بوتين: الشعب الروسي سيدافع عن حقه في العيش الآمن وسيحدد طريقه وتوجهاته
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الشعب الروسي سيدافع عن حقه في العيش الآمن وسيحدد طريقه وتوجهاته. وأضاف بوتين خلال الخطاب السنوي أمام الجمعية الفدرالية، اليوم الخميس: سندافع جميعًا كل مواطني روسيا عن حريتنا، والحق في العيش الآمن والحياة الكريمة وتقرير مصيرنا بأنفسنا.
وتابع سنحدد طريقنا وحماية روابط أجيالنا واستمرارية تطورنا التاريخي والتغلب على التحديات التي تواجه البلاد، انطلاقًا من نظرتنا للعالم وتقاليدنا ومعتقداتنا التي سننقلها لأطفالنا، متهمًا الغرب بإثارة الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط والكذب والنفاق.
ولفت إلى أن الغرب يحاول جر روسيا إلى سباق تسلح ويكرر ذات الحيلة، التي اتبعها مع الاتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن العشرين.
وأقر الرئيس الروسي بوجود مشاكل في الجيش الروسي، مؤكدًا أنه يجري التفاهم حول كيفية حلها وأن العمل مستمر في الخطوط الأمامية والخلفية.
وأضاف نحن ندرك في الوقت ذاته ما يجب القيام به لزيادة القوة الضاربة للجيش والبحرية وفعاليتهما التكنولوجية وكفاءتهما، منوهًا بأن الجميع في بلاده يساهم في النصر المشترك.
وتابع أن الناس يرسلون الرسائل والطرود والثياب الدافئة للجبهة ويحولون الأموال من مدخراتهم المتواضعة أحيانًا، منوهًا بأن أبطال روسيا الذين يقاتلون على الجبهة، يعرفون أن البلد بأكمله معهم حتى وهم على خط المواجهة.
وفيما يتعلق بالاقتصاد الروسي، أوضح بوتين أن الاقتصاد الروسي برمته أظهر المرونة والاستقرار خلال العملية العسكرية الخاصة والعقوبات، لافتًا إلى أن المصانع الروسية تعمل في 3 نوبات بقدر ما تحتاج الجبهة، قائلًا: نحن نعمل على الأساس الصناعي والتكنولوجي لانتصارنا ونعمل لتحقيق المرونة والاستدامة.
اقرأ أيضاًبوتين: القوات النووية الاستراتيجية الروسية في حالة استعداد تام
بوتين يهدد الغرب: نمتلك أسلحة قادرة على إصابة الأهداف في أراضيكم
بوتين: روسيا يمكن أن تصبح رائدة في مجال الرياضات المبتكرة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اقتصاد اقتصاد روسيا الاقتصاد الروسي الجيش الروسي الرئيس الروسي القوات الروسية بوتن بوتين رئيس روسيا موسكو
إقرأ أيضاً:
السقوط الحتمي
#السقوط_الحتمي
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
مقال الإثنين: 17 / 3/ 2025
التاريخ كتاب مفتوح لمن شاء أن يتعلم، والمتأمل في أحداثه يجد أنه لا شيء حدث كان عشوائيا، بل كل أحوال الأمم والحضارات، صعودا أو سقوطا، كانت مبنية على مقدمات وعوامل أدت الى تلك النتيجة.
لذلك يعمد المفكرون الى الدراسة المقارنة لأحداث التاريخ، لاستقراء العوامل التي أدت الى ارتقاء أمم وانتكاس أخرى.
أحد هؤلاء هو المفكر الفرنسي “ايمانويل تود”، الذي ذاع صيته بسبب كونه أول من تنبأ بسقوط الاتحاد السوفياتي، وذلك في في كتابه “السقوط الأخير” الذي نشره عام 1976، في ذروة الحرب الباردة، وفي الوقت الذي كان فيه العالم متقاسما بين القطبين، ولم يكن يخطر ببال أحد ذلك السقوط، الذي لم يكن بسبب التفوق العسكري للغرب ولا لانتصار الرأسمالية على الاشتراكية، بل تنبأ بها “تود” بسبب توفر عوامل النخر الداخلي الديموغرافي في الكتلة الشرقية.
في دراسته هذه لم يلجأ “تود” الى أدوات التحليل السياسي التقليدية، بل استطاع من خلال الدراسات الديمغرافية، أن يُشرّح المجتمع السوفياتي، وأن يصل إلى استنتاجات ثبتت صحتها بعد ثلاثة عشر عامًا، فجعلت منه أحد أبرز فلاسفة وعلماء عصره.
المنهج الذي اتبعه مبني على الديمغرافيا، والتي هي فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو مثل معدلات المواليد والوفيات والهجرة، ونسب الأمراض، والظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومتوسط الأعمار والجنس، ومستوى الدخل..الخ.
يعود “تود” اليوم الى الأضواء بعد أن نشر كتابه الجديد “هزيمة الغرب” في بداية هذا العام، ورغم أن هذا الكتاب نشر بالفرنسية ولم يترجم بعد الى أية لغة أخرى، إلا أنه أثار الجدل، كونه نشر في هذا الوقت بالذات، الذي انغمس فيه الغرب مباشرة في نزاعات مسلحة في اكرانيا وفي الشرق الأوسط، ويبحث قادته عما يرفع من المعنويات وليس نشر الإحباط.
لكن الكاتب يؤكد أنه لا ينتمي لأية أيديولوجيا، بل يقرأ المشهد بشكل علمي بعيد عن المؤثرات، ويبين أن علامات السقوط المجتمعي تبدأ عادة بتفكك مجموعة من القيم تعتبر روافع حضارية، فالحضارات لا تقيمها القوة العسكرية التي قد تنجح بتحقيق ازدهار اقتصادي نتيجة رفع سرعة عجلتي التصنيع والتجارة، وبالتالي تحريك الأسواق بسبب رفع الوتيرة الاستهلاكية، لكن المجتمعات كائن حي ينمو ويترعرع، وعلته أنه يظل عرضة للتفكك والاضمحلال أو الترابط والتماسك، بحسب سيادة القيم العليا فيه أو تراجعها.
يقول أن المجتمع الغربي تزايدت فيه عوامل الاضمحلال، فمن ناحية النمو السكاني فهو في الاتجاه السالب، لسيادة مفاهيم المثلية، واضمحلال مؤسسة الأسرة، وغلبة الفردية التي فرضتها ثقافة النيو ليبرالية، مما قطع أوصال العلاقات العائلية.
وهو يرصد سقوط القيم العليا، فيقول إنها ظهرت جليا في حالة التجييش المجتمعي في التعاطف مع قضية صحيفة “ايبدوا”، فرغم تفاهة القضية وسخف ما كان يقدمه رساموها من قيم التعالي على ثقافات الآخرين ومعتقداتهم، إلا أنها جُعلت قضية الحرية الأولى، مما كشف مدى تعمق النزعات اليمينية المتطرفة في الضمير الجمعي الغربي.
مثلما كشفت الازدواجية في المزاج الشعبي عند التعامل مع حربين حدثتا في زمن واحد، في أوكرانيا وفي القطاع، حجم الغياب المدقع لقيم العدالة وحقوق الآخرين.
عالم الرياضيات الأمريكي “بيتر تورشين” ينبه الى المصير ذاته في كتابه (End Times)، وهو يستخدم المعادلات الرياضية للوصول الى النتائج، ويقول انه وفريقه جمعوا خلال الثلاثين عاما الماضية بيانات عما يقرب من 200 أزمة حدثت خلال الـ 5000عام الماضية، ويحذر مما حذر منه “تود” اذا لم تقم حكومات الغرب بإجراءات فورية لمنع ذلك التدهور.
ما لا يذكره الفلاسفة الغربيون ويرفضون الاعتراف به، وأهم بكثير مما أوردوه، أنه لا يحفظ القيم العليا غير إقامة منهج الله، فهذه القيم لم يبتدعها الإنسان، بل وجد نفسه مفطورة عليها، أي هي جزء من طبيعته البشرية، لذا فالخالق هو الأعلم بما يعززها وينميها، وبما يضعفها ويلغي تأثيرها، وبما ان منهجه حوى كل ذلك، لذا فانتهاجه هو الوسيلة الأمثل لصلاح المجتمعات وازدهار الحضارات، ومغنيا عن كل نصائح الفلاسفة وتحذيراتهم.
ولما كان الغرب معاديا لمنهج الله ومحاربا لمتبعيه، فالحتمية التي منها يحذرون واقعة.