الحرب تجبر مئات الأسر للفرار من مدينة «الأبيض» هرباً من الموت
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
تعيش مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان غربي السودان هذه الأيام هدوءاً نسبياً عقب وقوع أكثر من اشتباك بين الجيش والدعم السريع خلال الأيام القليلة الماضية.
وتزامنت هذه العمليات العسكرية بين طرفي القتال مع انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت المستمر بالبلاد منذ السادس من فبراير الجاري.
وفي السابع والثامن من فبراير الحالي، تجددت الاشتباكات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في بعض الأحياء الغربية للمدينة ووسط السوق الكبير ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وقالت مصادر لـ «التغيير»، إن قوات الدعم السريع هاجمت المدينة من اتجاهات الأحياء الغربية، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، مما تسبب في مقتل أمراة وسقوط أربع جرحى من المدنيين.
وذكرت مصادر أن قوات الدعم السريع هاجمت بعض منازل المدنيين في أحياء الأبيض الغربية بعد أن قامت بالتعدي على الأسر واغتصاب فتاة بحي الوحدة بمربع (13).
وتعيش المدينة منذ الجمعة الماضية حالة هدوء نسبي مع حركة شبه طبيعة للمدنيين وسط مخاوف من تجدد المواجهات العسكرية بعد أحداث مدينة بابنوسة الواقعة غربي البلاد.
مناطق السيطرة
وبعد الخامس عشر من أبريل الماضي، تتوزع خطوط الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مدينة الأبيض في والوسط وبعض الاتجاهات الجنوبية الغربية للمدينة.
فمن الوسط يتمركز الجيش السوداني، حيث توجد قيادة الفرقة الخامسة مشاة الواقعة بالقرب من محيط السوق الكبير ومستشفى ميتة الأبيض التعليمي.
ومن الشمال الشرقي تتوزع ارتكازات للجيش والتي تمتد حتى مداخل المدينة الواقعة بالاتجاهات الشرقية بالقرب من جبل كردفان ومنطقة “خور طقت” إلى جانب الاتجاهات الشمالية حيث مدخل المدينة من شارع بارا الأبيض.
بينما تتمركز قوات الدعم السريع في الاتجاهات الجنوبية الغربية وبعض الأحياء الواقعة غرب المدينة بالقرب من مبنى جهاز الأمن والمخابرات العامة سابقاً.
كما تنتشر قوات الدعم السريع وصولاً إلى جبل كردفان شرقاً حتى مدينة أم روابة مروراً بمدينة الرهد.
وهكذا تصبح مدينة الأبيض محاصرة بتلك القوات من عدة اتجاهات من بينها شارع مدينة بارا الذي توجد به ارتكازات تابعة للجيش السوداني.
ودخلت مدينة الأبيض دائرة النزاع الحالي منذ منتصف من أبريل الماضي ولم تستطع قوات الدعم السريع السيطرة عليها على الرغم من المحاولات المستمرة.
وشهدت المدينة أكثر من عملية عسكرية دامية بين طرفي القتال خلال الأشهر الماضية. راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين، فضلاً عن فرار مئات الأسر من منازلها هرباً من الموت.
وتعتبر مدينة الأبيض إحدى أكبر مدن السودان حيث توجد بها قيادة الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بجانب القاعدة الجوية.
كما تشتهر المدينة بوجود أكبر سوق للمحاصيل النقدية في السودان إلى جانب أن بها أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم.
التغيير
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الأبیض
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يستعيد مدينة المحيريبا وسط ولاية الجزيرة
الثورة / متابعات
تمكن الجيش السوداني من استعادة مدينة المحيريبا وسط ولاية الجزيرة، بالتوازي مع تقارير تؤكد مقتل قائد كبير في قوات الدعم السريع بهجوم مسيّرة شمال الجزيرة.
وأكد مصدر عسكري في السودان – أن الجيش قوبل باستماتة من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع في أثناء استعادة المدينة قبل أن يجبرهم الجيش على الفرار إلى مدينة الكاملين شمال الجزيرة.
وأوضح أن الجيش بدأ عمليات عسكرية جديدة لاستعادة مدينة أبو قوتة بالجزيرة والتقدم نحو مدينة جبل أولياء بالخرطوم.
من جهة أخرى، قال مصدر عسكري مطلع في الجيش السوداني إن مسيّرة للجيش السوداني قتلت صباح أمس قائدا كبيرا من قوات الدعم السريع بشمال ولاية الجزيرة عبر قصف سيارته.
وفي السياق ذاته، أعلن القيادي بقوات الدعم السريع عمر جبريل مقتل اللواء عبدالله حسين قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة.
وتعرضت قوات الدعم السريع مؤخرا لهزائم عسكرية في الخرطوم بحري وأم درمان وكذلك ولاية الجزيرة.
وفي سياق مواز، دانت الأمم المتحدة أمس الأول، الهجمات ضد المدنيين في أنحاء السودان، بما في ذلك قصف سوق في أم درمان أودى بـ60 شخصا على الأقل.
ووصفت منسقة الأمم المتحدة للسودان كليمنتين نكويتا سلامي -في بيان- هجوم السبت الماضي على سوق صابرين وأحياء سكنية في أم درمان بـ”المروع” و”العشوائي”.
وأفاد ناشطون بأن قوات الدعم السريع نفّذت قصفا بالمدفعية استهدف السوق في أم درمان الخاضعة لسيطرة الجيش.
وفي الخرطوم، أسفرت ضربة جوية على منطقة خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة عشرات بجروح، حسب عناصر إنقاذ.
وعبّرت نكويتا سلامي عن أسفها أيضا حيال تقارير تفيد بمقتل مدنيين بين يومي الخميس والسبت الماضيين في ولاية شمال كردفان جنوبا وفي إقليم دارفور غربا.
ومنذ منتصف أبريل/ 2023م، يشهد السودان صراعا بين الجيش والدعم السريع أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 14 مليونا، حسب بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد الضحايا أكبر بكثير مما أُعلن عنه