الدكتور بنطلحة يعدد دلالات رسائل سيجورني وأسس مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
القى محمد بنطلحة الدكالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض في مراكش، الضوء ضمن قراءة تحليلية، على فحوى رسائل سيجورني من الرباط، بشأن مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية، بناء على طموح الحاضر وروابط الماضي.
أول رسالة توقف عندها الدكالي، كون زيارة الوزير المعين حديثا على رأس الخارجية الفرنسية، هي زيارة لتجاوز مرحلة سوء الفهم وفتح باب التواصل مع المملكة، مضيفا أن الأمر يتعلق بفصل جديد في العلاقات الثنائية من أجل المصالح العليا للبلدين.
ولأن قضية الصحراء المغربية هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، كما أكد الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، لفت المتحدث ذاته إلى الرسالة الثانية، وهي تأكيد فرنسا على دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007.
وقال في هذا السياق “هذا الموقف دأبت الدبلوماسية الفرنسية على تأييده على المستويين الأممي والأوروبي، وسيجورني أكد في الندوة المشتركة مع نظيره المغربي أن فرنسا تريد حل النزاع في إطار مقترح يرضي كلا الطرفين مع دعم جهود المبعوث الأممي من أجل إعادة المفاوضات”.
وتابع “المسؤول الفرنسي صرح بأنه اختار المغرب كأول زيارة له إلى المنطقة ما يبين أنه سيقوم مستقبلا بجولة تشمل بلدان هذه الأخيرة، وزيادة على ذلك، أثنى على الجهود الجبارة التي قامت وتقوم بها المملكة من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية المغربية”.
الرسالة الثالثة عنونها بنطلحة بـ”البراغماتية”، حيث أوضح أن الوزير الفرنسي تكلم عن البراغماتية التي تقوم على النفعية والمصالح ولا تعير اهتماما للقيم أو المبادئ، مردفا أن البراغماتية السياسية، تتعامل مع الوضع السياسي بشكل واقعي كما هو وليس كما ينبغي أن يكون للوصول إلى النتيجة المرجوة.
وفي إطار البراغماتية، تطرق إلى إعلان المسؤول الفرنسي عن زيارات مرتقبة لوزراء بلاده إلى المغرب، وخص بالذكر وزير الاقتصاد، معتبرا أن هذا دليل على كون الهاجس الاقتصادي، يبقى عنصرا أساسيا في عقيدة الدبلوماسية الفرنسية، “سيما أنه تحدث عن خارطة طريق تمتد لثلاثين سنة المقبلة” يضيف مؤكدا.
ومن زاوية الأكاديمي، استحضر الدكالي رسالة بمفهوم “التبصر”، لافتا إلى قول سيجورني، إن المغرب تطور كثيرا في ظل حكم الملك محمد السادس، في اعتراف ضمني بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وتأكيده على أنه “يجب أن نرى التحديات المقبلة بالكثير من التبصر حتى نجاري العالم الذي يتحول بسرعة”.
“مصطلح التبصر يستشف منه أن فرنسا أدركت أن المغرب أصبح قوة إقليمية صاعدة، والمبادرات التي أطلقها سواء في غرب إفريقيا أو بدول الساحل أو دول الأطلسي أو في علاقته المتعددة الأقطاب مع القوى العظمى، تفرض ضرورة التحلي بالواقعية السياسية وهو ما أشير إليه بالتبصر، مصطلح التبصر لم يأت صدفة أو عبثا وإنما ينم عن إدراك لمكانة المغرب الدولية والإقليمية اقتصاديا وسياسيا. التبصر يحيل إلى العقل والواقعية السياسية وعدم الانسياق وراء بعض الجيران في أحلامهم الميتافيزيقية” يوضح الأستاذ الجامعي.
وفي نفس الاتجاه، ذكر بنطلحة أهمية الرسالة التي وجهها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، من الرباط، إذ أكد أن المملكة المغربية أصبحت قطبا أساسيا في المنطقة وفاعلا مهما في المنتظم الدولي، وبفضل الإصلاحات التي قام بها الملك محمد السادس، فهي تقدم فرصا كبيرة لشركائها وصارت شريكا مطلوبا من قبل العديد من القوى الدولية.
وختم قراءته التحليلية، بالإشارة إلى أنه بعد وضع نقط ثابتة على مبدأي “الثقة” و”الاحترام المتبادل” كما على حروفهما، تسير العلاقة المغربية الفرنسية صوب نضج الأفكار، مسجلا أن زيارة تقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بلادنا، ستقترن بفصل النضج في المرحلة الجديدة من علاقة الرباط وباريس.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق
قال تشو شياو تشوانغ الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر، إن هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر و"عام الشراكة الصينية المصرية". لافتا إلى أنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي، مرت العلاقات بين البلدين قدما نحو "العقد الذهبي" للعصر الجديد.
