ظاهرة شيخ الأمين، لماذا يستهدفونه وماذا يريدون منه؟
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
محمد جلال أحمد هاشم
جوبا - 28 فبراير 2024م
الهجوم على شيخ الأمين عمر لم يبدأ مع هذه الحرب، فقد لازمه منذ زمن ليس بالقصير. فما من فيديو للرجل يخرج لفضاء الأسافير حتى تضجُّ به، ذما وشتما، ذلك ريثما تبدأ الأصوات المدافعة عنه تعلو قليلا، قليلا.
***
في هذه العجالة نريد أن نحلل هذه الظاهرة التي جذبت انتباه الناس.
***
في هذه السانحة نحاول أن نستكشف ونكشف القناع، قناع الحداثوية، وما إذا كانت أصيلة أم زائفة، عن ظاهرة هؤلاء الذين يهاجمون شيخ الأمين. ففي الحق، ليس شيخ الأمين وحده يشكل ظاهرة، بل التيار المتنامي الذي يهاجمه هو في حد ذاته ظاهرة. وفي رأيي أنه ما من ظاهرة إلا وكانت لها عوامل الوعي الأدائية الواضحة سلوكيا، بمثلما لها عوامل وعيها البنيوية غير الواضحة للعيان. وبعد، لماذا يهاجمون شيخ الأمين؟
***
بصرف النظر عن نوع الطريقة التي يتّبعها، يبقى القول بأن شيخ الأمين عمر هو رجل صوفي وله طريقته وأتباعه ومريدوه، وغالبيتهم من الشباب رجالا كانوا أو نساءً. وتتميز طريقته، فوق ما تتميز به الصوفية والإسلام الشعبي من تسامح وعدم تشدد، باتباع مناهج أدائية تجعل من طقوس الصوفية المعروفة من نوبة ومديح ... إلخ أشبه بالحفلات الشبابية المختلطة. وللشباب والعامة في ذلك طرائقهم في وصف ما عليه شيخ الأمين وحواريوه، أكانوا شبابا أم شيوخا، ذكورا أم إناثا، جنّا كانوا أم إنسا. فعاى ما في أغلبها من استهجان واستنكار لطريقة شيخ الأمين في أدائياته، لكن أيضاً منها ما هو طريف، ومنها كذلك ما هو بغيض ومؤذي.
***
هنا سوف نترخص في حذرنا ونذكر واحدة منها لما لها من دلالة، وهي: "محايتو بيبسي وبخرتو جلكسي وحيرانو جكسي"! وهذا الاقتباس نقلا من صفحة بالفيسبوك تحمل اسم "دجل شيخ الأمين" على الرابط أدناه:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100042874857171&sfnsn=mo&mibextid=RUbZ1f
***
الآن دعونا نحلل هذا التعبير من حيث هو قد أصبح خطابا، لا من حيث دلالات الألفاظ القانونية فحسب. وما سنحاول فعله هنا هو استكشاف بنية السلطة الأيديولوجية الإسلاموعروبية المتخفية كخطاب وراء الهجوم على أدائيات شيخ الأمين الطقسية الصوفية، لنحاول أن نرى إذا كانت موجودة أم لا.
***
البيبسي هو المشروب الغازي المعروف، ويقصد به نعومة الحياة ورفاهيتها، بجانب حداثوية مُدّعاة تكمن في تجافي المشروبات البلدية من قبيل عصائر الكركدي والعرديب ... إلخ؛ وجلكسي هو عطر وكان ينبغي أن يكتب "قلكسي" لكنها عادة السودانيين في الوقوع تحت التأثير المصري، فيكتبون القاف المخففة بالجسم القاهرية. والكلمة لها دلالتها المجازية فيما يتعلق بحداثوية مزعومة من حيث التعطر بالتطور ذات الماركات؛ أما الجكسي، فهي تعريب لكلمة إنكليزية ذات دلالة مجازية للفتيات الحسناوات، وهذا مما يُعبّر عنه لدى الشباب بكلمة "الخلط"، وهي صفة ذات دلالة مُدّعاة في الحداثوية أيضاً. وقد وُلدت بذرة هذه الكلمة في الجامعات، وتشير إلى السلوك الحداثوي المتعلق بتعلم طلبة وطالبات الجامعة (وغالبيتهم من القادمين من المجتمعات التي تفصل بين الجنسين) فنون مخالطة بعضهم بعضا، ذكورا وإناثا، بطريقة لك يكن يألفوها في المجتمعات التي صدروا منها. وعبر هذا "الخلط" يتعرف الشباب من الجنسين على بعضهم بعضا، ومن ثم قد يرتبط كل إثنين منهم برباط العاطفى على أمل إكمال ذلك بالزواج. في هذا مجتمعنا هذا ذي الهيمنة الذكورية، يُنظر إلى من كان كثير "الخلط" بعين الإعجاب، وربما الحسد، وقد يشتط الأمر، فيُتّهم في سلوكه. هذا بينما تجر كثرة "الخلط" للبنت سمعة سالبة ليست مما تقبله عن نفسها.
