اليوم 24:
2025-02-07@11:14:13 GMT

نسيم إماراتي عليل ينعش مصر

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

زائر القاهرة هذه الأيام سيلمس، لا محالة وبسهولة، الحمل الثقيل الذي ينهك كاهل مصر ويقض مضجعها. مصر هذا البلد المحوري والاستراتيجي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعيش في محيط أمواجه دائمة التلاطم، ولا يبدو أنه مقبل على انفراجة، بدءاً بالوضع في الجارة الغربية ليبيا، وحرب الأشقاء في السودان جنوباً، والنظرة الاستئسادية لإثيوبيا إزاء مياه وادي النيل، إضافة إلى غليان بركان قطاع غزة الذي ينزف ويقذف حمم الفواجع والمواجع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهي أزمات ومخاطر تضع الأمن القومي المصري على المحك.

إلى جانب كل ذلك، تصاعدت حدة الأزمة الاقتصادية متمثلة في تضخم تاريخي، ودين خارجي قدره 165 مليار دولار، ما جعل الاستقرار الاجتماعي في مصر مهدداً.

بيد أن هبوب نسيم إماراتي عليل على هذا البلد العربي الذي تجاوز عدد سكانه المئة مليون نسمة، أنعش الآمال لدى غالبية الشعب المصري. هي آمال يستشفها المرء لدى سائقي سيارات الأجرة، والناس في الشارع وعمال المطاعم وبائعي التجزئة في الأسواق الشعبية وكبار القوم في البلد وصغارهم، وأيضاً من خلال اشتعال “الترند” في وسائل التواصل الاجتماعي في البلد.

يوم الجمعة الماضي، كان يوماً مشهوداً في أرض الكنانة، فقد أُعلن في القاهرة عن صفقة استثمارية وصفها رئيس الحكومة مصطفى مدبولي بأنها “أكبر شراكة استثمارية” بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة.

يتعلق الأمر بمشروع “رأس الحكمة” الذي يعتمد على استثمار أجنبي مباشر قدره 35 مليار دولار، ستحصل مصر بموجبه على نسبة 35 في المئة من أرباح المشروع الذي يتوقع أن يدر أرباحاً قدرها 150 مليار دولار. هذا مع ضرورة الإشارة إلى أن ودائع إماراتية لدى مصر قدرها 11 مليار دولار أُدخلت ضمن مبلغ الصفقة.

تروم الصفقة بناء عدد من المدن الجديدة، من الجيل الثاني، لتنمية الساحل الشمالي الغربي في منطقة “رأس الحكمة”، مشكّلة بارقة أمل كبيرة للحكومة المصرية باعتبارها تجسد مستقبل الاستثمار السياحي في البلاد، وتجعل من مصر نقطة مضيئة في خريطة السياحة العالمية والمتوسطية في بحر السنوات الخمس المقبلة.

سيقام المشروع الضخم على مساحة 170 مليون متر مربع من المنطقة الواقعة في شمال غربي البلاد، والتي تبعد حوالي 350 كيلومتراً عن القاهرة.
من إيجابيات المشروع أيضاً أنه سيوفر سيولة نقدية من العملات الصعبة، ويكبح جماح التضخم ويقضي على السوق السوداء، ما سيسهم في استقرار سوق النقد الأجنبي وتحسين الوضع الاقتصادي للبلد.

ولئن ساد انشراح واسع في الشارع المصري، هناك كذلك من لا يعجبه العجب، ويرى أن التخصيص وبيع الأصول الثابتة ليس سوى تعامل لحكومة مدبولي مع أزمات البلاد بـ”القطعة”.
لكن الواقع يقول إنه عقب إبرام صفقة “رأس الحكمة” تراجعت أسعار العملات في السوق السوداء. فبعدما كان الدولار الواحد يتجاوز الـ60 جنيهاً نزل سعره إلى 53 جنيهاً.

إن دور الحكومات يكمن بالدرجة الأولى في خلق الأمل وليس حل المشكلات دفعة واحدة. فحينما يكون هناك أمل تكون هناك عزيمة للقضاء على المشكلات بلا هوادة، وبالتالي فإن صفقة “رأس الحكمة” تبقى الخطوة الأولى في “رحلة الألف ميل”.

في سياق ذلك، هناك في مصر من يعتقد أن التركيز على الاستثمار السياحي له مخاطره الأخلاقية، لكن رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويريس قال في تغريدة له نشرها في موقع “إكس” إن المهم في هذه الصفقة “هو تدفق العملة الأجنبية على مصر وفك أزمتها، واستقرار سوق الصرف، والعمالة المصرية التي ستُفتح لها فرص عمل جديدة، إلى جانب رفع مستوى العمارة والتنفيذ والتخطيط في مدينة جديدة وعصرية في مستوى دبي”، قبل أن يشير إلى أن العقار والفنادق “تشغل صناعات كثيرة مثل الحديد والأسمنت والآثار والمفروشات وغيرها”.

إن ضريبة الأخلاق تظل مستحقة على كل السياحات المزدهرة أو الواعدة، لكن مع ذلك تبقى للسياحة إيجابياتها الكثيرة باعتبارها عنصراً أساسياً في الدفع بعجلة التنمية في أي بلد.

