RT Arabic:
2024-10-02@04:10:36 GMT

الحرب البادرة تتحول إلى جليدية

تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT

الحرب البادرة تتحول إلى جليدية

تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري سوكولوف، في "أرغومينتي إي فاكتي"، حول استراتيجية الناتو، كما يراها السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف.

وجاء في المقال: تحدث السناتور أليكسي بوشكوف بالتفصيل عن أهداف الناتو في مواجهة روسيا. ووفقا له، حتى وصول دونالد ترامب الجديد إلى البيت الأبيض لا يمكن أن يغيرها.

"الآن هناك بالفعل" حرب جليدية "تدور ضدنا، مع عدد هائل من العقوبات ومحاولات عزلنا وانفصال روسيا عن بعض المنظمات الدولية (مجلس أوروبا) ومحاولات تجميد مشاركتنا في المنظمات الدولية الأخرى.

هذا مستوى مختلف تمامًا. أكد الناتو أن هذه هي سياسته الاستراتيجية. لن تكون هناك عودة لتوريد الغاز الروسي إلى أوروبا. لقد تكيفوا مع مصادر إمداد أخرى. بالطبع، سيعانون مشاكل من ذلك، ومن التضخم، وصعوبات في اقتصاداتهم، لكنهم على يقين من أن هذا هو المسار الذي ينبغي أن ينتهجوه. علينا أن نرى ذلك، علينا أن نواجه الحقيقة".

وعن حقيقة موقف تركيا

بالطبع، عسكريا تركيا جزء من العالم الغربي. ومع ذلك، في الثقافة والحضارة، هي جزء من العالم الإسلامي. لن يكون هناك زواج مثليين. هذه دولة تقع عند ملتقى العالمين الغربي وغير الغربي، ومن هنا تأتي سياستها المزدوجة. أردوغان لا يريد أن يخسر العالم الإسلامي، وهو أحد القادة الذين نصب نفسه لزعامته. لكنه في الوقت نفسه، لا يريد مغادرة الناتو، لأن له تأثيرًا كبيرًا هناك.

صفقة الحبوب مشروع أردوغان. تركيا، بالطبع، تكسب منها، لكنها بالنسبة للرئيس أحد عناصر السياسة المطلوبة في عملية التفاوض، والبحث عن مخرج من الأزمة. لا أظن أن هذا سيؤثر عالميًا على الموقف من روسيا.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أوروبا الاتحاد الأوروبي حلف الناتو دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم

نجحت إسرائيل في اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله يوم 27 سبتمبر 2024، وهو اغتيال لا يمكن رؤيته إلا على ضوء التاريخ، بعيدا عن اللحظة الحالية التي تطغى فيها العاطفة، وينتعش الجدل البيزنطي، ويتوجب وضع هذه الشخصية في إطارها التاريخي الواقعي، رفقة دور إسرائيل ودعم الغرب اللامشروط لها، في هذا الظرف الدقيق.

كانت عملية اغتيال حسن نصر الله على يد الكيان جريئة بكل المقاييس، وتفتح منطقة الشرق الأوسط على احتمالات كثيرة منها، مواجهة برية لا ترغب فيها إسرائيل، على الرغم مما يتم الترويج له. وعندما يسقط زعيم في حرب مثل هذه تتعلق بقضية مثل القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أكثر من مليار مسلم، وتتعلق بالدفاع عن بلاده في مواجهة الكيان الإسرائيلي، ينحت لنفسه اسما في التاريخ، مهما كان مستوى ونوع الجدل حول شخصيته وأدائه.

وارتباطا بهذا، فقد تبوأ حسن نصر الله المشهد السياسي والعسكري العربي والإسلامي، خلال الربع الأخير من القرن الحادي والعشرين، منذ تحرير جنوب لبنان من الاستعمار الإسرائيلي سنة 2000، ثم المواجهة الشهيرة للحزب ضد إسرائيل صيف 2006 التي كانت تحديا عسكريا نادرا بوقف زحف الكيان وتكبيده هزيمة نسبية، ووقوفه الى جانب الفلسطينيين في طوفان الأقصى، نعم، يبقى دوره في حرب دموية مثل السورية يثير الجدل.

وبعيدا عن هذا الجدل وبعيدا عن الاتهامات المتبادلة بين الشيعة والسنة، التي تعمي بعض تجار الدين من الجانبين عن واقع الإبادة التي يتعرض لها السنة والشيعة في فلسطين ولبنان، سيتم تخليد اسم حسن نصر الله كمقاوم للاستعمار الإسرائيلي والغربي.

وهو بهذا ينضاف الى لائحة كبار مقاومي الاستعمار في تاريخ العالم العربي، إلى جانب أسماء على سبيل المثال وليس الحصر المصري عمر مكرم الذي واجه الحرب الصليبية في نسختها الجديدة بزعامة الفرنسي نابليون بونابرت.

وكذلك الأمير عبد القادر الجزائري الذي تصدى للاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر كذلك، ثم الزعيم الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي قاهر الفرنسيين والإسبان، والقائد الفذ عمر المختار الذي قهر الإيطاليين قبل سقوطه أسيرا.

عودنا التاريخ على أن المقاومين يثيرون الجدل بمثل هذه الأسماء، نظرا لاختلاف التقييم التاريخي والارتباط بهذه الجهة أو تلك. وفي حالة الزعيم المغربي الخطابي مثلا، فقد اعتبره الفقهاء، الذين كانوا في خدمة الاستعمار الفرنسي، مثيرا للفتن وخارجا عن ملة السلطان، وصنفته الحكومة الفرنسية بالإرهابي، علما أنه انتصر في أحد الملامح المغربية والعربية وهي حرب أنوال، ولجأت فرنسا وإسبانيا إلى الأسلحة الكيماوية للقضاء على ثورته.

ومع مرور الزمن، تحول إلى رمز من رموز التاريخ المغربي والإنساني كمناهض للاستعمار، ويكفي استحضار ما قاله عنه قادة مثل تشي غيفارا وماو تسي تونغ من ثناء لما يشكله من نموذج في المقاومة، وفي كل مدينة مغربية تقريبا يوجد شارع يحمل اسمه، بينما ذهب مناهضون من فقهاء وحكام لا أحد يتذكرهم.
الحرب الوحشية على فلسطين ولبنان يجب عدم رؤيتها على ضوء تفسيرات تبسيطية وساذجة
ودائما في وضع الأحداث في سياقها التاريخي، إن الحرب الوحشية على فلسطين ولبنان يجب عدم رؤيتها على ضوء تفسيرات تبسيطية وساذجة، مفادها خوض رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو هذه الحرب، لكي يفلت من المحاكمة لتورطه في فساد سياسي ومالي، بل يجب رؤيتها على ضوء أحداث تاريخية سابقة، تشكل منعطفا تتجاوز الأشخاص لتقرر في مصير أمم وثقافات وحضارات مثل الحروب الصليبية، ثم قرار مجمع فيينا الكنيسي سنة 1312 بدراسة العالم الإسلامي لتفكيكه، ومنعطفات مثل اتفاقية سايس بيكو لتقسيم العالم العربي واستعماره، ثم اتفاقيات سرية أخرى حديثة منها منع الطاقة النووية عن العالم العربي والإسلامي، والحيلولة دون وصوله إلى صناعة الأسلحة.

في هذا الركن، وفي مقال يوم 5 أغسطس/آب الماضي بعنوان «لماذا يصر الغرب على دعم إسرائيل؟»، كتبت أن إسرائيل تخاف من المستقبل لهذا تريد إبقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعدما قررت الدولة العميقة في واشنطن الانتقال الى المحيط الهادئ، لأنه سيكون ثقل العالم مستقبلا، بسبب الصين.

