عبد المعطى أحمد يكتب: التواصل الثقافى مع تركيا
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
سنوات التباعد الماضية مع تركيا لم تمنع التواصل الثقافى بين البلدين بعيدا عن الأجواء الرسمية، فقد ترجم إلى العربية هنا فى مصر شاعر تركيا المهم ناظم حكمت، وروائيها الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب أورهان باموق، كما عرفت مكتبات تركيا ترجمات لنجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وصلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطى حجازى، ولويس عوض، وغيرهم من أدباء مصر.
ومن أدباء تركيا الذين عرفهم القراء العرب، وفى المقدمة منهم قراء مصر: 1- ناظم حكمت الأديب التركى"15 يناير 1902- 3يناير 1963"، وهو أحد أبرز الأدباء الأتراك، كانت عائلته ثرية، وذات نفوذ كبير، وشارك فى حملات سياسية أهمها حملة أتاتورك التجديدية، وبعد فترة قام بالاعتراض على النظام الذى أنشأه أتاتورك، وتم سجنه حتى عام 1950، ثم فر إلى الاتحادالسوفياتى، وكان ناظم شاعرا شيوعيا، ولهذا السبب تم منع أشعاره فى تركيا لفترة.
تميز شعره بالبساطة والوضوح والتطور فى كتابة الشعر بسبب ثقافاته المختلفة، وتعرفه على أدباء مشهورين من دول مختلفة مثل أدباء أمريكا وأدباء روسيا، وحتى أدباء عرب مثل نزار قبانى، وعبد الوهاب البياتى.
2- أورهان باموق كاتب وروائى، وهو أول روائى باللغة التركية يفوز بجائزة نوبل للآداب 2006, ولد فى 7 يونيو1952، وينتمى لأسرة تركية مثقفة، درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه للأدب والكتابة، ويعد من الكتاب البارزين والمعاصرين فى تركيا، وترجمت أعماله إلى 24 لغة حتى الآن، ويقرؤه الناس فى أكثر من مائة دولة، وقد تمت ملاحقته قضائيا أمام القضاء التركى بسبب إهانة الهوية التركية والشخصية شبه المقدسة عند الأتراك، وهى شخصية مصطفى كامل أتاتورك.
• أرجو أن نراجع فكرة اعتبار يوم الاستقلال فى مصر هو الذى أعلن فيه البريطانيون تصريح 28فبراير، وأن يستبدل به يوم 15 مارس 1922 الذى أعلن فيه السلطان فؤاد باسم مصر هذا الاستقلال، وإعلانه ذلك اليوم يوما للاستقلال مع تغيير صفته إلى ملك مصر.
• بعض الأحداث الكبرى تغير ملامح الحياة ومسيرة الزمن، وهذه الأحداث قد تكون واقعا تفرضه الظروف، وقد تكون أقدارا لايعرف الإنسان كيف جاءت وظهرت وتحولت معها صورة الأشياء والبشر، وفى مسيرة الزمن أحداث غيرت وجه الحياة وشيدت عالما جديدا فى شخوصه وصوره، ومهما كانت قدرات الإنسان، إلا أنه كثيرا ماوجد نفسه أمام واقع لم يتصوره أو يشارك فيه، وهنا تظهر إرادة الخالق سبحانه وتعالى، ولايملك الإنسان فيها شيئا، وماحدث فى ملحمة غزة حدث كبيرشاركت فيه عناصر كثيرة، هل هو تخطيط لمشروع كبير أم هو ميلاد لقدرات مجهولة أم هو الظلم حين يتحول إلى طاقة تتجاوز حدود البشر، أم هى إرادة الله حين تتدخل السماء لكى تعيد للحياة توازنها، ويستعيد العدل مكانته بين أطماع البشر، أم أن كل هذه العناصر تجمعت لتصنع معجزة بشرية فى زمن غابت فيه المعجزات؟!
• رفح تعد البوابة الوحيدة التى تربط قطاع غزة بالعالم، والتى تستخدم كمنفذ لدخول المساعدات الإغاثية والإنسانية للقطاع، وخروج الرعايا الأجانب والمصابين لتلقى العلاج والسفر. نزح إليها نحو 1,4مليون شخص يتكدسون فى مساحة لاتزيد على 55 كيلو مترا مربعا، وتعد غزة الأعلى كثافة سكانية فى العالم، إذ يعيش كل 27 فلسطينيا على مساحة متر مربع واحد.!
