وصف الطبيب المغربي زهير لهنا، الذي أمضى شهرا في غزة، ما يجري في القطاع بالمآسي التي ستظل وصمة عار على جبين العالم، وذلك في حوار مع “اليوم 24″، أياما بعد عودته من القطاع.

بعد 25 سنة قضاها في العمل التطوعي وزيارته لمناطق النزاع بكل من غزة وسوريا وأفغانستان وعدد من الدول الإفريقية، يقول لهنا إن ما “تعيشه غزة حاليا هو الأسوء”.

ولعل أكثر القصص التي تركت بالغ الأثر لدى الطبيب المغربي، هي للشابة الفلسطينية عبير، ذات الـ24 سنة، والتي كانت في حملها الثاني وفي شهرها السابع، وتعاني من مضاعفات مرض السكري لعدم أخذها الأنسولين لليوم التالي على التوالي.

يقول لهنا، “تم تحويها إلى المستشفى الأوروبي حيث توجد العناية المركزة، نودي علي فدخلت فوجدت أنها في حالة غيبوبة، مع صعوبة كبيرة في التنفس لارتفاع الحموضة في الدم، تأكدنا من أن الجنين قد توفي في رحمها، كانت حالتها محرجة جدا مع درجة السكري فوق 5 غرام، وعدم إمكانية تتبع حالتها من خلال التحاليل”.

يضيف الطبيب المغربي، قررنا أن نجري لها عملية قيصرية، بعد تمكينها من كمية من السوائل لتتحمل التخدير، لكن المفاجأة أنه قبل نقل عبير إلى قاعة العمليات، جاءها المخاض وخرجت المولودة مع المشيمة والكيس الأمنيوتي بدون عملية قيصرية”.

حمل الطبيب المغربي الجنين بين يديه وسلمه إلى الممرضة دون أن يتمالك نفسه، حين أجهش بالبكاء أمام الطاقم الطبي، بينما كانت الأم تصارع من أجل البقاء، في ظل انخفاض نسبة السكر في الدم.

ساعات بعد إخراج الجنين، عاد الدكتور لهنا للاطمئنان على صحة عبير، فوجدها غادرت إلى دار البقاء، مضيفا، “هذه حالة فقط من الحالات الكثيرة التي تعاني وتموت جراء نقص الأدوية في القطاع، فبأي ذنب تقتل الأجنة في غزة؟”.

ويتأسف زهير لهنا لأن “تتبع الحمل لدى الحوامل في غزة أصبح شبه مستحيل”، الذي يساعد الحوامل في غزة هو أن أكثريتهم مثقفات، يضيف المتحدث، “يعرفن متى بدأ الحمل ومتى سينتهي، لكنهن يعانين من سوء التغذية ومن فقر الدم ومن الحالات المزرية للعيش، حيث يعشن في غرف صغيرة تضم 5 إلى 6 عائلات، أو في الخيم التي تستر ولا تأوي، لأنها حر في النهار وباردة في الليل”.

ويستمر الطبيب في وصف الوضع المأساوي قائلا، “مستشفى الأم والطفل في رفح كان يسجل 20 ولادة في اليوم وأصبح يسجل 80 ولادة في اليوم، والنساء تخرج بعد 3 إلى 6 ساعات فقط، تلد وتأخذ رضيعها وتخرج للخيمة، والعمليات القيصرية كانت تتم بمعدل 4 عمليات في اليوم، لترتفع إلى ما بين 20 و30 ولادة قيصرية، لأنه في الحرب يزداد عدد الولادات بالعملية، وتزداد حالات الإجهاض، وأيضا يرتفع عدد الخدج، مما يخلف ضغطا على الحواضن بشكل رهيب”.

بدايات الطبيب المغربي مع العمل التطوعي كانت حين تعرف على منظمة أطباء بلا حدود، يقول في حواره مع الموقع، “وجدت أن بلادي في هشاشة وحين درست الطب في المغرب كان هناك اصطدام كبير مع المرضى ومع هشاشة المجتمع، فبحثت على أنجع الطرق لتقديم خدمات طبية للمعوزين، سواء في بلادي أو في العالم، لذلك ارتأيت أن أشتغل مع المنظمات الدولية لأتعلم”.

