كيف تعاملت شركات الشحن العالمية مع تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
تكثف حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب الدامية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، مما يؤثرعلى الطريق البحرية الحيوية للتجارة بين الشرق والغرب. وردا على ذلك، أصدرت بعض شركات الشحن تعليمات للسفن بتغيير مسار رحلاتها والإبحار بدلا من ذلك حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح الواقع جنوب غرب دولة جنوب افريقيا، وهو طريق أطول ومن ثم أكثر كلفة.
تنفذ الولايات المتحدة منذ عدة أسابيع ضربات شبه يومية على جماعة الحوثيين التي تشن هجمات بشكل مستمر على السفن العابرة للبحر الأحمر، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يعيش على إيقاع حرب بلا هوادة منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول.
ولم تفلح الضربات الأمريكية حتى الآن في وقف هجمات الحوثيين التي أشاعت الاضطراب في التجارة العالمية وزادت كلفة الشحن، ما دفع كبريات الشركات العالمية إلى التأقلم قسرا مع الوضع وتكييف عمليات شحنها البحرية، إذ قالت مجموعة "سي.إتش روبنسون "المتخصصة في الخدمات اللوجستية العالمية في 22 ديسمبر/كانون الأول إنها غيرت مسار ما يربو على 25 سفينة لتبحر عبر طريق رأس الرجاء الصالح، ومن المرجح أن يستمر العدد في الزيادة.
كما قال مصدر مطلع إن مجموعة الشحن الفرنسية سي إم أيه سي جي إم علقت في الثاني من فبراير/ شباط وحتى إشعار آخر جميع عمليات عبور سفنها مضيق باب المندب دخولا وخروجا من البحر الأحمر، كما قالت المجموعة في 20 فبراير/شباط، إن سفينة الحاويات "جول فيرن" التابعة لها عبرت البحر الأحمر تحت حراسة البحرية الفرنسية.
من جهتها، تتجنب عدة سفن عبور منطقة البحر الاحمر، من بينها شركة "يوروناف" البلجيكية، حيث قالت شركة ناقلات النفط يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر لحين إشعار آخر، إضافة إلى شركة "إيفرجرين" التايوانية لشحن الحاويات وشركة "هاباج لويد" الألمانية وشركة "فرونت لاين" النرويجية وشركة "إتش.إم.إم" الكورية الجنوبية وفضلت هذه الشركات المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وفي نفس السياق، قالت شركة ميرسك، أكبر شركة عالمية للحاويات، لعملائها يوم الثلاثاء 27 فبراير/شباط في بيان، إن عليهم الاستعداد لاستمرار الاضطرابات في البحر الأحمر إلى النصف الثاني من العام والاستعداد أيضا لأوقات عبور أطول في خططهم لسلاسل الشحن والتوريد.
في المقابل، وقع البحارة اتفاقات للحصول على مثلي أجرهم عند دخول المناطق عالية المخاطر وأن يكون لهم حق رفض الإبحار على متن السفن العابرة للبحر الأحمر.
تأتي هذه الإجراء ات وسط جو مشحون بالتقلبات وعدم اليقين، وقال الحوثيون الثلاثاء إنهم لن يعيدوا النظر في هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر إلا بعد أن تنهي إسرائيل "عدوانها" في قطاع غزة.
وردا على سؤال عما إذا كانوا سيوقفون الهجمات إذا تسنى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين إن الوضع سيعاد تقييمه إذا انتهى حصار غزة وسُمح بدخول مساعدات إنسانية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر شركات الشحن البحرية الحوثي الملاحة الدولية فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
لويد ليست: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار القوات المسلحة اليمنية
الثورة / متابعات
حذرت شركات عاملة في مجال الأمن البحرى من أي خروقات او انحرافات للاتفاق المعلن فيما يخص وقف إطلاق النار بغزة قد يقوم بها العدو الصهيوني وأن ذلك قد يؤدي الى استئناف الهجمات من اليمن
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن جاكوب لارسن مسؤول الأمن البحري في “بيمكو” أكبر جمعية شحن في العالم ان وقف إطلاق النار في غزة ما زال يعتبر هشًا، ولذلك حتى الانحرافات البسيطة عن اتفاقات وقف إطلاق النار قد تؤدي إلى تجدد الهجمات البحرية من اليمن
من جانبها قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري ان السفن التي تملكها “إسرائيل” وترفع علمها لا تزال معرضة للاستهداف في البحر الأحمر وخليج عدن
واشارت الشركة الى ان استئناف عمليات الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، يتوقف على مدى استمرار وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت الشركة ” نحذر من الشحن المرتبط بـ”إسرائيل” والتجارة الإسرائيلية في البحر الأحمر معرض لخطر أكبر من الشحن المملوك لأمريكا وبريطانيا حيث لا يزال وقف إطلاق النار هشًا وتستمر المفاوضات الثانوية
من جانبه قال مركز المعلومات البحرية المشترك “JMIC” الذي تشرف عليه البحرية الأمريكية” التهديد في البحر الأحمر وخليج عدن للشحن المرتبط بـ”إسرائيل” أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة “سيظل مرتفعًا”
ذكر موقع “لويد ليست” البريطاني أن” الحوثيين” لا زالوا يسيطرون على البحر الأحمر وإعلان الاتفاق في غزة يفتح الباب أمام إمكانية عودة الشحن إلى باب المندب. مضيفا أن قطاعا كبيرا من الصناعة لا يزال رهينًا بما يقرر “الحوثيون” القيام به بشأن عودة الشحن عبر باب المندب.
