حكم ترك أداء صلاة التراويح لعذر العمل
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه "ما حكم ترك أداء صلاة التراويح في المسجد لعذر العمل؟ فأنا أعمل في مستشفى في قسم الرعاية المركزة، وأحيانًا تكون فترة مناوبتي من أول الليل حتى الصبح، وأنا أحرص منذ سنوات على أداء صلاة التراويح جماعة في المسجد؛ فهل عليَّ ذنب إذا تركتها خلال فترة مناوبتي، أم ماذا أفعل؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أنه لا يجوز شرعًا للعامل في المستشفى ترك مكان عمله في قسم الرعاية المركزة أثناء مواعيد مناوبته بحجة الذهاب إلى أداء صلاة التراويح، لكن يجوز له أن يصلي أيَّ عدد مِن الركعات في أيِّ جزءٍ من الليل منفردًا أو جماعة، وذلك حسب الترتيب المناسب الذي لا يؤثر على طبيعة العمل ورعاية المرضى، فإن لم يستطع أن يصلي مِن الليل فله أن يصلي بالنهار؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فاته وِرْدُه من الليل قضاه في نهار اليوم التالي، ويكون بذلك قد حصَّل ثواب أداء سُنَّة صلاة التراويح؛ لأن فضل الله واسعٌ يؤتيه مَنْ يشاء.
سورة في القرآن تأتي لك بكل الخير والنجاح.. داوم عليها تصلح حالك إياك وفعل هذا الأمر كي لا يفضحك الله في بيتك.. أمين الفتوى يوضحه حكم صلاة التراويحالمتفق عليه أن صلاة التراويح سنة مؤكدة في ليالي شهر رمضان الكريم، وقد ورد أصل سنيتها عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولِهِ وفَعْلِهِ؛ زيادةً في الأجر وتعظيمًا للثواب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عليه.
وعن أبي بكرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف".
قال الإمام الخرشي في "شرحه على مختصر خليل" (2/ 7، ط. دار الفكر): [وتأكد تراويح قيام رمضان، سمي بذلك لأنهم كانوا يطيلون القيام فيقرأ القارئ بالمئين يصلون بتسليمتين ثم يجلس الإمام والمأموم للاستراحة ويقضي من سبقه الإمام، ووقتها وقت الوتر على المعتمد، والجماعة فيها مستحبة لاستمرار العمل على الجمع من زمن عمر رضي الله عنه] اهـ.
وقال العلامة ابن الحاج في "المدخل" (2/ 290-291، ط. دار التراث): [يتعين على المكلف اليوم ألَّا يخلي نفسه من هذه السُّنَّة ألبتة، بل يفعلها في المسجد مع الناس على ما هم يفعلون اليوم من التخفيف فيها، فإذا فرغوا ورجع إلى بيته فينبغي له أن يغتنم بركة اتباعهم في قيام الليل إلى آخره إن أمكنه ذلك، فيصلي في بيته بمن تيسر معه من أهله أو وحده فتحصل الفضيلة الكاملة إن شاء الله تعالى] اهـ.
وقال الإمام تقي الدين الحصني في "كفاية الأخيار" (ص: 89، ط. دار الخير): [أما صلاة التراويح فلا شك في سنيتها، وانعقد الإجماع على ذلك قاله غير واحد] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة في "الكافي في فقه الإمام أحمد" (1/ 268، ط. دار الكتب العلمية): [ما سُنَّ له الجماعة، منها: التراويح، وهو قيام رمضان، وهي سُنَّة مؤكدة] اهـ.
وقال العلامة ابن مفلح في "الفروع" (2/ 372، ط. مؤسسة الرسالة): [وتسن التراويح في رمضان... وقيل بوجوبها وأنه يكفيها نية واحدة، وعنده: التراويح سُنَّة لا يجوز تركها، وصححه بعضُ الحنفية] اهـ.
وبذلك يظهر أن نصوص الفقهاء قد تواردت على تأكيد سنية صلاة التراويح في رمضان، وكراهية تركها بلا عذر.
