سيناريوهات مطروحة.. هذا ما ستفعله إسرائيل ضدّ جبهة لبنان
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
صحيحٌ أنّ مستوى التوتر بين "حزب الله" والعدو الإسرائيليّ يرتفع يوماً بعد يوم بعد تهديدات تل أبيب بشنّ حرب على لبنان وفصل جبهة الجنوب عن قطاع غزة التي يلوحُ في أفقها اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن ذلك يحتاج إلى أرضية تُمهد لتلك المواجهة.. فهل الأمور اكتملت؟ ما الذي قد يحصل؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة؟
تقول مصادر معنية بالشؤون العسكريّة لـ"لبنان24" إنّ إسرائيل وبتلويحها باستمرار هجماتها على لبنان حتى لو توقفت "جبهة غزة"، يرتبط بأمرين أساسيين: الأول وهو أنّ تل أبيب تسعى قدر الإمكان إلى إيجاد سبيلٍ معين و "مخرج عسكري" يعطيها ذريعة لمواصلة القصف ضد لبنان على قاعدة "التصفية البطيئة" للأهداف المطلوبة من دون الإندماج بحرب شاملة يجري التهديد لها يومياً بشكل صوريّ.
أمام كل ذلك.. ماذا ستفعل تل أبيب خلال المرحلة المقبلة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟ السؤالُ هذا يمكن إستشرافه من خلال سيناريوهات أساسية مطروحة، الأول وهو أنّ إسرائيل ستواصل حقاً إستهدافاتها داخل لبنان، فالضربات ستتواصل ضد ما ستسميه "بنى تحتية" لـ"حزب الله"، كما أنها ستستمر بعمليات الإغتيال التي تساهم إلى حدّ كبير بالنسبة لإسرائيل، في الوصول إلى المطلب المرتبط بـ"تطويق حزب الله" نوعاً ما.
عند قراءة التقارير الإسرائيلية بشأن الإغتيالات، سيتم إستنتاجُ أمر أساسي وهو أنّ تصوير تلك العمليات يكون من خلال اعتبارها "إنجازاً" ضد قادة الحزب. المسألةُ هذه ترتبطُ بـ"الحرب الإعلامية" التي تخوضها إسرائيل، في حين أنها تتصلُ أيضاً بالهدف الأول المرتبط بجعل مستوطني شمال إسرائيل قيد الإطمئنان.
عملياً أيضاً، فإن إسرائيل تجدُ نفسها من خلال السياسة المتبعة "تُحقق" القدر المطلوب من الأهداف.. فلماذا ستشنّ حرباً مفتوحة؟ النتيجة هذه يمكن إستنتاجها من التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تدلّ على أن تل أبيب تحقق تقدماً ضد "حزب الله"، تساهم في قتل أبرز قادته المهيئين لإستلام مهمات أكبر لاحقاً، ما يعد إستهدافاً لـ"جيل جديد"، وبالتالي كسر "بنية الحزب" الأساسية. وواقعياً، فإن هذه الأمور تتحدث عنها إسرائيل بشكلٍ علني، ما يُعطي إشارات إلى أنّ السياسة الحالية للمواجهة "تخدمها" من وجهة نظرها ولهذا السبب لن تذهب نحو حرب مفتوحة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة قد تنالها، سواء على الصعيد العسكري أو الإقتصادي وحتى السياسي.
في هذا الوقت، ما يتضح هو أن إسرائيل ترفع من جهوزية الجيش لديها عند الحدود مع لبنان، وهذا الأمر "مفروغ من أمره" صورياً وإعلامياً للقول إن هناك "فزاعة" كبيرة يجب أن يتم التعامل معها بحذر، والمقصود هنا "حزب الله".. ولكن ماذا سيفعل الأخير؟ ومتى سيوقف عملياته؟ هل سيفعل ذلك حقاً حتى وإن توقفت حرب غزة؟
بكل بساطة، فإن ما سيحصل هو أن "حزب الله" قد يُعلن بشكل مباشر أو غير مباشر، وفي حال توقفت العمليات ضد غزة، تجميد كافة هجماته ضد المواقع والأهداف الإسرائيليّة. المسألة هذه ستأتي انطلاقاً من تأكيده الأساسي الذي يشير إلى أن جبهة لبنان مرتبطة بغزة، وإن حصلت التهدئة على أرض الأخيرة، فإنها ستنسحبُ نحو لبنان. أما في حال استمرت إسرائيل بهجماتها، وهذا الأمر المتوقع والبارز حتى الآن، عندها فإن الحزب سيُغير من خطاباته، وسيعتبر ما يحصل دفاعاً عن لبنان أو رداً على عدوان إسرائيلي. وبالتالي، ستكون مهمته مرتبطة بلبنان حصراً. فعلياً، هذا سيناريو مطروح ولا يمكن استبعاده، ولكن قد يكون الحزب مُصراً على ربط عملياته بغزة كي لا ينجرّ وراء الإسرائيليين بفصل الجبهتين عن بعضهما البعض، وهذا الأمر الأكثر وروداً أيضاً.
