بوابة الوفد:
2024-09-19@12:56:21 GMT

"الربا" .. علته وتحريمه على المسلم

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

ترجع علة الربا وتحريمه على المسلمين، إلى الأموال الربوية المُتَّفق عليها هي الأصناف الستّة، وهي: الذهب، والفضة، والبُرّ، والشعير، والتمر، والملح، وقد ورد عن جمهور العلماء أنّ الربا لا ينحصر في هذه الأصناف، واستدلّوا على ذلك بحديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال :(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ المُزَابَنَةِ، أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَ حَائِطِهِ إنْ كَانَتْ نَخْلًا بتَمْرٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بزَبِيبٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بكَيْلِ طَعَامٍ، نَهَى عن ذلكَ كُلِّهِ.

)، وهذا دليل على أنّ الربا يكون أيضاً في أنواع أخرى.

في حياة النبي.. ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟ شيخ الأزهر: المرابطون في فلسطين يحيون في الأمة بأسرها صلتها بمسرى الرسول

 كذلك علة الربا في النقدَين، وهناك وجهين، الوجه الأول: أنّ علة الربا فيهما هي الوزن؛ فالربا يكون في الطعام، وما يُوزَن فقط، وفي الذهب والفضة؛ لأنّهما موزونان. أما الوجه الثاني: أنّ علة الربا فيهما الثمنية، وهذا مذهب الشافعي، ومذهب مالك، ومذهب أحمد في رواية ثانية عنه، وقال بذلك ايضاً ابن القيم، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله -، وهذه هي العلة المُتَّفق عليها، وعلى هذا فإنّ الربا يقع في الأوراق النقدية التي نتعامل بها في عصرنا الحالي. وحول أقوال العلماء في علة الربا في الأصناف الأربعة، ما يلي:

 القول الأول: قول أبي حنيفة، والمشهور في المذهب الحنبلي، والذي يتلخّص في أنّ العلة في المكيل بشرط توافق الجنس؛ أي من نوع واحد، وعدم اشتراط أن يكون ممّا يُؤكل؛ فالربا يكون في كلّ ما يُكال؛ سواءً يُؤكَل، أم لا، مثل: الحبوب، والأرز، والقطن، والصوف، والحناء، والحديد، والنحاس، ولا يكون الربا في الطعام الذي لا يُوزَن. 

القول الثاني: قول الشافعي، ورأي من مذهب الحنبلي، وهو أنّ العلة في الطعام، فهي في كلّ مأكول من جنس واحد؛ سواء كِيلَ، أو وُزِنَ، مثل: الحبوب، والحلوى، والفواكه، والتوابل. القول الثالث: قول المالكية، وهو أنّ العلة في القوت المُدَّخر؛ فهي في الطعام الذي يُدَّخر، والقوت المُدَّخر هو: الطعام الذي يُخزَّن، ويبقى مدّة طويلة مُدَّخراً دون أن يتعرّض لضرر، مثل: الملح، والتوابل.

 أثر الاختلاف في علة الربا ما يترتّب على الاختلاف في علة الربا يختلف باختلاف المذهب، والعلّة التي تُحرّم الربا؛ فمثلاً لا يجوز إقراض البيض بالبيض، والتفاح بالتفاح؛ وذلك لأنّه مطعوم بالنسبة إلى الشافعية، ومتماثل الجنس بالنسبة إلى الحنفية، ولا يجوز إقراض ثوب بثوب من الجنس نفسه، ومن قال بهذا القول علّل عدم الجواز أنّه بسبب تماثُل الجنس. بينما يتلخّص القول الآخر في أنّه يجوز؛ لأنّ الجنس لا يُحرّم الربا وحده، كالشافعية، ويجوز أن يُباع ثوب بثوب من جنس آخر، ولا يُحرم هذا البيع؛ لأنّه ليس من الجنس نفسه، وليس طعاماً، ولا يجوز تسليم مال بمال؛ بسبب علة الجنس عند الحنفية، والثمنيّة عند الشافعية، وهكذا.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسلم أقوال العلماء أبي حنيفة فی الطعام

إقرأ أيضاً:

هل يجوز التسبيح باليد اليسرى؟.. دليل من السنة النبوية

التسبيح والتكبير من الأذكار والعبادات التي يحرص المسلم على الالتزام بها تقربًا لله عز وجل واقتداءً بسنة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- واعتاد معظم المسلمين على التسبيح باليد اليمنى، ولكن قد يتساءل البعض: هل يجوز التسبيح باليد اليسرى؟ وهل هناك كيفية أو طريقة معينة وردت في السنة النبوية عن طريقة تسبيح النبي صلى الله عليه وسلم؟ هذا ما سنوضحه في السطور التالية.

هل يجوز التسبيح باليد اليسرى

أوضحت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، أنه ورد في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله)، أي أنه كان يستخدم يده اليمنى في كل شيء، كأن يأكل ويشرب ويلبس نعله بداية من قدمه اليمنى ثم اليسرى.

حكم التسبيح باليد اليسرى

وأضافت الداعية الإسلامية في برنامجها «قلوب عامرة»، المذاع عبر فضائية «ON»، أن الأولى أن يسبح المسلم بيده اليمنى اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجوز التسبيح باليد اليسرى وبأي كيفية شاء، سواء باليد اليمنى أو اليدين معًا أو اليسرى فقط. إذ لم ترد أي كيفية محددة للتسبيح، كما لم يرد أي نهي صحيح من القرآن أو السنة بشأن ذلك.

وصية الرسول لأمهات المؤمنات في التسبيح  

تابعت «عمارة»، في ردها على سؤال حول جواز التسبيح باليد اليسرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا نساء المؤمنات: عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل؛ فإنهن مسؤولات مستنطقات" رواه أحمد وأبو داود والترمذي. مشيرة إلى أن الأنامل تشهد يوم القيامة على المسلم سواء كان حريصًا على الاستغفار والتسبيح أم لا، مستدلة بقوله تعالى: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}، سورة النور: 24.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. يُسمح به في هذه الحالة
  • اكتشاف نبات جديد على شكل كأس في جنوب الصين
  • اكتشاف نبات جديد على شكل كأس في الصين
  • روسيا تتجه لسنّ قانون سيغضب دعاة المثلية
  • فضل الاستغفار وأثره في تفريج الكرب
  • دعاء الصبر على البلاء في يوم الجمعة: فضله وأهميته
  • القبض على مغني الراب "شون كومبز" على خلفية تحقيق بشأن الإتجار في الجنس
  • هل يجوز التسبيح باليد اليسرى؟.. دليل من السنة النبوية
  • مع اقتراب موعد القول الفصل.. تيك توك يخوض معركة مصيرية في أميركا
  • جنس بشري تعاقد معه الشيطان!