رؤية الحل للقضية الفلسطينية.. هل يتكرر سيناريو جنوب إفريقيا والجزائر؟
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
لم يكثر الحديث عن حل الدولتين كما هو الحال منذ طوفان الأقصى، وخصوصا بعد أن أعجزت المقاومة الباسلة وصمود أهل غزة قادة الاحتلال وجيشهم وحلفاءهم عن تحقيق أي هدف أعلنوا عنه منذ بداية العدوان.
لم ينفع نهج المفاوضات ولا مسيرة الاستسلام للإرادة الصهيونية الأمريكية الغربية في فرض حل الدولتين الذي حلم به مشروع أوسلو ودعا إليه الإجماع العربي في دورة 2002 للجامعة العربية، بل تخلت عنه حتى الدول العربية التي اصطفت في طابور التطبيع دون اشتراط هذا الحل.
ولكن ما إن فعلت المقاومة فعلتها في طوفان الأقصى بلغة الرصاص والجهاد والاستشهاد حتى أصبح العالم كله يلهث وراء هذا الحل ويخطط له بإجماع دولي غير مسبوق لما بعد الحرب القائمة.
فلم تكن الحجة بأنه لا حل مع الاحتلال سوى خيار السلاح قائمة كما هي اليوم على إثر نتائج طوفان الأقصى العظيمة.
فلست أدري ما الذي يقوله محمود عباس وحكام العرب والمنكرون للحل العسكري في الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني؟ ما الذي يقوله هؤلاء، في أنفسهم وفي الحديث بينهم، وقد توجه إليهم العالم بأسره يطمئنهم بأن لا حل للقضية الفلسطينية سوى حل الدوليتين بعد طوفان الأقصى؟ ما الذي يقوله هؤلاء والذي جاءهم بهذه النتيجة حركة حماس وكتائبها القسامية وإخوانهم في الجهاد وليست السلطة الفلسطينية وتنسيقها الأمني؟
إن النتائج التي تحققت عظيمة تاريخية من اليوم الأول للطوفان، وهي تتعاظم قبل أن تنتهي الحرب، وحين تنتهي الحرب سيكون النصر أعظم بإذن الله، ومن تلك النتائج الانقلاب في الرأي العام العالمي لصالح فلسطين وضد الكيان بما لو أُنفِقت في العلاقات الدولية من أجلها ملايير الدولارات وعبر سنوات لما تحقق ذلك، ومنه الصمود الأسطوري لأهلنا في غزة رغم البلاء العظيم الذي لا تطيقه الجبال الذي أفشل مخطط التهجير، ومنه إنجازات المقاومة التي أعطت صورة بيّنة كيف يمكن أن يُهزم الجيشُ الصهيوني رغم الفارق الشاسع في المقدرات العسكرية، وتلك حجة تاريخية على عساكر الدول العربية، ومنه تفكك المجتمع الإسرائيلي وتشقق بنيته السياسية والاجتماعية والعسكرية والمؤسسية وتهتك سمعته في العالم بأسره، ومنه رجوع القضية الفلسطينية في رأس سلم أولويات الشعوب العربية والإسلامية بعد أن شغلتها عنها قضاياها الداخلية ومسار خيبات الأمل الطويلة.
إن فلسطين ليست للعرب والمسلمين وحدهم بل يكون فيها غيرهم من أتباع الديانات الأخرى ولكن القيادة لهم كما كانت لنبيهم بختمه الرسالات وبصلاته بالأنبياء في المسجد والأقصى، وكذلك لأنهم هم أكثر الناس فيها منذ قرون طويلة،ومن تلك النتائج ما نحن بصدده وهو رجوع العالم بأسره إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ضمن خيار حل الدولتين. ولكن هل يمكن لحل الدولتين أن يتحقق؟ إن الجواب على السؤال بشكل واضح وبين: "لا!" .
ولا ننفي ذلك لأسباب عقدية وأيديولوجية فحسب ولكن لأن ذلك غير ممكن من عدة أوجه منها:
1 ـ لن يكون حل الدولتين الذي تريده أمريكا وجزء من الشارع السياسي الإسرائيلي حاليا وبعض الدول العربية هو حل الدولتين الذي جاء في القرار العربي الذي بادرت إليه المملكة العربية السعودية عن طريق الملك عبد الله والذي صار قرارا عربيا بالإجماع في دورة الجامعة العربية بلبنان عام 2002.
