نشأة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وتأثيراته.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
الكتاب: اللوبي الصهيوني الأمريكي، وأثره على دول المشرق العربي 1945-1976م.
الكاتبة: نبوية أحمد عبد الحافظ.
الناشر: الهيئة المصرية العاملة للكتاب، 2020م.
عدد الصفحات: 329 صفحة.
تعد اللوبيات مكوناً أساسياً من مكونات الخرائط السياسية في بعض دول العالم، إذ أنها قامت بدور هام في أنظمة الحكم السياسية بالمجتمعات ذات القوميات المتعددة، التي تسعى من خلالها للحافظ على مصالحها السياسية المتعددة.
تناولت الدراسة، اللوبي الصهيوني الأمريكي، وأثره على دول المشرق العربي 1945 ـ 1976م، نبوية أحمد عبد الحافظ، الدور الذي قام به اللوبي الصهيوني في التأثير على المجتمع الأمريكي، والتأثير أيضاً في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول العربية خلال الفترة من 1945م، وحتى عام 1976م، وغطت فترة صعود هاري ترومان إلى الرئاسة، الذي أظهر تأييداً قوي للأطماع الصهيونية في فلسطين، بعد فوزه في انتخابات عام 1948م واعترف بدولة إسرائيل بعد دقائق معدودة من إعلانها، مؤيداً سياسة الاستيطان والتوسع الإسرائيلي في فلسطين، وهو موقف التزم به رؤساء الولايات المتحدة، وانتهت الدراسة برئاسة فورد الذي تولى الرئاسة الأمريكية عام 1976م.
تقول الكاتبة عن دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية: "يعد اللوبي الصهيوني أنشط تلك الجماعات على الإطلاق، وهو ما أثر بشكل واضح في السياسة الخارجية الأمريكية الداعمة دوماً لإسرائيل على حساب العرب، واللوبي الصهيوني ليس كتلة متراصة واحدة بل قوة متشعبة الفروع، اعترفت إسرائيل منذ قيامها بجهود هذا اللوبي وأهميته، فهو يزود السياسيين الإٍسرائيليين بشكل روتيني بتقارير عن السياسات التي ستنتهجها من قبل الإدارة الأمريكية تجاه المنطقة العربية" (ص12)، أما عن غاية تلك اللوبيات المعلنة تشجيع الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي على توفير مساعدة مادية وعسكرية وسياسية لإسرائيل، ويستمد اللوبي الدعم من مجموعات وأفراد لديهم التزام تجاه إسرائيل، ويظهر ذلك جلياً في أوقات الأزمات والأحداث التي تعصف بالمجتمع الاستيطاني في فلسطين.
تكون اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة من اليهود وغير اليهود، وكان أول من أنشأ جماعة ضغط ولوبي ويليام بلاكستون لخدمة الصهيونية السياسية، فالتيار المسيحي الداعم لإسرائيل يسعى لتحقيق المشروع الصهيوني بكامله، وهناك صهاينة من المسيحيين البروتستانت يلعبون دوراً بالغ الأهمية في تقرير السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط، ويضم اللوبي في صفوفه أفراداً وشخصيات وحركات لا تنحصر فقط في الطوائف والمنظمات اليهودية، كما يضم مراكز فكر وأبحاث مثل المؤسسة اليهودية لشؤون الأمن القومي، ومنتدى الشرق الأوسط، ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وأفراد يعملون في الجامعات الأمريكية (ص14).
الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية
أثناء مرحلة انتقال الصهيونية من إطارها الديني إلى مفهومها السياسي عاش معظم اليهود وزعماء الحركة الصهيونية الدينية في كنف المسيحية داخل أوروبا؛ مما أضفى على الحركة صبغة الصهيونية المسيحية الآخذ في الانتشار بالآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر .
يمكن التمييز بين نمطين من الصهيونية هما: الصهيونية المسيحية وهي الأسبق بثلاثة قرون على الأقل، وهي التي أوجدت مناخاً وأرضية للصهيونية واليهودية وصارت سنداً قوياً لها، فالانحياز للكيان الإٍسرائيلي يتغلغل في المجتمع الأمريكي؛ لأسباب ثقافية ولاهوتية، والتيار المسيحي الداعم لهذا الكيان يسعى لتحقيق المشروع الصهيوني بكامله انطلاقاً من إيمانه بنبوءات توراتية تعتبر إقامة إسرائيل وعودة اليهود إليها، وبناء الهيكل مقدمات ضرورية لعودة المسيح الثانية وبداية العصر الألفي السعيد ليحكم المسيح العالم من مقره في القدس.
