سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح الدورة الثالثة من القمة البيئية المصاحبة لـ “اكسبوجر 2024”
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، اليوم ، افتتاح الدورة الثالثة للقمة البيئية التي تقام ضمن فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر 2024″، في مركز إكسبو الشارقة.
ويشارك في القمة مجموعة من كبار المصورين والصحافيين العالميين الذين عملوا لسنوات طويلة في جهود الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي في مختلف المناطق، كما ساهمت صورهم وقصصهم الإخبارية في لفت الأنظار على أهمية المحافظة على التنوع البيئي، إلى جانب تجاربهم في الأنشطة والفعاليات المتعددة في العمل ضمن المحميات الطبيعية، حيث تسلط جلسات النقاش في القمة الضوء على تلك الجهود والتجارب للخروج بتوصيات ونتائج تسهم في الجهود العالمية الرامية إلى نشر الوعي للمحافظة على البيئة.
وشاهد سمو نائب حاكم الشارقة والحضور مادة مرئية قصيرة تناولت أبرز التحديات التي تواجه النظام البيئي في كوكب الأرض مثل حرائق الغابات المدمرة، وتلوث المحيطات والبحار، والشواطئ والفيضانات والكوارث الطبيعية وقطع الغابات الجائر، وموجات الحر الشديدة وغيرها من الكوارث التي تعمل على تدمير البيئات الطبيعية وموت الكائنات الحية، وصورت المادة المرئية حال الأرض المأساوي الذي نتج عن إهمال البيئة وإفساد موازينها، ليختتم بعبارة موجهة إلى المشاهدين في كل العالم تقول :”بإمكانك التجاهل، ولكن لا يمكنك ادعاء عدم المعرفة”.
وألقت علياء بو غانم السويدي، مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، كلمةً رحبت فيها بالحضور من كل دول العالم، مشيرةً إلى أهمية الحديث عن البيئة والعمل من أجل استدامتها وجهود الشارقة في ذلك، وقالت “ وسط عالم صاخب مثقل بضجيج الحياة اليومية والتحديات البيئية، تجمعنا هذه البقعة (الشارقة) لنحمل رسالتها، ونضيء شعلة أمل من أجل استدامة حياة نقية مناصرة للطبيعة وصولاً إلى رسم خريطة طريق عالم متوازن بطبيعته وجميل بصورته”.
وأضافت “ كثيرة هي عطايا الطبيعة التي وهبها الله لنا، وكثيرة هي الصور التي تنقل التفاصيل لنستلهم من عظمة الخالق أن تكون مسؤوليتنا تجاه تلك اللوحة البيئية للحفاظ عليها والتعايش السلمي معها”.
ودعت في كلمتها إلى التفكير عبر منصة “القمة البيئية” بكيفية تحويل كل صورة صامتة بكل معانيها أو كل فكرة إلى قرار يُتخذ أو مبادرة تُطلق، وذلك من أجل رسم صورة بيئية مشرقة لمستقبل أخضر مستدام، لافتةً إلى جهود العديد من الناشطين من حضور القمة البيئية الذين يمثلون نماذج عالمية ثابرت وعملت بمبادراتها العديدة بدون توقف والتي انعكست على مناصرة قضايا الطبيعة والتغيير نحو بيئة وعاملٍ أفضل.
واختتمت مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة كلمتها بالدعوة إلى توحيد الجهود للحفاظ على البيئة، وقالت “ نُطلق نداءنا من الشارقة لنوحد جهودنا جميعاً من مصورين ومسؤولين وناشطين، لحمل أمانة ومسؤولية كل شيء حي على وجه الأرض، كل طائر وكل شجرة ونهر، كل جبل وسهل ونستثمر بمستقبل كوكبنا لضمان بقائه صالحاً للأجيال”.
وشاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن معاناة شعب “يانومامي” في جمهورية البرازيل في غابات الأمازون والذي أبرز ما يحدث من تدمير لأماكن وحياة السكان الأصليين في تلك المنطقة جرآء التنقيب عن الذهب والقطع الجائز للأشجار وتدمير التجمعات السكنية، والآثار الكبيرة الناجمة عن ذلك التعامل الخاطئ مع الطبيعة والبيئة.
وقدّم الناشط البيئي جونيور هيكوراري، زعيم قبيلة يانومامي في الأمازون، ضيف شرف القمة البيئية في دورتها الحالية، كلمةً تناول فيها الجهود التي يقوم بها السكان الأصليون في منطقته للحفاظ على البيئة الطبيعية في الأمازون، داعياً إلى تعزيز العمل والجهود العالمية الرامية إلى نشر الوعي بالحفاظ على البيئة بشكل عام، ودعم نداءاتهم إلى وقف الأعمال الجائرة التي تجري في الغابات هناك والتنقيب عن الذهب والمعادن التي تسببت في وفاة أكثر من 500 طفل من قبيلته عام 2022.
