أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الحلف الكثير لعقاب الأبناء يعد من يمين اللغو، مبينا: أن الآباء أو الأمهات الذين يحلفون على أبنائهم كثيرا لا يقصدون فى الغالب اليمين نفسه ولكن مجرد التوكيد فقط لنية العقاب وغيره، فلا كفارة على صاحبه؛ لعدم قصده الحلف.

وأضاف «شلبى» خلال إجابته عن سؤال: «هل الحلف الكثير لعقاب الأبناء له كفارة؟»، عبر البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أن اليمين ينقسم لثلاثة أقسام باعتبار الأثر المترتب عليه، وهى:

- أولا:  اليمين الغموس: وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في النار، وهي يمين كاذبة يقصد بها صاحبها الكذب، وهذا النوع من الأيمان يؤثم صاحبها علي قولها، ولا يجب فيها الكفارة وذلك لعظم شأنها، ولا يكفرها إلا التوبة إلى الله - سبحانه وتعالى-، وهذا عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة؛ خلافا لفقهاء الشافعية الذين أجازوا فيها الكفارة.

-ثانيا: اليمين المنعقدة: ويقصد بها اليمين التي يكون فيها عزم على فعل شيء في المستقبل، أو ترك فعله في المستقبل؛ كأن يقول الشخص: والله لا فعلن كذا، أو والله لا أفعل كذا، وهو حين يقول اليمين ينوي أن يقوم بذلك، أو أن لا يقوم به، ثم يتبين له بعد حلفه أن الخير في ترك ما حلف عليه، أو فعل ما حلف على تركه، فهنا تجب عليه الكفارة فقط.

هل الزكاة تخرج على الفوائد أم رأس المال.. دار الإفتاء تجيب نسيت صلاة العشاء أمس فهل يجوز قضاؤها في الصباح.. الإفتاء تجيب

- ثالثا: اليمين اللغو: وهذه اليمين لا يترتب على صاحبها شيء من الإثم، وليس فيها عليه كفارة أيضا؛ فالحالف لا يقصد بها اليمين، بل يقصد بها توكيد الشيء، كأن يقول الشخص: لا والله، بلى والله، أو أن يحلف على شيء يظن نفسه صادقا فيه، ثم يتبين له صحة غير الذي حلف عليه؛ فلا شيء عليه لعدم نيته الكذب.

وتابع أمين الفتوى أن الفقهاء قد اتفقوا على مشروعية اليمين وجوازها بشكل عام، فيجوز للشخص أن يحلف مطلقا ما دام صادقا في حلفه، ويجوز للمدعي -في حالة القضاء والتقاضي- طلب حلف اليمين من المدعى عليه في حالة عجزه عن إثبات دعواه.

واستشهد «شلبي» فى بيانه مشروعية الحلف بقوله – تعالى- «ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها»، وقوله- سبحانه-:«قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم».

 

واستدل أيضا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير أو قال إلا أتيت الذي هو خير وكفرت يميني».

 

وأشار إلى أنه يكره الإفراط في الحلف بالله مستدلين على قولهم بقوله - سبحانه وتعالى-:«ولا تطع كل حلاف مهين »، ووجه استدلالهم بهذه الآية الكريمة أنه جاء في تفسير هذه الآية كراهية الإكثار من حلف اليمين، واستدلوا أيضا: بأن الحلف بالله -سبحانه وتعالى- فيه تعظيم له سبحانه عندما يقرن الحالف أحد صفات الله في يمينه، ففيه ثواب للحالف، أما الإكثار والإفراط في الحلف لا يكاد يخلو من الكذب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كفارة اليمين حنث اليمين دار الإفتاء حلف على

إقرأ أيضاً:

أفطرت أياما من رمضان في شبابي ولا أتذكر عددها.. دار الإفتاء توضح الحل

استقبلت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد الأشخاص يسأل عن حكم الإفطار في أيام من شهر رمضان في شبابه وعدم تذكر عدد تلك الأيام. 