ومأثورٌ عن كثرة "الخلط" أنها مما ترقّق حاشية المرء، وتُرخي من عصبية أواصر القلب والفؤاد، وتهذّب الكلام والمنطق، وتحرر الشباب من حوشيِّ الكلام، غليظه وبذيئه، وتُهيِّؤهم لاستقبال ما يُظنُّ بأنها موجات التحضر والتحرر، ومن ثم مفارقة أساليب الحياة التقليدية، ملبسا، ومأكلا، وتحدثا. وجميع هذا مما يقع تحت طائلة الاستعداد النفسي للتحرر من غِلظة مناهج التربية التقليدية من انتهار وتعنيف لفظي وجسدي، ضربا بالعصى وجلدا بالسوط. ومن ثم فتح أشرعة العقل والفؤاد لرياح الحداثة والتغيير
***
إذن ما يميز شيخ الأمين هو أنه حداثوي لدرجة أن "محايته" ليست ذلك الخليط من المواد التقليدية، بل هي من البيبسي، لا انكفاءً عليه كمشروب فحسب، بل كخطاب تمدني، تحضري وتحرري. والبخور عند شيخ الأمين ليس ذلك المكون من بخور التيمان، أو "المستكة" .. إلخ مما نعرفه في فولكلورنا، بل هو العطر الماركة المعروف باسم "قلكسي" Galaxy، لا من حيث هو عطر راقي والسلام، بل من حيث هو خطاب تمدني، تحضري وتحرري، دع عنك كلفته المادية. أما الحواريون (الحيران) عند شيخ الأمين، فهذا أمرٌ جَدُّ مختلف! فالحيران عند شيخ الأمين بنات! كذا! ليس من حيث "المغرزة" في تشبيه الذكور منهم بالبنات فخسب، وليس من حيث كثرة "الخلط" والاعتماد عليه داخل باحة الصوفية بوصفها دينا فحسب، بل أيضاً من حيث هي خطاب تمدّني، تحضّري وتحرّري. وهنا على من يا ترى ينصبُّ جامُ اللعنات والاستهجان والاستنكار؟ بالطبع على الشخص *البرنجي"! ألا وهو شيخ الأمين الذي لا يخلو من روح شبابية، ومن وسامة رجولية، وطول فارع، وبسطة في الجسم، وطلاوة في اللسان، وحلاوة في الكلام، كما لا يخلو من الحس الفكاهي، والطرب والتطريب، رقصا وغناءً وإنشادا. كل هذا في سَمْت إيماني صوفي اختص هو به دون المتشيّخين على يد طيب الذكر ود العجوزة.
***
ترى أين هي الأيديولوجيا الإسلاموعروبية هنا؟ ها هي! تقف واضحة كما تقف الشمسُ رأد الضحى، فيصطلي الناسُ بحرّها دون أن يرفعوا أعينهم ليروها! وعليه، هذا ليس بخطاب، وإن تظاهر بأنه كذلك! هذه هي الأيديولوجيا الإسلاموعروبية في أكثر حالتها مراوغةً ومخاتلةً. كيف؟
***
إنهم لا يريدون شيخ الأمين كصوفي على هيئته الأدائية الحداثوية السلمية هذه لأنهم في حقيقتهم وفي دخيلة واعيتهم الأيديولوجية الإسلاموعروبية يريدون الصوفي المتزمت، بالضبط مثل المكاشفي طه الكباشي! وهم لا يريدون شيخ الأمين كرجل دين على هيئته الأدائية الحداثوية السلمية هذه لأنهم يريدون رجل الدين السلفي، الدموي، بالضبط مثل عبد الحي يوسف! إنهم يا سادتي في حقيقتهم يريدون الكيزان، وأكثر ما يخشونه (حتى لو لم يكونوا واعين بذلك) هو أفول شمس الفلول، وغياب شمس دولة الشريعة، شريعة الجلد والقطع والصلب من أمامٍ ومن خلاف، من قبيل ما رأينا على عهد النميري والترابي وعمر البشير.
