بعنوان "الطرق الطبية الحديثة المستخدمة في التشخيص" إفتتاح المؤتمر الرابع لطب الفيوم
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
شهد الدكتور عرفة صبري حسن نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، و الدكتور حمدي إبراهيم عميد كلية الطب، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الرابع الذي تنظّمه الكلية تحت عنوان: الطرق الطبية الحديثة المستخدمة في التشخيص.
بحضور الدكتور محمود كمال عميد كلية الطب الأسبق، والدكتورة نجلاء الشربيني وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة هدير محمود وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد صلاح وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، وذلك اليوم الخميس بمركز التدريب الإقليمي التابع لجامعة الفيوم على بحيرة قارون.
أكّد الدكتور عرفة صبري حسن أن كلية الطب باتت من أهم الصروح الطبية بمحافظة الفيوم، لدورها الأكاديمي المتعاظم يومًا بعد يوم، بالإضافة إلى المجهودات والخدمات الطبية المتطورة والتي تقدمها للمجتمع المحيط، متابعًا أن المؤتمرات فرصة لنقل الخبرات بين الأساتذة وشباب الباحثين وطلاب الدراسات العليا، وأن الإيمان بالتعاون والإخلاص والعمل بروح الفريق يؤدي بالضرورة إلى الحصول على منتج وبحث علمي عالي المستوى.
وأوضح أن كلية الطب تشهد في الوقت الحالي التزايد المستمر في عدد المقيّدين بالدراسات العليا، والممنوحين للدرجات العلمية المختلفة والبحوث العلمية المنشورة، الأمر الذي يعكس المجهودات الواسعة النطاق من قِبَل الأساتذة؛ لتحقيق أعلى المستويات من الكفاءة والمهنية والاحترافية.
واشار الدكتور حمدي إبراهيم رئيس المؤتمر، أن الصحة والتعليم من أهم الخدمات ذات الجدارة الاجتماعية، وأن مهنة الطب من أسمى المهن وأقدس الرسائل. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى التعرف على أحدث التطورات الطبية ونقل وتبادل المعارف؛ لتحقيق النهوض المنشود على مستويات التعليم الطبي والخدمة الصحية، وأن المؤتمر يضمّ عددًا من الجلسات لمناقشة الموضوعات التي من شأنها تخريج أطباء يتمتعون بالكفاءة والمهارات المطلوبة، بالإضافة إلى تناول دور التكنولوجيا المتطورة في مجالات التدريس والتعلم والتشخيص والعلاج. مُعرِبًا عن تمنياته بتضافر الجهود من أجل رُقي وتحسين وإنتاج المعارف المتنوعة، واللحاق بركب التنمية والازدهار، وضمان الاستقرار والأمان في صحة الوطن والمواطن.
رسالة الى شباب الاطباءواشار الدكتور محمود كمال، الرئيس الشرفي للمؤتمر، أن الرئاسة الشرفية للمؤتمر تعكس التقاليد الجامعية السامية، ورسالة مهمة لشباب الأطباء، كما أن اللقاء فرصة لتبادل الأفكار والمعرفة في مجال الطب الحديث، مُوجّهًا بضرورة تحلّي الأطباء بالأخلاق جنبًا إلى جنب تحصيل العلم، والذي يشهد تطورًا دائمًا في أدواته وأجهزته، بالإضافة إلى التطور الهائل في مجالات البحث والتعليم.
وتناول التطور الذي لحق كلية الطب والتطور المستمر في المستشفيات الجامعية، من حيث عدد الإنشاءات والبنية التحتية والأجهزة المستخدمة والتزايد المتنامي في القدرة الاستيعابية للأسرّة، وفي الخدمات الطبية المقدمة والمتطورة في كافة مجالات الطب.
