعو مهدي المشاط قبل أشهر بالتزامن مع بدء طوفان الأقصى في فلسطين، زعم فيه استعداد جماعته إنهاء الجبهات في تعز وحكم المحافظة بسلطة مشتركة، وظهر الخطاب استباقاً لأي ردود أفعال عن تصعيدهم العسكري في البحر الأحمر بحجة فتح الحصار عن قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع الجرائم من قبل الكيان الصهوني الذي تشابهت أفعاله مع ما ترتكبه المليشيا من حصار وتجويع لأبناء تعز وغيرهم.

ومع المبادرة الأخيرة لم تترك المليشيا الحوثية إلى الذهاب إلى قضية تعز، التي طالما اتخذتها للمزايدة الإعلامية والسياسية، فقد سبق وأن أعلنت عن مبادرات فتح طرقات إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع وعادت اليوم إلى التشدق بفتحها مجدداً بل أوفدت القيادي فيها نصر الدين عامر، الذي يرأس وكالة سبأ للأنباء بنسختها الانقلابية مبشراً بهذه الفتوحات، ومنها فتح طريق طريق الخمسين - الستين مدينة النور، وطريق صالة، والذي سبق للمليشيا إعلان فتحها في يوليو 2022، وفي أبريل 2023.

وعن أبرز ما أتت به المبادرة بفتح طريق مأرب صنعاء، أنها تثبت جدية الحكومة اليمنية، بينما تذكر بتنصل الحوثيين المستمر بالاتفاقات وهو ما أثبته تقرير لجنة الخبراء المعنية باليمن والذي جاء فيه أن معظم التنازلات التي قدمت من اجل عقد الهدنة، كانت من جانب الحكومة والتحالف، بينما لم تنسحب المليشيا إلى المواقع المتفق عليها في اتفاق استكهولم، كما لم توافق على إعادة فتح الطرق بين تعز المحاصرة والمحافظات الأخرى ولا على دفع رواتب موظفي الخدمة العامة من الإيرادات المتأتية من وارادت ميناء الحديدة.

الحوثيون.. لا جدية لهم

في سياق آخر وجدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من سياسيين وناشطين من مختلف الأطراف، بعضهم يعيشون في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، منهم أحمد سيف حاشد، الذي له تعليقات رأى فيها جدية اللواء العرادة بينما مليشيا الحوثي أو ما أسماها سلطة صنعاء بأنها غير جادة، بل إنها تخاتل وتناور، وقال "لقد سئمنا المناورة التي باتت تعرّي وتكشف عدم الجدية، وفقدان ما بقي من مصداقية، إن بقي لها بقايا أو وجود".

وللتدليل على عدم جدية المليشيا أفاد بأنه سمع خطاباً سابقاً من سلطة صنعاء بأنها سوف تفتح جميع الطرق من طرف واحد، واتضح أنها كانت تكذب، ولذلك لم أعد أصدقها فيما يخص استعدادها لفتح الطرقات.. الكذب يسقط المصداقية وينال منها. وحبل الكذب قصير. وذهب معرف يطلق عليه اسم (ناصر علي البخيتي) إلى تبني فتح خطي نهم وصرواح، مشيراً إلى أن الذي سيكون أكثر حركة سيتم إدراك أن الطرف الذي اختار فتحه هو الحريص على رفع معاناة الناس والأكثر حرصاً على مصلحتهم والتسهيل لهم، بينما الطرف الآخر سيُنظر اليه كطرف مراوغ متنصل، يرى مصلحته في معاناه المواطن وسيُعرف ذلك من خلال معرفه أي الطريقين اسهل واكثر راحة.

أما (علي الصنعاني) فيرى أن فتح الطرقات موضوع مهم للغاية، ويجب تفهم أي مخاوف من قبل الأطراف، وقال "لا شك أن جميع اليمنيين مع فتح الطرقات، وإزالة كل العوائق" مضيفاً "وأنا شخصياً اتمنى أن تفتح جميع الطرقات بعيدا عن أي أهداف عسكرية أو سياسية من أي طرف كان".

