طبيب مغربي قضى شهرا في غزة يروي لـ"اليوم 24" المآسي التي يشهدها القطاع (فيديو)
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
وصف الطبيب المغربي زهير لهنا، الذي أمضى شهرا في غزة، ما يجري في القطاع بالمآسي التي ستظل وصمة عار على جبين العالم، وذلك في حوار مع “اليوم 24″، أياما بعد عودته من القطاع.
بعد 25 سنة قضاها في العمل التطوعي وزيارته لمناطق النزاع بكل من غزة وسوريا وأفغانستان وعدد من الدول الإفريقية، يقول لهنا إن ما “تعيشه غزة حاليا هو الأسوء”.
ولعل أكثر القصص التي تركت بالغ الأثر لدى الطبيب المغربي، هي للشابة الفلسطينية عبير، ذات الـ24 سنة، والتي كانت في حملها الثاني وفي شهرها السابع، وتعاني من مضاعفات مرض السكري لعدم أخذها الأنسولين لليوم التالي على التوالي.
يقول لهنا، “تم تحويها إلى المستشفى الأوروبي حيث توجد العناية المركزة، نودي علي فدخلت فوجدت أنها في حالة غيبوبة، مع صعوبة كبيرة في التنفس لارتفاع الحموضة في الدم، تأكدنا من أن الجنين قد توفي في رحمها، كانت حالتها محرجة جدا مع درجة السكري فوق 5 غرام، وعدم إمكانية تتبع حالتها من خلال التحاليل”.
يضيف الطبيب المغربي، قررنا أن نجري لها عملية قيصرية، بعد تمكينها من كمية من السوائل لتتحمل التخدير، لكن المفاجأة أنه قبل نقل عبير إلى قاعة العمليات، جاءها المخاض وخرجت المولودة مع المشيمة والكيس الأمنيوتي بدون عملية قيصرية”.
حمل الطبيب المغربي الجنين بين يديه وسلمه إلى الممرضة دون أن يتمالك نفسه، حين أجهش بالبكاء أمام الطاقم الطبي، بينما كانت الأم تصارع من أجل البقاء، في ظل انخفاض نسبة السكر في الدم.
ساعات بعد إخراج الجنين، عاد الدكتور لهنا للاطمئنان على صحة عبير، فوجدها غادرت إلى دار البقاء، مضيفا، “هذه حالة فقط من الحالات الكثيرة التي تعاني وتموت جراء نقص الأدوية في القطاع، فبأي ذنب تقتل الأجنة في غزة؟”.
ويتأسف زهير لهنا لأن “تتبع الحمل لدى الحوامل في غزة أصبح شبه مستحيل”، الذي يساعد الحوامل في غزة هو أن أكثريتهم مثقفات، يضيف المتحدث، “يعرفن متى بدأ الحمل ومتى سينتهي، لكنهن يعانين من سوء التغذية ومن فقر الدم ومن الحالات المزرية للعيش، حيث يعشن في غرف صغيرة تضم 5 إلى 6 عائلات، أو في الخيم التي تستر ولا تأوي، لأنها حر في النهار وباردة في الليل”.
ويستمر الطبيب في وصف الوضع المأساوي قائلا، “مستشفى الأم والطفل في رفح كان يسجل 20 ولادة في اليوم وأصبح يسجل 80 ولادة في اليوم، والنساء تخرج بعد 3 إلى 6 ساعات فقط، تلد وتأخذ رضيعها وتخرج للخيمة، والعمليات القيصرية كانت تتم بمعدل 4 عمليات في اليوم، لترتفع إلى ما بين 20 و30 ولادة قيصرية، لأنه في الحرب يزداد عدد الولادات بالعملية، وتزداد حالات الإجهاض، وأيضا يرتفع عدد الخدج، مما يخلف ضغطا على الحواضن بشكل رهيب”.
بدايات الطبيب المغربي مع العمل التطوعي كانت حين تعرف على منظمة أطباء بلا حدود، يقول في حواره مع الموقع، “وجدت أن بلادي في هشاشة وحين درست الطب في المغرب كان هناك اصطدام كبير مع المرضى ومع هشاشة المجتمع، فبحثت على أنجع الطرق لتقديم خدمات طبية للمعوزين، سواء في بلادي أو في العالم، لذلك ارتأيت أن أشتغل مع المنظمات الدولية لأتعلم”.
وحول وصف البعض له بـ”طبيب الإنسانية”، يقول لهنا، “كل طبيب هو طبيب الإنسانية، ولا أعتقد أن هناك طبيب سيمارس الطب من أجل التجارة”، مشيرا إلى أنه “لا يتميز عن الأطباء، خاصة المغاربة الذين يصطدمون بحالات الهشاشة ويضطرون للقيام بجهد لمساعدة الناس”.
أشياء كثيرة تغيرت في حياة الطبيب زهير لهنا، إثر زياراته المتكررة إلى غزة يقول بهذا الصدد، “التغير الجذري حصل في حرب 2014، لأنه حين رجعت قررت أن أستغل وقتا أكبر للآخرين، لأنه حين تقترب كثيرا من الموت..، قيمة الحياة والموت تصبح لها رؤية أكبر، والإنسان يعرف أن وقته محدودا لفعل ما يمكن أن يفعل ما دامت له صحة وعلم ينفع بهما الناس”.
ويرى لهنا أن العيش في مناطق النزاع لشهر مثلا كما حدث في غزة مؤخرا، “يعلم الإنسان التجرد من الأشياء”، مضيفا، “في شهر بكامله نمت بدون وسادة، وكان لي سروالين وقميصين فقك، نتعلم الاستغناء على عدد من الأشياء، والظروف القاصية تدرب الإنسان على أن يكون أحسن”.
كلمات دلالية زهير لهنا، طبيب مغربي عائد من غزة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
دعاء قبل الأكل.. ماذا كان يقول الرسول قبل تناول الطعام؟
دعاء قبل الأكل من السنن النبوية التي حثّ عليها الإسلام، لما فيها من بركة وتذكير بنعمة الله، حيث تعزز هذه الأدعية الشعور بالامتنان وتقرب العبد من ربه سبحانه وتعالى، وترصد «الوطن» في السطور التالية، دعاء قبل الأكل من السنة النبوية.
أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها حول دعاء قبل الأكل أنه من المستحب أن يقول المسلم قبل الأكل: «بِسْمِ الله»، اتباعًا لحديث النبي محمد ﷺ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ»، كما يُستحب الدعاء بعد الانتهاء من الطعام، حيث قال النبي ﷺ: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
ولفتت الإفتاء إلى أن هذه الأدعية تُعزِّز الشعور بالامتنان وتُذكِّر المسلم بنعم الله عليه، كما تُسهم في زيادة البركة في الطعام، وتُعدُّ هذه الممارسات جزءًا من الآداب الإسلامية التي تهدف إلى تعزيز الروابط الروحية بين المسلم وربه في جميع جوانب الحياة اليومية.