وكان مسؤولون تنفيذيون في صناعة الشحن والتأمين والتجزئة قد ذكروا في وقت سابق أن الشركات التي تنقل منتجاتها في جميع أنحاء العالم ليست مستعدة للعودة إلى طريق البحر الأحمر في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بسبب عدم اليقين بشأن ما إذا كان “الحوثيون” في اليمن سيواصلون مهاجمة السفن.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين تنفيذيين في صناعات الشحن والتأمين والتجزئة، إن المخاطر لا تزال مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن استئناف الرحلات عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر الذي يجب أن تمر عبره الصادرات إلى الأسواق الغربية من الخليج وآسيا قبل دخول قناة السويس.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Basic Fun ومقرها الولايات المتحدة، جاي فورمان، والتي تزود الألعاب لتجار التجزئة الأميركيين الرئيسيين مثل Walmart و Amazon.com لا توجد طريقة لأضع أيا من بضائعي على متن قارب سيمر عبر البحر الأحمر لبعض الوقت في المستقبل. وأضاف فورمان: سأنفق الأموال الإضافية، وسأرسل كل شيء عن طريق إفريقيا، لا يستحق الأمر المخاطرة.
وأعلنت شركة “ميرسك” للشحن البحري تحفظها الشديد على العودة السريعة إلى حركة الشحن عبر البحر الأحمر. وأكدت أنها ستواصل مراقبة الوضع عن كثب قبل اتخاذ أي قرار بشأن استئناف عملياتها بشكل كامل في المنطقة.
وقال نائب رئيس الشحن العالمي في مجموعة الخدمات اللوجستية سي إتش روبنسون، مات كاسل: من غير المحتمل أن تشهد الصناعة تحولا كبيرا إلى قناة السويس على المدى القصير. وأضاف أن هذا يرجع إلى التحديات المتعلقة بتأمين التأمين على البضائع نظرا للمخاطر العالية والقيود الزمنية المتصورة، حيث سيستغرق الأمر أسابيعا أو شهورا لتنفيذ خطة جديدة للشحن البحري.
من جانبه قال كريج بول، العضو المنتدب في شركة كاردينال جلوبال لوجستيكس، التي تشمل عملائها شركة بي آند إم ريتيل وبيتس آت هوم: “إذا أوقف الحوثيون الهجمات، فقد يضطر تجار التجزئة إلى الانتظار حتى الربع الثاني حتى تغير خطوط الشحن مساراتها بالكامل”، مضيفا: “ستكون بالتأكيد حالة تجربة الطريق، والتأكد من أن وقف إطلاق النار حقيقي”.
وبالنسبة للسفن الأكبر حجما، مثل الناقلات التي تحمل الغاز الطبيعي المسال، فإن أي استئناف سيستغرق وقتا أطول بسبب مخاطر أكبر إذا تعرضت مثل هذه السفينة التي تحمل شحنة قابلة للاشتعال.
وقالت شركة الشاحن النرويجية والينيوس فيلهلمسن التي تنقل المركبات بالسفن إنها لن تستأنف الإبحار عبر البحر الأحمر حتى تصبح آمنة.
وقالت القوة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر إن تقييمها للتهديد لم يتغير.
ووفق تقارير دولية، أضافت هجمات “الحوثيين” ما لا يقل عن 175 مليار دولار إلى تكاليف الشحن في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024.