من جهته قال الناشط مجدي عُقبة "حتى الآن مبادرة العرادة ـوضح وأصدق من مبادرة محمد علي والشيخ طعيمان".. مضيفاً "المراوغة والهروب من الحقائق تضعكم في دائرة الاشتباه، العرادة أعلن فتح (طريق مأرب -نهم -صنعاء) من جانبهم رد عليه بفتح نفس الطريق من جانبكم مش تهرب إلى صرواح".

تخبط الجماعة من زاوية أخرى يرى الكاتب مصطفى ناجي تفاعل المليشيا مع المبادرة بأنها ما زالت تتخبط في الرد على مبادرات فتح الطرقات خصوصاً مبادرة فتح طريق مأرب - صنعاء.. مشيراً إلى أن الجماعة في البداية شككت في الأمر، ولاحقاً بعد أن عيت حليتها وتبريراتها على التصديق لدى الناس قررت الانخراط في الأمر بطريقتها الدعائية.

وقال "في الحقيقة وجدت الجماعة الحوثية نفسها منكشفة أمام استحقاقات محلية إنسانية واقتصادية وسياسية كفتح طريق استراتيجي وخدمي وأن العائد السلبي على الجماعة من إغلاقه أكثر بكثير من العائد العسكري لدرجة أنه مبادرة فتح الطريق كشطت الرصيد الدعائي الذي راكمته الجماعة طيلة الحرب في غزة".. مشيراً أن المليشيا ما زالت عند تخبطها ومثال ذلك أولا ذهاب "الشاب الخلوق" نصر عامر للإعلان -على طريقة مشاهد جوائز رمضان - عن فتح طريق فرعي في تعز بينما سبق لسلطات المحافظة من طرف الشرعية إعلان فتح طرق رئيسة من طرف واحد قبل فترة، بل إنها اليوم أعلنت فتح الطريق الرئيس طريق جبل منيف من طرفها".

ولفت أن "التخبط الأكبر هو أن الجماعة لم تتخذ ولن تتخذ قرار فتح الطرقات كسياسة مقصودة يتولاها اعلى هرم سلطة الحوثية انما تقوم بإرسال شاب ليس له موقع في هرم السلطة الحوثية وشيئا لا يذكر في قدرة التأثير داخل الجماعة لتنفيذ إعلان مضاد صدر عن على سلطة تمثلية في مارب وشخص بمقدار سلطان العرادة في بعده التمثيلي داخل مجلس القيادة".

  

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

صنعاء تفرج عن «153» من أسرى الطرف الآخر من جانب واحد

المرتضى: المبادرة رسالة إيجابية من قبل صنعاء وعلى الطرف الآخر أن يقرأها في سياقها الصحيح

 

الثورة / أحمد المالكي

أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى أمس في صنعاء، عن تنفيذ مبادرة واسعة للعفو والإفراج عن «153» أسيرا من أسرى الطرف الآخر ، ممن تم أسرهم في جبهات القتال المتعددة ، وذلك بتوجيهات كريمة من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله .

وأكد المرتضى – في المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة بهذه المناسبة – أن هذه المبادرة أحادية من طرفٍ واحد بدوافع إنسانية ، إذ أن أغلب من سيفرج عنهم من ذوي الحالات الإنسانية من المرضى ، والجرحى وكبار السن ووحيدي الأسر وغيرهم من الحالات الأخرى.

مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعتبر الثانية من نوعها خلال أقل من عام إذ سبق تنفيذ مبادرة أحادية واسعة خلال شهر مايو من العام الماضي 2024م ، حيث تم الإفراج عن «112»أسيراً ، كما قامت اللجنة بين المبادرتين بتنفيذ عدد من المبادرات الفردية بالإفراج عن «270» أسيراً في فترات متعددة ، وأن هذه المبادرة جاءت بالتنسيق مع الأمم المتحدة عبر مكتب مبعوثها الخاص ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي عبر بعثة اللجنة في صنعاء ، والذين قاموا مشكورين خلال هذه الأيام بالإجراءات اللازمة لتسهيل تنفيذ هذه المبادرة .

و بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة ورئيس اللجنة العسكرية اللواء الركن يحيى الرزامي ومستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى محمد طاهر أنعم ومحافظ إب عبدالواحد صلاح والقائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى، ونائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي، قال المرتضى : « نود هنا أن نؤكد على بعض النقاط ونرسل بعض الرسائل، أولاً : هذه المبادرة أتت في وقت حساس يشهد فيه ملف الأسرى جموداً وتعثراً سئ فيما يتعلق بتنفيذ صفقات التبادل ، بسبب العراقيل التي يقوم بها الطرف الآخر ، كما أنها تأتي في الوقت الذي يشهد تحركات مكثفة وجيدة من قبل المبعوث الأممي وفريقه للدفع بهذا الملف الإنساني إلى الأمام ، والسعي لتنفيذ ما قد تم التوافق عليه من اتفاقيات ، حيث من المؤمل أن تشكل هذه المبادرة دفعة إيجابية لهذه الجهود.

ثانيا: نؤكداً أن هذه المبادرة هي رسالة إيجابية من قبل صنعاء ، وعلى الطرف الآخر أن يقرأها في سياقها الصحيح ، وأن ينظر إليها مبادرة حسن نية لبناء الثقة والتأسيس لمرحلة جديدة من التعامل الإيجابي والجاد مع هذا الملف الإنساني المهم .

ثالثاً : اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى تتعامل مع هذا الملف من منطلق إنساني بحت ، سواء في التعامل مع الأسرى داخل السجون من منطلق ديني وأخلاقي ، أو في التعاطي مع المفاوضات التي تتم عبر الأمم المتحدة ، وعبر الوسطاء المحليين .

معتبراً أن كل الممارسات اللا إنسانية بحق الأسرى من تعذيب وانتهاكات أو إهانات مهما كان مستواها ، فإنها تعد جرائم حرب بحق الإنسانية ، ومخالفة صريحة لكل الشرائع والأديان والأعراف والمواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية.

وأضاف المرتضى: «نؤكد أن جميع الأسرى الموجودين لدينا يعيشون في ظروف طبيعية وإنسانية ، وأن لا أحد منهم يتعرض للتعذيب أو أي ممارسات لا إنسانية ، حيث يتم تقديم كل احتياجاتهم الضرورية بدءاً من التسكين والتغذية والرعاية الصحية، حسب الإمكانيات المتاحة ، كما نسمح لهم بالتواصل مع أهاليهم بشكل مستمرٍ ، ويتم السماح لهم كذلك بالزيارات المنتظمة من أهاليهم، ومن قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، بعكس الطرف الآخر الذي وللأسف الشديد ارتكب خلال السنوات الماضية أبشع الجرائم بحق أسرانا من التصفيات الميدانية بالمئات ، وكذا جرائم التعذيب داخل السجون والتي شملت آلاف الأسرى ، بالإضافة إلى الإنتهاكات والممارسات اللا إنسانية التي تمارس حالياً وخصوصاً في سجون حزب الإصلاح في مارب.

حيث رأى الجميع الحالة المأساوية التي خرج بها الأسير « مراد رزق البحري» الذي تم بعون الله تحريره قبل أيام ، إذ تعتبر هذه الحالة نموذجاً واحداً لما عليه المئات من الأسرى داخل سجون مارب.

ودعا المرتضى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع المنظمات الدولية العاملة في اليمن ، وكذا الوسطاء المحليين وكل الشخصيات الإجتماعية إلى تشكيل فريق لزيارة السجون لدى جميع الأطراف والإطلاع على أوضاع الأسرى ، وكشف الحقائق للرأي العام عبر وسائل الإعلام ليوضح للجميع الطرف المجرم الذي يرتكب الجرائم والإنتهاكات بحق الأسرى.

