"الربا" .. علته وتحريمه على المسلم
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
ترجع علة الربا وتحريمه على المسلمين، إلى الأموال الربوية المُتَّفق عليها هي الأصناف الستّة، وهي: الذهب، والفضة، والبُرّ، والشعير، والتمر، والملح، وقد ورد عن جمهور العلماء أنّ الربا لا ينحصر في هذه الأصناف، واستدلّوا على ذلك بحديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال :(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ المُزَابَنَةِ، أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَ حَائِطِهِ إنْ كَانَتْ نَخْلًا بتَمْرٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بزَبِيبٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بكَيْلِ طَعَامٍ، نَهَى عن ذلكَ كُلِّهِ.
كذلك علة الربا في النقدَين، وهناك وجهين، الوجه الأول: أنّ علة الربا فيهما هي الوزن؛ فالربا يكون في الطعام، وما يُوزَن فقط، وفي الذهب والفضة؛ لأنّهما موزونان. أما الوجه الثاني: أنّ علة الربا فيهما الثمنية، وهذا مذهب الشافعي، ومذهب مالك، ومذهب أحمد في رواية ثانية عنه، وقال بذلك ايضاً ابن القيم، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله -، وهذه هي العلة المُتَّفق عليها، وعلى هذا فإنّ الربا يقع في الأوراق النقدية التي نتعامل بها في عصرنا الحالي. وحول أقوال العلماء في علة الربا في الأصناف الأربعة، ما يلي:
القول الأول: قول أبي حنيفة، والمشهور في المذهب الحنبلي، والذي يتلخّص في أنّ العلة في المكيل بشرط توافق الجنس؛ أي من نوع واحد، وعدم اشتراط أن يكون ممّا يُؤكل؛ فالربا يكون في كلّ ما يُكال؛ سواءً يُؤكَل، أم لا، مثل: الحبوب، والأرز، والقطن، والصوف، والحناء، والحديد، والنحاس، ولا يكون الربا في الطعام الذي لا يُوزَن.
القول الثاني: قول الشافعي، ورأي من مذهب الحنبلي، وهو أنّ العلة في الطعام، فهي في كلّ مأكول من جنس واحد؛ سواء كِيلَ، أو وُزِنَ، مثل: الحبوب، والحلوى، والفواكه، والتوابل. القول الثالث: قول المالكية، وهو أنّ العلة في القوت المُدَّخر؛ فهي في الطعام الذي يُدَّخر، والقوت المُدَّخر هو: الطعام الذي يُخزَّن، ويبقى مدّة طويلة مُدَّخراً دون أن يتعرّض لضرر، مثل: الملح، والتوابل.
أثر الاختلاف في علة الربا ما يترتّب على الاختلاف في علة الربا يختلف باختلاف المذهب، والعلّة التي تُحرّم الربا؛ فمثلاً لا يجوز إقراض البيض بالبيض، والتفاح بالتفاح؛ وذلك لأنّه مطعوم بالنسبة إلى الشافعية، ومتماثل الجنس بالنسبة إلى الحنفية، ولا يجوز إقراض ثوب بثوب من الجنس نفسه، ومن قال بهذا القول علّل عدم الجواز أنّه بسبب تماثُل الجنس. بينما يتلخّص القول الآخر في أنّه يجوز؛ لأنّ الجنس لا يُحرّم الربا وحده، كالشافعية، ويجوز أن يُباع ثوب بثوب من جنس آخر، ولا يُحرم هذا البيع؛ لأنّه ليس من الجنس نفسه، وليس طعاماً، ولا يجوز تسليم مال بمال؛ بسبب علة الجنس عند الحنفية، والثمنيّة عند الشافعية، وهكذا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسلم أقوال العلماء أبي حنيفة فی الطعام
إقرأ أيضاً:
أدعية المطر: أهمية الدعاء وفضلها في حياة المسلم
أدعية المطر: أهمية الدعاء وفضلها في حياة المسلم.. المطر نعمة من نعم الله تعالى، يُعتبر مصدر الحياة على الأرض، حيث يُجدد الأرض ويُساعد في نمو النباتات ويساهم في توفير المياه. ومن المعروف في الدين الإسلامي أن الدعاء عند نزول المطر يُعد من الأعمال المستحبة، حيث يُعتبر وقت نزول المطر وقت إجابة الدعاء.
فضل أدعية المطر:أدعية المطر: أهمية الدعاء وفضلها في حياة المسلم1. استجابة الدعاء: يُستحب الدعاء عند نزول المطر، حيث يُقال إن الدعاء في هذا الوقت يكون أقرب للإجابة، فالمطر رحمة من الله ويدل على خير كثير.
2. الذكر والشكر: يُعبر الدعاء عن شكر الله على نعمة المطر، وهو وقت يُستحسن فيه ذكر الله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة.
3. تجديد الأمل: يُعد نزول المطر علامة على تجدد الحياة، مما يُعطي الأمل والتفاؤل للناس.
أبرز أدعية المطر:
1. دعاء نزول المطر:
"اللّهُمّ صَيِّبًا نافعًا".
"اللّهُمّ اجعلها سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا هدم، ولا غرق".
2. دعاء عند رؤية المطر:
"اللّهُمّ اجعلها رحمةً، لا عذابًا".
"اللّهُمّ إني أسألك خيرها، وأعوذ بك من شرها".
3. دعاء الاستسقاء: (في حال انقطاع المطر)
"اللّهُمّ أغثنا، اللّهُمّ أغثنا، اللّهُمّ أغثنا".
4. دعاء شكر الله على المطر:
"اللّهُمّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك".
خاتمة: إن أدعية المطر تحمل في طياتها معاني الإيمان والتوكل على الله، وهي وسيلة للتعبير عن حاجتنا ورغبتنا في الخير والبركة. لذا، يُفضل على المسلم أن يُكثر من الدعاء عند نزول المطر، متذكرًا أن هذا الوقت فرصة للتقرب إلى الله وإظهار الشكر والامتنان.