هناك أيضاً من اعتبر الصفقة مجرد مسكنات للألم المزمن الذي يعانيه الاقتصاد المصري، باعتبار أن مصر هذا العام (2024) عليها سداد 42 مليار دولار أقساطاً وفوائد ديون خارجية، وأن مبلغ صفقة “رأس الحكمة ” (35 مليار دولار)، يبقى مجرد إبرة في كومة قش، ولا يكفي لسداد أقساط الديون المستحقة على القاهرة.

وفي انتظار صفقات ومشاريع أخرى، تظل الحقيقة الأكيدة البادية للعيان هي أن المبادرة الاستثمارية الإماراتية أنقدت مصر من الدخول في أتون صعوبات اقتصادية مزمنة، ومكنتها على الأقل من استبدال ذلك بإمكانات تمويلية من سوق السندات الدولية للاقتراض، حتى تخرج من المنطقة الحمراء في مؤشرات صندوق النقد الدولي.

ثمة قناعة لدى الإمارات ومعظم دول الخليج مفادها أن انهيار مصر هو انهيار للمنطقة العربية كلها، وبالتالي لا يمكن الوقوف كمتفرج أمام ما يحدث لاقتصادها، وكما قال مرة المفكر المصري الراحل لويس عوض في معرض حديثه عن الأزمات والأنواء التي اعترضت بلاده “إن مصر مهما عتمت بتطلع فيها الشمس”.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: ملیار دولار رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

13 مليار دولار أصول دبي لصناعات الطيران

 
دبي (الاتحاد)
أعلنت «دبي لصناعات الطيران المحدودة» نتائجها المالية للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024، التي أظهرت تسجيل الشركة ارتفاعاً في الأرباح قبل الضرائب بنسبة 45%، لتصل إلى 532.3 مليون دولار، مقارنة مع 366.3 مليون دولار للعام 2023، وزيادة في الإيرادات بنسبة 9% لتصل إلى 1.42 مليار دولار، مقارنة مع 1.31 مليار دولار.

ووفقاً للنتائج ارتفع إجمالي أصول دبي لصناعات الطيران إلى 13.03 مليار دولار بنهاية 2024 مقارنة مع 12.26 مليار دولار في عام 2023، في حين بلغ صافي القروض والاقتراضات 7.9 مليار دولار مقارنة مع 7.5 مليار دولار، وبلغت السيولة المتاحة 3.78 مليار دولار مقارنة مع 3.06 مليار دولار في 2023.
وأظهرت نتائج العمليات التشغيلية استحواذ الشركة على 83 طائرة خلال 2024 منها 30 طائرة مملوكة و53 طائرة مدارة، في حين بلغ عدد الطائرات المباعة 68 طائرة منها 19 مملوكة و49 مدارة، وبلغ إجمالي اتفاقيات التأجير والتمديدات والتعديلات الموقعة 233 اتفاقية منها 190 لطائرات مملوكة و43 لطائرات مدارة، مع اتفاقيات تأجير طويلة الأمد لـ17 طائرة بوينج 737 ماكس مع الخطوط الجوية التركية، وإيستار جيت، وخطوط هاينان الجوية.
وقال فيروز تارابور، الرئيس التنفيذي لشركة دبي لصناعات الطيران: شهدنا في العام 2024 أداء مميزاً حيث اتخذت الشركة خطوات مهمة من خلال استحواذها على 83 طائرة مملوكة ومدارة، ما أدى إلى رفع الإيرادات بنسبة 9% وزيادة الأرباح قبل الضرائب بنسبة 45%، وقد مكننا هذا من تحقيق نتائج قوية في هامش الربح قبل الضريبة والعائد على حقوق الملكية. وتعتبر ميزانيتنا العمومية اليوم أقوى من أي وقت مضى، ولا تزال مقاييسنا لكفاية رأس المال والسيولة والتمويل ضمن النطاقات المحددة، وهو ما انعكس في إجراءات التصنيف التي اتخذتها كل من وكالتي موديز وفيتش خلال العام".

 

مقالات مشابهة

  • مستشار حكومي: حجم الاستثمارات في العراق يصل إلى نحو 60 مليار دولار
  • كونسنتركس تستثمر مليار دولار.. أكبر توسع في تاريخ التعهيد المصري
  • «المركزي المصري»: أكثر من 58 مليار دولار حجم ودائع العملات الأجنبية في بنوك مصر
  • 13 مليار دولار أصول دبي لصناعات الطيران
  • «المركزي المصري»: فائض صافي الأصول الأجنبية للبنوك في مصر ينخفض لـ 5.2 مليار دولار بنهاية 2024
  • المركزي المصري: أرصدة الذهب في احتياطي النقد الأجنبي تسجل 11.416 مليار دولار «لأول مرة»
  • صفقة بي بي في كركوك.. اتفاق وشيك لاستثمار بـ25 مليار دولار
  • بيل غيتس: حددت مع أبنائي الثلاثة المبلغ الذي سأتركه لهم
  • بيل غيتس: حددت مع أبنائي الثلاث المبلغ الذي سأتركه لهم
  • 4.55 مليار درهم أرباح بروج في 2024