وقال المرتضى: « نؤكد استعدادنا وجهوزيتنا الكاملة لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوافق والتوقيع عليها من الجميع برعاية الأمم المتحدة بدون قيد أو شرط، كما نؤكد استعدادنا للدخول في صفقة تبادل شاملة وكاملة تشمل جميع الأسرى على مبدأ الكل مقابل الكل، كما نصت عليه اتفاقية ستوكهولم نهاية العام 2018م» .

وخاطب رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى المفرج عنهم مذكراً إياهم بقوله تعالى: « يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً ، يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم» متمنيا لهم أن يعودوا إلى أهاليهم سالمين ، وأن تكون الفترة التي قضوها في الأسر قد وضحت لهم حجم الخطأ الذي ارتكبوه بقتالهم في صف الغازي الأجنبي الذي يسعى لإحتلال بلدهم وقتل أهلهم ، وأن تكون فترة الأسر قد كشفت لهم الكثير من الحقائق عن هذا العدو الذي قاتلوا معه ، والذي يتنكر لهم ويدعي في إعلامه أنكم لستم أسرى ، وإنما مواطنون تم اعتقالكم من منازلهم وهذا ما ستسمعوه اليوم بشكل أكبر ، آملاً أن يتم اعتبار هذه المبادرة بالإفراج عنكم نعمة من الله عليكم ، ومكرمة من السيد القائد يحفظه الله ، يحب أن تقابلوها بالإحسان من خلال عدم التورط مرةً أخرى في القتال ضد بلدكم وأهلكم في صف عدو وطنكم.

ووجه المرتضى رسالة لدول العدوان ومرتزقتهم بأن هذه المبادرة وما سبقها من مبادرات هي دليل قوةٍ وليست دليل ضعف ، بل هي دليل على جدية ومصداقية صنعاء في السعي لحل هذا الملف الإنساني ، حيث ينتظر أن يثبت الطرف الآخر ولو لمرّة واحدة جديته ومصداقيته في حلحلة هذا الملف ، من خلال اتخاذ خطوة مماثلة ، أو في أقل الأحوال الكف عن وضع العراقيل أمام تنفيذ الاتفاقيات التي التزموا بها ، والكف عن إعاقة الجهود التي تبذل من قبل الأمم المتحدة ومن قبل الوسطاء المحليين ، والهادفة إلى إيجاد حلول منصفة لهذا الملف الإنساني الحساس.

داعياً مرتزقة العدوان إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المعتقلين الذين قاموا باختطافهم من الطرقات ومن أماكن عملهم والزج بهم في السجون لسنوات والكف عن المقايضة بهم في مقابل أسرى الحرب.

واختتم المرتضى حديثه في المؤتمر الصحفي، برسالة وجهها لأهالي الأسرى الكرام مثمناً تضحياتهم وصبرهم واحتسابهم، وما يتحملون من ألم فراق أبنائهم وإخوانهم وأولادهم وأن الله وحده هو القادر أن يوفيهم حقهم.

مؤكد أن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى ستبذل كل جهد وتتحرك بكل ما تستطيع، وبكل الطرق لتحرير من تبقى من أسرانا.

مطمئناً أسر الأسرى بأن هذا الملف يحضر باهتمام خاص وكبير من القيادة الثورية والسياسية، بشكل دائم ومستمر، وأن قائد الثورة حفظه الله يتابع بنفسه هذا الملف الإنساني، وأن هناك لدى الجانب الوطني في صنعاء من أسرى العدو ومن ضباطه وقياداته وعناصره الهامة ما يضمن بعون الله سبحانه تحريره جميع من تبقى من أسرانا.

من جانبه اعتبر المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسكندر سعيد، الإفراج عن الأسرى من طرف أحادي خطوة إيجابية تأتي وفقًا لاتفاق ستوكهولم.

وقال «تلقينا بلاغ اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بصنعاء بطلب تسجيل الإفراج عن 153 أسيرًا، ممن كانوا على تواصل مع عوائلهم، وهم متلهفون ومتشّوقون للقاء بأهاليهم».