لن يقبل الحلُّ الذي تسوّق له أمريكا بأن يكون للفلسطينيين السيادة على القدس الشرقية وعلى المسجد الأقصى، ولن يقبلوا بحق العودة وسيحاولون قضم الأراضي الفلسطينية ضمن حدود 67 في الضفة الغربية، وسيعملون على أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وعليه سيكون القرار فاقدا للشرعية على المستوى الرسمي العربي وسيبقى الجدال والنقاش مستمرا بما لا يجعل شيئا جديدا يتحقق يضمن دوام الأمن لإسرائيل ـ كما يحلمون ـ سوى بعض الاختراقات التطبيعية التي ستبقى ـ إن وقعت ـ ممجوجة مرفوضة من قبل الشعوب كما هي الآن.
2 ـ حتى هذا السيناريو لحل الدولتين لن تقبل به الأغلبية في الشارع الصهيوني ومؤسساته، فإرادة هؤلاء باتت واضحة وغير مخفية فهم يريدون تهجير الشعب الفلسطيني خارج فلسطين، من غزة ومن الضفة. هم كلهم أو أغلبهم يريدون ذلك في الضفة، ولكن قطاع غزة كان يمثل جزء من الحل بالنسبة إليهم ضمن مشروع صفقة القرن بأن تضاف للقطاع سيناء ويكون ذلك هو الوطن البديل، ولكن بعد الطوفان صارت أغلبية من الإسرائيليين يريدون إخراج أهل غزة من أرضهم لكي لا يجاوروهم مستقبلا أبدا. ولو حاولت الولايات الأمريكية المتحدة فرض هذا الحل، ولو مطورا بالشكل الذي ذكرناه أعلاه، ستجد مقاومة شديدة من اليمين واليمين المتطرف، وقد تقع فوضى كبيرة في الكيان أو ما يشبه الحرب الأهلية لو سار مع أمريكا الدولة العميقة العلمانية الإسرائيلية، فيخربون بيوتهم بأيديهم.
3 ـ لن تقبل المقاومة الفلسطينية هذا الحل، وحتى وإن قبلت جزء من حل الدولتين، كما تعاملت مع انسحاب الكيان من غزة عام 2005 وما بعده، كجزء من فلسطين تحرر على إثر طوفان الأقصى، فإنها لن تسلم سلاحها، ولن تعترف بإسرائيل، وهذا الذي لن تقبله السلطة الفلسطينية ولا الدول العربية، ولا بطبيعة الحال الكيان والولايات الأمريكية المتحدة، فلن يكون المجتمع الفلسطيني أبدا بلا سلاح، حتى وإن كان سلاحا بسيطا، خصوصا بعد ما اتضحت جدوى الجهاد والاستشهاد، ولن يٌقبل قول قائل بأن الضريبة على المدنيين كانت عالية، فذلك هو مصير الشعوب التوّاقة للاستقلال، وفي تاريخ هذه الشعوب عبر وعظات، وستتحول آلام التضحيات إلى سعادة وسرور بعد النصر والاستقلال. فإذا كان حل الدولتين غير ممكن فما هو الحل؟ إن الحل نسوقه من زاوية دينية شرعية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، ثم من زاوية سياسية بعد ذلك، دون أن نتناول الزاوية التاريخية التي تؤكد أحقية الفلسطينيين في أرضهم منذ غابر الزمن.
أما الخلفية الدينية فإنه يرمز إليها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ببيت المقدس وفق ما ثبت في الأحاديث الصحيحة التي روت حوادث الإسراء والمعراج. فإن صلاته عليه الصلاة والسلام بالأنبياء تدل بأن القيادة في هذه الأرض إنما هي للإسلام فهو من يؤم الناس من مختلف الملل والنحل في هذه الأرض المباركة، فقد صح أن إبراهيم الخليل، وموسى الكليم وعيسى المسيح وغيرهم من الأنبياء تشرفوا بأن يؤمهم المصطفى الحبيب عليه وعليهم أفضل الصلاة وازكى التسليم.