ظهرت الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن التاسع عشر، حتى إن وراد كريسون الذي أًصبح أول قنصل أمريكي في إسرائيل بعد انشائها تحول من المسيحية إلى اليهودية، ودعا أسرته ورؤساء في واشنطن إلى المساعدة في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وعندما لم يلق استجابة من المسؤولين الأمريكيين أخذ على عاتقه بحملة خاصة لإعادة اليهود إلى فلسطين" (ص18)
وضعت الكاتبة الفصل الدراسي الأول حول بنية اللوبي الصهيوني الأمريكي، وكيفية نشأة جماعات الضغط والمنظمات المكونة له فهناك ما يقارب ثلاثمائة وخمسين منظمة مرتبطة بالحركة الصهيونية أو موالية لها، ومن بينها منظمات سياسية تعمل مباشرة لصالح إسرائيل، كمنظمة النداء اليهودي الموحد، ومنظمة بناي بريت، فضلاً عن المنظمات الطائفية ومنظمات التمويل الخاصة.
تشير عبد الحافظ "كان اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الأقليات تنظيماً على صعيد المؤسسات، فلديهم كنس، ومراكز للشبان، ووكالات للعلاقات الطائفية، واتحادات، ومنظمات تمويل، ومجموعات ثقافية وتعليمية، ومحافل أخوية، وتنظيمات تهتم بقضاياهم الخاصة"، وتضيف "لم يؤد تزايد اصطباغ المهاجرين اليهود بالصبغة الأمريكية إلى تخليهم عن هويتهم اليهودية، بل أدى إلى تأكيدهم عليها على نحو أكثر انسجاماً مع المجتمع الأمريكي، وكانت النتيجة البنيوية لهذا؛ تكاثر المؤسسات اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية" (ص33 )
تعد منظمة ميثاق أبراهام أولى المنظمات الصهيونية التي تأسست في نيويورك عام1843م، التي من أهدافها: "توحيد اليهود في مجال العمل على خدمة مصالحهم العليا والإشراف على تطوير العلوم والفنون، وتوفير الدعم المالي اللازام للأرامل والأيتام والمحتاجين من أبناء اليهود، وقدمت دعماً مالياً لليهود المهاجرين إلى فلسطين ابتداءً من الهجرة اليهودية الأولى في أواخر القرن التاسع عشر، وعملت على جمع ملايين من الدولارات كل عام من أجل مساندة ودعم الكيان الصهيوني، كما أنها قامت ببيع سندات الدين الإسرائيلية لدعم النشاطات العسكرية والاستيطانية في إسرائيل" (ص41).
الهيمنة الصهيونية على وسائل الاعلام ومؤسسات الفكر الأمريكية
تطرقت عبد الحافظ في الفصل الثاني إلى التغلغل الصهيوني في المجتمع الأمريكي، والهيمنة على وسائل الإعلام، ومؤسسات الفكر الأمريكية، ومدى فاعلية الصوت اليهودي في الانتخابات الأمريكية، وتأثير اللوبي الصهيوني في السلطة التنفيذية ونفوذه داخل الكونجرس، ومدى التغلغل في ضرب الاقتصاد الأمريكي.
لا شيء أقوى أثراً في تحريك الشعوب وتوجيه السياسات من التحكم في الفكر وإعادة صياغة العقول؛ لذلك سعى العقل الإعلامي الصهيوني للسيطرة على مديري ورؤساء أقسام العاملين في وسائل الاعلام، والسبب في ذلك، هو أن المتلقي شديد التأثر بما تتركه هذه الوسائل من انعكاسات على تحريك كل حواس الانسان؛ لذلك تعمد الرأسمالي الصهيوني في الغرب شراء عدد كبير من أسهم الصحف والمجلات ودور النشر ومحطات الإذاعة والتلفزيون وشركات الأفلام السينمائية والوثائقية والفنية لإتاحة الفرصة لعناصره العاملة في الحقل الإعلامي للتأثير في كتاب المقالات الافتتاحية أو التحليلية الحيوية عبر رئاستهم للغرف الخلفية" (ص89).