وحول وصف البعض له بـ”طبيب الإنسانية”، يقول لهنا، “كل طبيب هو طبيب الإنسانية، ولا أعتقد أن هناك طبيب سيمارس الطب من أجل التجارة”، مشيرا إلى أنه “لا يتميز عن الأطباء، خاصة المغاربة الذين يصطدمون بحالات الهشاشة ويضطرون للقيام بجهد لمساعدة الناس”.

أشياء كثيرة تغيرت في حياة الطبيب زهير لهنا، إثر زياراته المتكررة إلى غزة يقول بهذا الصدد، “التغير الجذري حصل في حرب 2014، لأنه حين رجعت قررت أن أستغل وقتا أكبر للآخرين، لأنه حين تقترب كثيرا من الموت..، قيمة الحياة والموت تصبح لها رؤية أكبر، والإنسان يعرف أن وقته محدودا لفعل ما يمكن أن يفعل ما دامت له صحة وعلم ينفع بهما الناس”.

ويرى لهنا أن العيش في مناطق النزاع لشهر مثلا كما حدث في غزة مؤخرا، “يعلم الإنسان التجرد من الأشياء”، مضيفا، “في شهر بكامله نمت بدون وسادة، وكان لي سروالين وقميصين فقك، نتعلم الاستغناء على عدد من الأشياء، والظروف القاصية تدرب الإنسان على أن يكون أحسن”.

 

كلمات دلالية زهير لهنا، طبيب مغربي عائد من غزة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

محامي يوضح: هل تُنفذ وصية الميت إذا كانت تخالف التقسيم الشرعي للورث.. فيديو

الرياض

رد المحامي عبدالإله العمار، عن استفسار حول وصية الميت هل تُطبق إذا كانت تخالف التقسيم الشرعي للورث .

وقال “العمار” خلال لقاءه ببرنامج الشارع السعودي: ” نظام الأحوال الشخصية بين الحكم في هذه الحالة، والأصل أنه لا قسمة لوارث، فعندما يكون هناك شخص له نصيب شرعي، فلا وصية له”.

وأضاف:”لكن إذا كان المورث أوصى في وصيته لهذا الوارث الذي سيكون اسمه في صك حصر الورثة فهنا يكون الحال على عدة أشكال، الشكل الأول أن بقية الورثة يوافقون على تنفيذ هذه الوصية، أو أن بعضهم يوافق وبعضهم يرفض، فيتم تنفيذ الوصية في نصيب من وافق فقط.

وتابع: “أما من لم يوافق يستلم حقه من التركة كاملا بدون نقص، والحالة الثالثة أن يرفض الجميع أن يكون لهذا الوارث حق من التركة بموجب الوصية وبذلك لا يأخذ شيء زائد عن نصيبه من التركة”.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/dOQRn0KsUnlbG16p.mp4

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • مرشح مغربي يُشعل الجدل بحملة انتخابية من السرير! .. فيديو
  • العمار يروي قصة عم استولى على ميراث بنات أخيه بـ الوكالة.. فيديو
  • محامي يوضح: هل تُنفذ وصية الميت إذا كانت تخالف التقسيم الشرعي للورث.. فيديو
  • مغربي مقيم بالمملكة: الناس يتركون تجارتهم في الشوارع ويذهبون للصلاة.. فيديو
  • طبيب بريطاني: شعب المملكة محظوظين بالرعاية الصحية التي لديهم .. فيديو
  • قـتل الهاسكي يثير غضب السوشيال ميديا ومطالب بمحاسبة الطبيب البيطري| فيديو
  • “لكل من يقول البنت مكانا المطبخ” .. لقطة كأنها من فيلم لهدف سجلته إحدى الفتيات – فيديو
  • حلا الترك: عمتي أهم شخص في حياتي وثقتي بالناس لم تعد كما كانت.. فيديو
  • بعد عودته من القطاع... الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله يروي فظائع إسرائيل في غزة