إن فلسطين ليست للعرب والمسلمين وحدهم بل يكون فيها غيرهم من أتباع الديانات الأخرى ولكن القيادة لهم كما كانت لنبيهم بختمه الرسالات وبصلاته بالأنبياء في المسجد والأقصى، وكذلك لأنهم هم أكثر الناس فيها منذ قرون طويلة، إذ شعوب فلسطين دخل أغلبهم الإسلام وصاروا جزء من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. علاوة على أن أكثر من جاء من اليهود لإنشاء دولة الكيان وإدامتها جاؤوا من مختلف أنحاء العالم من أعراق مختلفة ولا ينتمي لسلالات بني إسرائيل إلا أقلية منهم، وكثير من قادتهم علمانيون ملاحدة، فلا حجة دينية لهم.
أما من الناحية السياسية فإن البديل العادل والمنطقي هو الحل الذي طبق في جنوب إفريقيا بعد هزيمة البيض وإنهاء نظام الأبرتايد، فقد قامت دولة واحدة للبيض وللسود، ومن حيث أن السود هم أهل الأرض وهم الأغلبية استقرت قيادة الدولة فيهم، وصار حال البيض إلى حياة رغيدة، في ظل نظام ديمقراطي ضَمن حقوق الجميع، أفضل من حالة الصراع الدائمة التي كانوا عليها.
وعلى هذا المنوال يمكن أن تقوم دولة واحدة في فلسطين يعيش فيها المسلمون واليهود والنصارى ضمن نظام ديمقراطي يؤمّن الجميع ويعطي حقوق الجميع ويكون للمسلمين مسجدهم الأقصى ويكون للنصارى كنيسة القيامة ولليهود معابدهم (ليس لهم معبد مشهور)، ويضمن حق العودة للفلسطينيين المهجرين وحق من أراد من اليهود أن يعود إلى بلده الأصلي الذي جاءت عائلته منه، والحق في أن تهيأ لهم ظروف الاستقبال للعيش الكريم في بلدانهم الأصلية تلك، في أمريكا وأوروبا.
إن البديل العادل والمنطقي هو الحل الذي طبق في جنوب إفريقيا بعد هزيمة البيض وإنهاء نظام الأبرتايد، فقد قامت دولة واحدة للبيض وللسود، ومن حيث أن السود هم أهل الأرض وهم الأغلبية استقرت قيادة الدولة فيهم، وصار حال البيض إلى حياة رغيدة، في ظل نظام ديمقراطي ضَمن حقوق الجميع، أفضل من حالة الصراع الدائمة التي كانوا عليها.والمرجح أن هذا الحل سيتحول من الحل "الجنوب ـ إفريقي" إلى الحل "الجزائري"، وذلك أن اتفاقيات إيفيان التي على إثرها استقلت الجزائر ضمنت للمستوطنين الذين جاءت عائلاتهم من فرنسا ومن مختلف الدول الأوربية، وكذلك لليهود الذي كانوا في الجزائر قبل الاحتلال وصاروا فرنسيين بعد أن أعطتهم فرنسا الجنسية، أن يبقوا جميعا في الجزائر كمواطنين كاملي المواطنة، تماما كما كان الحل في جنوب إفريقيا، ولكن بسبب الجرائم الفظيعة التي اقترفوها في السنوات الأخيرة من الاحتلال خافوا من البقاء وخرجوا عن بكرة أبيهم من الجزائر. فكذلك يُرجح أن في زمن التحرير في فلسطين سيخرج الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين من فلسطين بسبب الجرائم الفظيعة التي يقترفونها وسيذهبون إلى حيث يملكون جوازات سفر ثانية وثالثة وإلى بلدان أخرى بدؤوا من الآن يعدّون فيها مساكن لهم كقبرص مثلا وإسبانيا والبرتغال.
وسيرث الفلسطينيون الذين سيتمتعون بحق العودة مساكنهم، كما تمتع كثير من الجزائريين بالمساكن الفرنسية التي تركها المعمرون كاملة البنيان والأثاث. إن هذا السيناريو بات موضوع دراسة منذ سنوات عند عدد من علماء التاريخ وعلماء الاجتماع والساسة الإسرائيليين كالمؤرخ بيني موريس الذي يجزم بأن: "هذا المكان سيتحول إلى بلد شرق أوسطي ذي أغلبية عربية .. وكل من يستطيع من اليهود سيهرب إلى أمريكا وأوربا" والسياسي المخضرم رئيس الكنيست السابق أفراهام بورغ الذي يؤكد بأن أكثر من 50% من الإسرائيليين لا يعتقدون أن أبناءهم سيعيشون في إسرائيل" ويدعو كل إسرائيلي أن يحرص أن يكون له جواز سفر ثاني، وإن كان الأول يرى أن الأمور ستنقلب ضد الإسرائيليين بفعل أعدائهم كما هو تاريخهم، حسبه، فإن الثاني يرى أن إسرائيل ستنهي نفسها بنفسها بسبب ظلمها للفلسطينيين وانقلابها على القيم الديمقراطية، حسب قوله، والمرجح أن السببين سيتظافران.
