قال الطاهر ساتي، رئيس تحرير صحيفة اليوم التالي السودانية، إن زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني لمصر ينظر لها زيارة طبيعية من جنوب الوادي لشماله، هذا من حيث المبدأ، والشاهد في الأمر بأن مصر الدولة الوحيدة التي سعت لتجنب الشعب السوداني الحرب قبل اندلاعها.

وأضاف "ساتي"، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مصر دعت كل القوى السياسية لتصنع حوار سوداني سوداني، وكل القوى السياسية لبت الدعوة عدا قوى الحرية والتغيير، التي تمرست في خانة الإقصاء والاتفاق الإطاري الذي تسبب في هذه الحرب.

وأشار إلى أن مصر لعبت دورا واجتهدت بصدق لكي لا تقع هذه الحرب، ولذلك الشعب السوداني كان يأمل أن يكون الدور المصري أكبر من الذي يراه الآن، إذ إنها المؤهلة سياسيا ولصناعة السلام في السودان، ليس فقط للروابط السياسية والأمنية وغيرها لكن الروابط أيضا الشعبية، فهي الصادرة في صناعة السلام.

وأوضح أن معظم الدول التي تتحرك في الملف السوداني لها مصالح، لكن مصر ليس لها أي مصالح في السودان غير مصلحة الشعب السوداني فقط، وكان هناك تسريبات منذ أيام عن استئناف المفاوضات الجادة فالميليشيا ترفض تنفيذ إعلان جدة، ومصر تستطيع أن تلعب دورا في استئناف هذه المفاوضات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان

بقلم: عمر سيد أحمد

أبريل 2025

O.sidahmed09@gmail.com

لم يكتفِ الكيزان بثلاثة عقود من القمع والفساد، بل اختاروا تفجير حرب أهلية جديدة لإعادة تمكين أنفسهم على أنقاض السودان. أطلقوا العنان لميليشياتهم، وتركوا المدن تنهار تحت ضربات النهب والاغتصاب والقتل، بينما احتمى الجيش ـ المختطف منذ سنوات ـ داخل معسكراته، تاركًا الشعب فريسة لصنيعتهم: الدعم السريع.

عندما انسحب الدعم السريع من بعض المناطق، لم يعد الأمان. عاد الجيش ذاته، ومعه مليشيات مسلحة وتجار حرب من حركات مُدجّنة، لا لحماية المواطنين، بل لإكمال مشروع الفوضى تحت مسمى “التحرير”. كل ذلك جرى تحت غطاء سياسي وإعلامي مموّل، هدفه تزييف الحقائق وتحويل المجرمين إلى أبطال.

من الفوضى إلى إعادة التمكين

استغل الكيزان الحرب كأداة ذكية لتحويل غضب الشعب ضدهم إلى صراعات بين مكونات المجتمع. بدلاً من أن تتوحد القوى المدنية والثورية، تم جرّها إلى خلافات داخلية، بينما واصل الكيزان اختراق مؤسسات الدولة: سيطروا على الجيش عبر البرهان، وعلى الإعلام عبر أبواق مأجورة، وعلى الاقتصاد عبر شبكات فساد مزروعة بعناية منذ سنوات.

لم تكن الفوضى عبثية، بل جزء من خطة لإعادة التمكين. أُفرغت السجون من المجرمين، أُطلقت الكتائب الإرهابية، واستُخدم العنف العرقي والجنسي كسلاح سياسي. أُحرقت القرى، وقُسّمت المجتمعات على أساس إثني وجهوي، لإنتاج واقع لا يُمكن الخروج منه إلا عبر بقاء الكيزان في السلطة.

ماكينة الكذب الإعلامي

كان للإعلام دور محوري في استمرار هذه الكارثة. غرف إلكترونية بتمويل ضخم تبث الشائعات وتعيد تصوير الكيزان كـ"منقذين"، في حين أنهم أصل الكارثة. إعلاميون مرتزقة يبررون القصف، ويشيطنون دعوات السلام، ويُهاجمون كل من يكشف الجريمة.

تُستخدم وسائل التواصل كسلاح. تُنشر الكراهية على مدار الساعة، ويُعاد تشكيل الوعي العام ليُصدق أن هذه الحرب هي “معركة كرامة”، رغم أن الكرامة بالنسبة للكيزان تعني فقط: العودة إلى السلطة بأي ثمن.

تجارة المأساة

بعد أن دمروا المدن، خرج تجار الحرب من أوكارهم ليتحدثوا عن “إعادة الإعمار”. نفس الوجوه من نظام الإنقاذ تعرض اليوم خدمات "الصيانة" و"التنظيف" للعقارات التي نُهبت تحت أعينهم، بل وأيديهم. هذا الاستثمار في جراح الناس ليس فقط وقاحة سياسية، بل جريمة أخلاقية واقتصادية، تُظهر كيف تحوّل الخراب إلى سوق رائجة للمجرمين.

الكيزان والجنجويد: تحالف الإجرام

رغم وحشية الدعم السريع وجرائمه في القتل والاغتصاب والنهب، يبقى الكيزان أكثر خطورة، لأنهم لا يمارسون العنف فقط، بل يصنعون بيئته، ويبررونه باسم الدين والوطن، ويُديرونه من فوق الطاولة وتحتها. استخدموا السلطة لتدمير مؤسسات الدولة، والدين لتبرير الجرائم، والإعلام لتسويق القتلة.

الرسائل واضحة

- إلى قادة الجيش المختطف: أنتم واجهة لمليشيا تحمي مشروع التمكين، لا جيش وطني.
- إلى القوى المدنية: لا أمل دون وحدة حقيقية، ولا انتصار دون مواجهة الكيزان أولًا.
- إلى الدول التي تموّل الحرب: أنتم شركاء في الجريمة، وسيُحاسبكم التاريخ.
- إلى الشعب السوداني: الحرب لها تجار، ولا مخرج إلا بإسقاطهم جميعًا.

الخاتمة: لا عدو غيرهم

ما يحدث ليس قدراً محتوماً، بل مشروع إجرامي واضح. العدو واحد: الكيزان وأدواتهم في الجيش والميليشيات. لا نهاية لهذه الحرب إلا بإسقاط من صنعها وتاجر بها، ولا مستقبل لهذا الوطن إلا إذا استعاد الشعب سلطته، وعدالته، وذاكرته.  

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر يناشد أطراف الصراع السوداني التزام «إعلان جدة»
  • قرقاش: ادعاءات الجيش السوداني ضد الإمارات تشويش ممنهج
  • الإمارات.. التزام راسخ بدعم الشعب السوداني
  • مجلة أمريكية: علينا ان نستذكر “المرة الوحيدة” التي أوقف فيها “الحوثيون” هجماتهم في البحر 
  • الإمارات.. التزام راسخ في دعم الشعب السوداني والتخفيف من معاناته
  • البرهان يؤكد لـ”المبعوث البريطاني” حاجة الشعب السوداني لوقف الإنتهاكات لا المؤتمرات
  • حمدوك يكشف عن القوة الوحيدة الضامنة لوحدة السودان
  •  الجيش السوداني يتهم الإمارات بأداء "دور محوري" في الحرب
  • الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان
  • القوات المحايدة “الطاهر حجر والهادي ادريس” هي مسخرة الحرب بلا منازع ????