جدل في الأوساط السياسية الإيرانية بشأن شرعية الانتخابات
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
طهران- يهيمن جدل واسع على الأوساط السياسية الإيرانية حول صلاحيات وقرارات مجلس صيانة الدستور المكلف بتقرير أهلية المتقدمين للترشّح للانتخابات في إيران.
ويتهم الإصلاحيون المجلس باتخاذ قرارات تخدم التيار الأصولي، وتستبعد مرشحي الإصلاحيين، مما يؤدي إلى هيمنة الأصوليين على النظام بأكمله.
ووصلت تطورت المواقف إلى إعلان رسمي من قبل التيار الإصلاحي بعدم تقديم قوائم والامتناع عن دعم أي قائمة في انتخابات البرلمان ومجلس خبراء القيادة المرتقبة في الأول من مارس/آذار القادم.
ويلاحَظ بوضوح البرود المسيطر على الشارع الإيراني بشأن الانتخابات، بينما لم تتزلزل قاعدة الأصوات الأصولية، لأنها ترى قرارات صيانة الدستور صائبة وتعتقد أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني.
ويقول السياسي الإصلاحي سعيد شريعتي "في إيران لدينا إشكالية في الانتخابات وهي الرقابة الاستصوابية أو الإشراف التقديري، حيث إنه، ومنذ 31 عاما، تبنى مجلس صيانة الدستور تفسيرا للمادة 99 من الدستور التي تمنحه صلاحيات كثيرة، ومنها تأييد ورفض أهلية المتقدمين للترشح لأي من الانتخابات".
وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أنه مع التفسير الذي يقوم به مجلس صيانة الدستور لهذه المادة والصلاحيات التي يمنحها لنفسه، أصبحت الانتخابات في إيران على مرحلتين.
وتابع شريعتي أن الشعب، الذي هو صاحب الاختيار، لا يتمكن من اختيار مرشحيه، بل هو مضطر أن يختار من بين الخيارات التي سبق واختارها وحددها له مجلس صيانة الدستور، "وهذا يتخالف مع الدستور الإيراني"، برأيه.
ويعتقد أن هذا الإشراف التقديري يتعارض مع حق الناس في حرية الاختيار، واعتبر أن تغيير قانون الانتخابات، وتوحيد المنفذين والمراقبين ومعايير رصد الأهليات في هذه الدورة من الانتخابات، خلق أرضية لإقصاء أي فكر مختلف عن الفكر المحافظ.
وختم بالقول إن إحدى أهم وظائف الانتخابات هي ربط الأحزاب والمنظمات السياسية بقاعدة أصواتها.
إنفوغراف الانتخابات الإيرانية (الجزيرة) نقطة محوريةيشار إلى أن القانون الجديد للانتخابات يستوجب التسجيل الإلكتروني المبكر للمتقدمين للترشح، وتم الشروع في تنفيذه قبل أسبوعين، مما أثار حفيظة الإصلاحيين، واعتبروه مساعدا لإقصائهم.
من جانب آخر، رأى رئيس تحرير صحيفة "كيهان" الأصولية حسين شريعتمداري أن مجلس صيانة الدستور هو مساعد الشعب من حيث المعرفة الأولية بالمرشحين، ويعطي الرأي حول مؤهلاتهم بالمعلومات التي يتم الحصول عليها من عدة جهات رسمية وأبحاث محلية، بينما هذه المعطيات ليست متاحة لكثير من الناس.
وتساءل شريعتمداري -في مناظرة مع مهدي هاشمي رئيس حزب إصلاحي ونجل الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني– عن أي مكان في العالم يسمحون فيه للناس بالإعلان عن ترشحهم دون استيفاء المتطلبات القانونية لذلك البلد.
واستشهد بجميع الدول الأوروبية -تقريبا- حيث توجد نقطة محورية مثل مجلس صيانة الدستور تحت مسمى المحكمة الدستورية، والتي من واجباتها فحص مؤهلات المرشحين، وفي أميركا تتولى المحكمة العليا هذه المهمة وصلاحياتها أكبر بعشرات المرات من صلاحيات مجلس صيانة الدستور في إيران، حسب قوله.
"خطأ الإصلاحيين"من جانبه، رأى المحلل السياسي هادي محمدي أنه يجب أن يستغل الناس أصغر الفرص في الساحة السياسية لتحقيق مطالبهم، ولا شك في أن الانتخابات هي إحدى هذه الطرق التي توصل إلى الهدف، رغم كل الانتقادات الموجهة إلى مجلس صيانة الدستور.
وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أنه في هذه الانتخابات لم يرفض مجلس صيانة الدستور أهلية عدد كبير من المرشحين، لأن الإصلاحيين لم يتقدموا للترشح تجنبا لرفض أهليتهم "وهذا خطأ منهم".
ورفض أن تكون الانتقادات الموجهة لصيانة الدستور ذريعة لمقاطعة الانتخابات، وقال إن هناك أكثر من 100 مترشح لا ينتمون للتيار الأصولي من أصل 3545 مترشحا للبرلمان، ويمكن للناخبين أن يختاروا من بينهم لمقاعد طهران الـ30.
وأضاف هادي محمدي أنه كلما ارتفعت نسبة المشاركة زاد الاعتدال وضعف التشدد والتطرف في النظام السياسي في إيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجلس صیانة الدستور فی إیران
إقرأ أيضاً:
لاريجاني بشأن شروط إيران للتخلي عن السلاح النووي: لننتقل إلى اتفاق جديد
بغداد اليوم - متابعة
أوضح علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، بعض النقاط التي أشار إليها خلال مقابلة صحفية أجراها مؤخرا مع موقع المرشد الأعلى.
وكتب علي لاريجاني، على حسابه على منصة "إكس"، اليوم السبت (23 تشرين الثاني 2024): فيما يتعلق بالملف النووي، أخلت الولايات المتحدة بالتزامها بالاتفاق السابق (خطة العمل الشامل المشتركة) وانسحبت منه، مما ألحق الضرر بإيران، وبدأت إيران تخصيب اليورانيوم ورفعت درجة النقاء إلى أكثر من 60%".
وذكر مستشار المرشد الأعلى الإيراني أن “الطرفين اليوم أمام وضع جديد، فإذا قال المسؤولون الأمريكيون الجدد إنهم فقط ضد مسألة السلاح النووي الإيراني، عليهم أن يقبلوا شروط إيران مقابل ذلك، وأن يقبلوا التنازلات اللازمة، بما في ذلك التعويض عن خسائر إيران وغيره حتى يتم التوصل إلى اتفاق جديد، لا إصدار قرار أحادي الطرف كالقرار الذي رأيناه في مجلس المحافظين”.
وكان قال لاريجاني في مقابلة مع الموقع الرسمي للمرشد الأعلى الإيراني أن على القوى الغربية اتخاذ العبر من سياساتهم الخاطئة، مؤكدا أنهم عندما أصدروا قرارات ضد إيران تسببوا بمشاكل اقتصادية في إيران لكن إيران تقدمت في المجال النووي وقامت بتخصيب اليورانيوم فوق 60%".
وأضاف مخاطبا القوى الغربية: "إنكم حاولتم ثني إيران لكنكم رأيتم أن ذلك غير ممكن، فليس أمامكم إلا طريقان: أحدها العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة التي تمت الموافقة عليها سابقا".
واستدرك" لقد سمعت أن الحكومة الجديدة للولايات المتحدة تقول: “نحن لا نقبل خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) هذه على الإطلاق لأن الإيرانيين خدعونا!” – فنقول إن الاتفاق السابق ليس نازلا من السماء، فلننتقل إلى موضوع الجديد: تقولون “إيران نووية نقبلها. ليس لدينا خلاف إذا لم تتوجه إيران نحو القنبلة!”; لدينا تخصيب إلى هذا الحد، فلنتفق على أن لا نذهب نحن نحو القنبلة النووية، وأنتم بدوركم عليكم أن تقبلوا شروطنا لأن لإيران شروطها حسب تجربة الماضي".
وتابع مستشار المرشد الأعلى الإيراني" لننتقل إلى اتفاق جديد، واقبلوا شروطنا ولا ننصحكم باتباع سلوكياتكم الخاطئة السابقة. هذا هو الحل. دعونا نستخدم هذا الحل".