وأشاد هيكوراري بالقمة البيئية ضمن المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” في توفير الفرصة أمام الناشطين الذين يعملون على إبقاء مناطقهم على طبيعتها مما يسهم في الحفاظ على الكائنات الحية في أماكنها وعلى صحة الإنسان الذي يعيش هناك ويحافظ على البيئة، ويود تقديم ثقافته المحلية إلى العالم، بدلاً من تعرضه للقتل أو الأمراض.
واختتم زعيم قبيلة يانومامي كلمته مشيداً بدور المصورين في لفت الأنظار إلى التحديات التي تواجهها البيئات الأصلية بما تضمه من مكونات متنوعة والناس الذين يعيشون فيها مما يعمل على تشجيع المعنيين على تكثيف الجهود لتقديم الحلول المناسبة للحفاظ على البيئة.
من جانبها قدمت كاثي موران، المدير الأول لمشاريع التاريخ الطبيعي في مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” وأحد المؤسسين للرابطة العالمية لمصوري صون البيئة، كلمةً تناولت فيها تجاربها ورؤاها حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وشددت على أن السكان الأصليين من حقهم وحدهم تقرير مصير أراضيهم ورعايتها، وقالت “ إن الطبيعة هي مصدر العلاج والإلهام والحكمة، ويجب علينا أن نتعلم منها ونتفاعل معها بشكل إيجابي ومسؤول؛ فأجدادنا أخبرونا بأن الطبيعة لا تأتي إلا بالخير، فهي تقدم لنا الكثير من الأشياء التي نحتاجها في حياتنا، حتى الأطفال تساعدهم الطبيعة ليكونوا أكثر ذكاء وإبداعاً ”.
ودعت كاثي موران إلى تعزيز نظرة الإنسان للأماكن الطبيعية والاعتراف بقيمتها وأهميتها، مؤكدة أن مصطلح التعايش ينبغي أن يتجاوز التعايش مع الأعراق المختلفة، إلى التعايش مع كل الكائنات والمخلوقات، كما أثنت على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها الرائد في حفظ التنوع الحيوي ومكافحة الانقراض.
وقالت إن الإمارات تستهدف حماية 30 بالمئة من الأنواع المهددة بالانقراض بحلول 2030، وتبذل اليوم جهوداً كبيرة للمحافظة على أسماك القرش النادرة والمها العربي والدلافين وغيرها من الكائنات الحية، وهذا النهج يعكس التزام الإمارات بالمسؤولية البيئية والاجتماعية.
وأشادت موران بمبادرة كولومبيا لإنشاء محمية طبيعية تمتد على مساحة 170 ألف هكتار، كما أشارت في الوقت نفسه إلى ضرورة تكثيف الجهود لحماية البيئة البرية والبحرية، إذ هناك 10% فقط من البحار محمية وفق الأطر المعيارية.
وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، في حفل افتتاح الدورة الثالثة من القمة البيئية، جلستين حواريتين الأولى بعنوان “قوة الحماية”، والثانية “الكاميرات.. الأطفال والحفاظ على البيئة” تحدث فيها نخبة من الخبراء البيئيين والمصورين المتخصصين بحماية الموائل الطبيعية والثقافات الأصلية، والذين أكدوا أن هناك الكثير من الحملات المتعلقة بالطبيعة جارية، ولكن الطبيعة بحاجة إلى الكثير، فالمناطق المحمية المُدارة بنجاح، سواء البحرية أو البرية، هي أداة حيوية للحفاظ على التنوع البيولوجي والثقافات الأصلية، وأن الحفاظ على توازن النظام البيئي له فوائد لا حصر لها للحياة البرية وصحة الإنسان.
كما شدد الخبراء البيئيون في حديثهم خلال جلسات حفل الافتتاح أن صانعي الأفلام والمصورين الذين يشاركون تجاربهم في توثيق المناطق المحمية، والحياة البرية والثقافات في جميع أنحاء العالم، يؤكدون حاجة البشر جميعاً إلى التواصل الإيجابي مع الطبيعة، ويعززون دور الثقافات الأصلية في حماية التنوع البيئي الطبيعي، الذي يضمن مستقبلاً صحياً للحياة البرية والأجيال القادمة من كافة المخلوقات، كما أشاروا إلى قوة الصورة وتأثيرها على تحريك الجهود للحفاظ على البيئة، عبر وعي ومعرفة من يعملون عليها، وأهمية سنّ القوانين ومراعاة الناس الذين يعيشون في المناطق الطبيعية ودعمهم.