حكم ترك أداء صلاة التراويح في المسجد لعذر العمل
أما بالنسبة لمن لا يستطيعُ أن يؤدِّيَ صلاة التراويح جماعة في المسجد بسبب طبيعة عمله الذي يحتم عليه أن يكون موجودًا بشكل دائم ومستمر -وذلك على النحو المذكور في السؤال- فلا حرج عليه في ذلك، ويمكنه أن يصلي التراويح أو ما يقدر عليه من صلاة قيام الليل في أيِّ وقتٍ شاء بعد صلاة العشاء وحتى قبيل وقت صلاة الفجر، سواء كانت صلاته في جماعة أو منفردًا، في مسجدٍ أو في مكان عمله متى تيسر له ذلك، فإن فاتته صلاة التروايح فلا إثم عليه؛ بل يُرجَى له في هذه الحالة أجرُها وثوابُها؛ لأنه متلبسٌ بثوابٍ وأجرٍ آخر من جهة قيامه بأداء عمله، وهو ثواب عمل مفروض، ولأنه لم يتعمد التقصير في ترك هذه السُّنَّة المؤكدة، وقد قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (1/ 233، ط. دار الكلم الطيب): [﴿إِلَّا وُسْعَهَا﴾ إِلَّا طاقتها وقدرتها؛ لأن التكليف لا يرد إلا بفعل يقدر عليه المكلف، كذا في "شرح التأويلات". وقال صاحب "الكشاف": الوسع ما يسع الإنسان، ولا يضيق عليه، ولا يـَحْرَجُ فيه، أي: لا يكلفها إِلَّا ما يتسع فيه طوقه ويتيسر عليه دون مدى غاية الطاقة والمجهود] اهـ.
وقال العلامة الشرنبلالي الحنفي في "مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" (ص: 159، ط. المكتبة العصرية) -عند كلامه على قضاء صلاة التراويح لمن فاتته لعذر-: [وهي سُنَّة الوقت لا سُنَّة الصوم في الأصح، فمن صار أهلًا للصلاة في آخر اليوم يُسن له التراويح؛ كالحائض إذا طهرت، والمسافر، والمريض المفطر] اهـ.
وقال العلامة الطحطاوي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (ص: 416، ط. دار الكتب العلمية): [حتى أن المريض المفطر، والمسافر، والحائض والنفساء إذا طهرتا، والكافر إذا أسلم في آخر اليوم تسن لهم التراويح، فكيف يعذر المقيم الصحيح الصائم في تركها؟... وتكره مع غلبة النوم فينصرف حتى يستيقظ؛ لأن في الصلاة مع النوم تهاونًا وغفلةً وترك التدبر ولا خصوصية لها بهذا؛ بل كلُّ الصلوات كذلك] اهـ.
ويستفاد من تلك النصوص أن العذر الذي يمنع من صلاة التراويح، قد يكون بسبب أصل الفطرة؛ كنزول دم الحيض والنفاس على المرأة، وقد يكون بسبب التعب والوقوع في الحرج؛ كالمرض والسفر وغلبة النوم، وغير ذلك من الأعذار التي تبيح للمسلم أن يترك صلاة التراويح؛ لذا فمن باب أولى أن يكون العمل الذي لا يمكن تركه عذرًا يبيح للمسلم أن يترك صلاة التراويح.
فكلُّ مَن يعمل في مكانٍ أو وظيفةٍ ما يُعتبر شرعًا أجيرًا يتقاضى راتبًا نظير عمله الذي يقوم به في وقتٍ معينٍ، فليس له أن ينشغل بعملٍ آخرَ غير ما كُلَّف به، حتى لو كان انشغاله عبارة عن قيامه بنوافل العبادات -كأداء صلاة التراويح-؛ لأن الانشغال بالنوافل على حساب الواجبات والفرائض أمرٌ مخالف للشرع ومستوجبٌ للذم عرفًا.
فإذا تعارض الواجب والمستحب لزم تقديم الواجب، وصلاة التراويح سُنَّة وليست فرضًا؛ فتاركها لا وزر عليه، لكنه يأثم إن عطَّل بها واجبًا أو أهمل في فرضٍ، لأنه تشاغلٌ بغير واجب الوقت، وقد قرر الفقهاء أن إنقاذ المشرف على الهلكة واجبٌ على المستطيع حتى لو أدى إلى ترك الصلاة المكتوبة أو الإفطار في رمضان، فإذا كان ذلك العامل المعيَّن مكلفًا برعاية هذا المريض المعيَّن فإن الحرمة تزداد في حقِّه؛ لأنه تارك لواجب معيَّن، بحيث لو مات المريض مثلًا مِن جراء ترك العامل لرعايته المكلف بها فهو ضامن.
