ستيف جيمس: سعيد بحصولي على درع تكريم من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أقام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، في دورته الـ25 في ثاني أيام فعاليات المهرجان، ندوة تكريم المخرج الأمريكي ستيف جيمس، وأدارها الكاتب والناقد مروان عمارة.
مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرةوقال ستيف جيمس خلال الندوة: سعيد وفخور بوجودي في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وهذه لم تكن الزيارة الأولى لي في مصر والوطن العربي بشكل عام، وسعدت أيضا بحصولي على درع تكريم من قبل إدارة مهرجان الإسماعيلية.
وأضاف: كنت أتمنى مشاهدة أفلام مصرية أكثر، ولكن شاهدت عددا من الأفلام في مهرجان إدفا، وأتمنى أن أشاهد أفلاما أكثر في المرحلة المقبلة لأتعرف أكثر على المنطقة العربية من خلال الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة.
وأوضح: عندما تلقيت الدعوة كنت في حيرة بسبب ما يحدث في غزة، ولكن كنت أرى أن الإعلام الغربي يصدر معلومات مغلوطة عما يحدث بفلسطين.
تطور صناعة الفيلم التسجيلي في آخر 20 عاماوأشار خلال ندوة تكريمه في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية القصيرة إلى أن صناعة الفيلم التسجيلي تطورت في آخر 20 عاما وهناك أنواع كثيرة منها المحايد ومنها الأقرب إلى الفيلم الروائي، وأرى أن صناع الفيلم التسجيلي قادرون على الإبداع أكثر من أي نوع آخر من الأفلام، وأتصور أنهم لديهم القدرة على التعبير، وهي وجهات نظر في النهاية.
وأما عن إذا كان هناك فرصة له لتقديم فيلم عن غزة قال: لست متأكدا من قدرتي على تقديم عمل عن غزة وما يحدث من الصراع العربي الإسرائيلي، وأنني قدمت سلسلة من الأفلام منها قصة فتاة فلسطينية اتجهت إلى أمريكا وتعرضت إلى بعض الصعاب فى شيكاغو.
وأوضح: هناك في أمريكا عدد من الأفلام التسجيلية التي تعرض في دور العرض الأمريكية وتحقق نجاحا كبيرا، ولكن لا يمكن أن تقارن بالأفلام الروائية الطويلة والتي تستحوذ على نصيب الأسد، وتحقق مشاهدة أكبر.
وأوضح: السبب الرئيسي في عدم انتشار الفيلم التسجيلي، والفرق الوحيد بينه والفيلم الروائي هي فكرة التسويق، الفيلم التسجيلي يفتقد لهذا الأمر كثيرا، وفي حالة توافره يحقق نجاحا كبيرا، والجمهور يقبل عليه خاصة أنه يتفاعل معه ويتأثر به، وأتصور النظرة بدأت تتغير نوعا ما من خلال إنتاج مزيد من الأفلام التسجيلية الجيدة في الفترة الأخيرة.
وأوضح ستيف جيمس: أنني قررت تقديم حلقات تسجيلية بسبب أن البعض يرى أفلامي طويلة للغاية، وهو الأمر الذي دفعني لتقديمها في حلقات تسجيلية، خاصة أن نوعية أفلامى لابد أن تكون طويلة لأعبر فيها عن كل ما أرغب في تقديمه، فضلا عن أن الحلقات التسجيلية بها مساحة أكبر في التسويق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان الاسماعيلية للأفلام القصيرة عصام زكريا المنصات الالكترونية مهرجان الإسماعیلیة للأفلام التسجیلیة الفیلم التسجیلی من الأفلام ستیف جیمس
إقرأ أيضاً:
حاتم سعيد حسن يكتب: يوم عادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هذا الصباح تُخبرنا السماء عن حقيقة الطقس البارد هذا العام، بلونها الرمادي وقليل من حبات المطر الساقطة منذ ليلة أمس لم تنقطع وعلى الرغم من هذا لم يمتنع عم صلاح عن الخروج إلى عمله كالمعتاد، فمنذ سنوات لا يُعيقه شيئًا سواء الطقس كان حارًا أم باردًا، أم كان جسده يُصاحبه أو يتركه ويجعل ونيسه الإجهاد.