أوضح السائل أنه عندما كان شابًا، وتحديدًا في السنة الأولى من زواجه، أفطر عدة أيام من رمضان، لكنه الآن لا يستطيع تحديد عددها بدقة، ويريد معرفة ما يجب عليه فعله الآن بعد أن أصبح رجلًا مسنًا.

إجابة دار الإفتاء عن السؤال
ردت دار الإفتاء المصرية بأن المسلم الذي أفطر أيامًا من رمضان في شبابه، سواء بسبب الزواج أو لأي عذر آخر، عليه أن يقضي هذه الأيام على كل حال.

 

هل النوم عذر لترك صلاة الفجر وأدائها في الصباح.. أمين الفتوى يجيب حكم زواج المسلمة من غير المسلم.. علي جمعة يحسم الجدل بـ«الأدلة»

 

وأضافت الدار أنه إذا كان السائل غير متأكد من عدد الأيام التي أفطرها، فعليه الصيام حتى يتأكد تمامًا من أنه قد أدى ما عليه وأن ذمته أصبحت بريئة من الدين المتعلق بهذه الأيام.

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه إذا كان الشخص عاجزًا عن الصوم بسبب التقدم في العمر أو مرض يمنعه من الصيام بشكل دائم، فإن عليه إخراج الفدية عن كل يوم أفطره، وذلك بإطعام مسكين عن كل يوم. 

وأوضحت الدار أيضًا أنه في حالة ما إذا كان فساد الصوم في تلك الأيام ناتجًا عن جماع في نهار رمضان، فإن عليه كفارة، وهي صيام شهرين متتابعين، أو إطعام 60 مسكينًا إذا كان غير قادر على الصيام، مشيرة إلى أن الكفارة تكون مرة واحدة فقط حتى وإن تكرر الجماع في أيام متعددة.

 

التأكيد على أهمية الصيام وحرمة الإفطار بدون عذر
أكدت دار الإفتاء أن صيام شهر رمضان هو فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، مشيرة إلى قول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾. 

وقد نقلت عن الإمام ابن كثير في تفسيره، أن هذا النص يعد تأكيدًا واضحًا لوجوب الصيام على كل مسلم مقيم يتمتع بصحة جيدة عند دخول شهر رمضان.

كما شددت دار الإفتاء على أن الإفطار عمدًا في نهار رمضان بدون عذر شرعي يُعد من الكبائر التي تنتهك حرمة هذا الشهر الفضيل. واستشهدت بحديث نبوي شريف رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلاَ مَرَضٍ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ».

النصيحة الختامية
اختتمت دار الإفتاء بيانها بنصح كل من أفطر في رمضان بغير عذر أن يبادر بالتوبة الصادقة، وأن يسعى لقضاء ما عليه من أيام أو إخراج الفدية إذا كان غير قادر على الصيام، مع ضرورة تقدير عدد الأيام بناءً على غلبة الظن. وبهذا، يسعى المسلم لتطهير ذمته والوفاء بما أوجبه الله عليه.

مقالات مشابهة

  • طريقة حساب المال المستحق عند فسخ المضاربة.. «الإفتاء توضح
  • حكم نقض الوتر وكيفية الصلاة بعده.. الإفتاء توضح
  • ضمان المنتجات ضد عيوب الصناعة لمدة 5 سنوات.. الإفتاء توضح
  • حكم من مات وعليه ديون وماله محجوز عليه.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي
  • هل الروح تموت أم لا.. الإفتاء توضح
  • أفطرت أياما من رمضان في شبابي ولا أتذكر عددها.. دار الإفتاء توضح الحل
  • واجب في بعض الحالات.. الإفتاء تكشف حكم تغيير الاسم
  • المال المستحق عند فسخ المضاربة وكيفية حسابه.. دار الإفتاء توضح
  • حكم إضافة مصنعية الذهب والفضة: الإفتاء المصرية توضح
  • حكم جمع الصلوات بسبب قرب مواقيتها في فصل الشتاء.. الإفتاء توضح