قنصل الصين: العلاقات بين القاهرة وبكين تاريخية وشاملةوزير الطيران يبحث مع وفد صيني إمكانية التعاون في تطوير البنية التحتية للمطاراتجاء ذلك خلال ندوة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر .. فرص جديد مع بريكس، و الذكري السنوية الستون لإصدار الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم.
وأوضح المسؤول الصيني أن مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق، والصين ومصر شريكان طبيعيان في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق. وتحت الرعاية الشخصية لرئيسي الدولتين، تم دمج مبادرة "الحزام والطريق" بشكل عميق مع "رؤية 2030" في مصر، وقد شاركت الشركات الصينية بنشاط في بناء الجمهورية المصرية الجديدة وأكملت العديد من مشاريع التعاون الكبرى .
وأوضح المسؤل الصيني أنه خلال زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو من هذا العام، أصدر الرئيس شي جين بينغ بيانا مشتركا معه، اتفقا فيه على رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو هدف بناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد. لافتا إلى أنه خلال الحوار الاستراتيجي الذي اختتم مؤخرا بين وزيري خارجية الصين ومصر، أكد الجانبان مرة أخرى على ضرورة تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسي البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية نحو الهدف الأسمى المتمثل في بناء مجتمع صيني-مصري بمستقبل مشترك للعصر الجديد.
وأشار الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر إن "الصين اليوم"، كرسول مهم لنشر الثقافة الصينية في الشرق الأوسط، ونافذة مهمة لمساعدة العالم العربي على فهم الصين.
وأكد المسؤل الصيني إن الانعقاد الناجح للجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني قد وضع ترتيبات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاحات بشكل شامل وتعزيز التحديث على النمط الصيني، وهو ما بعث برسالة إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك مصر، مفادها أن " الصين لن تتزعزع ارفعوا عاليا راية الإصلاح والانفتاح وسنواصل التقدم إلى مستوى أعلى، وهي الإشارة الأكثر وضوحا وموثوقية للانفتاح الأفقي على العالم الخارجي".
ولفت إلي أن الصين ومصر دولتان تتمتعان بحضارات قديمة، وقد أصبحت الصداقة التقليدية أقوى بمرور الوقت. كما لقيت الثقافة المصرية القديمة ترحيبًا ومحبة من قبل غالبية الناس في الصين. وأصبحت عمليات تبادل الأفراد بين البلدين متكررة بشكل متزايد، حيث يصل عدد الرحلات الجوية المباشرة حاليا إلى 32 رحلة أسبوعيا، ومن المتوقع أن يصل عدد السائحين الصينيين الذين يزورون مصر هذا العام إلى 300 ألف. ومن المتوقع أن تعمل "الصين اليوم" على تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين ومصر بقوة، ونشر الدلالة الروحية للثقافة التقليدية الممتازة للصين ودلالة العصر الجديد، ومساعدة المزيد من المصريين على فهم الصين ومحبتها.
من جانبه قال دو تشان يوان رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، إن مرور ستين عاما على تأسيس الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم وعشرين عاما على تأسيس فرع الشرق الأوسط يمثل تاريخا مشرقا وبداية جديدة.
وأشار يوان إلي ضرورة تعزيز ابتكار أساليب جديدة باستخدام الوسائط الرقمية والوسائط المتعددة لتعزيز التعاون مع مصر والدول العربية، واستكشاف المزيد من قصص النجاح في العلاقات الصينية- المصرية والصينية- العربية.
وأكد رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي علي تعزيز التبادلات والتعاون في كافة المجالات بين الصين ومصر وبين الصين والدول العربية.
فيما قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق إن مجلة الصين اليوم تعتبر منصة مهمة للتعارف والتقارب بين شعوب حضارتين من اهم الحضارات الإنسانية "الحضارة الصينية والحضارة العربية"، لافتا إلي أن هذا التقارب والتعارف يمثل المدخل الرئيسي والمتين لعلاقات قوية ومستدامة.
فيما قالت الدكتورة خديجة عرفة، الباحثة فى العلاقات الدولية إنه تقدم مجلة الصين اليوم فهما ثقافيا أكبر للحضارة والثقافة الصينية كما أنه تقوم بدور مهم في تذليل الحواجز الجغرافية والتغلب على التحديات المرتبطة باللغة، بشكل أسهم في مد جسور التواصل عبر الحدود الجغرافية.
وقال حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم، إن الطبعة العربية للمجلة تقوم بنشر مقالات لقادة الصين والدول العربية، حيث أنه في عدد يناير 2016 تم نشر كلمة للرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، فضلا عن كلمات ومقالات للعديد والعديد من الوزراء وكبار المسؤولين الصينيين والعرب.