استكمال تجهيز الصاروخ الذي سيقل روّاد الفضاء إلى القمر
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
في إطار سعيها للعودة إلى القمر بعد انقطاع لأكثر من 50 عاما، تعمل الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "ناسا" على قدم وساق لتطوير جميع الأنظمة اللازمة لإعادة البشر إلى سطح القمر ضمن البرنامج الفضائي "أرتميس"، ومن ضمنه العمل على صاروخ "نظام الإطلاق الفضائي" (إس إل إس) المسؤول عن إطلاق رواد الفضاء في رحلتهم المرتقبة.
فقد أجرت الوكالة أخيرا عملية لحام كاملة على خزّان الأكسجين السائل، لتصبح بذلك جميع الهياكل الرئيسية -التي تشكل المرحلة الأساسية للصاروخ- جاهزة وقابلة للتركيب والإضافات الأخرى.
وسيكون خزّان الأكسجين السائل جزءا مهما في أولى مهام البرنامج الفضائي الذي سيعيد البشر إلى سطح القمر قرب القطب الجنوبي للقمر. وانتهى الفنيون من لحام الخزّان الذي يبلغ طوله 15.5 مترا داخل منشأة "ميشود" للتجميع التابعة لناسا في مدينة نيو أورليانز الأميركية.
وكان خزان الوقود العملاق الآخر (خزّان الهيدروجين السائل) للصاروخ أجريت عليه عمليات اللحام اللازمة من قبل بشكل كامل. وتعمل حاليا وكالة ناسا جنبا إلى جنب مع شركة الطيران الشهيرة "بوينغ" على تجهيز الخزّانات للمرحلة المقبلة.
تصنيع خزّانات الوقوديُعد تصنيع الأجهزة عملية متعددة الخطوات تتضمن اللحام والغسيل، وتزويد الأجهزة بالمعدات اللازمة فيما بعد. وتجري عملية التنظيف الداخلية بطريقة تشبه "الاستحمام" لضمان منع وصول أو دخول أيّ ملوثات إلى أنظمة الدفع والمحركات المعقدة في مرحلة ما قبل التشغيل الأوّلي.
وبمجرد اكتمال عملية التنظيف الداخلي، تُوضع الطبقة الأولية على الأجزاء الخارجية من جسم الخزّان والقِباب باستخدام أداة روبوتية آلية. وبعد ذلك يضع الفنيون نظام حماية حرارية باعتماد الرغوة على الخزّان لحمايته من درجات الحرارة القصوى التي يتعرض لها أثناء الإقلاع، كما يساعد هذا النظام في تنظيم الوقود الدافع "فائق التبريد" الموجود بداخل الخزان.
ويحتوي خزانا الوقود الدافعان للصاروخ معا على أكثر من 733 ألف غالون من الوقود الدافع المبرّد بشكل فائق، وهو ما يعادل نحو 2774700 لتر. ويُستخدم الوقود الدافع لغرض تشغيل أربعة محركات من طراز "آر إس 25″، كما ينبغي أن تظلّ درجة حرارة المحرّك متدنية للغاية ليظل الوقود سائلا، وإلا فإنّه سيتبخر، وهو ما نشاهده أحيانا من البخار المتسرّب من الصاروخ قبل لحظة الإقلاع.
ويترقّب العالم منذ اللحظة الأولى اكتمال مشروع أرتميس الذي تهدف به الوكالة إلى العودة للقمر برفقة أوّل رائدة فضاء وأوّل رائد فضاء دولي لغرض الاستكشاف العملي على سطح القمر، والنظر في الفوائد الاقتصادية التي من الممكن الاستفادة منها لصالح الأرض، وأخيرا تمهيد الطريق إلى توسّع فضائي آخر أكبر وهو الذهاب إلى الكوكب الأحمر المريخ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بوتين يأمر بإنتاج كميات كبيرة من السلاح الذي لا يقهر
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بمواصلة اختبار الصاروخ الباليستي الجديد فرط الصوتي أوريشنيك في الأوضاع القتالية، وذلك بعد استخدامه لضرب أوكرانيا، في حين يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) محادثات الأسبوع المقبل للبحث في إطلاق موسكو ذلك الصاروخ.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين بثه التلفزيون، "سنواصل هذه الاختبارات، وخصوصا في الأوضاع القتالية، بحسب تطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا".
وأشاد الرئيس الروسي بالقوة الخاصة لهذا السلاح الذي "لا يقهر"، قائلا إن نظام الأسلحة الذي تم اختباره أمس الخميس هو "ضمانة أخرى صادقة لوحدة أراضي روسيا وسيادتها".
كما أمر بوتين بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ أوريشنيك، وهو صاروخ باليستي جديد يفوق سرعة الصوت، أكدت روسيا إطلاقه أمس وإصابته مصنعا لمكونات الصواريخ في دنيبرو، وسط شرق أوكرانيا.
وبحسب بوتين فإنه لا توجد دولة أخرى في العالم تملك تكنولوجيا صواريخ مماثلة، ولكنه أقر بأن دولا أخرى ستطورها قريبا وربما خلال أعوام.
وجاء اجتماعه مع وزير الدفاع والمسؤولين عن تطوير الصاروخ في نهاية أسبوع شهد تصعيدا سريعا للنزاع في أوكرانيا.
وأعلن بوتين أن إطلاق الصاروخ أوريشنيك كان ردا مباشرا على استخدام قوات كييف للصواريخ التي زوّدتها بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الأراضي الروسية لأول مرة.
وفي كلمته التي بثها التلفزيون الروسي، قال بوتين إن النزاع في أوكرانيا اتخذ الآن "طابعا عالميا"، محذرا الغربيين من أن روسيا "مستعدة لكل السيناريوهات".
وأضاف أيضا أن موسكو تحتفظ بالحق في ضرب الدول الغربية التي تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب الأراضي الروسية.
رسالة روسيةمن جهته، قال الكرملين اليوم الجمعة إنه "على ثقة" من أن الولايات المتحدة "فهمت" رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما أطلقت موسكو صاروخا على أوكرانيا قادرا على حمل رأس نووي.
وأوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين غداة الضربة الصاروخية أن "الرسالة الرئيسية هي أن القرارات والأفعال المتهورة التي تتخذها الدول الغربية التي تنتج الصواريخ وتزود أوكرانيا بها ثم تشارك في ضربات على الأراضي الروسية، لا يمكن أن تمر دون رد فعل من روسيا".
وسبق أن اتهمت موسكو كييف بمهاجمتها مرتين هذا الأسبوع بصواريخ غربية استهدفت الأراضي الروسية وهو ما تعبره روسيا "خطا أحمر".
أوكرانيا والناتومن جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، أن بلاده تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة حديثة للدفاع الجوي بعدما استهدفتها روسيا هذا الأسبوع بصاروخ باليستي فرط صوتي.
وقال زيلينسكي، في مقطع مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن وزير الدفاع الأوكراني تواصل مع شركاء كييف للحصول على أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديدا "نوع من الأنظمة يمكنه أن يحمي الأرواح في مواجهة أخطار جديدة".
كما اعتبر الرئيس الأوكراني أن روسيا تسخر من دعوات حليفها الصيني إلى ضبط النفس حين تطلق صاروخا من الجيل الجديد على أوكرانيا.
ويعقد الناتو وأوكرانيا محادثات الأسبوع المقبل في بروكسل للبحث في إطلاق روسيا صاروخا باليستيا فرط صوتي على منطقة دنيبرو، وفق ما قاله دبلوماسيون اليوم الجمعة.
ومن المقرر أن يعقد هذا الاجتماع الذي دعت إليه أوكرانيا، الثلاثاء المقبل، على مستوى السفراء، في حين قالت ناطقة باسم الناتو إن استخدام هذا (السلاح الروسي) لن يغير مسار الحرب ولن يمنع الناتو من دعم أوكرانيا، في ظل تواصل الحرب الروسية الأوكرانية لأكثر من عامين.