• بايدن يستطيع لو أراد أن يوقف الحرب فى غزة فورا أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد لو أراد ذلك فعلا، لكن الكلام وتصريحات تهدئة الرأى العام الأمريكى والعالمى شىء، والأفعال على الأرض شىء آخر, بدليل أن أمريكا ترفض حتى الآن إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف الحرب التى تقترب من شهرها السادس، ولاتزال الآلة العسكرية الإسرائيلية والأمريكية تحصد أرواح الأبرياء, وتهدم البيوت، وتدمر كل شىء، فماذا ينتظر بايدن ورفاقه فى البيت الأبيض.؟!
• أعتقد أنه من المهم الآن أن تتحرك الجامعة العربية، وأن يكون هناك إجتماع استثنائى على مستوى القمة العربية لاتخاذ موقف عربى جماعى موحد لوقف العدوان الغاشم على غزة قبل اقتحام مدينة رفح الفلسطينية، وتحويلها إلى شلالات دماء جديدة للاجئين الفلسطينيين.
• لاتوجد فى العالم دولة فقيرة، وأخرى غنية, وإنما هناك أمم تعمل، وأخرى لاتعمل، تماما مثل التخلف والتقدم، والبربرية والحضارة، والجهل والعلم، والفارق دائما وفى كل الأحوال كان هو الإنسان الذى يعمل ويعرق، ويجتهد ويفكر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
د. أحمد فارس يكتب 3 سيناريوهات إسرائيلية لقطاع غزة من بينها تبنى المقترح المصرى العربى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
احتلال غزة وفرض الأحكام العرفيةاستمرار الحصار تحت بند إضعاف حماستبنى المقترح المصرى العربى مع تعديلات
التدمير والقتل الممنهج في قطاع غزة ليس وليد صدفة الأحداث، لكنه خطط مدروسة؛وسيناريوهات معدة من كبرى مراكز الأبحاث في إسرائيل، والتى تستعين بها حكومة اليمين المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافها من الحرب منذ اندلاعها حتى توقفها ومن بعد استئنافها، وبعد تنفيذ المخططات السابقة في تدمير القطاع ليخرج من دائرة قابلية العيش إلى استحالته في ظل تدمير البنية التحتية للمياه والصرف والكهرباء والخدمات الطبية ومنع المساعدات للوصول إلى الأهداف المنشودة.
ولعل ما تمارسه إسرائيل في هذه الأيام بعد استئناف الحرب من خلال الدعم الأمريكي هو ضغوط عسكرية مدروسة على حماس وقطاع غزة، والهدف المعلن منه هو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدي حماس لتهدئة المجتمع الإسرائيلي والتخفيف من الضغط الذى تمارسه عائلات الأسري على الحكومة. وكذلك القضاء على القدرات الإدارية والعسكرية لحماس في القطاع.
ورغم إدراك إسرائيل أن محو حماس بعملية عسكرية أمر مستحيل، وأن عناصر من حماس سوف تبقي في قطاع غزة حتى إن تم تشكيل حكومة بديلة؛ لذلك تخطط إسرائيل وفقًا لما يخدم أجندتها المتطرفة في إبقاء المسئولية الأمنية للقطاع فى قبضة إسرائيل.
ويبرز منذ بداية الحرب الغاشمة لإسرائيل على قطاع غزة حتى انهيار وقف إطلاق النار، ترى حكومة اليمين المتطرف أن تولي حكومة عسكرية إسرائيلية قطاع غزة، صعب وأكثر تكلفة لها.
حتى إن فكرة التهجير الطوعي وفقًا لخطة ترامب حتى إن وصل حد التهجير فيه إلى نصف مليون من سكان القطاع إلى دول أخرى، إلا أن إسرائيل ترى أنه لن يحقق هدفها وبعد عدة سنوات سوف يزداد الإنجاب في القطاع ويعوض هذا النقص وستبقي المشكلة الديمغرافية قائمة.
لذلك عمل التخطيط الاستراتيجي للحرب على إرساء آلية للحكم المدني البديل في غزة، لكنها تريد حكومة وفقًا لرغباتها.
وبات مستقبل قطاع غزة ما بين ثلاثة سيناريوهات بالنسبة لمتخذ القرار في إسرائيل، ولعل السيناريوهات الثلاثة المطروحة حاليًا على طاولة الحكومة الإسرائيلية من قبل مركز الأبحاث التى يعتمد عليها صناع القرار في إسرائيل ومن بينها مركز الأمن القومي الإسرائيلي «inss» لا رابع لها.
احتلال قطاع غزة وفرض الأحكام العرفية.استمرار حصار قطاع غزة تحت بند إضعاف حماس.تبني المقترح المصري العربي لإعادة إعمار غزة مع التعديل، أولا احتلال قطاع غزة وإقامة حكومة عسكرية.تعتمد حكومة نتنياهو على الخيارات العسكرية لتحقيق أهدافها مستبعدة الخيار الدبلوماسي، لذلك تعمد حاليًا من خلال استئناف عملياتها العسكرية بعد الهدنة الأخيرة للضغط على حماس للموافقة على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لإطلاق سراح الأسرى؛ وتستمر في توسيع حملتها العسكرية يومًا بعد يوم، واحتلال معظم القطاع وإعداد الظروف لحكم عسكري.