ولعله يدرك فضل وثواب التراويح والحال هذه؛ لأنه كالمحبوس عن إدراك الفضل بسبب اشتغاله بما هو فرض كفائي في حقَّه؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ: «إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ» أخرجه البخاري.
قال الإمام ابن بطال في "شرحه على صحيح البخارى" (5/ 45): [ففى هذا أن الإنسان يبلغ بنيته أجر العامل إذا كان لا يستطيع العمل الذي ينويه] اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (6/ 47، ط. دار المعرفة): [والمراد بالعذر ما هو أعم من المرض وعدم القدرة على السفر... وفيه: أن المرء يبلغ بنيته أجر العامل إذا منعه العذر عن العمل] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم صلاة التراويح صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه التراویح فی قال الإمام فی المسجد
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: هل النص السينمائي لبنة أولى أم كيان مكتمل؟
تُعَدُّ الكتابة السينمائية نقطة الانطلاق لأي فيلم، فهي بمكانة البنية التحتية التي ينبني عليها العمل الفني. غير أنّ هذا النص الأولي، مهما بلغ من الإحكام والإبداع، يظلّ قابلاً للتحولات الجذرية التي قد تعيد تشكيل معناه ورسائله خلال عملية الإنتاج.
إن النص السينمائي في جوهره ليس منتجاً نهائياً، بل هو أشبه بمخطط معماري مفتوح على التأويل والتطوير. حيث يبدأ الكاتب بتشكيل العالم السينمائي ورسم الشخصيات وتحديد الحبكة، إلا أنّ هذه المكونات تظلّ عرضة للتأويل من قِبَل المخرج، كما أنها تستجيب للتغيرات التي تفرضها اعتبارات الإنتاج، كذلك الأداء التمثيلي والمونتاج والمؤثرات السمعية والبصرية.
هنا يكمن السؤال المحوري: هل تُصان رسالة الفيلم كما رُسمت في النص، أم أن النص ذاته يصبح نقطة انطلاق لتحولات إبداعية مشتركة، تُعيد صياغة الرسالة بما يخدم الرؤية الجماعية للفريق السينمائي؟
في البداية دعنا نتفق؛ لا شك أن المخرج هو القائد المحوري في عملية تحويل النص المكتوب إلى عمل بصري. فالرؤية الإخراجية قد تضيف مستويات جديدة من العمق أو تُعيد صياغة رمزية العمل بأكمله. على سبيل المثال، قد يُضفي المخرج عبر اختياراته في زوايا التصوير، والإضاءة، والمونتاج، أبعاداً رمزية أو فلسفية لم تكن واضحة في النص الأصلي.
فيلم "Blade Runner" (1982)، للمخرج "ريدلي سكوت"، مثالٌ بارز على ذلك. حيث بدأ الفيلم كقصة خيال علمي مستوحاة من رواية " Do Androids Dream "of Electric Sheep? "هل تحلم الروبوتات بخرفان كهربائية؟" للكاتب "فيليب ك. ديك"، إلا أنّ سكوت أعاد تشكيله ليصبح عملاً فلسفياً يستكشف قضايا عميقة مثل الإنسانية، والهوية، والوجود. وقد تطورت رسالته بشكل ملحوظ عبر النسخ المختلفة، مثل النسخة المسرحية، ونسخة المخرج (Director's Cut)، ونسخة الإصدار النهائي (Final Cut). إلى جانب ذلك، أُدرج الفيلم في السجل الوطني للأفلام بالولايات المتحدة عام 1993، اعترافاً بأهميته الثقافية والجمالية والتاريخية. لم يقتصر تأثيره على تلك الحقبة فقط، بل أصبح بمكانة حجر أساس لأفلام الخيال العلمي التي جاءت بعده، حيث أسهم في ترسيخ توجه بصري ومعنوي جديد يتسم بالديستوبيا والتأملات الفلسفية. فمن أبرز الأعمال التي تأثرت به أفلام مثل "The Matrix" و"Ghost in the Shell".