ما قدمته الكاتبة في دراستها عن دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكي بما تضمنته من وثائق ومستندات أرشيفية يستوجب على الباحثين استكمال هكذا نوع من الدراسات التي تبين طبيعة الترابط بين دولة الاحتلال الإٍسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ومدى ترابط العلاقة الثنائية بين الطرفين..على صعيد الجامعات تمكنت المنظمة الصهيونية من اختراق جامعة هارفارد الأمريكية التي تأسست عام 1636م، إذ كانت اللغة العبرية من ضمن المواد التي تدرس فيها، ومن بين الشروط الأساسية لتعيين أساتذتها، القدرة على ترجمة العهد القديم من العبرية إلى الإنجليزية، واشترطت جامعة كولومبيا في أساتذتها إتقان اللغة العبرية، وكان أول رئيس لهذه الجامعة يهودياً يدعى صموئيل جونسون، أما في جامعة بال كرست اللغة العبرية باعتبارها مادة اجبارية في عهد رئيسها اليهودي عزرا شيلز عام 1773م، ووضعت منظمات يهودية كإيباك، واللجنة الأمريكية اليهودية، برامج وسياسات خاصة لتدريب الكوادر الصهيونية لمجابهة انتقاد إسرائيل في الجامعات والمعاهد العليا( ص104).
أما دور الصهيونية الأمريكية في تأسيس دولة إسرائيل عام 1945- 1952م، فتم تفصيله في الفصل الثالث، إذ تعددت جهود اللوبي الصهيوني الأمريكي لتأمين الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، والنشاط الصهيوني الأمريكي، وقرار تقسيم فلسطين، ودور اللوبي الصهيوني الأمريكي في انشاء دولة إسرائيل، والدعم الأمريكي الصهيوني لإسرائيل بعد انشائها.
كثفت الحركة الصهيونية نشاطها قبيل موعد انسحاب قوات الانتداب البريطاني من فلسطين، واستمرت في إجراءات اعلان إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين، فأرسل وايزمان رسالة إلى الرئيس ترومان أوضح له فيها طبيعة التوجهات الصهيونية، مؤكداً أن التقسيم هو الحل الوحيد لمشكلة فلسطين، ورفض مشروع الوصاية على فلسطين، ومن ثم أصدر المؤتمر الصهيوني العام في تل أبيب يوم 12من أبريل عام 1948م، حيث فرز زعماء الصهيونية بالاعتماد على السلطة المخولة للحركة الصهيونية بتأييد الطائفة اليهودية بأسرها، وأعلن فور انتهاء نظام الانتداب والحكم الأجنبي في فلسطين، فإن الجهاز الحاكم لدولة يهودية سوف يقوم بتولي المسؤولية...وسوف تكون دولة لكل اللاجئين من اليهود" (ص169).
تمويل مستدام
تعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستودع لليهود والأغنياء القادرين على تمويل الحركة الصهيونية بما لا تستطيع طائفة يهودية أخرى، ففي الفترة ما بين 1939 ونهاية عام 1948م، بلغ مجموع تبرعات المنظمات اليهودية والصناديق الخاصة في الولايات المتحدة للمستوطنين الصهاينة بين (287 ـ 302) مليون دولار، أما مساعدات التطوير الرسمية لإسرائيل ما يقارب(70) مليون دولار من الأطعمة، وكانت المساعدات الخاصة المجموعة من الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى، حيث وصلت إلى ما يقارب من (150) مليون دولار سنوياً، وزيادة في دعم إسرائيل؛ قامت الولايات بإعفاء تلك الأموال من الضرائب (ً196ص).
ناقش الفصل الرابع اللوبي الصهيوني والسياسية الأمريكي تجاه دول المشرق العربي 1953 ـ 1968م، وتعرض لموقف الصهيونية الأمريكية من سياسة ايزنهاور، إزاء اعلان إسرائيل نقل وزارة خارجيتها إلى القدس، واستيلائها على مياه نهر الأردن، ومذبحة قبيبه بالمملكة الأردنية عام 1953م، والموقف الصهيوني الأمريكي من سياسة احتواء الدول العربية، حيث تسليح الجيش العراقي، ومحاولة الحركة الصهيونية تخريب العلاقات المصرية الأمريكية فيما عرف بفضيحة" لافون"، كذلك موقف اللوبي الصهيوني من صفقة الدبابات الأمريكية إلى السعودية بداية عام 1956م، والعدوان الثلاثي على مصر، وما تبعه من محاولة الإدارة الأمريكية ملء الفراغ في منطقة المشرق العربي في ظل سياسة الرئيس جون كيندي، والرئيس جونسون عام 1960-1968م.
إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي حالة تشابيكة من المصالح المشتركة، حيث أصبحت السياسة الأمريكية تسوق السياسة الصهيونية وتتبناها على صحتها وخطئها، دون أي اعتبار إلى مصالح في المنطقة العربية، وظهرت إسرائيل في الإدارات الأمريكية، كأنها ولاية رقم(51) في الاتحاد الأمريكي؛ لذلك رفض اللوبي الصهيوني الأمريكي ممارسة أي ضغوط شأنها اجبار إسرائيل على التنازل عن ادعائها في الحدود، وتعريض أمنها للخطر، ولم يكلف اللوبي الصهيوني الأمريكي عن دعمه لإسرائيل سياسياً، واقتصادياً، وإعلامياً، وهنا تشير عبد الحافظ" نجحت تنظيمات الحركة الصهيونية في جعل عملية فك الارتباط بين اليهودي والصهيوني أمراً في غاية الأهمية، حيث غطت مجمل الحياة اليومية للجامعة، فجعلت اليهودي خارج إسرائيل يشعر بأن امتيازاته وقوته تعود إلى إٍسرائيل التي يحتمي بها وتقدم له الرعاية وتخترق القوانين والأعراف الدولية من أجله" !!!! ( ص34).
في حين ألقى الفصل الخامس الضوء على اللوبي الصهيوني الأمريكي والمشرق العربي 1969 ـ 1976م، وموقف اللوبي من تسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي من خلال تحركات الدول الكبرى، ومبادرة روجرز لتسوية القضية الفلسطينية والالتفاف عليها, ودور كيسنجر في إدارة الأزمة الأردنية في سبتمبر عام 1970م. والحل المرحلي للقضية الفلسطينية وسياسة الوفاق، ثم نشاط اللوبي خلال الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة عام 1973م، ونشاطه في إقامة الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل ودعمه المباشر لإسرائيل خلال الحرب، ومواجهة حظر البترول ومفاوضات فك الاشتباك على الجبهتين المصرية والسورية عام 1974م، وموقفه من سياسة الرئيس فورد تجاه للصراع العربي الإسرائيلي.
تقول الكاتبة في خامتها:" أدى نشاط اليهود في الولايات المتحدة إلى اندماجهم في المجتمع الأمريكي وحصولهم على أرفع المراكز؛ وتضافرت جهود الحركة الصهيونية حتى تمكنت من تكوين لوبي قوي من أنشط اللوبيات في الولايات المتحدة على الإطلاق، وهو ما أثر بشكل واضح على السياسة الخارجية الداعمة دوماً لإسرائيل على حساب الدول العربية، ومن هذا المنطلق أثبتت الدراسة أن اللوبي الصهيوني الأمريكي سعى جاهداً إلى جعل إسرائيل ذات موقع استراتيجي مهم بالنسبة للولايات المتحدة، وأنها الدولة الوحيدة الحليف لها في منطقة الشرق الأوسط"(ص324).
كما أوصت الكاتبة على ضرورة تقوية وجود لوبي عربي في الولايات المتحدة الأمريكية لإزالة الآثار السلبية التي خلقها اللوبي الصهيوني الأمريكي في غير صالح قضايا العرب.
