تتحمل مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور في السودان، ثقل المعاناة العميقة للحرب السودانية، وعلى الرغم من لمحات من الحياة الطبيعية مع الأسواق المزدحمة والمطاعم الجديدة، إلا أن شبح الفظائع  لا يزال يطاردها.

وفقا لتقريرنشرته الجارديان، منذ أبريل من العام السابق، شهدت الجنينة مجزرتين مروعتين وسط الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وخلفت آثار هذه الأحداث ندوبًا دائمة، إذ تحمل الشوارع بقايا جثث أكثر من 10,000 شخص، نهشت الحيوانات بقاياهم.

وأدت الخطوط القبلية إلى تفاقم العنف، مما أدى إلى انقسامات صارخة بين المساليت والمجتمعات غير العربية الأخرى الداعمة للجيش، وقوات الدعم السريع إلى جانب الميليشيات العربية المتحالفة معها. 

وأودت الاشتباكات بحياة آلاف الأشخاص، معظمهم من سكان المساليت، وفر العديد من الأشخاص الآخرين إلى تشاد هربًا من إراقة الدماء.

وتستمر التقارير عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في الظهور، بما في ذلك اكتشاف مقابر جماعية وروايات عن هجمات عشوائية على المدنيين. وتمتد المعاناة إلى ما هو أبعد من الخسائر البشرية المباشرة، إذ يعاني الأطفال المشردون والأسر النازحة من آثار النزاع.

وتبذل الجهود لإعادة بناء مظاهر الحياة الطبيعية، حيث يسعى الحاكم المعين حديثًا إلى استعادة البنية التحتية وتنفيذ التدابير اللازمة لاسترضاء السكان. 

ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، وتتفاقم بسبب العمليات العسكرية المستمرة والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية.

ومع تصاعد الإدانة الدولية وانتشار الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، يظل مستقبل الجنينة محفوفًا بالمخاطر. 

إن شبح المزيد من العنف يلوح في الأفق، مما يهدد بتقويض أي تقدم تم إحرازه نحو السلام والاستقرار في هذه المنطقة التي مزقتها الحرب.

وعلى الرغم من المرونة التي أظهرها سكانها، إلا أن الجنينة بمثابة تذكير مؤثر بالخسائر المستمرة للصراع والحاجة الملحة إلى بذل جهود متضافرة لتحقيق المصالحة والعدالة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالانقراض بالقوارب بعد قتلها في ماليزيا

في شبكة معقدة تمتد عبر البحار والغابات، يكشف تحقيق حديث عن دور قوارب الصيد التجاري في تهريب أجزاء النمور التي يتم اصطيادها بطرق غير شرعية في ماليزيا.

اعلان

و يسلط البحث، الذي أجرته منظمات الحفاظ على الحياة البرية "بانثيرا" و"ZSL" بالتعاون مع جامعة "صنواي" الماليزية، الضوء على استراتيجيات تهريب متطورة تهدد بقاء النمور الماليزية، التي لم يتبقَّ منها سوى 150 نمراً فقط.

وكشف التحقيق نتائج مثيرة للقلق؛ فقد أظهرت المقابلات مع عشرات المتورطين، بمن فيهم صيادو النمور والسماسرة، أن قوارب الصيد تستخدم لنقل أجزاء الحيوانات البرية، بما في ذلك عظام النمور وجلودها، نظراً لقدرتها على حمل كميات أكبر، وتكلفتها الأقل، وفرصها الضئيلة في التفتيش الجمركي مقارنة بوسائل النقل البرية أو الجوية.

وقد أشار روبرت بيكلز، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن فهم طبيعة المشكلة بعمق هو المفتاح لإيجاد حلول فعالة. وأضاف: "هذه الدراسة توفر لنا نظرة دقيقة حول كيفية تحرك شبكات الصيد غير الشرعي، مما يساعد في تصميم استراتيجيات أكثر تأثيراً لوقفها".

آثار مخالب النمرPanthera Malaysia/Panthera Malaysia

ومنذ منتصف القرن العشرين، انخفض عدد النمور في ماليزيا من ثلاثة آلاف إلى 150 فقط، ولم تعد موجودة إطلاقاً في كلٍّ من كمبوديا، لاوس، وفيتنام خلال الـ 25 عاماً الماضية. وبينما يشكل الصيد الجائر التهديد الأكبر، تفاقمت الأزمة بفقدان المواطن الطبيعية للنمور نتيجة إزالة الغابات، وانتشار فيروس "ديستمبر الكلاب" الذي أصاب بعضها، إلى جانب انقراض الخنازير البرية – المصدر الغذائي الرئيسي لها – بسبب فيروس "حمى الخنازير الإفريقية".

قوارب صيد الأسماك على الساحل الماليزيPanthera/Sunway University/Rob Pickles-Panthera

على الرغم من الجهود المتزايدة من السلطات الماليزية لضبط الصيد غير الشرعي، كشف البحث أن المهربين الفيتناميين يشكلون تهديداً أكثر تنظيماً وخطورة. معظم هؤلاء الصيادين ينحدرون من محافظة "كوانغ بنه" الريفية في فيتنام، حيث اكتسبوا مهارات البقاء في الغابات خلال الحرب الفيتنامية، ويقيمون في الأدغال لعدة أشهر أثناء رحلات الصيد، مستخدمين أفخاخاً معدنية سميكة لاصطياد النمور وحيوانات أخرى.

