قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر الكنعاني، اليوم الخميس، إن كل اقتراع للشعب الإيراني في الانتخابات التشريعية الإيرانية، هو بمثابة ختم الموافقة على استقلال إيران السياسي وسياستها الخارجية "لا الشرقية ولا الغربية" المستمدة من الديمقراطية الدينية والمبنية على المصالح الوطنية".

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية في مقابلة مع وكالة إيرنا، أن إيران خلال العقود الأربعة الماضية، هي أفضل مثال على الديمقراطية الدينية ولعب الأدوار المباشرة، مضيفا: "لقد كان الشعب هو الذي يحدد المصير السياسي للبلاد بشكل مباشر، وقد حاول أعداء النظام إنكار هذه الحقيقة وقلبها رأساً على عقب من خلال اللجوء إلى "إمبراطوريتهم الإعلامية ومتحدثي الأكاذيب".

وأشار كنعاني إلى أن الحضور القوي والملتزم والمخلص والبصير لأبناء النظام والثورة في الأحداث الكبرى والمصيرية التي تشهدها البلاد كان دائماً "أحد أهم مكونات القوة الناعمة للبلاد" والقوة الناعمة للبلاد، وهو سبب هزيمة مخططات الأعداء الحاقدة ونظام الهيمنة الذي تقوده الولايات المتحدة على إيران.

وشدد على أنه منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية، أينما نزل الناس إلى الميدان، تراجع العدو، لافتا إلى أن هناك العديد من مخططات الأعداء ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك العقوبات القاسية واللاإنسانية إن خلق مسافة بين الشعب والنظام والقيادة، وكذلك الفجوة بين الحكومة والأمة، كان في محور هذه التصاميم، ومن المثير للاهتمام أن أولئك الذين فرضوا العقوبات غير المسبوقة في التاريخ الإنساني على الأمة الإيرانية و"لم يعفوا حتى أدوية المرضى المستعصيين من العقوبات"، ووضعوا حجر الأمة الإيرانية على صدورهم.

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن أحد الجهود المستمرة التي يبذلها أعداء الأمة الإيرانية اللدودون هو إضعاف الدوافع الوطنية لتقليل حضور الأمة في صناديق الاقتراع.

وأكد الكناني على أن الاستقلال السياسي الإيراني وعدم التبعية السياسية لكتل ​​القوى الأجنبية كان إنجازا لا يعوض ضمن مجموعة الإنجازات الرائعة التي حققها الشعب الإيراني نتيجة انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، والحفاظ على الاستقلال السياسي وترسيخه دائما ومستمرا. يتطلب الحماية والحماية.

وقال إن كل اقتراع للشعب الإيراني في صناديق الاقتراع هو بمثابة ختم الموافقة على الاستقلال السياسي والسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، المشتقة من الديمقراطية الدينية والمبنية على المصالح الوطنية.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن المشاركة في الانتخابات التشريعية الإيرانية تعني "دعم السياسة الخارجية الكريمة والمرجعية لـ طهران " في مواجهة عالم العنف الذي يقوده النظام الأمريكي والمحور الصهيوني الأمريكي الشرير في العالم". 

وتابع: "ليعلم العالم وشعب إيران أن كل ورقة تصويت في الانتخابات المقبلة ستعني رفع علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشامخ في ساحة معركة الإرادات في ميدان السياسة الخارجية المضطرب".

رغم العقوبات.. روسيا تصدر تقنيات إنتاج النفط والغاز إلى إيران مقتل وإصابة 8 من ميليشيات إيران بغارة إسرائيلية على ريف دمشق

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايران المتحدث بأسم وزارة الخارجية الإيرانية وزارة الخارجية الايرانية طهران المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإسلامیة الإیرانیة

إقرأ أيضاً:

إقبال أكبر برئاسيات إيران.. هل تؤثر النتائج على السياستين الداخلية والخارجية؟

طهران- بعد سجال شهدته المناظرات المتلفزة بين مرشحي جولة الإعادة في رئاسيات إيران؛ الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ سعيد جليلي، بلغت حمى الانتخابات ذروتها قبيل الصمت الانتخابي بين أنصار كلا المرشحين في الشارع ومنصات التواصل، مما شكل حافزا لرفع الإقبال في مراكز الاقتراع.