وحين يخرج أكثر اليهود من فلسطين، تماما كما يريدون إلحاقه بالفسلطينيين اليوم بمحاولة تهجيرهم إلى سيناء ودول أخرى في العالم العربي والأوروبي والأمريكي، سيعيش من بقي منهم في فلسطين في أمن وأمان يتمتعون بكل حقوقهم، التي لم يضمنها لهم عبر التاريخ مثلما ضمنها لهم المسلمون استنادا إلى أسس عقيدتهم وتعاليم دينهم. هذا هو الحل الواقعي، الذي يحمل شرعية تاريخية ودينية، والذي سيفرضه الواقع السياسي، والذي سيعين على تحقيقه تطرف الإسرائيليين أنفسهم، وفق القاعدة التي أطلقها الجنرال الفيتنامي جياب حين قال: "إن الاحتلال تلميذ غبي يكرر نفس الأخطاء" وهو الحل الذي سيفصل في أمره في الأخير المقاومة الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير الاحتلال الحرب الفلسطينية الرأي احتلال فلسطين رأي حرب مآلات سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة طوفان الأقصى جنوب إفریقیا حل الدولتین هذا الحل هو الحل
إقرأ أيضاً:
اللغو الدبلوماسي.. وحل الدولتين
لا بأس من حديث عن هدنه، لكن لا حل يلوح في الأفق لانهاء الحرب أو إن شئت وكنت حالماً فتقول متي سيفي المجتمع الدولي وأمريكا لتعداتهم تجاه أوسلو وحل الدولتين، وإعطاء الفلسطنيين حقوقهم المنهوبه، بعدما قدموا التنازلات لسلام لم يتحقق بعد، ووعود دولية وضمانات أمريكية ذهبت طي النسيان، النسيان انه أفه الزمان، أو التناسي عن حقوق شعب عاني الأمرين تحت حكم إسرائيل، الفاشية الجديده في وصف أحد الساسه أو إن شئت فقل هتلر هذا الزمان ما يدعي بنتنياهو في وصف أحد الزعماء، أنه المتغطرس الحالم بإسرائيل الكبري علي حساب أرض العروبه من غزة يفتح جبهه أخري هي لبنان ناهيك عن جبهه سوريا واليمن.
يناضل الشعب الفلسطيني ضد هذا المحتل الغاشم الذي أتي الي أرض العروبه فلسطين منذ قرابه الثماني عقود من دول شتات، ومنهم الناجين من المحرقه الأوروبيه، التي لاحقا ستدعمهم بكل أنواع الدعم ليس حبا لهم وإنما لضمان عدم عودتهم الي أوروبا، لأن الغرب يعلم تماما بأن الخراب والدمار ياتي مع أتيانهم، وأفكارهم الهدامه الإرهابية ضد أوطان وشعوب العالم بأسره، ليقيم ويبسط سيطرته علي أرض ليس لاجداده ولا حتي لأبائه، فكما قال الأمين العام للأمم المتحده أنطونيو غوتيريش، لن تستطيع فهم ما جري في السابع من أكتوبر وأسبابه دون الرجوع الي سبع عقود من إزلال إسرائيل للشعب الفلسطيني، وإهانه كرامته ومقدراته ومقدسات المسلمين، ثم جاء الطوفان، جاء ليعيد ترتيب كل شي، وليعيد القضية الفلسطينية الي الواجهه مره أخري، فالدولة الفلسطنية التي وعدت أمريكا والغرب بإقامتها في حال توقيع أوسلو لم تذكر إلا في اللغو الدبلوماسي، وما أدراك ما اللغو الدبلوماسي حيث كل شي تحت وقع الضحك والإبتسامات الصفراء التي تظهر عكس ما تبطن وتعد ما لا يتحقق.