ماذا سيتوقف إطلاق النار نهائياً؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون مرتبطة بـ"تسوية ما" ستحصلُ لاحقاً وتتبلور في المنطقة. التسوية تلك ستشمل لبنان بشكلٍ أساسيّ إلى جانب غزة، علماً أنّه من الآن وحتى الوصول إلى المعادلات الجديدة في المنطقة، ستستمر المناوشات والتي على أساسها ستُبنى القرارات السياسية. هنا، تقول المصادر المعنية بالشؤون العسكريّة إن الخلاصة المتوقعة هي أن يكون الملف العسكري هو العامل الأساسي لاحقا في التسوية، فإسرائيل ترى أن ما تقوم به ليس كافياً ولهذا ترغب بالمزيد، وكذلك "حزب الله".
في خلاصة القول، هكذا يمكن تلخيص ما قد تشهده الأيام المقبلة من التصعيد، فكل هذه السيناريوهات مطروحة، علماً أن الأمور ستبقى "تحت سقف التصعيد" الذي سيبقى مضبوطاً إستناداً إلى كافة الوقائع القائمة، إلا إذا حصلت مُفاجآت غير محسوبة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتهم حزب الله بالهجوم على موقع اليونيفيل
ألقى الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، باللوم على تنظيم حزب الله في الهجوم الذي استهدف، الجمعة، موقعاً لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) في منطقة شمع، وأسفر عن إصابة 4 جنود إيطاليين بجروح طفيفة.
وجاء في بيان عسكري اليوم أن "حزب الله أطلق سلسلة من الصواريخ من دير قانون أصابت موقعاً لليونيفيل في منطقة شمع جنوب لبنان وألحقت أضراراً به، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود المتمركزين هناك".
إصابة 4 من جنود "يونيفيل" الإيطاليين جنوب لبنان - موقع 24أعلنت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الجمعة، أن 4 جنود إيطاليين أصيبوا بجروح طفيفة خلال "هجوم" جديد على قوة الأمم المتحدة الموقتة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل).كما اتهم الجيش الإسرائيلي التنظيم المسلح، الذي يخوض معه حرباً منذ أكثر من عام، بمهاجمة الموقع نفسه التابع لليونيفيل في شمع وآخر في رامية يوم الثلاثاء بالقذائف.
وذكرت وزارة الدفاع الإيطالية، الجمعة، أن 4 من جنود حفظ السلام الإيطاليين أصيبوا بجروح طفيفة، لكنها لا تهدد حياتهم، في موقع شمع.
وكانت المنطقة مسرحاً للاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ اجتياح الأخير للأراضي اللبنانية في أوائل أكتوبر(تشرين أول) الماضي.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن الجنود أصيبوا بجروح، بحسب التقديرات الأولية، جراء انفجار زجاج بعد سقوط صاروخين من عيار 122 ملم على قاعدة (2-3) في شمع بجنوب لبنان.
وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن هجمات "استخباراتية" على أهداف لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تتعرض لقصف عنيف منذ أسبوع.
#عاجل| الصحة اللبنانية: 10 قتلى وأكثر من 60 جريحاً جراء غارات إسرائيلية pic.twitter.com/ZtmFxP5n87
— 24.ae | عاجل (@20fourLive) November 23, 2024وأضاف ”شملت الأهداف عدة مراكز قيادة لحزب الله ومخازن أسلحة وبنية تحتية إرهابية إضافية. وقد تعمّد حزب الله زرع بنيته التحتية في هذه المناطق المدنية مستخدماً السكان المدنيين اللبنانيين درعاً بشرياً".
ولم تعلن إسرائيل عن الهجوم الذي وقع صباح اليوم على مبنى مكون من 8 طوابق في وسط بيروت، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 آخرين؛ وتشير وسائل إعلام عبرية إلى أنه استهدف مسؤولين كبار في حزب الله كانوا مختبئين فيه.