وأضاف سعيد «سبق للجنة الدولية للصليب الأحمر أن عملت مقابلة مع الأسرى للتأكد من هوياتهم، وأنهم كانوا على تواصل مع أهاليهم وذويهم»، مؤكدًا استعداد اللجنة للعب دور الوسيط بهدف الإفراج عن كافة الأسرى من جميع الأطراف.

بدوره أوضح مراد ابو حسن نائب رئيس اللجنة الوطنية لشئون الأسرى – في تصريح خاص لـ «الثورة» أن المبادرة اليوم كانت إيجابية جداً وإنسانية بشكل كبير ونرجو من الطرف الآخر من مرتزقة العدوان أن يكونوا على قدر المسؤولية وألا يتنصلوا عن هؤلاء الأسرى الذين ضحوا من أجلهم في الجبهات وان ينكروا فضلهم وان ينسبوهم انهم من المعتقلين والمختطفين من الأسواق والبسطات، كما يقولون، وأن يكونوا بمستوى المبادرات وأن يعملوا على إطلاق مبادرة مثلها ولو بحق المعتقلين الذين اختطفوهم من الطرقات في مارب أو عدن أو تعز.

بدوره أوضح محمد محمد حمود المطري -عضو اللجنة الوطنية للوسطاء المحليين في تصريح لـ «الثورة» أنه يوجد في السجون من الأمراض يعانون كما رأيتم من مرض السرطان والامراض المزمنة فندعو للإفراج عنهم بشكل فوري دون أي مقابل لأننا في الأول والأخير نحن مسلمون لا ننتظر الصليب الأحمر، والأمم المتحدة ولا ننتظر أن يأتي اليهود والنصارى ليحلوا مشاكلنا، ولا بد أن نحل مشاكلنا بأنفسنا وأتمنى التجاوب مع هذه المبادرة وان يطلق مجموعة من الحالات الإنسانية مقابل هذه الحالات وهذه رسالة شخصية مني ومن زملائي الوسطاء المحليين في هذا الملف وأتمنى ان لا ندخل في المكايدات والمزايدات والمناكفات.

وقال «إلى هنا ويكفي ولا بد أن نبدأ في العمل للإفراج عن هؤلاء الذين هم خلف القضبان والذين يتمنون حلاً لهذا الملف ولا يريدون مناكفات ومماطلات، ويقول الله تعالى «إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم»، ومن هذا المنطلق نتمنى أن تتم صفقة الكل مقابل الكل وترى النور قريباً ونتمنى من الجميع التعاون في إنجاح هذه الصفقة وبفضل الله وبفضل المتعاونين من المخلصين من أبناء هذه البلد أن ترى النور قريباً.

مقالات مشابهة

  • المبادرة الغائبة التي ينتظرها الفلسطينيون
  • مدبولي: الدولة أنهت معاناة 300 ألف أسرة من المناطق غير الآمنة
  • اشتكوا من تخلي التحالف عنهم حتى بالمتابعة.. أسرى مفرج عنهم وذووهم لـ”الثورة”:مبادرة إطلاق الأسرى.. رسالة إنسانية إيجابية إلى الطرف الآخر
  • صنعاء تفرج عن «153» من أسرى الطرف الآخر من جانب واحد
  • تصعيد حوثي في الجبهات وقتلى وجرحى بصفوف الجيش في مأرب وتعز
  • أنصار اللهفي اليمن تطلق سراح 153 أسيرا لدواع انسانية
  • غوتيريش يطالب الحوثيين بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في صنعاء
  • الحوثيون يعلنون الإفراج عن 153 محتجزا في صنعاء من طرف واحد
  • الحوثيون يطلقون مبادرة إنسانية والأمم المتحدة تتهمهم باحتجاز موظفين
  • تكتل الأحزاب اليمنية يحث الرئاسي على التقاط فرصة تصنيف الحوثيين لإنهاء الانقلاب وإستعادة الدولة