ووفقًا لرؤية رئيس الاستخبارات العسكرية السابق اللواء «احتياط» تامير همان التى نشرها بمركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي «inss» حكم عسكري إسرائيلي في غزة سيكون له مزايا ولكن التحديات والإشكاليات والأضرار ستكون أكثر تكلفة.
ويرى تامير أن الحكومة العسكرية أفضل من منظور واسع النطاق للأمن القومي الإسرائيلي، حيث يُعزز من قدرات جمع المعلومات الاستخباراتية ويُسرّع من تآكل القوة التنظيمية والعسكرية لحماس، وذلك عن طريق تقسيم القطاع إلى قطاعات إدارية وتعيين مندوبين عسكريين لكل مدينة وحي للتعامل مع السكان المحليين وإدارة الشئون المدنية.
ولكن تكلفة هذا السيناريو ستكون كبيرة على إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا، حيث ستواجه مشاكل كبيرة مع سكان غزة الذين يرفضون الوجود الإسرائيلي بالقطاع، ما يؤدي إلى مواجهات وخسائر في جنود إسرائيل.
كما أن الحكم العسكري يتطلب انتشارًا عسكريًا كثيفًا ما بين 15 إلى 21 كتيبة، وهي قوة تضاهي التشكيلات العسكرية المنتشرة حاليًا في الضفة الغربية، الأمر الذي سيُضعف الجبهات الأخرى، خاصة في الضفة الغربية والحدود الشمالية.
كما أنه سيمثل عبئًا على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث سيترتب على إسرائيل تمويل جميع الخدمات في غزة، بميزانية قد تتجاوز 5 مليارات شيكل سنويًا، وهي التكلفة التي كانت تتحملها السلطة الفلسطينية سابقًا. كما أن استدعاء الاحتياط بهذا الحجم من شأنه أن يُضعف الاقتصاد عبر تغييب عشرات الآلاف من العمال عن سوق العمل لفترات طويلة.
كما يُتوقع أن يُواجه هذا السيناريو رفضًا دوليًا واسعًا، باستثناء الولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى مقاطعة تُضر بالتجارة والاستثمارات في إسرائيل. وقد يترافق ذلك مع تصاعد موجات معاداة السامية في دول الغرب، على خلفية القتال في غزة وتداعياته الإنسانية.
ثانيًا: استمرار حصار قطاع غزة تحت بند إضعاف حماس
من السيناريوهات المطروحة استمرار الحصار تحت زعم إضعاف حركة حماس والعمل على تفجير طاقات الغضب الجماهيرية تجاهها من أجل إفقادها الحاضنة الشعبية لها في القطاع ويعمق الفجوة بين السكان وحركة حماس ومن ثم يؤدي لانهيارها. ويُنظر إلى هذا السيناريو في إسرائيل كوسيلة فعالة في عهد إدارة ترامب، إلا أنه يواجه العديد من التحديات الاستراتيجية، خصوصًا على الساحة العالمية، كما أن هذا السيناريو سيدفع عددًا من السكان إلى الهجرة، لكنه لن يقضي على حماس.
ثالثًا- تبني المقترح المصرى العربى لإعادة إعمار غزة
إن من السيناريوهات الثلاثة المطروحة من قبل مراكز البحث الإسرائيلي أمام صناع القرار في اليمين هو ضرورة مناقشة المقترح المصري العربي لإعادة إعمار قطاع غزة واستقراره وإقامة حكومة بديلة لحماس ويعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية السايق تامير أن هذا المسار أفضل الحلول وسيؤدي للاستقرار على المدى الطويل في ظل إنشاء تحالف دولي للإشراف على إعادة إعمار القطاع وتشكيل قوة أمنية غير تابعة لحماس.
ولن يمثل عبئا اقتصاديًا على إسرائيل ومع مرور الوقت، من المتوقع أن تتآكل قدرة حماس المدنية، ولكن إذا تم تبني هذا المقترح وفقا لـ«تامير» لا بد على الحكومة الإسرائيلية أن تضغط على الولايات المتحدة لإدخال تعديلات على المقترح الخاص بحكومة مدنية فلسطينية بديلة لحماس، بأن يتم وضع إطار أمني يضمن استمرار التعاون بين القوات الإسرائيلية والحكومة الفلسطينية البديلة في غزة، مع ضمان عدم تمكن حماس من تهديد الاستقرار الداخلي ومنعها من استعادة قوتها العسكرية والسياسية.
لويري أن