***
هذا ما يريدونه في حقيقة أمرهم: ترسيخ أقدام الأيديولوجيا الإسلاموعروبية التي أورثتنا ما نحن فيه من خسارٍ وبوار، وحربٍ ودمار، لكنهم يغلفونها بورق مهترئ ثم يريدوننا أن نشتري بضاعتهم الكاسدة هذه على أنها خطاب، بينما هي ليست كذلك. إنها الأيديولوجيا الإسلاموعروبية في أخطر أشكالها مراوغةً ومخاتلةً.
***
وحتى لا يظُنّن أحدٌ بي شتى الأظانين، فإني لستُ بصوفيٍّ ولا بسُنّيٍّ، ولا بشيعيٍّ، وما كنت تابعا لأحدٍ قط ولن أكون، ولكني اقتدي وأحتذي متوسما الخير، محتفظا باستقلاليتي كاملة غير منقوصة. وعليه، فهذه ليست بمرافعة عن شيخ الأمين، وما كان يعنيني من أمره شيء مهما ملأ الدنيا وشغل الناس. لا من باب تجاهله، بل من باب عميق إيماني بالحرية وبحق أي شخص في أن يتعبد بالطريقة التي يجد نفسه فيها. وعندي، كما قلت في كتابي *الإسلام الثقافي: فقه ما بعد الحداثة" (قيد الطبع): "إن القمة العلياء التي يطمح أي دين أن يبلغها من حيث النجاح في هذه الدنيا هي أن يصبح ثقافة تنهض بالمجتمع في عمومه سلوكيا وجماليا من حيث مكارم الأخلاق. هنا تتجلى عظمة جماعية ومجتمعية الدين. أما التعبدية في أي دين، فهي حالة فردية، غير مجتمعية، ولهذا نأتي اللهَ يوم القيامة فرادى، فلا والد ولا والدة ولا صاحبة ولا بنين ولا بنات. وأسوأ المذاهب هي تلك التي تريد أن تجعل التعبدية حالة مجتمعية، وليست فردية. عندها، سوف يفقد المجتمع الدين كثقافة بمثلما سيفقده كعبادة، فيتفشى النفاق والرياء في لبوس الدين، فيُخمون في عاقبة أمرهم.
***
إنّ رجُل/رجُلة الدين الحق، هم ذلكم الذي/التي يولون أنفسهم بالرعاية ويأخذونها بالشدة طلبا للهداية، وأملا في أن يذكيهم المولى، فيصبحوا في أخراهم من أهل النعيم. أما رجُل/رجُلة الدنيا المتوشحون بمسوح الدين نفاقا أوضلالا، فهم ذلكم الذي/التي لا يولون أنفسهم بالرعاية ولا يأخذونها بالشدة طلبا للهداية، أو أملا في أن يذكيهم المولى، بل جُلّ همّهم هو مراقبة ما عليه دين الآخرين وأخذ الناس بالشدة في دنياهم باسم الدين نفاقا أو ضلالا، دون أي ضمانة من هؤلاء المتشددين باسم الدين بأنهم في أخراهم سيكونون من أهل النعيم. فتصوروا! فصاحب الدين الحق يترك الخلق لخالقهم، فيأخذ نفسه بالشدة عسى أن يتقبُله الله؛ أما صاحب الدين غير الحقيقي، فتراه يترك أمر نفسه ودينه ليشتغل بأمر الناس ودينها.
***
عودٌ على بدء؛
ما لكم وشيخ الأمين؟ هل أنتم مُساءلون عنه وعما يفعله؟ أيّهم أشدّ ضررا بنا وبالسودان: الصوفي شيخ الأمين الذي يهتم لأمر نفسه وحيرانه، أم الصوفيون المهلاوي والمكاشفي طه الكباشي ومن لفّ لفّهم الذين حكموا بإعدام شهيد الفكر والإنسانية محمود محمد طه؟ أيهم أشد ضررا بنا وبالسودان: الصوفي شيخ الأمين أم السلفي عبد الحي يوسف الذي أفتى بقتل وإبادة ربع أو ثلث الشعب كيما يستقيم الحكم ويستمر لعمر البشير؟
*MJH*
جوبا - 28 فبراير 2024م
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: شیخ الأمین من حیث
إقرأ أيضاً:
الجمعة السوداء من ازدحام شوارع فيلادلفيا إلى ظاهرة تسوق عالمية
يُعد يوم "الجمعة السوداء" من أهم الأيام التجارية في أميركا وأوروبا، ويوافق يوم الجمعة الذي يلي "عيد الشكر" الأميركي، المصادف لآخر يوم خميس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. في هذا اليوم، تقدم المتاجر خصومات ضخمة لعملائها، الذين ينتظرونه بفارغ الصبر عاما بعد عام. وفي عام 2024، سيوافق "الجمعة السوداء" يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني.