وبعد القبض عليها، تُقتل النمور ليتم استخراج عظامها وغليها لأيام حتى تتحول إلى مادة لزجة مضغوطة تُباع كمنتج يُعتقد أن له فوائد طبية، بينما تُستخدم المخالب والأسنان في صناعة التمائم. ومع إغلاق ماليزيا بسبب جائحة كورونا، تباطأت عمليات الصيد، مما أتاح للباحثين فرصة التحدث إلى أكثر من 50 شخصاً من المتورطين وكشف تفاصيل أعمق عن الشبكة.

عظام نمور مُصادَرة معروضة على طاولة في إندونيسيا.STF/Panthera/Save the Tiger Fund/Panthera

لم يقتصر الأمر على النمور، فقد أشار أحد المصادر إلى أن قوارب الصيد استُخدمت أيضاً لتهريب مخالب الدببة، وأكبادها، وحيوانات الزباد الحية، وأنياب الخنازير البرية، ولحومها، إضافة إلى البنغولين، وسحالي الورل، والسلاحف. كان من بين أبرز التصريحات التي حصل عليها الباحثون: "لا أحد يقوم بالتفتيش، ويمكن للناس العودة بالقارب حاملين معهم أي شيء".

Relatedشاهد: الحزن يعمّ الهند بعد نفوق النمرة كولاروالي الملقبة "الأم الخارقة"شبل النمر البنغالي الأبيض يجذب الأنظار في حديقة حيوانات نيكاراغوا الوطنيةفيديو: نجاح مشروع "حماية النمر" في الهند.. مودي يطلق "التحالف الدولي للقطط الكبيرة"

لكن مع تشديد الرقابة البحرية في كلٍّ من ماليزيا وفيتنام، أصبحت عمليات التهريب عبر قوارب الصيد أكثر خطورة، مما زاد من عمليات القبض على الصيادين. ورغم ذلك، كشف التحقيق أن مديري هذه الشبكات نادراً ما يتم الإمساك بهم، إذ يسهل عليهم العثور على صيادين جدد، خاصة من المناطق الفقيرة التي يضطر فيها السكان للاقتراض من أجل السفر إلى ماليزيا والمشاركة في هذه العمليات.

ولهذا، أوصى الباحثون بأن لا يقتصر التركيز على تشديد الرقابة البحرية، بل يجب أن تمتد الجهود إلى القرى الفيتنامية، حيث يمكن تنفيذ حملات توعية موجهة لإقناع الصيادين المحتملين بعدم المخاطرة، مع تسليط الضوء على المخاطر المتزايدة والعوائد المتناقصة لهذا النشاط غير القانوني.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة تكشف: ربع الحيوانات المائية مهددة بالانقراض بسبب تهديدات بيئية متزايدة من حافة الانقراض إلى الحرية.. حلزونات نادرة تُعاد إلى البرية في البرتغال معجزة في عصر الانقراض: "ليني" و"لوتي" يسرقان الأضواء في برلين تهريب حيواناتصيد غير مشروعماليزيااعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. قصف إسرائيلي يستهدف سيارة مدنية في قطاع غزة ونتنياهو يزور واشنطن للقاء ترامب يعرض الآنNext الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية الى السعودية يعرض الآنNext وزير الخارجية المصري: لدينا رؤية واضحة لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين يعرض الآنNext إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامب يعرض الآنNext ملك بريطانيا على الشاشة.. وثائقي جديد يكشف دور تشارلز الثالث في القضايا البيئية اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية مباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل في ميناء غزة أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر توراغ في بنغلاديش شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالديرون بعد الإفراج عنه اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلقطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسروسيابنيامين نتنياهوفولوديمير زيلينسكيإسبانياالذكاء الاصطناعيالسعوديةالصينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • جامعة الدولة العربية تدعم السودان وتؤكد وحدة وسيادة أراضيه 
  • بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالانقراض بالقوارب بعد قتلها في ماليزيا
  • من معجبة إلى مطلقة.. زوجة تترك حياتها بسبب وهم حب مع مطرب مشهور
  • فيلم «بعد ذلك لن يحدث شيء» للمخرج السوداني إبراهيم عمر: معالجة لظاهرة القلق في الدول العربية غير المستقرة
  • إلى بقايا مليشيا آل دقلو الارهابية ، عردوا
  • وسط أزمة إنسانية عميقة.. «الأونروا» تخلى مقراتها فى القدس.. بعد سريان قرار إسرائيل بوقف التعامل مع الوكالة
  • الطرق السيارة تترك عائلات عالقة لساعات طوال بسبب حادثة سير دون خطط بديلة(صور)
  • الوزيرة الفرنسية السابقة نجاة بلقاسم لـRue20: المغرب يعرف تحولات عميقة (فيديو)
  • انتبه.. لماذا يجب أن تترك خزان البنزين في سيارتك على الربع؟
  • العثور على بقايا جثتي شخصين جنوبي ذي قار