وتلتقي رغبة إسرائيل مع رغبة الغرب، فهذا الأخير يقف بكل ثقله إلى جانب إسرائيل حتى تبقى ذلك العنصر الذي يعرقل أي وحدة عربية وإسلامية. ثم إن الغرب كما ورد في ذلك المقال «لا يريد نهائيا أن يكون في جنوبه حزام إسلامي موحد، من جهة، لكي يضمن استقرار حدوده الجنوبية، ومن جهة أخرى حتى لا يتحالف هذا الحزام الإسلامي مع الصين مستقبلا».

كما أبرزت في مقال سابق في هذا الركن كذلك بتاريخ 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعنوان «هل سيسمح الغرب بنكسة إسرائيل؟»، خسر الغرب الحرب الأوكرانية ضد روسيا، وهي ضربة قوية للغاية، وليس مستعدا الآن لخسارة الحرب في قطاع غزة، لأن الحربين ليستا بالعاديتين، بل تحددان مصير الكثير من الملفات الجيوسياسية مستقبلا.

لهذا سيتيح الغرب للكيان ممارسة مزيد من حرب الجبناء، أي قتل الأبرياء وتدمير مختلف البنيات لمنع المقاومة الفلسطينية من تحقيق أي انتصار ولو نسبي». وعليه، ما طبقته إسرائيل من حرب إبادة في فلسطين، يتم تكرارها اليوم في لبنان، لكن مع اختلاف هو أن «حزب الله» ليس حماس على الرغم من الضربات الاستباقية المهولة التي قضت على قيادته التاريخية، وأن أي تقدم بري سيكون حربا ملحمية أخرى مثل 2006.

الغرب لن يتقبل هزيمة أخرى بعد نكسة أوكرانيا، لاسيما في منطقة ذات رمزية تاريخية ودينية وثقافية مثل الشرق الأوسط. عناصر واضحة تبرز بالمكشوف تورط الغرب في هذه الحرب لأسباب استراتيجية بعيدة المدى، تتعلق بضرب أي وحدة عربية وإسلامية على غرار الوحدة التي يعيشها الغرب.

ويكفي التساؤل: لماذا لا يقوم الغرب بأي مبادرة سياسية ودبلوماسية لوقف الحرب، رغم مقتل عشرات الآلاف أغلبهم من الأطفال؟ لماذا يوفر الغرب الغطاء الدبلوماسي والقانوني لحماية قادة الكيان الصهيوني من أي متابعة قضائية دولية؟

ثم لماذا فتح فتح الغرب مخازن الأسلحة لإسرائيل، بل نشر أساطيل حربية كبيرة لمساعدة القوات الإسرائيلية في هذه الحرب؟ قراءة واقعية لهذه الأحداث واستحضار أحداث التاريخ مثل سايس بيكو، ستجعل السياسي والمفكر الشيعي والسني يتوصل الى النتيجة نفسها «لا يسمح للعالم العربي والإسلامي سواء كان الحاكم سنيا أو شيعيا أو لائكيا بأي وحدة أو نهضة غير متحكم فيها، وستبقى إسرائيل العنصر المكلف بالوكالة بهذه المهمة».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • مباراة كرة قدم تتحول إلى ساحة معركة في شقره
  • ما السر وراء ازدهار اقتصاد الحرب في روسيا؟
  • على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم
  • براد بيت يريد طفلاً من حبيبته.. فهل تلجأ للتلقيح؟
  • 4 آيات لمن يريد الاستيقاظ لصلاة الفجر بدون منبه
  • قتلى الحرب الأوكرانية.. جمهوريات روسيا الإسلامية تدفع ثمنا باهظا
  • أولويات لحصانة لا تنكسر..
  • روسيا اشتعال الحرب مـِْن جديد وبطريقة نوعية ..طائرات مسرة استهدف كييف
  • روسيا.. تطوير أول نهج في العالم لتعديل جينوم العنب الأسود
  • بعد مرور 949 يوما من الحرب.. الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى أين؟