وعلى الرغم من أن هذا اليوم لا يحمل أهمية تاريخية في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه ليس الأكثر نشاطا في التسوق مقارنة بمواسم مثل الأعياد ورمضان، فإن العروض الضخمة والتخفيضات الهائلة التي تقدمها المتاجر الكبرى ومواقع التسوق جعلت "الجمعة السوداء" يوما مميزا ومترقبا للغاية في منطقتنا، حيث بات جزءا من ثقافة التسوق السنوية.
البعض اقترح تسميته الجمعة السوداء بـ"الجمعة الكبيرة"، لكن الاسم الأصلي كان أكثر جذبا وانتشارا (رويترز) أصل تسمية "الجمعة السوداء"اختلفت الروايات حول سبب تسمية الجمعة التي تلي عيد الشكر بـ"الجمعة السوداء"، رغم أنها تتزامن مع بداية موسم التسوق للعطلات وتحقق فيها مبيعات ضخمة. ومع ذلك، فإن التفسير الأكثر دقة يعود إلى أوائل الستينيات من القرن العشرين في مدينة فيلادلفيا. حينها، استخدم ضباط الشرطة المحليون عبارة "الجمعة السوداء" لوصف حالة الفوضى التي اجتاحت المدينة بسبب التدفق الكبير للسياح من الضواحي. هؤلاء الزوار كانوا يتدفقون إلى المدينة لبدء التسوق في العطلات، وأحيانا لحضور مباراة كرة القدم السنوية بين فريق الجيش وفريق البحرية التي تقام يوم السبت.
شهدت تلك الجمعة اختناقات مرورية، ازدحاما شديدا في الشوارع، وحوادث متعددة، بالإضافة إلى ارتفاع حالات سرقة المتاجر، مما تسبب في إرهاق شديد لرجال الشرطة الذين اضطروا للعمل ساعات إضافية للتعامل مع هذه الفوضى.
تطور المصطلحخلال سنوات قليلة، استقر استخدام مصطلح "الجمعة السوداء" في فيلادلفيا. ومع محاولة تجار المدينة تحسين صورة اليوم، اقترح البعض تسميته "الجمعة الكبيرة"، لكن الاسم الأصلي كان أكثر جذبا وانتشارا.
في أواخر الثمانينيات، توسع مفهوم "الجمعة السوداء" ليشمل جميع أنحاء الولايات المتحدة مع ظهور تفسير جديد أكثر إيجابية. زعم التجار أن المصطلح يرمز إلى تحول دفاتر الحسابات من الخسائر المسجلة باللون الأحمر إلى الأرباح المسجلة باللون الأسود، حيث تبدأ المتاجر بتحقيق أرباح كبيرة بفضل المبيعات الضخمة التي تتم بعد عيد الشكر.
الرواية المتعلقة بتحقيق الأرباح "من الأحمر إلى الأسود" ساهمت في تعزيز جاذبية "الجمعة السوداء" (رويترز) الواقع التجاريعلى الرغم من أن الرواية المتعلقة بتحقيق الأرباح "من الأحمر إلى الأسود" ساهمت في تعزيز جاذبية "الجمعة السوداء"، فإنها لا تعكس الحقيقة الكاملة. ففي الواقع، لم يكن هذا اليوم تاريخيا الأكثر ربحية؛ إذ غالبا ما تحققت ذروة المبيعات السنوية يوم السبت الذي يسبق عيد الميلاد. ومع ذلك، نجحت هذه القصة في تعزيز مكانة الجمعة السوداء كأهم أيام التسوق في الثقافة الأميركية.
الامتداد الزمني والانتشار العالميمع مرور الوقت، لم يعد مهرجان "الجمعة السوداء" مقتصرًا على يوم واحد، بل امتد ليشمل عطلة نهاية الأسبوع بأكملها، وأحيانا يمتد لأسبوع كامل في بعض المتاجر. كما أصبحت المتاجر تفتح أبوابها في وقت أبكر كل عام لاستيعاب العدد الهائل من المتسوقين. أما اليوم، فقد تحول الحدث إلى ظاهرة عالمية، حيث تبنته متاجر ومنصات تسوق إلكترونية في مختلف أنحاء العالم، مما جعله موسما عالميا للخصومات.