إن ما قدمته الكاتبة في دراستها عن دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكي بما تضمنته من وثائق ومستندات أرشيفية يستوجب على الباحثين استكمال هكذا نوع من الدراسات التي تبين طبيعة الترابط بين دولة الاحتلال الإٍسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ومدى ترابط العلاقة الثنائية بين الطرفين، التي لم تنفك سواء كان الحزب الجمهوري أو الديمقراطي من يسيطر على مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدت دراسة عبد الحافظ متكاملة وشاملة لكافة الجوانب لطبيعة العلاقة بين الطرفين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب اللوبيات الصهيونية امريكا كتاب عرض صهيونية لوبيات كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة الأمریکیة الحرکة الصهیونیة المجتمع الأمریکی المشرق العربی عبد الحافظ فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟
بغداد اليوم - بغداد
أكد الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي، اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024)، أن العراق يمر حاليا بحرب خفية مع إسرائيل، فيما حذر من اعتداء إسرائيلي مرتقب على اهداف داخل العراق.
وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، إن "إقدام إسرائيل على شكوى ضد العراق في مجلس الامن الدولي، يعتبر صفحة جديدة من الحرب الخفية بين العراق والكيان الإسرائيلي رغم ان الدولة العراقية تحاول تجنب أي أزمة في هذه الأوقات كون العراق يمر بظروف صعبة خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".
وأضاف أن "هذه الشكوى ستكون بمثابة الذريعة الإسرائيلية لضرب العراق"، مستبعدا أن تكون "الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية ضد مواقع اسرائيلية، بموافقة الحكومة العراقية وقوى الاطار التنسيقي لأنهم يعرفون عواقب هذه الشكوى التي جاءت بسبب الضربات شبه اليومية على إسرائيل وما يؤثر سلبا على العراق من خلال التمهيد لاستهداف مقرات رسمية وأخرى غير رسمية في العراق".
وحذر الباحث في الشأن السياسي أن "هذا يؤثر على استقرار الأوضاع في العراق وهو ما يعد إحراجا كبيرا للحكومة العراقية التي تعهدت للجانب الأمريكي بأن يبقى العراق بعيدا عن الصراعات الجارية في لبنان وغزة".
وكانت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، أكدت بذل الحكومة العراقية جهودا حثيثة لإيقاف ومنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة.
وقال عضو اللجنة عامر الفايز في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (15 تشرين الثاني 2024)، إن "الحكومة العراقية تدرك جيدا خطورة اتساع دائرة الحرب في المنطقة وتأثيرها على وضع العراق ولهذا هي تبذل جهودا حثيثة لإيقاف ومنع اتساع رقعة الحرب من خلال ما تملكه من علاقات إقليمية ودولية مميزة".
وبين ان "موقف العراق واضح وثابت منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من عام، فهو كان داعم لفلسطين ومع إيقاف العدوان وكذلك الموقف نفسه مع لبنان، وهو يعمل وفق علاقاته الخارجية على تعجيل الوصول الى اتفاق لوقف إطلاق النار والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في كل من غزة ولبنان".
في السياق ذاته، كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، عن رسالة 4 قيادات عراقية نخبوية للبيت الابيض بشأن تهديدات الكيان الصهيوني.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "السفيرة الامريكية في بغداد عقدت خلال الاسبوعين الماضيين أربعة لقاءات مهمة مع قيادات عراقية سياسية نخبوية من مكونات عدة كانت تتمحور في أربعة ملفات أبرزها آلية إبعاد بغداد عن الحرب والصراع في الشرق الاوسط".
وأضاف أن "القيادات العراقية بينت لواشنطن من خلال سفيرتها رفضها لأي تهديدات تأتي من قبل الكيان الصهيوني باستهداف أي مواقع في بغداد وأن الامر سيقود الى توترات لا تعرف نتائجها مع التأكيد بأن ترك الكيان يمضي في مسلسل الابادة بحق الفلسطينيين واللبنانيين سيؤدي الى ارتدادات تستمر عقودا من المواجهات ولو بأشكال متعددة".
وأشار الى أن "القيادات بينت خطورة ما يحدث في غزة ولبنان وسط صمت امريكي بل دعم وتمويل مباشر لماكنة الموت"، مؤكدا، أن "أحد القيادات العراقية أبلغ السفيرة بأن أمريكا تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة لدرجة أنها لم تعد قادرة على إيقاف ماكنة الموت المستمرة منذ 13 شهرا".
وكان المجلس الوزاري للأمن الوطني، أكد في (6 تشرين الثاني 2024)، أن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن آلة الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها.