محمد زويد يكتب: بوجبا الذهب الذي صدأ بسبب تصرفاته
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
لا سيما أن بول بوجبا لاعب خط الوسط الفرنسي، يعتبر أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العقدين الأخيرين، من حيث المهارة الفنية والبدنيّة والفكرية.
كان من المبدعين في كرة القدم، لا أحد يقدر على نسيانه، ولا أحد يستطيع تجاهل لاعب بهذا الحجم.
لكنه كان دائما صاحب فكر عقيم في تطوير عقله والتأقلم والتعايش في الظروف التي كان يمر بها، لذلك لم نستمتع به كثيرًا في الملاعب كما كنا نرغب.
كان بإمكانه أن يصبح من أساطير خط الوسط في تاريخ كرة القدم، وكان أحد أفضل اللاعبين الذي يعتم عليهم المنتخب الفرنسي في تشكيلته الأساسية بشكل دائم في السنوات الأخيرة.
بوغبا الذي شارك في فوز منتخب بلاده بكأس العالم عام 2018 بأداء أكثر من رائع، اليوم على حافة اعتزال كرة القدم بعد إعلان " الفيفا " إيقافه لمدة 4 سنوات بسبب تعاطيه للمنشطات.
لا أحد ينسى أهداف بوغبا الخيالية في كأس العالم، ورفقة يوفينتوس ومانشستر يونايتد، ولا تسديداته التي ما دام أبهرت عشاق ومتابعي كرة القدم.
إلا أن صباح اليوم تفاجئ الجميع بأن " الفيفا " قررت إيقاف صاحب الـ 30 عام لمدة أربع سنوات عن ممارسة كرة القدم.
وفيما يلي نستعرض لكم أبرز ما جاء في مسيرة بول بوغبا منذ نشأته:
وُلد بوغبا في أجني سور، وانضم إلى فريق شباب نادي لوهافر في الدوري الفرنسي في عام 2007، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد بعدها بعامين، ليبدأ مسيرته الكروية مع مانشستر يونايتد.
أقنعته مشاركته المحدودة بالرحيل والانضمام إلى يوفنتوس الإيطالي في صفقة انتقال مجانية في عام 2012، حيث ساعد النادي على الفوز بأربعة ألقاب متتالية في الدوري الإيطالي، بالإضافة إلى لقبين في كأس إيطاليا ولقبين في كأس السوبر الإيطالي.
خلال الفترة التي قضاها في إيطاليا، أثبت بوغبا نفسه كواحد من أكثر اللاعبين الشباب الواعدين في العالم وحصل على جائزة الفتى الذهبي في عام 2013، وتلتها جائزة برافو في عام 2014.
في عام 2016، تم اختيار بوغبا في فريق اليويفا لعام 2015، وكذلك فيفبرو 2015، بعد مساعدته يوفنتوس في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2015 لأول مرة منذ 12 سنة.
أدى أداء بوغبا في يوفنتوس إلى عودته إلى مانشستر يونايتد في عام 2016 كأغلى صفقة انتقال لاعب في التاريخ آنذاك، حيث بلغت قيمة الصفقة 105 ملايين يورو (89.3 مليون جنيه إسترليني).
وهذه المبلغ لا يزال أعلى مبلغ يدفع نادي إنجليزي على لاعب واحد في سوق الانتقالات.
في موسم عودته الأول، فاز كأس الرابطة والدوري الأوروبي.
وفي موسم 2018–19، اُختير في فريق العام من اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين.
على الصعيد الدولي، قاد بوغبا فرنسا للفوز بكأس العالم تحت 20 سنة 2013 وحصل على جائزة أفضل لاعب عن أدائه خلال البطولة.
وشارك لأول مرة مع الفريق الأول بعد عام من ذلك وظهر بشكل بارز في كأس العالم 2014، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب شاب عن أدائه. مثّل لاحقًا منتخب بلاده في بطولة أمم أوروبا 2016 على أرضه، واحتل المركز الثاني.
وساهم في تتويج فرنسا بكأس العالم 2018 وسجَّل في المباراة النهائية.
ليتأكد أنه ما دام لم تستغل الفرصة وتعمل على تطوير نفسك والتكييف مع الصعاب حتى وإن كنت من المبدعين، ستصبح بلا قيمة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء
تستهدف المعايشة التربوية، صَقْل خبرات التعلم بصورة وظيفيّة، لدى المتعلمين، والعمل على ربْطها بالواقع المُعاَش؛ كي يتسنّى للمتعلم أن يستشعر قيمة ما يكتسبه من خبرات معرفيّة، ومهاريّة، ووجدانيّة، وهنا نتحدث بصورة مُركّزة على فلْسفة التكامل في بناء الإنسان، والذي لا يتأتى بعيدًا عن التخطيط لبعض البرامج المقصودة التي تُسْهم في تحقيق المُراد؛ لذا من ينادِي بالمُعايشة التربوية سواءً في البيئة التعليمية، أم ساحات المؤسسات الرسميّة، أم خارج هذا الإطار، فإنه يرى أنها فرصةٌ سانحةٌ؛ لبناء سليم يخرجنا من بوْتقة التقليدية، وزخَم اعتياد بعض الممارسات، والأداءات بعينها.
