انتهت يوم أمس أعمال قمة العرب للطيران 2024 ، الحدث الرائد لقطاع الطيران والسياحة في المنطقة، والتي انعقدت في مركز الحمرا العالمي للمعارض والمؤتمرات في رأس الخيمة. وناقشت القمة مجموعة متنوعة من الموضوعات المهمة بما في ذلك تأثير التقنيات المتطورة، وتغير توقعات المستهلكين، والحاجة إلى مزيد من التعاون لزيادة الاستثمارات المستدامة في قطاع الطيران، والضغوط الناجمة عن نقص قطع الغيار وتأخر عمليات التسليم، بالإضافة إلى استمرار مرونة أعمال الطيران التي تقود انتعاش القطاع ونموه.


أقيمت فعاليات النسخة الحادية عشر من قمة العرب للطيران تحت شعار “استشراف مستقبل قطاع السفر”، وجمعت تحت مظلتها نخبة من أبرز خبراء القطاع على مدار يومين من الجلسات الحوراية والكلمات الرئيسية وفعاليات التواصل لبحث فرص وتحديات القطاع في منطقة الشرق الأوسط التي تعد واحدةً من أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم.
ناقشت الجلسات الحوارية للقمة النمو المستدام للقطاع في ضوء التحديات الاقتصادية الكلية والتوترات الجيوسياسية الراهنة. وتمحور جانب كبير من النقاشات كذلك حول دور وقود الطيران المستدام في تحول القطاع نحو مستقبل أكثر اخضراراً، حيث ناقش الخبراء الأساليب الأكثر فعالية التي يمكن لأصحاب المصلحة تبنيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. كما سلط خبراء القطاع الضوء على فجوة المهارات المتنامية في القطاع وتأثيرها على أصحاب المصلحة في ضوء ارتفاع الطلب على السفر.
ركزت أعمال اليوم الأول للقمة على الابتكارات الناشئة والتقنيات المتطورة التي من شأنها إحداث تحول جذري في قطاع الطيران، كما استعرضت فرص تبني وسائل النقل الجوي المتقدمة لتوفير تجارب سياحية فريدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتناول الخبراء كذلك الدور المحوري الذي تلعبه شركات الطيران الإقليمية في تحديد التوجهات العالمية وسلوكيات السفر للعملاء.
وقال راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، في اليوم الثاني من القمة: “حققت رأس الخيمة في عام 2023 أفضل أداء سياحي لها على الإطلاق مع استضافتها 1.22 مليون زائر مبيت لليلة واحدة، وتسجيلها ارتفاعاً كبيراً بنسبة 24% في عدد الوافدين الدوليين؛ وبذلك تتمتع بوضع جيد يؤهلها لتكون وجهة سياحية رائدة للمستقبل. وتساهم الاستثمارات المستمرة للإمارة في زيادة ترابطها الجوي، وتعزيز بنيتها التحتية السياحية، وبناء منظومة سياحية مستدامة تساعد على ترسيخ مكانتها بصفتها الوجهة الأسرع نمواً في المنطقة. ومع ارتفاع الطلب على الرحلات المفتوحة وتجارب السفر اللاتلامسية، ستغير التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة قواعد اللعبة ليتمكن المزيد من الأفراد والعائلات من الاستمتاع بتجارب السفر المتنوعة في الإمارة”.
بدوره قال عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي: “على الرغم من تعافي قطاع الطيران من آثار الجائحة، إلا أنه لا يزال يصطدم بالسياسات الاحترازية التي اتخذتها العديد من الدول خلال الأزمة الصحية العالمية. كما أن استمرار تحديات سلسلة التوريد والتضخم والظروف الاقتصادية العالمية تحدّ من نمو القطاع بشكل أوسع”. وأكد تفاحة أن تحقيق أهداف الاستدامة يكون بتشجيع شركات الطيران على استخدام الطاقة النظيفة بدلاً من معاقبتها، وأشار إلى أن تبني التقينات الرقمية عبر جميع نقاط الاتصال في رحلات السفر سيكون أمراً بالغ الأهمية لسد الفجوات التكنولوجية في القطاع.
من جانبها، أكدت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة، على أهمية الطيران لنمو قطاع السياحة، ودعت جميع أصحاب المصلحة إلى التعاون لتحسين مستويات الاستدامة في القطاع. وقالت سيمبسون بهذا الصدد: “تبشّر الإمكانات التكنولوجية والأطر التنظيمية المرتبطة بوقود الطيران المستدام في وضع القطاع على مسار الاستدامة؛ ومع ذلك، يتعين على الحكومات تكثيف جهودها من خلال السياسات الداعمة لحفز النمو حتى عام 2050”.
وناقش الخبراء في اليوم الختامي للقمة كفاءة التكلفة والمرونة المالية التي توفّرها أنشطة تأجير الطائرات، وأهمية ذلك لدفع عجلة نمو القطاع مع تزايد الطلب على السفر الجوي عالمياً. وأشار ستيف ريمر، الرئيس التنفيذي لشركة “التافير إل.بي.”، إلى أن الطلبات القوية والقيود المستمرة في توريد الطائرات إتاحت إمكانات مهمة لنمو سوق تأجير الطائرات. وبدوره أشار طارق الغزيري، الرئيس التنفيذي المساعد في شركة “أفي ليس” لتأجير الطائرات، إلى أن شركته – التي تأسست منذ 18 شهراً فقط – تحرص على اغتنام جميع فرص الاستثمار المتاحة في المنطقة، وتسعى للتوسع في الأسواق الدولية وتحقيق تصنيف من الدرجة الاستثمارية تماشياً مع استراتيجية رؤية المملكة 2030.
أقيمت قمة العرب للطيران 2024 بالتعاون مع هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، وحظيت بدعم من شركاء القطاع العالميين مثل “إيرباص” و”سي إف أم” و”كولينز أيروسبيس” و”أكاديمية T3 للطيران” وغيرها.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نهاية عليزا ماغن.. نائبة رئيس الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب

توفيت نائبة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابقة، عليزا هاليفي ماغن، عن عمر ناهز الـ88 عامًا، والتي وُصفت في الإعلام العبري بأنها "القائدة الرائدة".

في بيان رسمي، نعى مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نائبة رئيس الموساد السابقة، مشيدًا بما وصفه بـ"دورها القيادي والتاريخي" في الجهاز، ولكن خلف هذه الكلمات، تكمن قصة طويلة من الدماء الفلسطينية، والعمليات السوداء، والتدخلات التخريبية في العالم العربي.

وُلدت عليزا هاليفي ماغن في القدس المحتلة، وتم تجنيدها لجهاز الموساد في شبابها، حيث بدأت العمل في "المهام الخاصة"، وهو الاسم الذي يُطلق عادة على العمليات القذرة التي تشمل الاغتيالات والتجسس وتفكيك شبكات المقاومة.

وظهر اسمها خلال عملية الماس عام 1966، التي ساهمت خلالها في استقطاب طيار عراقي انشق بطائرته الميغ-21 إلى الاحتلال الإسرائيلي، ما شكل مكسبًا استخباراتيًا كبيرًا آنذاك.

وعلى مدار عقود، شاركت ماغن في مئات العمليات ضد العرب، خاصة في مناطق النزاع كلبنان وسوريا وفلسطين. لم تكن مجرد موظفة، بل واحدة من أبرز صانعي القرار في واحدة من أكثر الأجهزة الاستخباراتية دموية في العالم، حتى أصبحت نائبة لرئيس الموساد، وتولت هذا المنصب تحت قيادة ثلاثة رؤساء مختلفين للجهاز.


وخلال مسيرتها، شغلت ماغن عدة مناصب عليا داخل الجهاز، من بينها رئيسة قسم، ورئيسة قسم الموارد البشرية، ورئيسة قسم تنسيق العمليات، قبل أن تصل إلى منصب نائب رئيس الموساد، حيث عملت تحت قيادة ثلاثة من رؤساء الجهاز: شبتاي شافيت، وإفرايم هاليفي، وداني ياتوم. وأشرفت من موقعها القيادي على مئات العمليات الاستخباراتية داخل إسرائيل وخارجها، وأسهمت في ترسيخ رؤية طويلة المدى للموساد.

نجاحات ماغن – كما تصفها الرواية الإسرائيلية – كانت في الحقيقة انتهاكات منظمة ضد القانون الدولي وحقوق الشعوب. فالموساد، الذي عملت فيه لأكثر من أربعين عامًا، متورط في عشرات عمليات الاغتيال ضد قيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والضربات التخريبية في عدة دول عربية.

لُقبت في إسرائيل بـ امرأة الظل، نظير انضباطها وقدرتها على العمل خلف الكواليس.


الإعلام الإسرائيلي يحتفل برحلتها الاستخباراتية، لكن لا أحد يتحدث عن الثمن المدفوع من دماء العرب وخراب أوطانهم، الذي كان جزءًا لا يتجزأ من "النجاحات" التي تُنسب لها.

واليوم تشيع إسرائيل جثمانها، لكن الذاكرة العربية تحفظ اسمها بين الوجوه التي شاركت في صناعة المأساة الممتدة منذ النكبة وحتى الآن.

مقالات مشابهة

  • «سوق السفر العربي» يستكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل القطاع
  • «محمد بن راشد للطيران» يُنجز المرحلة الأولى من منطقة توريد وإصلاح أجزاء الطائرات
  • المركزي: القطاع المصرفي ضخ 3.9 مليار جنيه لدعم الفئات الأكثر احتياجًا في 2024
  • نهاية عليزا ماغن.. نائبة رئيس الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • نهاية عليزا ماجن.. نائبة الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • العلماء الروس يحدثون نقلة نوعية في عالم أجهزة الطيران
  • رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي يبحث مع نظيره الإماراتي سبل تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني
  • سلطنة عمان تحتضن الحدث الأضخم في الطاقة والاستدامة بالمنطقة
  • «الاتحاد للطيران» تستقبل طائراتها من طراز «A350»
  • الاتحاد للطيران تستقبل أحدث طائراتها من طراز A350