فجاء الطوفان، ليقول إن التاريخ لا يعطي صفحاته للأيدي الواهنه، وأن ما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوه، وأن لهذه الأرض أصحاب، وأنه لا أمان لهذا المحتل في أرض العروبه ما لم يكن هناك حل عادل للقضية الفلسطينية.
فبنضال الشعب الفلسطيني، النضال وليس الجهاد لتحسس الليبراليون الجدد لمصطلح إرهابي كالجهاد، وبفضل هذا النضال تخسر اسرائيل قوة الردع التي لطالما تغنت بها وصدعونا صباح مساء بالقوه النووية التكنولوجيا التي لا تقهر، فالسابع من أكتوبر وضع أنف الكيان الصهيوني في التراب، ليعلم العالم من هم أصحاب الأرض الأصليين، وأن ما كانت تنوي إسرائيل فعله بالإتيان بالأبقار الحمر في خرافه نكراء، والهيكل المزعوم ونية هدم المسجد الأقصي وحلم اسرائيل الكبري، سوف يواجه بصخرة صلبه أسمها المقاومه، المقاومه المشروعه لاصحاب الأرض، ضد الغزاة المغتصبين للأرض، والعرض، والكرامه، والمقدسات.
إن التاريخ والساسه والخبراء سوف يقفون طويلا لدراسة كيف نجحت المقاومه من إزلال إسرائيل وخرقها عسكريا فضلا عن الإختراق التكنولوجي، رغم الخلل الهائل في ميزان القوي لصالح إسرائيل، فرغم الدعم الأمريكي العسكري والمالي والإستخباري والدبلوماسي، لم تنجح أسرائيل في أستعاده الأموات فضلا عن الأحياء من أسري إسرائيل لدي حماس.
إنها الإرادة يا سادة، والعزيمه التي لا يضعفها موت قائد او اتنين أنه لجهاد نصر أو استشهاد، فكل مقام سيقاتل حتي الرمق الأخير أسوة بقائدهم الشهيد البطل يحي السنوار الذي بث الرعب في جنود الإحتلال هوه ورجاله، وصار أسطورة عالمية بعد استشهاده الأسطوري وقتاله في الصف الأول من رجاله، وليس مختبأ كما صوره أعدائه، إن مشهد أستشهاد السنوار يقول إن المقاومة ستبقي ما بقي الاحتلال، تقول حماس وحاضنتها.
فاليوم يعيش الفلسطيني، أطول حربا ضده منذ نشاه إسرائيل علي أرضه، فها نحن دخلنا العام الثاني للحرب الإسرائلية علي الشعب الفلسطيني، حربا عبثية أكلت الأخضر واليابس، سياسة عبرانية قديمة وهي سياسه الأرض المحروقة، دمر وأقتل ما تشاء وحيث تشاء فهناك ضوء أخضر أمريكي ودعم غربي وصمت للمجتمع الدولي والعربي، فالكل مشغول بملفات بلاده ولا يريد الدخول في حرب تقضي علي كل ما أنجزت هذه الدول.
أين الدول الرائده لحقوق الإنسان؟ أين الدول التي كانت تنصب نفسها واصية علي حقوق الإنسان وصون كرامته؟ أين الدول التي كانت تقف وتنذر وتتوعد كل من يجرأ علي المساس بتلك الحقوق؟
لقد أنفضح كل مزاعم الغرب تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد السابع من أكتوبر، فإذا سألت مسؤلا أمريكيا أو غربيا، أليس أول حقوق الإنسان وأهمها هي حياته؟ إذن لماذا يقف العالم متفرجا علي المذابح والإباده في فلسطين؟ لماذا يشاهد الغرب تقطيع لحم الفلسطيني وشوائه علي الهواء؟فعند طرح سوال مثل هذا، أو مشابها له.. فصمت مثل صمت القبور.. فهذا سؤال مفسد للمسارات.. دعك منه فالعالم منشغل بالحرب الروسية الأوكرانيه؟ فهولاء شعوب من الطراز الأول أو ما وصفهم البعض بأصحاب العيون الزرقاء.
وفي الختام أريد القول إن الحل العادل للقضية الفلسطينية وإعطاء الفلسطيني حقوقه المشروعه هو السبيل الوحيد للإستقرار في الشرق الأوسط وإستقرار إسرائيل، وإنهاء جبهات الإسناد من لبنان واليمن وسوريا والعراق وغيرها من الجبهات، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وإعطاء الفرصه لإعاده الإعمار في كل البلدان والجبهات.