والمعايشة التربوية يلْزمها تجهيزات تحقق أمرين مُهمّيْن، أولهما ينْبري حول توافر البيئة الآمنة، وثانيهما يقوم على الدَّعم اللُّوجسْتي اللازم؛ لتنفيذ مهام الأنشطة، التي يؤديها المتعلمون داخل إطار المعايشة، وفق جدولها الزمنيّ، وتعليماتها المُحددَّة، وتحت إشرافٍ، وتوجيه من المعلم، أو ممن يقوم بإدارة بيئة المعايشة التربوية؛ ومن ثم نضْمنُ توافر المُعْطيات الرئيسة، التي من شأنها أن تساعد في إنْجاح المُعاَيشَة.
وثَمّتْ وجهة نظر، يتوجب طرْحُها بشأن المُعاَيشَة التربوية، تكْمن في تعميم المسْئولية تجاه تحقيق غاياتها المنْشُودة؛ ومن ثم يجب أن تشارك كافة مؤسسات الدولة، في توفير الدعم اللازم، بما يضمن نجاح مسْتهدفات المُعاَيشَة التعليمية؛ لذا فإن إتاحة ساحات الملاعب، والأنْدية، أو المصانع، أو المراكز البحثيّة، أو الفنادق السياحيّة القريبة من المحميّات، والمناطق الأثريّة، والبحريّة، أو غير ذلك من مقدّرات المؤسسات الرسميّة بالدولة بصورة منظمة، وتحت إشراف مؤسسيّ، يُثْري بيئات المُعاَيشَة التربويّة؛ ومن ثم نتوقع نتائجَ مُبْهِرة، جرّاءَ هذا التعاون الإيجابيّ في صورته الشُّموليّة.
لنا أن نتصوّر الفوائدَ التي تتمخَّضُ عن مُعاَيشَة المتعلم، عبْر الزّيارات إلى أماكن التصنيع، ورؤْية العين لمسارات العمل، والإنتاج، وما يحدث أثرًا لزيارة ما نمتلكه من متاحفَ، ومواقع أثريّة، في شتّى ربوع الوطن، وما يعزز لديه من شغف العلم جرّاءَ زيارة المُخْتبرات، والمعامل الكبرى، التي تجري بها البحوث، والتجارب، وما يكتسبه من مهارات حيال ملاحظة مباشرة لأداء المهن، والحِرَف، في بيئاتها المختلفة، وما يقع في نفْسه، أثناء تواجده في خِضَمّ مشروعات قوميّة، يشاهد خلالها نتاجًا، وعملًا مستمرًا، وصورة مُبْهرةً لمشهد الإعْمار، وفق مخططاته الاسْتراتيجيّة، إلى غير ذلك من صور المُعاَيشَة ، التي يصعب حصْرها.
إذا ما أردنا أن نُعزز ماهية ما نسميه (اتيكيت) التعامل؛ فلا أفضلَ من المُعاَيشَة التربويّة التي تغْرِسُ في ذهن المتعلم قيم التَّعامل الرّاقي، وتحثَّه على الالتزام بالوقت، وتقدير أهميّته، وقيمته، وهنا نحصد سلوكًا مُنْضبطًا، يتماشى مع ما تم التوافق عليه من قواعدَ يتم الإعلان عنها قبل البِدء في فعاليات المُعاَيشَة، ومسارات العمل في أنْشطتها؛ فرُغْم كثافة الأعداد في بعض الأحيْان؛ إلا أن الاصْطِفاف السّريع، وسُرْعة الاستجابة، والعمل بالقواعد، وتنفيذ التعليمات تقضي على العشوائيّة، والتخبط، ولا تدعُ مجالًا للفوضى، أو الارتباك في المشهد العام.
إنّ تكامل البناء يكمن في تعْضيد فلسفة الاعتماد على النفس، من قِبلِ كل متعلم داخل إطار المُعاَيشَة التربويّة، وهذا لا ينْفكُّ عن مراعاة شعور الآخرين، والاتّزان الانْفعالي، وكَبْح الممارسات التي تضِيرُ بالغير، وتُحْدثُ نوعًا من زعْزعة الاستقرار داخل المجموعات، أو بينها، وهنا يتبادر إلى الذهن ضرورةُ تدريب المتعلمين على التّواصل الكليّ، مع معلمهم أثناء المُعاَيشَة التربويّة؛ فما أرْقى استيعاب لُغَة الجسد! كلغةٍ للتواصل؛ فيشعر الفرد ما تُبْديه النّظرات، وما تُعْنيه الإشاراتُ، وما تحمله ثنايا تعبير الوجه من انفعالات تحمل القبول، أو الرفض للممارسات، وهذا لا يعني أننا بصدد تجاهل التّواصل اللفظيّ؛ لكن نرغب في المزيد من ترْقية الوِجْدان عبر الإحساس في صورته الحميدة.
إنّ ما تقوم به مُؤسْسَتُنَا التربويّة، داخل أسْوارها، من مهام، تُعد عظيمةً في مجملها، وما تستهدفه المُعاَيشَة التربوية، خارج، أو داخل الأسْوار من قُبيل التكامل، في إحداث بناء إنسانٍ قادرٍ على العطاء، مُعْتمدًا على ذاته، لديه ثِقةٌ في قدراته، لا يعوُقُه الخطأُ، بل يتعلّمُ منه، وينْطلقُ بقوة نحو اكتساب المزيد من الخبرات، والتعمق في خلَجَاتِها، ولا تعوُزُه نُدْرةُ المُقوّماتُ؛ لكن يسعى دومًا إلى حل ما يواجه من مُشْكلاتٍ؛ ومن ثم يتغلبُ على صور التحدّيات الآنيةِ منها، والمُسْتقبليّة.