حضر افتتاح القمة البيئية في دورتها الثالثة بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي المستشار البيئي لحكومة عجمان، وهنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، والدكتور سليمان سرحان الزعابي رئيس دائرة شؤون البلديات، وسالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، وطارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من المسؤولين في المجال البيئي، وجمع غفير من الفنانين والمصورين المشاركين في المهرجان من الناشطين في مجال حماية البيئة، والإعلاميين.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: للحفاظ على البیئة القمة البیئیة
إقرأ أيضاً:
تعاون مصري سعودي لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة وتحقيق الاستدامة البيئية
بحث المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، مع الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية، الجهود الجارية لتطوير التعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
وخلال اللقاء الذي عُقد في مقر وزارة الطاقة السعودية بالرياض، تم مناقشة مبادرة التعاون المشترك في مجال تحسين كفاءة استخدام الطاقة في مصر، ونقل الخبرات السعودية في هذا المجال.
ويُتوقع أن يتم إطلاق المبادرة بمجرد الانتهاء من صياغتها من خلال فرق العمل في كلا البلدين، وذلك بعد المباحثات الموسعة التي جرت في القاهرة الشهر الماضي، والتي استضافتها وزارة البترول، بمشاركة المختصين من وزارتي البترول والكهرباء والطاقة المتجددة، وخبراء وزارة الطاقة السعودية، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، ومؤسسة ترشيد السعودية.
وأوضح المهندس كريم بدوي أن الفترة الماضية شهدت تعميق التعاون المصري السعودي في مجال الطاقة، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات مثل تحسين كفاءة استخدام الطاقة فى مصر، والتي تعد من أهم الوسائل للحفاظ على موارد الطاقة وتقليل فاتورة استيراد الوقود، فضلاً عن المردود البيئي من خلال خفض الانبعاثات الكربونية.
وفي سياق متصل، شارك المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، في القمة الأفريقية للطاقة بالعاصمة التنزانية دار السلام، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي عُقدت تحت شعار "إنارة افريقيا: القوة التحويلية للمهمة 300"، بمبادرة من مجموعة البنك الإفريقي للتنمية ومجموعة البنك الدولي وبالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.
وتهدف القمة لتعزيز مبادرة "مهمة 300"، التي تسعى لتوفير الطاقة لـ 300 مليون شخص في إفريقيا بحلول عام 2030، مما يساهم في تجاوز أزمة الطاقة التي تؤثر على نحو 600 مليون إفريقي.
وتجمع القمة عدد من رؤساء الدول والحكومات، والبنوك الإقليمية والدولية والشركاء الدوليين، والمؤسسات الخاصة، وخبراء الطاقة، ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء الأوساط الأكاديمية، لمناقشة الحلول اللازمة لتحقيق وصول آمن وموثوق للطاقة وتحول طاقي شامل وعادل ومستدام.
وتناولت فعاليات القمة عرض الخطط الوطنية لدعم تكامل شبكات الكهرباء الإقليمية، وتطوير شبكات الطاقة الشمسية، لضمان تزويد المناطق النائية والمحرومة بالطاقة بطريقة فعالة ومستدامة. كما تعهدت الدول المشاركة بإجراء إصلاحات في عدة مجالات رئيسية، تتمثل في توليد الطاقة منخفضة التكلفة، والتكامل الإقليمي في مجال الطاقة، وزيادة فرص الحصول على الطاقة، وتمكين الاستثمار الخاص، وتعزيز المرافق.
اجتماع مشترك بين البترول والبيئة لوضع خارطة طريق لخفض الانبعاثات بدوي يوجه بدعم استراتيجيات السلامة والرقمنة في قطاع البترول وزيرا البترول المصري والصناعة السعودي يبحثان تعزيز التعاون في قطاع التعدين وزير البترول يلتقي رئيس شركة معادن لبحث تطوير قطاع التعدين في مصر نجاح 266 مشروعًا لتحسين كفاءة الطاقة في قطاع البترول والثروة المعدنية وزير البترول يشارك فى افتتاح مؤتمر ومعرض "اكتفاء" بالسعودية البترول: عش الملاحة وبتروملاحة تستهدفان إنتاج 4300 برميل نفط يومياً في 2025 مباحثات مصرية سعودية لتعزيز الاستثمار في مجالات البترول والغاز والبتروكيماويات