من العناصر الأخرى، التي تسهم في تحوّل النص المكتوب إلى تجربة سينمائية حية أداء الممثلين، حيث يصبح النص أداة مرنة تتشكل بتفاعلهم معه. فالأداء العاطفي للممثل يمكن أن يعيد صياغة فهم الجمهور للشخصيات، وقد يحمل الفيلم نحو سياقات دلالية لم تكن واردة في النص الأصلي. خذ مثلاً أداء "هيث ليدجر" في دور الجوكر بفيلم "The Dark Knight"، حيث تجاوز النص ليُقدّم شخصية تحمل رؤى فلسفية واجتماعية أعمق، مما عزز الرسائل النقدية للفيلم.
وبالمثل، يبرز أداء أحمد زكي في فيلم "ناصر 56" ، الذي أخرجه محمد فاضل وكتبه محفوظ عبد الرحمن، وصدر عام 1996، كأحد الأمثلة البارزة التي توضح كيف يمكن للممثل أن يعيد صياغة النص المكتوب إلى تجربة درامية مؤثرة. في تجسيده لشخصية الرئيس "جمال عبد الناصر"، حيث تجاوز زكي حدود النص ليضفي على الشخصية بُعداً إنسانياً آخر، مكّن الجمهور من معايشة الصراعات النفسية والسياسية للقائد التاريخي في لحظة فارقة من التاريخ العربي. أداء زكي أضاف لمسات من المشاعر جعلت الفيلم يتجاوز كونه مجرد تأريخ لحدث سياسي، ليصبح تأملاً درامياً في شخصية تحمل أعباء أمة بأكملها.
بهذا، يتضح أن أداء الممثل ليس مجرد تنفيذ للنص، بل هو إعادة خلق للفيلم بما يفتح أبعادا ورؤى جديدة أمام الرسائل التي يمكن أن يحملها العمل السينمائي.
استكمالاً لما سبق عن دور التحولات الإبداعية في إعادة تشكيل النص السينمائي، نجد أمثلة تُبرز هذه الجدلية بوضوح. فيلم "Joker"، على سبيل المثال، بدأ كنص يعكس قضايا الصحة النفسية والهامشية الاجتماعية، لكنه تحوّل إلى عمل فلسفي عميق يستكشف قضايا العنف والعدالة، بفضل البنية السردية المتطورة والجوانب البصرية المؤثرة. كذلك، سلسلة "Harry Potter" شهدت تحولات لافتة خلال انتقالها من النصوص الروائية إلى الشاشة، حيث أضافت الرؤية الجماعية للعمل السينمائي أبعاداً بصرية ودرامية عززت الرسائل الأخلاقية والسحرية. كذلك، فيلم "إسماعيلية رايح جاي" (1997)،الذي كتبه أحمد البيه وأخرجه كريم ضياء الدين. بدأ كنص بسيط عن شاب بسيط يحاول تحقيق حلمه في أن يصبح مغنياً. لكن مع انتقال النص إلى الشاشة، تحوّل الفيلم إلى تجربة تمزج بين الكوميديا، الدراما، والأداء الموسيقي، مما أعطى العمل أبعاداً اجتماعية وشبابية أكثر تفاعلاً مع الجمهور.الأداء العفوي لأبطال الفيلم، مثل محمد فؤاد ومحمد هنيدي، أضفى روحاً خفيفة وجاذبية على النص، مما جعله علامة فارقة في السينما الكوميدية المصرية. كذلك، أسهمت الموسيقى والأغاني في تعزيز أبعاد درامية لم تكن واضحة بالنص الأصلي، مما جعل الفيلم يخرج عن إطار قصته الأساسية ليعكس تطلعات جيل بأكمله.
إن تحولات الكتابة ليست مجرد تغييرات عرضية؛ بل هي عملية هامة تُعيد تشكيل العمل الفني وتجعله أكثر ديناميكية وثراءً. وبينما قد تُغيّر هذه التحولات الرسائل الأصلية، فإنها في الوقت ذاته تضيف قيمة جديدة تمنح الفيلم روح تتجاوز حدود النص المكتوب. هذه الجدلية بين النص والإنتاج تظلّ واحدة من أبرز تجليات الإبداع السينمائي، وهي التي تجعل كل فيلم عملاً فريداً يستحق التحليل والتأمل.