عم صلاح لمن لا يعرف ذلك هو الرجل الذي تراه دومًا في الطُرقات بجسده النحيل وطوله الفارع ببشرته تلك القمحاوية اللون، يعيش بمنزل بسيط وهي إحدى الغرف بأسطح إحدى عمارات القاهرة هو وزوجته وولديه الاثنين، دومًا ما يستيقظ عند أذان الفجر وحينما يستيقظ فجرًا يجد زوجته تنام بجواره تلك المرأة التي صحبته برحلة الحياة، يتردد في إيقاظها ويكتفي فقط بتأكيد الغطاء على جسدها تاركًا إياها لنوم عميق ويذهب يُلبي نداء ربه بأداء صلاة الفجر.. عادة لا يُمثل الطعام لعم صلاح أي شيء فهو يكتفي بالقليل من الخبز وبعض الماء فطارًا يُعينه على عمله ورحلته المُتكررة بدروب الحياة ويذهب لعربته مسبحًا لله.
يجر عربته في السادسة صباحًا ليبيع القليل من الخضراوات والفاكهة، يظل طوال اليوم يُنادي عليها بصوته المُميز والذي من خلاله يُطرب زبائنه دومًا عند الشراء.. عم صلاح يعمل بتلك المهنة منذ طفولته، وجاءت البداية مع والده مساعدًا له فقط وحينما رحل الوالد ترك له العربة ليستمر عم صلاح في العمل وفي الخط الذي رسمه القدر لعائلته بشكل عام، يوميًا من السادسة صباحًا وحتى الخامسة مساءًا يجول شوارع القاهرة لا تراه يومًا مُعترضًا على عمله أو شكل حياته التي لم يختارها والتي كان للقدر فيها الكلمة العُليا، فـ عم صلاح مثال واقعي لحالة الرضا بالحال وليس ما تُمطرنا به المُجلدات وصوت المذياع كل دقيقة.
الآن ساعة القاهرة تدق السادسة صباحًا.. الشوارع بها القليل جدًا من الرواد في تلك الساعة هناك من استيقظوا للذهاب لعملهم وهناك من هم عائدون من سهراتهم، عم صلاح يعرف هذا أو ذاك من ملامح الوجه بالطبع وهو أيضًا لا يبيع بهذا الصباح المبكر شيئًا ولكن يجلس علي أحد الأرصفة بجوار عربته يُتابع المارة.
واليوم هو الخميس نهاية الأسبوع وعادة بذلك اليوم يكون الرزق واسعًا فيحمد عم صلاح ربه ويطمح في عشاء هنيء مثل كل أسبوع لأولاده وزوجته فهو يسعد فقط حين يري نظرة السعاده بأعينهم ويردد كلمته الدائمة "وأنا كنت بتعب وأشقي لمين ؟ كله لأجل العيال تنام مبسوطة ".
يترجل بعربته البسيطة بين الطرقات ويبدأ الزبائن يشترون منه وكلما زادت مبيعاته يُطرب أكثر فأكثر والآن أوشكت بضاعته أن تنتهي، يجلس علي أحد الأرصفة مستريحًا ويتذكر ما يريده من مستلزمات لبيته وأولاده ويبدأ في القيام بعد ما معه من نقود ينزل المطر بقوة شديدة مما يجعله يقوم مُسرعًا إلي عربته ليحاول حماية ما تبقي من بضاعته ولكن رياح غاضبة مع الأمطار ملأت المكان.. الناس بالشارع تجري لتختبيء بأي مكان وهو لازال يحاول تغطية عربته ببعض الصناديق القديمة المبُتلة.
الليل قادم الآن بهدوء من خلف السحب الغائمة بعد أن هدأت الأمطار قليلًا يستعد عم صلاح للعوده لمنزله يجر عربته ويقف عند بعض المحلات وهو يسير إلي أن يصل للعماره التي تقع بها غرفته ومنزله البسيط يترك العربة ويغطيها ويأخذ لفة من العربة ويصعد للمنزل ليجد أولاده يلعبون وزوجته تُنظف الغرفة يُهلل بصوت عالي فرحًا:
– جيبتلكم رغيف الكفتة ونص صينية بسبوسة يلا إنشاالله ماحد حوش
يجري أولاده نحوه مُهللين وزوجته تقوم بإعداد المائده ويكتفي هو بابتسامة متجهًا لأداء صلاة العشاء.. عليه الآن أن يجلس ليسترح قليلًا ليبدأ من جديد.