فرصة للتوفير أم فخ للتسوق غير الضروري؟رغم أن الجمعة السوداء تمثل موسما مغريا للتوفير بفضل الخصومات الكبيرة، فإن هناك العديد من الحيل التسويقية التي قد تدفع المستهلكين إلى شراء منتجات لا يحتاجونها. ومن أبرز هذه الحيل:
العروض المضللةغالبًا ما تبدو الخصومات الكبيرة مغرية، لكنها قد لا تكون حقيقية كما تبدو عند النظر عن كثب. في بعض الحالات، تقوم المتاجر برفع الأسعار الأصلية للمنتجات قبل تطبيق الخصومات، مما يجعل التخفيضات تبدو أكبر من حقيقتها. أظهرت الدراسات أن المستهلكين يميلون إلى الثقة بالأرقام الكبيرة المعلنة في الخصومات، مثل "خصم 50%"، دون التحقق من السعر الأصلي، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات شراء عاطفية وغير مدروسة. هذا يؤكد أهمية التحقق من الأسعار ومقارنتها على مدار العام قبل اتخاذ قرار الشراء.
بعض المتاجر تعرض خلال التخفيضات الكبرى منتجات ذات جودة أقل أو قريبة من انتهاء الصلاحية (رويترز) تكتيكات الإلحاحتعتمد المتاجر على أساليب الإلحاح مثل العد التنازلي أو رسائل مثل "العرض ينتهي خلال ساعة!" لتحفيز الشراء السريع. هذا التكتيك يعتمد على إثارة شعور الخوف من فوات الفرصة، مما يدفع المستهلك لاتخاذ قرار سريع دون تقييم الحاجة الحقيقية.
تقليل جودة المنتجاتتقوم بعض المتاجر خلال التخفيضات الكبرى بعرض منتجات ذات جودة أقل أو قريبة من انتهاء الصلاحية. في بعض الحالات، تُصنع هذه المنتجات خصيصًا لمواسم مثل الجمعة السوداء باستخدام مواد أرخص، مما يجعلها أقل متانة وكفاءة مقارنة بالنسخ الأصلية المعتادة من نفس المنتج.
العروض المجمعةتقدم المنتجات في حزم تحتوي على أكثر من عنصر بسعر مخفض. قد يبدو العرض مغريًا، لكنه يتضمن غالبا عناصر إضافية قد لا تكون مفيدة أو ضرورية للمستهلك، ما يؤدي إلى شراء أشياء غير مخطط لها.
نصائح للتسوق الذكي في الجمعة السوداء قارن الأسعار مسبقااستخدم مواقع و تطبيقات مقارنة الأسعار، التي تعرض تاريخ أسعار المنتجات وتساعدك في معرفة ما إذا كان الخصم حقيقيا.
التزم بالقائمة الشرائيةقبل بدء التسوق، ضع قائمة بالمنتجات التي تحتاجها فعليًا. الالتزام بهذه القائمة يساعدك على تجنب الانجراف وراء العروض المغرية.
تحقق من جودة المنتجاتقم بالبحث عن مراجعات المنتج من مصادر مستقلة للتأكد من أنه ليس نسخة منخفضة الجودة و تأكد من تاريخ صلاحيته .
تجاهل الإلحاح الزمنيإذا واجهت عروضًا تشير إلى أنها "ستنتهي قريبا"، امنح نفسك الوقت للتحقق من السعر وتقييم الحاجة. غالبا ما تكون هذه العروض متوفرة في وقت لاحق أو بنسخة مشابهة.
اشتر فقط ما تحتاجهالعروض المجمعة تبدو مغرية، لكنها قد تضيف أشياء لا تحتاجها بالفعل. قم بتقييم كل عنصر على حدة لمعرفة ما إذا كان يستحق الشراء.
رغم أنها تمثل فرصة للحصول على تخفيضات جيدة، فإن الجمعة السوداء تتطلب وعيًا شرائيًا لتجنب الوقوع في فخ التسويق المبالغ فيه. عبر مقارنة الأسعار، التحقق من الجودة، وتجنب الشراء العاطفي، يمكن للمستهلكين تحقيق أقصى استفادة من هذا الموسم دون إنفاق غير ضروري.