السودان.. تجدد الاشتباكات العنيفة بالخرطوم والحكومة تضع شروطها للقبول بهدنة جديدة
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" صباح السبت، في العاصمة الخرطوم ومدينتي نيالا والأبيض، في حين وضع وزير الخارجية السوداني علي الصادق عدة شروط للقبول بهدنة جديدة.
وقال مراسل الجزيرة إن طائرات الجيش السوداني حلقت منذ الصباح الباكر بكثافة وقصفت أهدافا للدعم السريع في سماء مدن العاصمة السودانية (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان).
وردت قوات الدعم السريع بإطلاق المضادات الأرضية، كما قصفت بالمدفعية مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وعددا من مواقع الجيش في وسط الخرطوم وجنوبي أم درمان.
وكان الإعلام العسكري التابع للجيش السوداني ذكر أن قوات من الجيش نفذت عمليات عسكرية استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع بمنطقة جَبرة، جنوب العاصمة الخرطوم.
وأظهرت صور انتشار قوات الجيش في حي جبرة الذي يعتبر من أبرز أحياء جنوب الخرطوم، حيث كان يوجد فيه منزل قائد الدعم السريع وأسرتِه قبل بداية العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من 3 أشهر.
وقال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع "بدأت تستخدم في قتالها أطفالا تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاما، في مخالفة للقانون الدولي الإنساني".
سرقة مساعدات طبيةوفي الخرطوم أيضا، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" الجمعة إن مسلحين اعتدوا على مجموعة من العاملين فيها كانوا يسلمون إمدادات طبية إلى أحد المستشفيات.
وقالت المنظمة في بيان، إن المهاجمين اعتدوا على فريق يضم 18 من أفرادها يوم الخميس في أثناء محاولتهم نقل إمدادات إلى المستشفى التركي بجنوب الخرطوم.
وجاء في بيان المنظمة "بعد جدل حول أسباب وجود منظمة أطباء بلا حدود، هاجم المسلحون فريق المنظمة بعدوانية وضربوهم وألهبوهم بالسياط، اعتقلوا سائق سيارة تابعة للمنظمة وهددوه بالقتل قبل الإفراج عنه وسرقوا السيارة".
وقالت المنظمة إن الحادث عرّض أنشطتها للخطر بالمستشفى، وهو أحد مستشفيين فقط ما زالا يعملان في جنوب الخرطوم.
من جانبها، أعربت السفارة الأميركية في الخرطوم عن غضبها من استهداف الطواقم الطبية من طرف المسلحين في السودان.
ودعت في تغريدة على تويتر أطراف الصراع في السودان إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي وإعلان جدة، لضمان سلامة العاملين الطبيين ومنشآتهم.
معارك الولاياتوفي سياق متصل، أكد شهود عيان، أن مدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور (غرب) شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.
من جانبها، أعلنت "هيئة محامي دارفور" (غير حكومية) في بيان، السبت، مقتل 16 شخصا بمدينة نيالا مركز ولاية جنوب دارفور، إثر تجدد الاشتباكات مساء الجمعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وحذرت الهيئة من دخول الولاية والمدينة في حالة فوضى شاملة بعد إخلاء أحياء وسط نيالا ونزوح سكانها إلى الجنوب، قبل أن تنتقل المعارك بين طرفي الحرب إلى المناطق التي هرب إليها السكان.
وطبقا لشهود عيان، فقد شهدت مدينة الأبيض، مركز ولاية شمال كردفان (جنوب)، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وصباح السبت، اتهم المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله في بيان، قوات الدعم السريع بـ"تجنيد أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة، في مخالفة للقانون الدولي الإنساني".
وأضاف في بيان أن الدعم السريع "استقطب أيضا عددا من المجرمين الهاربين من السجون، واستخدمهم في تنفيذ عمليات إجرامية مصاحبة".
شروط الحكومةسياسيا، أعلن وزير الخارجية السوداني علي الصادق، مساء الجمعة، شروط الحكومة السودانية للقبول بهدنة جديدة مع قوات الدعم السريع.
وقال الصادق إن "المعلومات المتداولة بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة غير دقيقة ولا تعكس واقع الحال، لأن المفاوضات غير المباشرة لم تستأنف أعمالها بصورة جدية بعد".
وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية، أن "القبول بهدنة أخرى مشروط بالتزام المتمردين (الدعم السريع) بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين والكف عن عمليات السلب والنهب وقطع الطرقات وتعطيل حياة الناس".
والسبت الماضي، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان عن "استعداد الحكومة لوقف إطلاق النار متى تم إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمقرات الحكومية من قبل متمردي الدعم السريع".
ويتبادل الجيش، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات ببدء القتال في 15 أبريل/ نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
ومع دخولها شهرها الرابع، خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی بین الجیش
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتقدم نحو وسط العاصمة ويقترب من القصر الجمهوري
قال مصدر عسكري سوداني لوكالة الأنباء الفرنسية، الخميس، إن الجيش اقترب من الوصول إلى وسط العاصمة الخرطوم، بعدما شن هجوما واسعا ضد قوات الدعم السريع المتمركزة في محيط القصر الجمهوري منذ أسابيع.
وأشار المصدر نفسه إلى أن قوات المدرعات تتحرك "من عدة محاور"، بغية فرض سيطرتها على قلب المدينة، قائلا إن الهدف هو "طرد ميليشيا ال دقلو"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع نزاعا بدأ في نيسان/أبريل 2023، وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدا لافتا مع إطلاق حملة عسكرية مكثفة ترمي إلى استعادة كامل العاصمة.
وأعلن الجيش الأربعاء "تطهيره" لحيي الرميلة والمنطقة الصناعية في مركز الخرطوم، وهما منطقتان لا تبعدان أكثر من ثلاثة كيلومترات عن القصر الجمهوري. وبحسب شهود عيان، يواجه الجيش مقاومة شرسة من قناصة قوات الدعم السريع المتمركزين في مبان عالية، كانت سابقا تشكل محور الأعمال والإدارة الحكومية في الخرطوم.
في المقابل، نفى متحدث باسم قوات الدعم السريع صحة التقارير حول تقدم الجيش، متهما السلطات بنشر "إشاعات" مماثلة لما سبق أن قيل قبل انسحابات عدة.
كما تحدث شهود عن اشتباكات عند جسر سوبا، وهو أحد المداخل الجنوبية الشرقية للعاصمة.
وكان الجيش قد نجح خلال الأسبوع الماضي في كسر حصار طويل فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة، ليحقق بذلك أكبر إنجاز منذ نحو عام، حينما استعاد السيطرة على أم درمان الملاصقة للعاصمة عبر نهر النيل.
تدفقات جماعية للجرحى من جهة أخرى، كشف مصدر عسكري أن وحدات قادمة من شرق البلاد باتت قريبة من الالتقاء بقوات متقدمة من ولاية الجزيرة، سعيا لتثبيت مكاسب الجيش في الخرطوم.
ولا تزال المعارك تخلف خسائر بشرية كارثية، إذ تشير الأرقام إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي. وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا مكثفا للقصف والقصف المضاد في مناطق عدة من السودان.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طواقمها في الخرطوم وغرب دارفور تعاملت مع أعداد كبيرة من الجرحى خلال هذه الفترة.
وفي نيالا عاصمة جنوب دارفور، الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وشهدت مقتل 57 شخصا في يومين، تحدث طبيب عن قصف وقع على مقربة من المستشفى، متسببا بإصابات مروعة.
وتكررت المشاهد نفسها في مستشفى النو في أم درمان الذي تدعمه أطباء بلا حدود، إذ تعرض مرارا للقصف، وفي المستشفى الميداني في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر في شمال دارفور، الذي يعاني أزمات إنسانية حادة.
واعتقلت قوات الدعم السريع الخميس مدير مستشفى بشائر في حي الحزام الجنوبي بالخرطوم، إلى جانب رئيس مطبخ خيري ومتطوع، بحسب غرفة طوارئ محلية تعمل على تفادي المجاعة في جنوب العاصمة.
وتظهر الإحصاءات أن نحو 106 آلاف شخص في الخرطوم يعانون بالفعل من مرحلة المجاعة، فيما وصل 3,2 ملايين آخرين إلى مرحلة حرجة من الجوع، وفقا لتصنيف يدعمه عدد من وكالات الأمم المتحدة.
كما تفيد كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بأن 26 ألف شخص قضوا في العاصمة وحدها خلال الفترة الممتدة من نيسان/أبريل 2023 إلى حزيران/يونيو 2024.
في ظل هذه الأوضاع، فر 3,6 ملايين من سكان الخرطوم بحثا عن الأمان، وفق إحصاءات أممية، تاركين خلفهم أحياء بأكملها سيطر عليها المسلحون