وبعد ساعة من فتح مراكز الاقتراع أبوابها اليوم الجمعة، قامت الجزيرة نت بجولة ميدانية في عدد من أحياء العاصمة طهران بدءا من منطقة نواب (غرب) ثم ساحة خراسان (جنوب) وصولا إلى نارمك وطهران بارس (شرق)، وحاورت عددا من الناخبين الذين تباينت هواجسهم رغم الإجماع على أهمية المرحلة الراهنة.

وخلافا للمرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت الجمعة الماضية حيث شهدت مراكز الاقتراع إقبالا كبيرا منذ الساعات الأولى ثم تبددت الحشود مع اقتراب ساعات الظهيرة، فإن البرود خيم على المشهد الانتخابي عقب الشروع بالتصويت، لكن سرعان ما شهدت صناديق الاقتراع إقبالا أكبر من المرحلة الماضية.

رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي في أحد مراكز الاقتراع جنوبي طهران (الجزيرة) حضور رسمي

ويزداد الحضور الشعبي في مراكز الاقتراع كثافة تزامنا مع حضور المسؤولين الإيرانيين للإدلاء بأصواتهم، فلا يمكن مقارنة معدل الحضور الشعبي في "مسجد لور زاده" (جنوبي طهران) خلال ساعات الصباح مع الدقائق القليلة التي حضر فيها رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي.

وبلغ الحضور الشعبي ذروته في جامع "النبي" المجاور لساحة هفت حوض بحي نارمك شرقي العاصمة، تزامنا مع حضور الرئيس الإيراني بالنيابة محمد مخبر قبل ظهر اليوم الجمعة.

ومن خلال رصد المشاركة الشعبية في 6 مراكز اقتراع، سجلت المرأة الإيرانية حضورا بارزا في الجولة الثانية مقارنة بالمرحلة السابقة، بيد أن مراكز الاقتراع تكاد تخلو -هذه المرة- من جيل الشباب لا سيما أولئك الذين يُفترض أن يشاركوا لأول مرة في الانتخابات بعد بلوغهم 18 عاما.

حضور بارز للمرأة الإيرانية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية (الجزيرة)

واستطلعت الجزيرة نت آراء نحو 12 ناخبا عقب الإدلاء بأصواتهم، تباينت في الجهة التي صوتوا لصالحها والهواجس التي أتت بهم إلى صناديق الاقتراع، لكن الحديث عن "أهمية هذا الاقتراع ودوره في تحديد مصير الشعب والدولة" كان بيت القصيد في تصريحات الناخبين والنخبة السياسية.

وبينما يفيد فريدون (73 عاما) بأنه صوت لصالح المرشح الإصلاحي حتى يكون أول رئيس على مستوى العالم قد بلغ مرتبة البروفيسور الجامعي، تقول "مهرانه" (64 عاما) إنها صوتت في الجولة الثانية رغم مقاطعتها في الدورة الأولى بعد اتضاح توجهات المرشحين في المناظرات الثنائية لا سيما بخصوص الملفات الثقافية والاجتماعية.

في المقابل، تقول الحاجة "عذراء" (82 عاما) إنها حرصت على التصويت مبكرا لصالح جليلي لإكمال الخطوة التي اتخذتها الجمعة الماضية، لكنها بقيت منقوصة بعد عجز أي من مرشحي التيار المحافظ عن كسب غالبية الأصوات. وشددت على أن الشعب الإيراني -ورغم الضغوط الاقتصادية- لن يسمح بتقديم البلاد على طبق من ذهب للأعداء، على حد قولها.

بعض مراكز الاقتراع شهدت إقبالا واسعا قبيل ساعات الظهيرة (الجزيرة) امتعاض

وبينما يرى محمد (44 عاما) أنه لا يعول على قدرة المرشح الإصلاحي في إحداث تغيير وتحسين الوضع المعيشي لكنه لا يمكن أن يقف متفرجا على مصادرة إرادة الشعب، يؤكد رجل الدين أمير حسين (32 عاما) على أهمية نتيجة جولة الإعادة انطلاقا من اعتقاده أنه لا مجال للتفاوض -بعد- على قدرات البلاد النووية بعد بلوغها العتبة النووية.

