جريدة زمان التركية:
2025-03-18@20:51:03 GMT

وسائل الدبلوماسية في العصر الأول للإسلام

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية)_كان عقد المعاهدات وإبرام الاتفاقيات أحد أدوات الدبلوماسية في عصر النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وأحد السُبل التي بها تعايش المسلمون مع غيرهم.

وفي ذلك يقول الأستاذ الدكتور علي جمعة “عرف الإسلام المعاهدات السلمية في السنوات الأولي من تأسيس الدولة الإسلامية الجديدة في المدينة، إذ عقد الرسول صلى الله عليه وسلم اتفاقيات سلمية مع الجماعات غير الإسلامية.

وقد اعتبرت معاهدة الحديبية قدوة ومثالًا لدى الخلفاء والفقهاء عند عقد الاتفاقيات، وإجراء المفاوضات، ومدة المعاهدة السلمية مع غير المسلمين”.

وهناك معاهدات كثيرة من تلك التي وقعت في هذا العصر، وكما يقول الدكتور علي جمعة ويوافقه الكثير من العلماء أن معاهدة صلح الحديبية كان دوما المثال الذي يحتذى به لدي في عقد المعاهدات وإبرام الاتفاقيات، لذا أعرضها على حضراتكم بشئ من التفصيل المناسب.

والبداية كانت من معاهدة صلح الحديبية التي أبرمت بين المسلمين وقريش، في شهر ذي القعدة عام سته هجريا، وسميت بهذا الإسم نسبة للمكان الذي أبرمت فيه، وهو مكان بالقرب من مكة يقال له الحديبية وبالمناسبة هذا التقليد موجود في القانون الدولي، أقصد أن تسمى المعاهدة أو المؤتمر وفقا للمكان الذي انعقد فيه أو ابرمت فيه المعاهدة _.

وقد تمت هذه المعاهدة عن طريق الصحابي سلمان الفارسي، ولد عام 568 هجرية وتوفى عام 654 هجرية، والذي قال عنه النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الحديث ( الجنة تشتاق لثلاثة علي وعمار وسلمان).

وبهذه المعاهدة تحقق السلام بين المسلمين وقبائل مكة. وفق للشروط والبنود المتفق عليها بين الطرفين ، وأستقر الحال هكذا لعدة سنوات حتى نقضت قريش المعاهدة وأخلت بالاتفاق.

وكان هذا هو نص المعاهدة :

(باسمك اللهم
هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو، وصالحا على وضع الحرب بين الناس عشر سنين يأمن فيهم الناس ويكف بعضهم عن بعض،
( على أنه من قدم مكة من أصحاب محمد حاجاً أو معتمراً، أو يبتغى من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازاً إلى مصر أو إلى الشام يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله)، وعلى أنه من آتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ومن جاء قريش ممن مع محمد لم يردوه عليه.
وأن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال.
وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخله، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
وأنك ترجع عنا عامك هذا، فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثاً، معك سلاح الراكب السيوف في القرب ولا تدخلها بغيرها.
وعلى أن الهدى حيث ما جئناه ومحله فلا تقدمه علينا.
أشهد على الصلح رجال من المسلمين ورجال من المشركين.

ولم تكن علي الإطلاق هذه المعاهدة الوحيدة بين المسلمين وغيرهم، ولكن كان هناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات الأخرى منها: الإتفاقية السلمية التي كانت بين المسلمين ونصارى نجران في العام العاشر هجريا، واتفاقية مع بني صخر من كنانة، وأخرى مع يهود فدك وأيلة وتيماء، وإتفاقات سلمية مع الحبشة … الخ
يسعدني التواصل وإبداء الرأي

[email protected]

 

مراجع للمقال:

المعاهدات وسياسة الإسلام الخارجية، مقال، الأستاذ الدكتور علي جمعة.

موسوعة السيرة النبوية للدكتور مصطفى الرفاعي

تاريخ الطبري

الرحيق المختوم للعلامة صفي الرحمن المباركفوري

ا/د بسيوني، محمود شريف، الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المجلد الثاني، دار الشروق، القاهرة، 2003.

 

 

Tags: الدبلوماسية في الإسلاماول معاهدة في الإسلام

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الدبلوماسية في الإسلام بین المسلمین

إقرأ أيضاً:

د. نصار عبد الله: للصيام حكمة تتمثل في تحمل الإنسان الشدة والضيق بإرادته قبل أن تُفرض عليه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المفكر الكبير د. نصار عبدالله، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة سوهاج، إن للصوم حكمة يجب أن يشعر بها الإنسان، وتتمثل في أن الحياة لا تقدم لك ما تريده وعليك أن تمتنع عما هو متاح لك حتى تتعرض لظرف به من الضيق والشدة رغمًا عنك، وعليك أن تعيش الضيق والشدة بقرار منك قبل أن تأتى لحظة ويُفرض عليك هذا الضيق وهذه الشدة.

وأضاف "عبدالله" في حديث خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه يفتقد الكثير من السلوكيات الرمضانية التي عاشها مع أسرته الكبيرة، وخاصة بعض سلوكيات الأهالي قديمًا فى رمضان، أو سلوكيات الأطفال فى الشهر الكريم.. قائلًا: فى طفولتي كان الإفطار والسحور جماعيًا، العائلة الكبيرة تجتمع فى المندرة، وتخرج صوانى للمندرة من البيت وتحتشد حولها الجموع والمفطرون، وليس أصحاب الصينية فقط، وإنما دعوة عامة لكل عابر سبيل يتصادف وجوده، وهو منظر بهيج افتقدناه، منظر الصوانى وهى تخرج من البيت فى المغربية منظر بهيج وجميل.

ومن ذكريات الطفولة أيضا، قال "عبدالله": ولحظة انتظار آذان المغرب ونحن أطفال لحظة مؤثرة، لم يكن هناك صوت مدفع، وننتظر صوت المؤذن، وساعتها تنطلق الأغانى الطفولية "افطر يا صايم على الكشك العايم".

وعن قضايا الدين والفلسفة، استكمل "عبدالله" قائلا: أعتقد أن مشكل الدين مع الفلسفة أو مع الإلحاد مثلًا كان مرهونًا بشروط وظروف تاريخية معينة، ومنها أن مكونًا ما حاول أن يكون صاحب السلطة السياسية العليا، وأعتقد أنه مع التقدم السياسى لم تعد هذه المناطحة من جانب المشتغلين بالدين واردة، وهل تعلم أن العالم به نحو ٥٠ أو ٦٠ ديانة مختلفة، ومن الممكن أن تسميها ديانات كبرى، وكل دين يؤمن بأنه الدين الصحيح، وتتفاوت الديانات فى أعداد تابعيها، ولا يمكن أن نقول أن ديانة تمتلك نصف مليون مؤمن هى أقل قيمة من ديانة يتبعها نحو أكثر من مليار إنسان مثل الديانة الهندوكية.

وأوضح أنه فى النهاية يظل جزء ما من حياة الإنسان داخليا، يريد أن يشبعه وجدانيًا، أيًا كان شكله أو بصمته فى الحياة، وأيًا كان نفوذه فى مجرى الأحداث اليومية، نسميه بالعقيدة، أيًا كانت هذه العقيدة.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. إسرائيل توثق نقل عنصر في حزب الله السلاح قبل اغتياله
  • محمد مصطفى يدعو لتكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف إبادة غزة
  • بولندا ودول البلطيق تنسحب من معاهدة حظر الألغام بسبب مخاوف من روسيا
  • الرحلة الروحية
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • عاجل | وسائل إعلام تابعة لأنصار الله: عدوان أميركي يستهدف العاصمة صنعاء
  • داخل أنفاق لـ حزب الله.. هذا ما عثر عليه الجيش السوري (صور)
  • غزوة بدر الكبرى.. المواجهة الأولى بين المسلمين وقريش وانتصار حاسم للإسلام
  • فى يوم 16 رمضان.. النبي صلى الله عليه وسلم يصل بدر ووفاة السيدة عائشة
  • د. نصار عبد الله: للصيام حكمة تتمثل في تحمل الإنسان الشدة والضيق بإرادته قبل أن تُفرض عليه