و قام الدكتور محمد صفاء المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية بجامعة الفيوم خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بتناول عدد من الموضوعات، شملت وجه التطور الحاصل، والخدمات الطبية المتعلقة بمستشفيات الجراحات العامة والتخصصية، والباطنة، ومصطفى حسن لطب الأطفال. بالإضافة إلى تسليط الضوء على نظام العمل (KAIZEN) المطبق بالمستشفيات الجامعية؛ لتحقيق ما يعرف بالتطور المستمر في وضع وتنفيذ خطط العمل ومعالجة المشكلات المتوقعة، وكذلك تنفيذ دورات متتابعة في إدارة المستشفيات ومكافحة العدوى.
وأيضًا عدد العمليات الجراحية، والقوى البشرية العاملة، وأعمال تطوير البنية التحتية، والعنايات المركزية، وعدد الأسرّة، وغرف العمليات، وحالات قسطرة القلب، والأشعة التدخلية، والأجهزة الطبية، والمضخات، والأقسام والوحدات والمعامل المركزية، والطوارئ، وبنك الدم.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم إهداء درع الكلية لكلٍّ من الدكتور محمود كمال، وتكريم اسم المرحوم الدكتور أحمد قطب الأستاذ بكلية الطب بجامعة الفيوم.
يُذكر أن المؤتمر قد شمل عقد عدد من الجلسات وورش العمل والمحاضرات، والتي تناولت أمراض الروماتيزم، والصحة الإنجابية، وكيفية تشخيص وعلاج حالات وجود الدم في البول، وتقييم وتشخيص أمراض العقم، والقواعد الإرشادية الجديدة لمقاومة نقص الأنسولين، وسرطان الدم، وألم العظام في الأطفال، وأمراض السمنة، وعلاج المشكلات النفسية والتطورات التي لحقت هذا المجال، وكذلك تطور تخصص المخ والأعصاب، وطرق التعامل مع الحوادث، ودور الذكاء الاصطناعي في طب الجنين وفي أمراض الكبد وفي المناظير وأمراض الروماتيزم.
4 5 44 555 666المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الجامعة كلية الطب الطرق الطبية التدريب الإقليمى مركز بوابة الوفد بالإضافة إلى أن المؤتمر کلیة الطب
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة
في خضم التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الابتكارات العلمية التي تمثل نقطة تحول في تاريخ البشرية. فقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه تقنية جديدة إلى كونه مجالًا فلسفيًا وعلميًا يسعى إلى فك ألغاز العقل البشري ومحاكاته بأسلوب يثير إعجاب العلماء والمفكرين على حد سواء. ومع تعاظم تطبيقاته في مختلف الميادين، يغدو الذكاء الاصطناعي قاطرة تقود العالم نحو أفق جديد من الفرص غير المسبوقة، وكذلك التحديات التي تلامس جوهر وجود الإنسان.
تعريف الذكاء الاصطناعي وأبعاده المتعددة
الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحوسبة يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية للبشر، مثل التفكير المنطقي، التعلم من التجارب، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. لكن ما يميز الذكاء الاصطناعي ليس فقط قدرته على تنفيذ المهام، بل أيضًا قدرته على التعلم والتكيف مع التغيرات، مما يجعله يشبه، وإن لم يكن يطابق، عمليات التفكير البشري.
هذا التعريف العلمي يغفل البعد الفلسفي العميق الذي يحمله الذكاء الاصطناعي، فهو يمثل محاولة لتفسير الذكاء البشري بآليات رياضية وبرمجية، ما يثير تساؤلات عميقة حول ماهية العقل ذاته. هل يمكن ترجمة المشاعر، الإبداع، والتفكير الأخلاقي إلى رموز خوارزمية؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيظل في جوهره تقنيًا لا روح فيه؟
الأثر الاقتصادي للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي لا يُعدّ فقط ثورة في مجال التكنولوجيا، بل إنه إعادة تعريف لمفهوم الاقتصاد والإنتاجية. فقد أصبح أداة مركزية في تحقيق الكفاءة الاقتصادية من خلال تسريع العمليات، تقليل الأخطاء البشرية، وتقديم حلول مبتكرة. في القطاعات الصناعية، على سبيل المثال، تساهم الروبوتات الذكية في تحسين الإنتاج وخفض التكاليف. كما أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات، مثل الطب والرعاية الصحية، إمكانيات هائلة في التشخيص المبكر للأمراض، وتخصيص خطط علاجية موجهة تعتمد على البيانات.
علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا أساسيًا للاقتصاد الرقمي. فالشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تشهد نموًا كبيرًا في الإيرادات، لا سيما مع تطور مجالات مثل تحليل البيانات الضخمة، تقنيات التعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية. وتشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تحقيق مكاسب اقتصادية عالمية تتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل .
الأثر الاجتماعي والثقافي
على المستوى الاجتماعي، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العلاقات بين الأفراد والمؤسسات. فقد ظهرت أنماط جديدة من التفاعل الإنساني بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، حيث أصبحت منصات التعلم الإلكتروني تعتمد على تقنيات تحليل البيانات لتوفير تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب. كما يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا لدمج الفئات المهمشة في المجتمع من خلال توفير أدوات تعزز من قدرتهم على التواصل والإنتاج.
لكن في الوقت ذاته، يثير الذكاء الاصطناعي قلقًا عميقًا حول تأثيره على القيم الإنسانية. إذ إن الأتمتة الواسعة قد تؤدي إلى تقليل فرص العمل التقليدية، ما يفاقم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات البشرية التقليدية، ويثير تساؤلات حول فقدان الإنسان لسيطرته على قرارات حيوية.
التحديات الأخلاقية والقانونية
لا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي دون التطرق إلى التحديات الأخلاقية التي يطرحها. فالقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بأسلوب يفوق القدرات البشرية يثير مخاوف حول الخصوصية وسوء الاستخدام. على سبيل المثال، تعتمد الشركات الكبرى على خوارزميات ذكاء اصطناعي لجمع وتحليل بيانات المستخدمين، ما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه البيانات ومدى احترامها لحقوق الأفراد.
من ناحية أخرى، يواجه المشرعون صعوبة في تطوير أطر قانونية قادرة على مواكبة التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي. كيف يمكن تحديد المسؤولية القانونية إذا اتخذ نظام ذكاء اصطناعي قرارًا تسبب في ضرر؟ وهل يمكن محاسبة الشركات أو الأفراد الذين صمموا هذه الأنظمة؟ هذه الأسئلة تعكس حاجة ملحة إلى وضع أطر تشريعية توازن بين الابتكار وحماية الحقوق.
الإبداع والذكاء الاصطناعي
من بين أكثر الجوانب إثارة للجدل هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع. هل يمكن لنظام ذكاء اصطناعي أن يكون مبدعًا؟ الإجابة ليست بسيطة. فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولّد أعمالًا فنية، يؤلف الموسيقى، ويكتب النصوص، فإنه يفتقر إلى الحس الإنساني الذي يمنح الإبداع معناه العميق. فالذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل الأنماط والبيانات السابقة، مما يجعله “مقلدًا ذكيًا” أكثر من كونه مبدعًا حقيقيًا.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيواصل تطوره ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشرية. لكن السؤال الذي يظل قائمًا هو: كيف يمكن للبشرية أن تضمن استخدام هذه التقنية بطريقة تخدم مصالحها وتُعزز من قيمها الأخلاقية؟ الإجابة تكمن في بناء شراكة بين الإنسان والآلة، شراكة تستند إلى التفاهم العميق للحدود والقدرات، وإلى رؤية واضحة لمستقبل يشكل فيه الذكاء الاصطناعي وسيلة للارتقاء، وليس أداة للهيمنة.
الذكاء في خدمة الإنسانية
في نهاية المطاف، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإعادة تعريف معاني التقدم والإبداع. لكنه يحمل في طياته مسؤولية كبيرة تتطلب من البشرية تبني نهج شامل ومتزن، يوازن بين الطموح التكنولوجي واحترام القيم الإنسانية. ولعل أعظم درس يمكن أن نتعلمه من هذه الثورة التقنية هو أن الذكاء، سواء كان طبيعيًا أو اصطناعيًا، لا يكتمل إلا إذا اقترن بالحكمة.