من ناحيته، يشير عالم الاجتماع مجيد أبهري إلى أن جولات الإعادة في إيران -عادة- تشهد تراجعا في الإقبال، لكن ذهاب الانتخابات الرئاسية الجارية إلى المرحلة الثانية بحضور مرشحي التيارين الإصلاحي والمحافظ حركت الأصوات الرمادية والطبقة المقاطعة جراء السجال الذي شهدته المناظرات الثنائية.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرجع أبهري سبب مقاطعة 60% من الناخبين في الجولة الأولى إلى امتعاضهم من تدهور الوضع المعيشي وتراجع قيمة العملة الوطنية بوتيرة متصاعدة، مما أدى إلى فقدان شريحة من المجتمع ثقتها بقدرة الحكومات المتعاقبة على تحسين الاقتصاد.

ورأى أستاذ علم الاجتماع أن شريحة كبيرة من الإيرانيين يشاركون في الانتخابات انطلاقا من مسوقات دينية، على غرار شريحة أخرى تشارك في الاستحقاقات الانتخابية لإنجاح الخطاب السياسي الذي تؤمن به. وأضاف أن الناخب الإيراني قد يعزف عن التصويت تارة لتسجيل اعتراضه بشأن الوضع الراهن لكن لا يعني ذلك معارضته للنظام، وأنه قد يعود عن سياسة المقاطعة عندما يستشعر أهمية صوته في مستقبل بلاده.

وخلص أبهري إلى أن برامج وخطط أي من المرشحين حيال الملفات الداخلية وهواجس المواطن، ستلعب دورا بارزا في تحديد نسبة المشاركة في جولة الإعادة من جهة وحسم نتيجة الانتخابات من جهة أخرى.

السياسة الخارجية

وبشأن أهمية جولة الإعادة لدى النخبة الإيرانية وتأثرها بالتطورات الإقليمية والدولية، يرى الدبلوماسي سفير طهران الأسبق في موسكو ناصر نوبري، أن نتيجة انتخابات اليوم ستنعكس مباشرة على تموضع بلاده في العالم الذي يمر بمرحلة انتقال من الأحادية إلى عالم متعدد الأقطاب.

وفي حديثه للجزيرة نت، يشير نوبري إلى اقتراب موعد رئاسيات أميركا 2024 وإمكانية فوز أي من مرشحي الجمهوريين دونالد ترامب والديمقراطيين جو بايدن خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويعتقد أن نتيجة رئاسيات إيران ستترك بصمة بارزة بشأن إمكانية نزع التوتر أو زيادته مع القوى الغربية.

ولدى إشارته إلى الحروب التي تعصف بأوروبا الشرقية والقوقاز والشرق الأوسط منذ سنوات، لا يستبعد نوبري دحرجة كرة الحرب المتواصلة على غزة منذ 9 أشهر إلى لبنان، مما قد يؤدي إلى إضرام النار بالمنطقة برمتها.

وأكد أن رؤية الرئيس الإيراني المقبل حيال ملفات المنطقة وقدرته على احتواء التوترات ستنعكس مباشرة على التطورات الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • مسعود بزشكيان رئيساً لإيران.. هل تغير نتائج الانتخابات المشهد السياسي؟
  • الانتخابات الإيرانية.. مفاجآت وحيوية وصناعة نموذج
  • بدء فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. عزوف واسع دفع السلطات لتمديد التصويت
  • إقبال أكبر برئاسيات إيران.. هل تؤثر النتائج على السياستين الداخلية والخارجية؟
  • الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية تنطلق في بيروت
  • بدء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الـ 14 في عموم إيران وخارجها
  • المرشح بزشكيان يتحدث لـبغداد اليوم: طهران ستعتمد الحوار بدل القوة
  • ‎تعرض المتحدثة باسم حكومة فرنسا للاعتداء خلال حملة انتخابية
  • إيران.. الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية