هآرتس: من يخبر الإسرائيليين كيف ستكون الحرب مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
قالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل وحزب الله اللبناني أصبحا على شفا حرب شاملة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكن الحقيقة المروعة أنه إذا فتحت جبهة أخرى مع لبنان وامتداده الإقليمي فما حجم الهجمات المدمرة للبنية التحتية المدنية التي ستحدث، خصوصا مع غياب الدعم الأميركي لهذه الحرب؟
وأوضحت الصحيفة -في تقرير للكاتبة والباحثة داليا شيندلين- أن حزب الله بدأ بإطلاق النار على المواقع الإسرائيلية من جنوب لبنان منذ اليوم الأول لهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل، مما أدى إلى إجلاء نحو 80 ألف إسرائيلي و75 ألف لبناني من المناطق الحدودية، وانتقلت القوات من الجانبين إلى مواقعها.
ورغم أن الحزب يفضل تجنب حرب واسعة النطاق كما ظهر في خطب زعيمه حسن نصر الله فإن بعض الشخصيات الإسرائيلية تدعو إلى اتباع نهج أكثر عدوانية، بل إن الحكومة الإسرائيلية أوشكت أن توجه ضربة تصعيدية كبيرة، وقد أيد وزير الدفاع يوآف غالانت إجراء وقائيا جديا، لكن الولايات المتحدة ثنته عن ذلك.
ومنذ ذلك الحين تدور حرب انتقامية مستمرة تغذيها نيران حزب الله المضادة للدبابات والغارات الإسرائيلية المحدودة والمسيّرات الانتحارية وصواريخ حزب الله والغارات الجوية الإسرائيلية، مما أدى إلى دمار في المباني، وأسفر عن مقتل عدد من مقاتلي حزب الله وبعض المدنيين اللبنانيين وعدد من الإسرائيليين، بينهم جنود ومدنيون، حسب الصحيفة.
خط خطابي متشدد
وقد اتبعت القيادة السياسية الإسرائيلية خطا خطابيا صارما ومتشددا أمام الجمهور، ودعت إلى الضرب بقوة، وهدد العضو في حكومة الحرب بيني غانتس بأنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي فإن إسرائيل ستلجأ إلى الخيار العسكري.
وقال غالانت مؤخرا إن إسرائيل يمكنها القيام بعمل عسكري ضد حزب الله بغض النظر عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس.
والحقيقة -كما تقول الصحيفة- هي أن الإسرائيليين كانت لديهم هذه الفكرة قبل الحرب الحالية بوقت طويل حين دعا مقال رأي في الصحيفة اليومية الأكثر انتشارا في البلاد "إسرائيل اليوم" اليمينية إلى ضرب لبنان في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أي قبل عام كامل من هجوم حماس.
إذا كان حزب الله سيتوجه إلى البنية التحتية أولا -كما تقول الصحيفة- فهل يمكنك أن تتخيل كيف ستعمل تل أبيب بدون كهرباء ومدارس ومستشفيات ومحلات السوبرماركت؟
واستغربت الصحيفة كيف تقنع إسرائيل نفسها بضرورة فتح جبهة أخرى مع حزب الله الذي يمتلك أسلحة أكثر تدميرا وأكثر بأضعاف مضاعفة مما تمتلكه حماس، وتساءلت: هل فكر أحد في التكاليف؟
وإذا كان حزب الله سيتوجه إلى البنية التحتية أولا -كما تقول الصحيفة- فهل يمكنك أن تتخيل كيف ستعمل تل أبيب بدون كهرباء ومدارس ومستشفيات ومحلات السوبرماركت؟
وبالفعل، تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تتخيل ذلك، إذ تم تداول وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل شعار وزارة العدل، وتتضمن تعليمات الطوارئ في حالة نشوب حرب شاملة في الشمال وشن هجمات على محطات الطاقة، محذرة من انقطاع التيار الكهربائي، ونصحت بتخزين المياه وبطاريات الهواتف المحمولة.
من سيكون مع إسرائيل؟
لكن الخطر الواضح للحرب في الشمال هو اندلاع حرب إقليمية، وقد أوضح عزيز الغشيان الباحث السعودي في السياسة الخارجية أن إيران ملتزمة بحزب الله أكثر من حماس.
وقال الغشيان "يجب أن تظهر إيران، وعليها أن تحمي حزب الله بشكل أكبر"، في حين أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى تجنب حرب إقليمية، وستكون "الأولوية القصوى بالنسبة لها هي إيقافها بسرعة" كما كتب لي فريدريك هوف الدبلوماسي المقيم في كلية بارد.
وأوضح هوف أن الإدارة تشعر بالقلق من أن "حزب الله سيستهدف المدنيين، وقد وعد المسؤولون الإسرائيليون بالفعل بتحميل لبنان المسؤولية عن تصرفات الحزب".
ومن شأن هذا الوضع أن يؤدي إلى "خسائر فادحة في صفوف المدنيين وأضرار جسيمة في الممتلكات والبنية التحتية على جانبي الخط الأزرق"، فضلا عن تعريض المواطنين الأميركيين للخطر، ومن ثم تعمل الإدارة على وقف التصعيد بالفعل.
وتساءلت الصحيفة: من سيكون على وجه التحديد إلى جانب إسرائيل في مثل هذا الحريق إذا كانت هي المبادرة إليه؟ ومن سيقف إلى جانبها في المستقبل؟
ويعتقد الغشيان أن السعودية قد تستنتج أنه لا يمكن الوثوق بإسرائيل لتجنب التصعيد الإقليمي، وأنها تمثل عبئا أمنيا، وليست مجرد رصيد إستراتيجي محتمل.
وختمت الصحيفة بأن الهجمات المدمرة على البنية التحتية المدنية وامتدادات الحرب الإقليمية وغياب الدعم الأميركي لها والعلاقات المتوترة أو المتراجعة مع الدول التي تأمل إسرائيل في التطبيع معها هي التكاليف التي يتجاهلها القادة السياسيون الإسرائيليون والمحللون على حد سواء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
بغداد اليوم - متابعة
قال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، اليوم السبت (15 آذار 2025)، أن الحركة تعاملت بمسؤولية عالية وأبدت مرونة كبيرة في مسار المفاوضات الجارية برعاية الوسطاء، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والإلتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.
وأشار القانوع في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إلى أن "موافقة الحركة على مقترح إطلاق سراح الأسير ألكسندر جاءت كتعبير عن تعاطيها الإيجابي مع الجهود الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام".
وأوضح أن "وفد "حماس" المفاوض عاد إلى القاهرة الجمعة لمتابعة مستجدات المفاوضات مع المسؤولين المصريين ومناقشة المقترح المطروح، مؤكدا أن قبول الحركة بمقترح الوسطاء يهدف إلى تمهيد الطريق للانتقال إلى المرحلة الثانية من التفاوض، التي تهدف إلى إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة، وليس بديلا لها".
وشدد على أن رد "حماس" الإيجابي على مقترحات الوسطاء يأتي في إطار التزامها باتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لتنفيذ جميع مراحله، مبينا أن الحركة لم تضع شروطا تعجيزية بل تسعى لتثبيت الاتفاق وإلزام إسرائيل ببنوده تحت ضمانة الوسطاء.
واعتبر القانوع أن "المشكلة الرئيسية تكمن في إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المماطلة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، موضحا أن إسرائيل خرقت المرحلة الأولى من الاتفاق عبر وقف البروتوكول الإنساني ومواصلة حصار غزة للأسبوع الثاني على التوالي".
وأكد أن "حماس" تدعم أي مقترح يقدم عبر الوسطاء وستتعامل معه بإيجابية عالية، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والالتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.
المصدر: وكالات